احتفلت إذاعة عدن بالذكرى الستين لتأسيسها كأول إذاعة في الجزيرة العربية وثالث إذاعة في الوطن العربي الموافق 17 أغسطس عام 1954م، في أتون وضع سياسي معقد هو في أتم الحاجة إلى إعلام بناء ناشر لوعي وطني وإنساني، ومحرض رئيس على ثقافة السلام والتسامح والقبول بالآخر أكثر من أي وقت مضى, وإبراز مدى أهمية احترام الإنسان وصوته في تاريخ الأمم والشعوب المتقدمة كتأصيل واقعي لمبدأ حرية الرأي والتعبير في إطار العمل الإنساني المشترك في صناعة الحياة على نحو تكاملي لا تحتقر فيه الجهود ولا تضيع فيه الحقوق. وبدأت (محطة عدن للإذاعة) أو “هنا عدن” كأول إذاعة تقدم خدمات مستقرة في المنطقة على فترتين صباحية ومسائية بإجمالي ست ساعات يومياً في الأيام العادية ولمدة اثنتي عشرة ساعة في أيام العطل الأسبوعية من التاسعة صباحاً وحتى الساعة التاسعة مساء, حيث بدأت الإذاعة بثها على جهاز إرسال بقوة 250 وات عبر موجة متوسطة، ارتفع عام 1956 إلى قوة خمسة كيلو وات إلى جانب موجة قصيرة بقوة سبعة كيلو وات ونصف، وفي عام 1984 تم بناء محطة إرسال بقوة 400 كيلو وات ثم أضيف جهازان بقوة مائة كيلو وإن لكل واد منهما على موجتين قصيرتين، ثم أضيفت محطة متوسطة أخرى بقوة 750 كيلو وات. مركز ريادي وعن الذكرى يقول الدكتور عبدالرحمن عبدالخالق أستاذ الأدب بجامعة عدن إن إذاعة عدن ليست رائدة من حيث التأسيس فحسب بل من حيث الأداء الإعلامي والشخصيات الإعلامية التي كان وما زال لها حضور كبير على المستوى العربي. وقال إنه أعطى لمادة الإعلام اليمني التي تدرس في قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة عدن حيزاً كبيراً من المعلومات عن إذاعة وتلفزيون عدن لما يمثلانه من تاريخ كبير للإنسان اليمني والعربي وللأدوار التثقيفية والوطنية التي قدماها على مدى تاريخهما. وقال إن إذاعة عدن لم تكن إذاعة تبث البرامج والأفكار فقط بل كانت متربعة على عرش الإعلام العربي، وكانت تحتل الريادة في الكثير من برامجها مقارنة بالإذاعات العربية المنافسة. وبالمناسبة التاريخية أكد رئيس قطاع البرنامج الثاني لإذاعة عدن الأستاذ يسلم مطر أن الإذاعة احتفلت بعيدها الستين من خلال فعاليات مختلفة أولها عبر برامجها التي تبث عبر الإذاعة وأخرى ثقافية و فنية واستطاعت خلال الفترة الماضية إنجاز كتاب يوثق سيرة الإذاعة، إضافة إلى إنتاج برنامج، وكذا تنظيم معرض صور يشرح ماضي و حاضر الإذاعة ويبين رموز الإذاعة من مسئولين وموظفين حاليين وقدامى، إضافة إلى عرض بعض الصور الوثائقية الخاصة بإذاعة عدن، وذلك بمشاركة شخصيات سياسية و ثقافية و فنية و رياضية، وهناك حضور فني لافت حيث إن الإذاعة قد أخذت على عاتقها أن تكرم الفنانين الذين أسهموا في تاريخ الإذاعة الفني وشاركوا فيها طوعية. وقال “رسالتنا من خلال هذا الحفل أن نلفت انتباه المسؤولين في الدولة إلى القيمة التاريخية والقيمة الاجتماعية والسياسية لإذاعة عدن حتى لا يخنقها الإهمال الذي طال كثيراً من المؤسسات الصحفية والإعلامية على وجه التحديد، ونظرا للوضع السائد في الوطن فإنه لا مدير عام مؤسستنا يستطيع أن يحل مشاكل المؤسسة إلا إذا كانت هناك خطة من الدولة في إجراء إصلاحات للكادر في المؤسسة والوزارة بحيث يشمل ذلك برنامج عمل لتحديث قواعد المؤسسات الإعلامية وفقاً لمقاييس إعلامية ممنهجة من أجل تطوير بنية الإعلام تقنياً وبشرياً، لا كما نرى اليوم مبادرات فردية تموت بتغيير الوزير أو المدير العام وهكذا هو حالنا باختصار فنحن نوجه الكلمة لرئاسة الدولة في الاهتمام بالإعلام فلقد اختلطت الأوراق ولم نعد نسمع أو نقرأ أو نشاهد إلا كل ما يثير النفس ويبعدها عن متابعة الأحداث ويجعل المتلقي قريباً للإعلام المضاد الذي يقوم بتشكيل وعي المتلقي بالطريقة التي هو ينشدها. أهم إذاعة وفي الاحتفالية قالت المذيعة الأردنية ومدير عام إذاعة البلد روان جويسي إننا نحتفل جميعاً بالذكرى الستين لتأسيس واحدة من أهم المحطات العربية “إذاعة عدن” الإذاعة التي كانت مدرسة وصرحاً إعلامياً كبيراً في الساحة الإعلامية والصحفية العربية وكانت رائدة البرامج النوعية. وأوضحت أن الإعلام اليمني والعربي عموماً ما زال بحاجة إلى تطوير في الجانب التقني لمواكبة تطورات العصر كما أن الرسالة الإعلامية بحاجة أيضاً إلى الكثير من الحرية حتى تكون شاملة لكل الناس ومعبرة عن همومهم وتطلعاتهم كافة في إطار التعزيز من القيم الديمقراطية التي تنتهجها بلداننا. البدايات ويوضح الإرشيف الخاص بالإذاعة أنه على مدى انتشار إذاعة عدن في الأثير منذ إنشائها كانت مركز إشعاع ثقافي وإعلامي بارز، استطاعت أن تحوز على الريادة في نشر الوعي الوطني والثقافة والأغنية اليمنية على طول ساحة الجزيرة والخليج ومازالت كذلك, وتبلغ عدد ساعات الإرسال حالياً عبر المحطة الأرضية للإرسال موجة بذبذبة 792 كيلوهرتز و 837 كيلوهرتز 98 ساعة أسبوعياً موزعة في 15ساعة يومياً في الأيام العادية على فترتين، الأولى من الساعة السادسة صباحاً و حتى الساعة الحادية عشرة صباحاً، والثانية من الساعة الثانية ظهراً حتى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل في الأيام العادية، أما في أيام الجمعة وبعض المناسبات الدينية والوطنية فإن الإرسال الإذاعي يتواصل من الساعة السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، بواقع ثماني عشرة ساعة إرسال مستمرة. ويتواصل الإرسال 18 ساعة يومياً عبر القناة الفضائية اليمنية وموجة FM في صنعاء من الساعة السادسة صباحاً وحتى الثانية عشرة مساءً يومياً دون انقطاع لتبلغ عدد ساعات البث الإجمالي 126 ساعة أسبوعياً. ويغطي البث الإذاعي عموم الوطن اليمني كما يصل إلى أجزاء من الوطن العربي وشرق أفريقيا عبر موجة متوسطة على ذبذبة 792 كيلو هرتز وفي العاصمة صنعاء على موجة 837 كيلو هرتز، و على موجة FM عبر ذبذبة ,97 كيلو هرتز، وكذا عبر القناة الفضائية الصوتية اليمنية والتي تغطي مناطق تغطية القمر الصناعي العربي. وتجدد الإذاعة دوراتها البرامجية كل أربعة أشهر بحيث تعمل على تنشيط وسائلها الإبداعية بتجديد أشكال هذه البرامج بما يتلاءم مواكبة التطورات والمناسبات الوطنية والدينية والذوق العام وحاجة المستمعين من البرامج والفقرات والمواد الإخبارية والثقافية والغنائية والمنوعات والموسيقية والتنموية والموجهة ضمن الخارطة البرامجية الفصلية. وإلى جانب البرامج التي تقدم باللغة العربية تقدم الإذاعة فقرات يومية من البرامج باللغتين الإنجليزية والفرنسية، فقد تم استحداث برنامج يومي باللغة الإنجليزية لأول مرة في (1 يوليو 1990) وبرنامج آخر باللغة الفرنسية في (22 مايو 1996) كأول جهاز إعلام يمني يقدم للمستمعين الناطقين بهاتين اللغتين لنقل صورة واضحة عن مجريات الأحداث والتطورات في الوطن اليمني، انطلاقا من الموقع الجغرافي الهام الذي تحتله مدينة عدن باعتبارها العاصمة الاقتصادية والتجارية للجمهورية اليمنية والتي يقصد ميناءها مختلف الجنسيات وتتيح فرصة تواجدها على البحرين العربي والأحمر على مشارف القارة الإفريقية التي ينتشر فيها استخدام اللغتين الإنجليزية والفرنسية لتقدم هذه الخدمة الإعلامية بصورة يومية. وعلى الرغم أن نسب التوزيع البرامجي في كل دورة برامجية ليست ثابتة فهي خاضعة للتنويع وللخطة الإعلامية العامة، إلا أنها قد استقرت بشكل متفاوت في العامين الأخيرين بما يلبي حاجة المستمع من الخدمة الإذاعية. كانت البداية متواضعة للإذاعة وكان يشرف عليها آنذاك مكتب العلاقات العامة والنشر التابع للإدارة البريطانية في عدن، حينها لم يكن البث يزيد عن ساعة و 45 دقيقة في بداية الأمر وبجهود تطوعية من قبل الموظفين والفنيين من أبناء عدن تمكنت الإذاعة من تمديد هذا البث إلى 7 ساعات وبتناوب ثلاثة مذيعين هم “الفقيد الشيخ محمد عبدالله حاتم والشاعران المعروفان لطفي جعفر أمان ومحمد سعيد جرادة”، وكان المرحوم حسين الصافي هو أول من عين مذيعاً رسمياً, أما بالنسبة للتجهيزات التقنية للإذاعة فكانت عبارة عن استوديوهين صغيرين تبث منهما جميع الفقرات البرامجية ومجموعة من الأشرطة والأسطوانات، ولها ثلاث مسجلات ذات الاستخدام المنزلي وغرفة لضابط الصوت، وكان الأثاث فيها شبه معدوم وكان عدد الموظفين 25 موظفاً فقط، وظلت القوة الإرسالية للإذاعة حتى عام 1956م محدودة للغاية وتعتمد كلياً على شركة البرق واللاسلكي البريطانية في تشغيل أجهزة إرسالها التي كانت تتكون من جهاز إرسال بموجة قصيرة قواتها 7 ونصف كيلو وات. مشاريع تطوير الإذاعة أعد في عام 1957م مشروع لتطوير الإذاعة بكلفة 100ألف جنيه إسترليني دفعت من مالية تطوير المستعمرات ورفاهيتها، ومن خلاله تم تزويد الإذاعة بأجهزة حديثة واستمر العمل التطويري للإذاعة حتى عام 1960م حينها افتتح فيها أول قسم هندسي كما استحدث استديو ثالث وعين عدد من المهندسين للإشراف على الشؤون الفنية، وظلت البرامج والتمثيليات تذاع على الهواء مباشرة. أهم كوادر الإذاعة اعتمدت الإذاعة منذ تأسيسها على عدد من الشخصيات والكوادر العدنية ضمت الأساتذة (أحمد محمد الزوقري حسين الصافي عمر محمد مدي منور الحازمي علوي السقاف أبوبكر العطاس محمد عمر بلجون عبدالحميد سلام أشرف جرجرة محمد مدي عبدالرحمن باجنيد خالد محيرز عبدالله عزعزي محمد حامد) وفي الجانب الفني (المهندس رجب عبدالقادر صالح علي عفارة)، كما أسهمت المرأة العدنية في هذا العمل الإعلامي ممثلة ب (صفية لقمان ماهية نجيب سعيدة باشراحيل عديلة بيومي فوزية عمر فوزية غانم عزيزة عبدالله نبيهة محمد) والإنجليزية (مس بيري)، ومن اللواتي عملن في مكتبة الإذاعة (نوال خدابخش فوزية جوباني) ووصل عدد العاملات في منتصف الستينيات إلى نحو 15 فتاة. تطورت الإذاعة على نحو متسارع مع تطور الحياة العامة في عدن في حقبة الستينيات والسبعينيات، وبدأت الإذاعة تنفرد ببث برامج متخصصة تفوقت من خلالها على محطات إذاعية شهيرة أهما صوت العرب إذاعة مصر العربية منها البرامج الرياضية حيث انفردت إذاعة عدن بأول برنامج رياضي ثابت، وبرامج الأطفال التي كانت الإذاعة صاحبة الريادة في هذه النوعية من البرامج الصانعة لثقافة الطفل في الوطن العربي كله، والبرامج الأدبية والدينية والاجتماعية والسياسية خصوصاً في البدايات الأولى لثورة تحرير البلاد من الاستعمار البريطاني. وكان للإذاعة عدد من البرامج منها البرامج الثقافية الأدبية كبرنامج (بريد الأدب في رحاب الشعر) والبرامج التاريخية كبرنامج (أيام خالدات نافذة التاريخ)، والبرامج التربوية والتعليمية كبرنامج (ركن الطلبة تعليم الإنجليزية بالراديو)، والبرامج التوجيهية كبرنامج (أقوال وحكايات أجمل ما قرأت)، وكان قسم الثقافة في الإذاعة يضم مكتبة تحتوي على ألف كتاب متنوع والصحف والمجلات والنشرات اليومية وكلها كانت في متناول جميع العاملين والموظفين في الإذاعة لقراءتها والاستفادة منها في عملهم. برامج المرأة والطفل كانت برامج المرأة والطفل أسبوعية تقدم من إحدى البريطانيات، وطلب الصافي أن يكون البرنامج يومياً لأهميته، فاعتذرت فلجأ إلى الكادر المحلي، فكانت أول من لبت النداء هي السيدة (ماهية نجيب) والآنسات (نبيهة محمد فوزية عمر صفية لقمان نجاة راجح عزيزة عبدالله)، وبعد أن تحول إلى برنامج يومي حمل عنوان (ربات البيوت) وانضم إلى أسرته (فوزية غانم) التي نجحت في إبراز مجلة أسبوعية، وعندما عُينت فوزية غانم وعديلة بيومي رسمياً في الإذاعة تولت فوزية البرنامج وقفز في عهدها خطوات إلى الأمام، كما اهتمت بتقديم برامج أسبوعية خاصة بالأطفال والأغاني الخاصة بهم والتمثيليات، وبرع في هذا الجانب الأستاذ (علوي السقاف) الذي اشتهر بين الأطفال باسم (بابا علوي). البرامج الدينية تناوب الشيخان الفاضلان المرحومان (علي محمد باحميش محمد سالم بيحاني) على تقديم الأحاديث الدينية صباح كل يوم، وفي العام 1957م تمكنت إذاعة عدن من نقل أذان المغرب للمستمعين في شهر رمضان من جامع العيدروس وكذا نقل شعائر خطبتي وصلاة الجمعة أسبوعياً عبر الأثير وصلاة العيدين. البرامج الموسيقية وللأهمية التي يحملها التراث الفني والغنائي للإنسان اليمني كونه الملهم الأول في الساحة العربية ومؤسس الفنون الجميلة كشاهد على العمق التاريخي والحضاري للعربية السعيدة اهتمت الإذاعة بتطوير التراث الغنائي من خلال إعادة تسجيل أغاني المطربين القدامى أمثال الشيخ علي أبوبكر، وأحمد عبيد قعطبي، وعلي عبدالله المسلمي، وإبراهيم الماس وغيرهم، وأفسح لهم المجال فيما بعد لتسجيل إنتاجهم مباشرة في الإذاعة مع فرقة موسيقية متكاملة وتحفيزهم مادياً وبمبالغ متواضعة جداً مقابل تسجيل كل أغنية، وسجلت أيضاً أغان بأصوات نسائية جماعية وقد اشترك في هذه التسجيلات مثل “فتحية الصغيرة صباح منصر” كما ظهرت بعد ذلك الفنانة (نبيهة عزيم) بأغان مشتركة مع الفنانين (أبوبكر سالم بلفقيه محمد صالح عزاني) وتعد الفنانة نبيهة عزيم أول فنانة يمنية عدنية تسجل أغانيها في الإذاعة, وبدأت تتوالى الأصوات الغنائية العبقرية مثل أحمد بن أحمد قاسم، وعبدالرحمن باجنيد، ومحمد سعد عبدالله، ومحمد مرشد ناجي، وبلفقيه وغيرهم من الفنانين والفنانات الذين أثروا الساحة اليمنية والعربية. كما عمدت الإذاعة إلى توثيق التراث الغنائي في البلاد مثل التراث اللحجي الأصيل، والحضرمي والعدني واليافعي والأبيني والصنعاني وغيرها من الألوان الزاخرة بها اليمن آنذاك, وبثها من خلال البرنامج الأسبوعي الأشهر “ما يطلبه المستمعون” الذي كان يقدمه الأستاذ عبدالحميد سلام، الذي ما لبث أن تحول إلى برنامج يومي وصل بثه يومياً لأكثر من ساعة, ولم تكتف الإذاعة بتلك البرامج بل قدمت برامج درامية وتمثيليات ومسريات إذاعية متنوعة وعلى مستوى عال من الإبداع والتفوق على الظروف المتخلفة التي كانت تعيشها البلاد. البرنامج الأكثر استمرارية من أهم البرامج التي كانت تقدمها إذاعة عدن برنامج “العلم والإنسان” أحد أقدم البرامج وأكثرها استمرارية في تاريخ الإذاعة للأستاذ القدير أحمد عمر بن سلمان حيث يتناول البرنامج آخر الاختراعات العلمية وعلاقتها في تطوير أسلوب حياة البشرية, وكان بن سلمان رائداً في تقديم العلم وشروحاته بطرق بسيطة ومفهومة لكل الناس بمختلف مستوياتهم التعليمية، وفي هذا الصدد يقول أحمد عمر في تصريح مقتضب للجمهورية “إنني سعيد للغاية أن يمدني الله بعمر حتى أحضر احتفالية اليمن بالذكرى الستين لتأسيس إذاعة عدن، وهي بيتي الأول والأخير الذي منحته جل اهتماماتي وعمري من خلال برنامجي “العلم والإنسان” الذي أقدمه منذ 49 عاماً وكم أشعر بالفخر الشديد إزاءه لأنه أكثر البرامج استمرارية، ولم تستطع إذاعة عربية أو عالمية حتى “بي بي سي” مثلاً تجاوز مدته الزمنية.