فيتامين « أ » ليس بمادة عادية يمكن لجسم الإنسان الاستغناء عنها بأي حال، بل هو أحد أهم الفيتامينات الأكثر إفادة للأطفال الصغار وتعزيزاً للحالة المناعية التي تقي أجسادهم الكثير من الأمراض والعلل. هو فيتامين عجيب- بكل تأكيد- يندر وجوده في الطعام، حيث يأتي على هيئة مادة دهنية قابلة للذوبان، وليحصل عليه الجسم فإنه يتطلب غذاءً متوازناً لاسيما من العناصر الغذائية المفيدة كالكبد وصفار البيض والألبان ومشتقاته. فضلاً عن احتواء الفواكه ذات اللون الداخلي الأصفر والخضراوات ذات القشرة الخضراء الداكنة على نسبٍ من هذا الفيتامين تتفاوت من نوع إلى آخر. اكتشف فيتامين« أ » عام 1912م، وجرت تسميته بهذا الاسم كونه أول فيتامين يكتشف. تشير تقارير سابقة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن مئات الآلاف من الأطفال يصابون بالعمى سنوياً نتيجة نقص فيتامين « أ »، وأن ثلثهم يموت بعد مرور أسابيع قليلة على إصابتهم بالعمى. الأبحاث الإكلينيكية ( السريرية ) أكدت إمكانية خفض نسبة وفيات الأطفال ونسبة الإصابة بمرض الحصبة بمعدل ( 60 % ) في حالة في إعطاء الطفل جرعتين متتاليتين من فيتامين « أ »عقب معرفة المرض وتشخيصه مباشرة. تفيد الدراسات والأبحاث العلمية بأن إعطاء الأطفال جرعة مناسبة ودورية من فيتامين « أ » تقلل نسبة المراضة والوفيات لدى الأطفال قبل بلوغهم سن الخامسة. يحتاج جسم الطفل إلى قدرٍ ملائم من فيتامين « أ » لينهض بأداء وظائفه الحيوية على نحوٍ طبيعي متوازن، ولرفع كفاءة جهازه المناعي ضد كثير من الأمراض القاتلة وخاصة الحصبة والملاريا والإسهالات. يكتسب فيتامين « أ » أهمية كبيرة للنظر والنمو الطبيعي ولصحة خلايا وأنسجة الجلد والأغشية المخاطية ولصحة ونظارة البشرة ،حيث يساعد على إنتاج العين للأرجوان البصري الذي يمكننا من الرؤية في الظلام وتمييز الألوان ، كما أن له علاقة بعملية ترابط الخلايا السطحية والأغشية المخاطية لاسيما في الجهاز التناسلي والجهاز التنفسي وخلايا الجلد واللثة ، بالإضافة إلى أهميته الكبيرة للوصول بعملية الاستقلاب إلى نهايتها. تفيد الدراسات أن الذين يتناولون كمياتٍ قليلة من فيتامين « أ » معرضون للسرطان أكثر ممن يتناولونه بنسبٍ جيدة، إذ أن هذا الأمر مرتبط أولاً وأخيراً بنشاط ال (بيتاكاروتين) الكاسح للجزيئات والمقاوم للتأكسد والمسؤول عن عمل الصبغ الجزراني (كاروتينويد) الذي يقي من أمراض القلب والشرايين. يستخدم فيتامين « أ » لمعالجة حالات مرضية واسعة (شريطة استشارة الطبيب قبل تناول جرعاتٍ عالية منه)، ومن المعالجات التي يتيحها هذا الفيتامين:- - التهاب الأغشية المخاطية خاصة في المجرى التنفسي والتي تؤدي إلى التهابات القصبة الهوائية والأنفلونزا والتهاب الحنجرة. - جفاف الجلد المسبب للتقرمز أو التقرن أو التقشر وكذا حب الشباب. - اضطرابات العين مثل الحساسية للنور وجفاف القرنية والملتحمة (الغشاء المبطن للجفن). ولكون اليمن ضمن قائمة الدول التي يعاني معظم الأطفال فيها من نقص فيتامين« أ » وبنسبة عالية ومواتية لبروز الأمراض الناجمة عن نقص فيتامين « أ » برزت ضرورة تزويد الأطفال بجرعة مركزة منه خلال حملات التحصين من حينٍ لآخر سواءً حملات الحصبة أو شلل الأطفال مستهدفة بهذا الفيتامين الفئة العمرية من(9 أشهر-59- شهراً) والتي تعد أكثر الفئات احتياجاً لهذا الفيتامين الحيوي. فيما حرصت وزارة الصحة العامة والسكان على تأمين هذا الفيتامين لتلك الفئة العمرية من الأطفال خلال الحملة الوطنية للحصين ضد شلل الأطفال الجاري تنفيذ جولتها الثانية من منزلٍ إلى منزل في الفترة من(11 – 13أغسطس2014م)، باعتباره فيتاميناً حيوياً يدعم بناء المناعة الجسدية لتزداد كفاءةً وتقوى على مقاومة الكثير من الأمراض المعدية الخطيرة والفتاكة وعلى منعها تماماً من أن تنال من عافيتهم.