أجواء ما قبل اتفاق الرياض تخيم على علاقة الشرعية اليمنية بالانتقالي الجنوبي    عمره 111.. اكبر رجل في العالم على قيد الحياة "أنه مجرد حظ "..    رصاص المليشيا يغتال فرحة أسرة في إب    آسيا تجدد الثقة بالبدر رئيساً للاتحاد الآسيوي للألعاب المائية    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    سلام الغرفة يتغلب على التعاون بالعقاد في كاس حضرموت الثامنة    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جزيرة ما زالت عذراء، طبيعة ساحرة, تنوع فريد, تمتلك جاذبية وسحراً لا يمتلكها أي مكان في العالم
مرشدون سياحيون: نعمل لأن تكون سقطرى القبلة الأولى سياحياً
نشر في الجمهورية يوم 22 - 09 - 2014

جزيرة ما زالت عذراء , قابلة للكشف والبحث, فكل ما قيل عنها لا يعطيها حقها تماماً, فأنظار العالم متجهة إليها, سياح وباحثون, من مختلف الجنسيات يأتون إليها, على الرغم من توقف السياحة في بلادنا, إلا أن الخط الجوي “الشارقة, الريان, سقطرى” مستمراً دون انقطاع, فهناك جاذبية وسحر لا يمتلكها أي مكان آخر في العالم, طبيعة ساحرة, تنوع فريد, أرض بكر, ثقافة موغلة في القدم, بالإضافة إلى أنها كانت ومازالت واسطة العقد في المحيط الهندي, فهنا مر الكثير من الغزاة, والقراصنة, بل والهجرات التي ربما توقفت, وتركت أثرها واضحاً..
انتماء
مرشدون سياحيون ينتمون إلى سقطرى نفسها, يعدون وجه الجزيرة الأول, ووسيطها الدائم للآخر, بثقة وحب يتحدثون عن الجزيرة والجزر المتناثرة حولها, يعلمونك كيف يكون الانتماء للوطن والأرض وطبيعتها وتفردها, وإن كان لا يخلو من أسى وتوجع لقلة اليد وضيق الحيلة, لكن في حديثهم يبقى الأمل كبيراً بأن لديهم القدرة اليوم لإيصال رسالتهم كاملة عن سقطرى, التي لا بد أن يتغير مستقبلها, وخصوصاً بعد إعلانها محافظة, موفرة العناء والتعب في الانتقال والبحث عن الدوائر الرسمية والحقوق التي يجب أن تصل دون متاعب إلى مدن وقرى عند معيناتها ...تعاتبك كثيراً, أنت الذي أتيتها ربما باحثاً عن المتعة والجمال, واللهفة والدهشة معاً, لتصدمك الحقيقة المرة وإن أراد المرشدون هنا تقديم الأجمل فقط, كنوع من التسويق لجزيرتهم وعملهم الذي يقتاتون منه ويجدون المتعة فيه واللذة معاً..
فرادة
البداية مع مهدي نصيب والذي يعبر عن الجزيرة, وكيف أنه يحتفظ بقصاصات كثيرة يضطر كثيراً لبعثها إلى سياح ووكالات للسياحة عن سقطرى, وما الذي يميزها عن غيرها, فنحن كما يقول نصيب: نكتسب الكثير من الصداقات التي قد تستمر مع بعض الزائرين هنا, فننقل لهم الكثير من التعامل الجميل, المرشد لا بد أن يكون أخلاقياً لأنه الوجه أو البوابة الأولى للجزيرة.. فعلينا أن لا نكون ناقلين للمعلومات فقط, وإن كانت الإحاطة بكل أسرار الجزيرة مهمة, لكن لا بد أن نترك انطباعاً ربما سيصل للعالم أجمع عنا وعن ثقافتنا الأصيلة, عن أخلاقنا وتفكيرنا, عن حبنا, وتعظيمنا, لهذه الفرادة والتميز, فهناك هبة من الله لا بد أن نحافظ عنها.
تاريخ
وعن تاريخ الأرخبيل يقول مهدي: عرفت سقطرى تقريباً منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد وكانت أحد المراكز الهامة لإنتاج السلع المقدسة , ولذلك اكتسبت شهرتها وأهميتها كمصدر لإنتاج تلك السلع التي كانت تستخدم في الطقوس التعبدية لديانات العالم القديم حيث ساد الاعتقاد بأن الأرض التي تنتج السلع المقدسة آنذاك أرض مباركة من الآلهة، وارتبطت الجزيرة في التاريخ القديم بمملكة حضرموت أمَّا في العصر الحديث فكان ارتباطها بسلطان المهرة حتى قيام الثورة اليمنية.
ونظراً لأهمية الدور الذي لعبته الجزيرة في إنتاج السلع المقدسة والنفائس من مختلف الطيوب واللؤلؤ فقد كان لها حضور في كتب الرحالة والجغرافيين القدماء، واستمرت أخبارها تتواتر عبر مختلف العصور التاريخية، وقد احتلها البرتغاليون في مطلع القرن السادس عشر عام (1507م)، ثم احتلها البريطانيون حيث شكلت الجزيرة قاعدة خلفية لاحتلالهم لمدينة عدن عام 1839م.
تنوع
وعما يميز الجزيرة يقول: إن الجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي, وتعتبر موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة, لذا لا يزور الجزيرة فقط سائحون أي باحثون عن التنفيس وقضاء العطلات, بل علماء وباحثون يبحثون عن الجديد, الذي ربما يضيفون فيه شيئاً إلى العلم, بل هناك أنثروبولوجي وعلماء أرض, يريدون أن يكون لهم سبق في اكتشاف شيء مثير, ربما يغير في الكثير من القوانين العلمية التاريخية, وما قصة الكهف عنا ببعيدو الذي تم اكتشاف كتابة قديمة وتم نقلها لدراستها ومعرفة محتواها, قام بها عالم بولندي كما أعتقد, وقد وصل إلى كهف تاريخي, بعد أن دلته امرأة عجوز ترعى الأغنام ولم يذكرها بعد ذلك, وهذا الاكتشاف بخط قديم, فيه من الحروف المسندية ولغة أخرى, لم يفصح عنها إلى الآن.. وهو الدليل على أن حضارات تعاقبت هنا وتركت آثارها دليلاً عليها.
جنسيات
أكثر الجنسيات التي تأتي إلى هنا هي أوربية, فرنسية وبريطانية وإيطالية, ثم بلجيكية وبولندية وأخرى عشقت الجزيرة, فهناك من يعاود المجيء أكثر من مرة كما يقول نصيب, بعضهم يبدي جلالة واحتراماً للمكان فهم يقدسون الجمال, بل ربما يركعون لمهابته وقداسته, لكن البعض القليل منهم, وممن أتوا للنزهة تراهم يعبثون في بعض الأشياء التي شكلتها الطبيعة لقرون ربما, وذلك لعدم وجود حواجز أو حراس يجب أن توظفهم الدولة من أجل هذه الظواهر التي ستتكرر إذا استمر العبث.
غياب وعي
أما عن اليمنيين القادمين من محافظات يمنية مختلفة فحدث عنهم ولا حرج في ذلك فهناك نقص في الوعي البيئي والسياحي كثيراً, إذ يحولون الأماكن كما يقول مهدي إلى ساحات لعب وفوضى فقط, فلا تسمع منهم إلا الضجيج, خصوصاً في أماكن الكهوف والجبال السياحية, التي تتطلب الهدوء والتأمل, لا الفوضى, وهذا هو ما يحدث للأسف الشديد.
تثقيف
عن أبناء الجزيرة يقول المرشد السياحي محمد خليفة بأنه من خلال التراكم والتثقيف المستمر, أصبح لدى أبناء الجزيرة الكثير من الوعي, والإدراك فتجد اليوم مبادرات شخصية لحماية نباتات الجزيرة مثلاً ثم يأتي بعد ذلك من يتبناها ويرعاها من المانحين, فهناك محميات بدأت بجهود طوعية ثم صارت اليوم مزاراً للكثير من السائحين والباحثين.. لكن تظل الجهود مستمرة ليظل الوعي متقداً, لتصبح سقطرى القبلة السياحية الأولى في العالم ،فهناك اليوم شباب من أبناء الجزيرة سيغدون هم الأمل المشرق والوضاء, تجدهم يبحثون عن العلوم التي ستخدم الجميع.
أرقام
وبلغة الأرقام والعصر اليوم لا يعترف إلا بالأرقام كما يقول محمد: تعتبر الجزيرة من أهم مواطن اللبان المشهورة في العصور القديمة، حيث يوجد في العالم بأكمله 25 نوعاً من اللبان منها 9 أنواع مستوطنة في جزيرة سقطرى، سُجل في الجزيرة حوالى 850 نوعاً من النباتات منها حوالى 270 نوعاً مستوطنة في الجزيرة ولا توجد في أي مكان آخر من العالم.
ومن بين الأنواع الهامة والقيمة شجرة دم الأخوين, التي لا بد أن تكون رمزاً قومياً لليمن كلها لا سقطرى وحدها, دم الأخوين الشجرة العلاجية العجيبة هي سقطرى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فلا بد من الحفاظ عليها وعمل مشاتل من أجل بقائها وخلودها فهي تحمل أسماء متعددة مثل: دم العنقاء أو شجرة التنين، وسبب تسميتها بدم الأخوين، تقول الأسطورة إنها نبتت بعد أن قتل قابيل أخاه هابيل وروت دماؤه الأرض.
أهمية
ويستطرد محمد قائلاً: أرخبيل سقطرى يعد نظاماً إيكولوجياً بحرياً مستقلاً، يتمتع بأهمية بيئية فريدة وتنوع بيولوجي هائل ذي أهمية عالمية لا تقل عن أهمية جزر جالا أجوس، وقد وصفه الاتحاد الدولي لصون الطبيعة بأنه “جالا أجوس المحيط الهندي”، وهذه شهادة لا بد أن نعتز بها فنكثف جهودنا من أجل أن تبقى على ذلك, وكلنا أمل بعد إعلان الأرخبيل محافظة أن يكون القادم واعداً بالخيرات لنا ولليمن ككل.
ثقافة
بدوره وجدي عمر يقول: التنوع الحيوي هو ما تتميز به الجزيرة, حيث يوجد بها أكثر من “800صنف” من النباتات منها حوالي 270 نوعاً مستوطنة في الجزيرة ولا توجد في أي مكان آخر من العالم. لكن هناك شيئاً آخر وهو الثقافة والطيبة التي يتميز بها الناس هنا, فهنا ربما تلاقحت ثقافات وحضارات وبقيت لغتنا القديمة السقطرية, التي لا تكتب إنما يتفاهم بها السكان فيما بينهم, لذا الكثير من الزائرين يريد أن يعود إلى بلده وفي جعبته الكثير من الألفاظ والكلمات المحلية, فاللغة فرادة أيضاً وللثقافة والتراث لذا أدرجتها اليونسكو في قائمة التراث العالمي, وهي بالطبع هي من فرضت نفسها.
إهمال
من اللافت للنظر كما يقول وجدي إن الكل مهتم, لكن لا أحد يترجم هذا الاهتمام, إذ لا تجد ذلك في أرض الواقع, فهناك مشاريع كثيرة, ومحميات لكن الآخر هو من يهتم بها, مضيفاً : فأنا لدي محمية, وحصلت على جائزة يابانية, وقد ابدى الأمريكيون رغبتهم في دعم المحمية, لكن الجائزة اليابانية هي السباقة لذلك.
بالإضافة وهو من الموجع أن هناك عدد من إخواننا الخليجيين يقومون بشراء بعض المواقع ثم يتركونها ولا يعمل فيها شيئاً وهو نوع من الإهمال.
أمل
ويأمل صالح السقطري كثيراً بأن تتحسن الأوضاع وتتحسن الخدمات السياحية والفندقية, إذ لا تتجاوز عدد الفنادق أصابع اليد, بالإضافة إلى وجود فندق لكن لا يدخله إلا الأغنياء فقط لارتفاع أسعار خدماته, و يبقى الأمل اليوم والأرخبيل أصبح محافظة بأنه ربما سيكون هناك اهتماماً أكثر ومشاريع ستنفذها الحكومة, التي يجب عليها أن تهتم بالإنسان هنا لأنه مرتكز كل شيء، فالتعليم والصحة والتثقيف السياحي لا بد أن يكون مستمراً, ولا بد أن تتضافر كل الجهود الحكومية والمدنية في هذه الجزيرة.
تنتظر البدء في إنجاز العديد من مشاريع البنية التحتية
سقطرى.. محافظة ولكن..!!
استبشر الكثير بإعلانها محافظة بعد معاناة طويلة بين دوائر عدة, في حضرموت والعاصمة صنعاء, قرار الإعلان وصفه الجميع بالشجاع, وأنه خطوة تحسب لرئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي, الذي أشعر أبناء المحافظة بكينونتهم, وأن هناك من هو مهتم بهم, ويسمع لأناتهم ويحس بمتاعبهم, التي أثقلت كاهلهم.. لكنها تظل منتظرة حتى البدء في البنى التحتية وإعداد الدراسات لها, ليغدو الإعلان واقعاً ملموساً يلمسه المواطن العادي, بل يعايشه.
إصرار
على رغم الإعلان مازالت المحافظة بدون ميزانية محددة, الكثير من المكاتب الحكومية لا وجود لها إلى الآن, لكن الأهالي وبعض الموظفين هنا يعملون, وبإصرار من أجل سقطرى, وأن تأخذ حقها كمحافظة, وإن كانت أولاً بجهود شخصية, فالإعلان ايقظ في مشاعرهم أن هناك شيئاً لا بد من الاحتفاظ به, والسعي ليكون أكثر تطوراً..
التعليم
عبد الكريم السقطري تحدث سقطرى بشكل عام وهمومها, والجزيرة التي تنتظر الكثير قائلاً: هناك صعوبات تكمن في كل الجوانب, والكارثة الكبرى في التعليم والصحة والكهرباء والمياه.. فالتعليم هو ما يؤرق المثقفين هنا فهو يعد من آخر اهتمامات الناس, بل والقائمين على الأمر.. فمثلاً عند إعلان المحافظة أخذت الدوائر الحكومية من المعلمين أكثر من 80 معلماً للتغطية بهم, فحصل عجز واضح في التعليم وقد أثر على العملية التعليمية.. فالمعلمون الذين أخذتهم الدوائر تركوا فراغاً في التربية والتعليم, أي في المدارس, والضحية الأولى هو الطالب.
ضعف
وهو الأمر الذي شدد عليه أيضاً سعد قرحان, مشيراً الي تسرب كبير للطلاب, وعدم اهتمام بالتعليم من قبل الأهالي أحياناً.. بالإضافة إلى ضعف التحصيل العلمي برمته في مدن وأرياف الأرخبيل بشكل عام.. مضيفاً: الجانب التعليمي فاشل بالمرة, ولا شيء يبعث على التفاؤل إلا إذا تحركت الجهات المسؤولة وبحثت عن حلول سريعة لهذه المعضلة.
احتياج
أما عبد المحسن فيرى أن التعليم في اليمن ضعيف بشكل عام, بل مصاب بالشلل حد تعبيره, فالمدارس تحتاج لمدرسين في المواد العلمية التي تكاد تكون غائبة جداً, إلا في النزر القليل من المدارس, التي قد يوجد فيها معلم واحد, فمواد الرياضيات والكيمياء والفيزياء تحتاج لمدرسين أكفاء على وجه السرعة, بل يجب أيضاً أن يتم تأهيل مدرسي المدارس أكثر بدورات مكثفة.
بطالة
يبلغ عدد سكان الأرخبيل أكثر من ستين ألف نسمة, لكن نسبة الموظفين كما يقول الأهالي لا تتجاوز 4000 آلاف موظف في مختلف الدوائر, وفي حين أن الاعتماد الكلي للمواطنين فيها ليس على التوظيف بل على الهجرة حيث نسبة المغتربين كبيرة, إلا أن البطالة أيضاً تنخر في الشباب, وهناك الكثير من الخريجين على الرصيف ينتظرون حظهم في الالتحاق بخدمة بلدهم, وهذا ما يؤكده عبد الكريم والذي يقول: الاعتماد الأكثر على ذوينا في الاغتراب, البالغ عددهم تقريباً 17 ألف مغترب, لذا كان على الدولة أن تتجه إلى الشباب من الخريجين وتعمل في توظيفهم في سائر الدوائر, فالشباب الخريجون مرميون في الطرقات بطالة, من باب “خذ شهادة وخليك في البيت”.
الصحة
تعد الصحة فصلاً كبيراً للمعاناة المتكررة في جزيرة كان من الطبيعي الاعتناء في هذا الجانب المهم الذي يمس حياة المواطن, فهي مأساة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى, سقطريون كثر تجدهم في مستشفيات المكلا أو صنعاء, قدموا بحثاً عن الشفاء من أمراض كان بالاستطاعة معالجتها في الجزيرة إذا وجد الكادر المؤهل, او المستقدم إليها, لكن لا حياة لمن تنادي.
خليفة
مستشفى الشيخ خليفة, مستشفى حديث, بني على نفقة الإمارات كمكرمة لأبناء الجزيرة, إلا أن الطاقم التشغيلي ثلثهم إن لم نقل نصفهم متعاقدون ويتقاضون من حوافز الشيخ خليفة, ولا دعم حكومي, لذا ينتظر القائمون عليه أن تلتفت الحكومة لمطالبهم في الاهتمام بالمستشفى وكوادره، والعمل على أن تكون الجزيرة خالية من كل الأمراض والأوبئة.
الطيران
من أكثر القضايا التي تؤرق الناس هنا مشكلة الطيران, التي يقول عنها عبد الكريم بأنها من أكثر المشكلات التي تبحث عن حلول سريعة, ويضيف: لسنا الوحيدين في معاناتنا المؤلمة والمحرقة للذهن والأعصاب، فبما أننا نعيش في أجمل جزر في الوطن العربي, بل في العالم أجمع, فلا بد أن يكون الاهتمام بنا أفضل في مجال الطيران, هذا الأمر هو ذاته الذي يشرحه الكثير من السقطريين, فهوهمُ يتجرعوه, حيث أسعار التذاكر لا يستطيع شراءها الكثير من الناس .. وهنا نوجه نداء خاصاً لطيران اليمنية أن تمنح سقطرى ميزات تراعي فيها حالة الناس وبعدهم عن العاصمة, أو المدن اليمنية الاخرى, وهو ما نأمله.
مطار
مطار سقطرى حديث الزائرين والمقيمين معاً فهو ما زال صغيراً, ولا يمكن أن يكون خاصاً بإحدى أهم بقاع الأرض التي تستقبل سنوياً آلاف السياح ومن مختلف الجنسيات, لذا يرى المواطنون أن يكون مطاراً حقيقياً, له مساحة واسعة, وصالات استقبال تليق بمكانة الجزيرة, خاصةً وأنها تدر ملايين الدولارات على البلد فلا بد من بناء مطار يليق ولكي لا نكون أضحوكة للعالمين.
ميناء
مجرد لسان بحري هو ما يستخدم كميناء لجزيرة سقطرى وعلى الرغم من وجود دراسات عديدة وقرارات لجعل ميناء سقطرى من أكبر الموانئ في بلادنا لموقعه وأهميته الاقتصادية، فضلاً عن كونه الشريان المهم للجزيرة بعد المطار, والذي من خلاله تستقبل الجزيرة احتياجاتها من المواد الغذائية والمستلزمات الأخرى.. وكانت الحكومة قد بادرت بإنشاء لسان بحري عام 1996م بطول 280مترا وعرضه 10أمتار، وتشهد الجزيرة حركة تجارية من خلال الواردات من داخل الجمهورية أو من الدول المجاورة (الخليج والصومال)، وجرى الحديث مؤخراً عن الميناء الجديد, لكن لا جديد في الافق كما يقول بعض أبناء الجزيرة غير الوعود والوعود فقط.
محميات
من أروع الأماكن السياحية “دطواح” وهي محمية تقع في إطار مديرية قلنسية, تبعد عن عاصمة الأرخبيل, حديبو مسافة ساعة ونصف شرقاً وهب بحيرة بساحلها الجميل ورملها الناعم الكثيف, أكثر ما يتواجد فيها من الطيور المهاجرة إليها في الشتاء, ومن الملاحظ أنها لا تخلو يوماً من السياح, الذين يستمتعون بمشاهدة أسرب الطيور, بالإضافة إلى سياحة المشي على الرمال, مع مراقبة الشروق والغروب فيها بتلك الجاذبية التي قد لا تجدها في مكان آخر في العالم, وهناك أنشطة أخرى يمكن للسائح القيام بها منها زيارة الكهف وتسلق الجبال المحيطة ورحلات بحرية لممارسة رياضة الغوص وغيرها.
إهمال
لكن مثل هذه المحميات تحتاج إلى لفتة من القائمين على الأمور كما يقول بعض المرشدين إذ من المشاهد أن الخدمات في المحمية تكاد تكون معدومة مثل المطابخ والحمامات, ولا أماكن للظل والراحة والنوم.. كما أن هناك أسراً قبلية كلها تدعي بملك المحمية, لذا حين يعمل البعض على توفير خدمات يأتي الآخر ويدمر ما بنى السابق, فحدثت مشكلات كثيرة بين هذه الاسر, فأصبحت المحمية لا تدر شيئاً للمنطقة على الرغم من وجود مستثمرين يريدون بناء مرافق سياحية, لكن يجدون الرفض من قبل المالكين كما يدعون.
عومق
الأمر ذاته في مخيم عومق, كمثال آخر عن الإهمال الذي تتعرض له المواقع السياحية, على الرغم بأن هذا المخيم يوجد فيه بعض الخدمات البسيطة كالمطاعم وعشش الظل والراحة إلا إنها متواضعة وكأنك تعيش في القرون الوسطى, بالإضافة إلى أن القائمين على هذه المواقع يحتاجون للتدريب أكثر في مجال تقديم الخدمات السياحية للسياح والزائرين, إضافة إلى الاحتياج الكبير لصيانة وسائل الطاقة الموجودة في المخيم.. والعمل على تطوير الأداء والذي لن يكون إلا بتعاون المسؤولين في مكتب السياحة وإدارة مخيم عومق الذي يعد من أجمل الأماكن السياحية في الأرخبيل .
أمل
محافظ سقطرى سعيد سالم باحقيبة أبدى سعادته البالغة بأن الاهتمام بسقطرى ليس من قبل أبنائها فقط, بل من قبل الكثير من شباب الوطن, فهي محافظة تشمل أرخبيلاً متنوعاً تعد واعدة بالخير لهذا الوطن, الذي سيكون القادم أجمل بإذن الله في ظل توافر إرادة صادقة نحو البناء والتعمير.
لم يتم إمدادها بالكهرباء حتى الآن, وأغلب موظفيها متعاقدون
إذاعة سقطرى.. رئة لا تتنفس طويلاً..!
.. نعيش في عصر المعلوماتية والإعلام, لكن من المحزن أن سقطرى بعيدة كل البعد عن ذلك وعن وسائل الاتصال, ورغم أن وزارة الاتصالات بدأت بمد البيوت فيها بخطوط إنترنت, إلا أنه مازال يعاني الكثير من الضعف, أما عن الإذاعة فالأهالي لا يسمعون إلا إذاعتي المكلا أو سلطنة عمان, أما الإذاعات المحلية الأخرى فبثها يصل أحياناً في أواخر الليل.
إذاعة
وقد تم التفكير مؤخراً بإقامة إذاعة محلية للجزيرة فتم افتتاحها قبل عام تقريباً, لكن مازالت تراوح مكانها برأي بعض سكان الجزيرة ومن العاملين فيها, إذ ساعات البث لاتزال ثابتة كما هي وأكثر الموظفين في خانة التعاقد, وبميزانية لا تفي كتشغيل, لذا فأن اللمسة الأولى في الافتتاح تريد أن تتبعها لمسات قادمة تكون أكثر رفداً ومعيناً للنهوض بهذه الإذاعة, بل تطويرها لتصير قناة ولم لا، والذي لن يكون إلا من خلال الاهتمام بالكادر والعمل على تثبيت المتعاقدين, وزيادة دورات التدريب والتأهيل, لكي يوصلوا الرسالة الإعلامية بدراية وتمكن.
مساحة
الإذاعة وبرامجها لا تلبي شيئاً من رغبات المواطن, الذي يتطلع أن تكون أكثر نوعية وتطوراً, وأن تبث ساعات أطول.. بالإضافة إلى إنهم يحلمون أن تكون لسقطرى مساحة في القنوات الرسمية وفي الخاصة أيضاً إذا أمكن .. مهدي نصيب يقول: من خلال عملنا واحتكاكنا للكثير من الزائرين للجزيرة خصوصاً من الأجانب, إضافة إلى إلمامنا باللغة الإنجليزية نعرف أن هناك الكثير من الأفلام أنتجت عن سقطرى في أوربا, لكن إلى الآن المشاهد اليمني لا يعرف عنها شيئاً, فما أحوجنا أن تترجم, ويتم بثها باللغة العربية في القنوات الرسمية أو الأهلية.
سلعة
ومن موقعه كمروج سياحي ومرشد يرى مهدي بأن الإعلام مهم جداً للغاية ويقول: نحن بحاجة للترويج السياحي عن هذه الجزيرة, التي قلنا عنها بأنها تعد من أجمل الجزر العربية, بل أن البعض يصنفها من عجائب الدنيا وبشهادة الغير لا نحن.. ومن هنا نقول بأن إذاعة لا تكفي, لا بد من الاهتمام الإعلامي القوي والممنهج, حتى نستطيع أن نعطي الأرخبيل حقه, فاليوم أصبح لازماً علينا التسويق الجاد, فالسياحة سلعة كأية سلعة, تحتاج لكل الوسائل لعرضها, فهناك بلدان أخرى تقل عنا جمالاً وتميزاً إلا أنهم سبقونا ملايين المرات في الإعلام والتسويق.
برامج
ويستطرد مهدي قائلاً: فلدينا برامج ومشاريع نريد عرضها للعالم لكن كيف ؟, والقنوات الإعلامية لا تخصص شيئاً يذكر عن الجزيرة إلا في بعض الريبورتاجات التي تأتي عرضاً, نحن نريد مساحة في الإعلام ليستطيع المواطنين في الجزيرة التعبير فيها وبقوة عن أحلامهم وطموحاتهم.
مغيبة
الأمر ذاته هو ما أورده عبدالكريم السقطري، والذي يرى بأن الجزيرة شبه مغيبة في الإعلام سواء الصحف أو القنوات التلفزيونية, مضيفاً: فلا بد من أن تخصص لسقطرى الأعمدة الصحفية والبرامج المرئية, لنعطيها حقها على أتم وجه, ولا يكون الاهتمام بها موسمياً وفي الأعياد فقط.. أما الحديث عن الإذاعة فمؤسف, حيث ننتظر التوظيف منذ سنتين, وهي لا تغطي ربع مساحة سقطرى, بالإضافة إلى أن الوضع مزر للغاية, فهي تعمل على مولد خاص، ولم تمنح خط كهرباء رغم قرب الخط “ الكانبات “ من المؤسسة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.