قصة نجاح ..عنوان يلخص انطلاقة مشاركتنا في منافسات تنس الميدان ,بعد فوزين تحققا عن طريق اللاعبين غسان العنسي وشيماء العلفي على العملاق مكاوي (الصين) ولاعبة النيبال.. لنكتشف أن الفوز ليس معناه التأهل إلى الأدوار التالية من البطولة بقدر ما يحكي قصة نجاح بطلاها العنسي والعلفي في التجمع الآسيوي العالمي. قصة نجاح..تعلمنا كيف يكون الإصرار والتحدي وكيف هي النواة الحقيقية لمشروع البطل الذي يقهر كل التحديات في سبيل الوصول إلى الأهداف المستقبلية. نعم درس الأمس أو منافسات تنس الميدان أمس حملت في مضامينها أنموذجاً لمن ينحت في الصخر ليس كمثال لمن أراد التعلم في الكبر وإنما لمن بمقدوره التغلب على الظروف والمعوقات ومواجهة عناصر الفشل كما هي من حولنا وما أكثرها. قصة النجاح كتبت سطورها في الصالة المغلقة لتنس الميدان بمدينة أينشيون الكورية الجنوبية التي شهدت البارحة فوزين يمنيين سجلهما جد واجتهاد كل من غسان العنسي وشيماء العلفي في معركتين انتزعت نتيجتهما بقوة الإرادة والرصرار. العنسي قدم أداءً فاق المتوقع وجذب حضوره المبهر لاعبي الدول العربية الأخرى الحاضرة لتصفق له مع كل نقطة جديدة يحرزها ونفس الحال كان مع بنت اليمن شيماء التي تفوقت على نظيرتها النيبالية بمجموعتين دون مقابل (6 / 4 - 6 / 1). الفوزان يضع اللاعبين في تحدٍ أكبر حيث سيلاقي اليوم غسان لاعب الصين تايبيه المصنف 130 عالمياً وتقابل شيماء بطلة تايلند المصنفة 96عالمياً. وفي تصريح خاص عبر اللاعب غسان العنسي عن سعادته الكبيرة بهذا الأداء والفوز الكبيرين وقال: سعادتي لا توصف وكم هي البهجة في قلبي وها أنا وعقب الفوز الصعب على بطل مكاو أحلّق بجناحات السعادة إلى أفق النشوة والسرور.. وأهدي الفوز لليمن ومن هتف لي من على المدرجات وكل من أسهم في وصولي إلى ماأنا عليه اليوم. وأضاف:أديت أداءًً ممتازاً وهو يوم سيخلد في ذاكرتي وتمكنت من تعويض التأخر في المجموعة الثانية والتعادل من ثم الظفر بأشواط المجموعة الثالثة وحسم التأهل إلى الدور الثاني بنتيجة نهائية مجموعتين مقابل مجموعة واحدة ( 3 / 6 - 7 / 6 - 6 / 2) وهو الانتصار الأهم في مسيرتي الرياضية. مشيراً إلى أنه لأول مرة يلعب في صالة مغلقة الأمر الذي جعله يفقد التركيز في بعض فترات المباراة كنتيجة لتراجع أدائه في المجموعة الأولى وخسارته بعد أن كان متقدماً. مؤكداً أن اللاعب المحترف يمتاز عن غيره بقدرته على العودة من جديد إلى أجواء المباراة بعد أن يفقد تركيزه على تفاصيل اللقاء ,وعلى اللاعب معرفة العوامل والطريقة في سبيل تحقيق ذلك على اعتبار أن التركيز على اللعب طوال وقت المباراة أمر صعب والهفوات على أرضية الملعب شيء وارد وكيفية التعويض هو دليل الاحتراف والوعي الذي وصل إليه اللاعب.. منوهاً أن مشاركته في فئة الرجال هي الأولى وعبر أسياد كوريا الجنوبية وأنه عاقد العزم والنية على المضي قدماً في تحقيق النتائج الإيجابية بصرف النظر عن هوية أو تصنيف اللاعب الذي سيقابله موضحاً أنه وبعد الفوز أمس اكتسب ثقة حولته إلى رياضي أكثر نضوجاً ووعياً وأكثر قدرة على العطاء في الملعب. وزاد بالقول: هناك محطات لكل لاعب ونتيجة الأمس هي الأروع حتى الآن وأعتز كثيراً بما حققته حتى اللحظة في الأسياد فما وصلت إليه هو باجتهاد شخصي في إشارة إلى أن اللاعب لا يجب أن يقع في خانة الاتكال على الغير والبحث عن المحبطات والسير بخطوات إلى الخلف وجعل الفوز وتحقيقه دافعاً له للمبادرة والتفاني وبذل المستحيل بغية تحقيق الانتصارات. وأبدى العنسي أسفه من اللاعب الذي يجد في الظروف المحيطة عذراً شرعياً لأي إخفاق أو فشل رامياً المسببات نحو الآخرين ليجرد نفسه من المسؤلية التي تقع على عاتقه وهو تشريف الوطن ورفع علم بلاده عالياً. واستطرد قائلاً:لم أعد أخاف شيئاً وحلمي تحقيق الفوز وأن أصل إلى فئة أحسن.. 100 لاعب في العالم ومواصلة دراستي الجامعية ,وما نحتاج إليه كرياضيين ولاعبي منتخبات هو الاحتكاك وكثرة المشاركات للاستفادة من الآخرين وتحسين التصنيف. وطالب الاتحاد العام للعبة ووزارة الشباب والرياضة بتقديم المزيد من الدعم كون ما هو موجود ليس كافياً لبلوغ التطور المنشود. واسترسل في حديثه: في مرات لا نجد كرات للعب ومستلزمات وأساسيات تنس الميدان تغيب عن كثير من ممارسي اللعبة في المحافظات، فمثلاً تعز الحالمة لا يوجد فيها ملعب وكثير من اللاعبين ابتعدو وهجروها وإن استمروا في تمارينهم لكانوا اليوم أبطالاً كبار يشرفون الوطن ويحققون الإنجازات. كاشفاً في اخر كلماته ظروف الاستعداد للمنافسة في أولمبياد آسيا بكوريا الجنوبية والمتمثل في تمارين مكثفة تحت قيادة المدرب الجزائري علي سعيداني ولمدة 3 أيام فقط قبل السفر إلى مدينة أينشيون. من جانبها لم تخف شيماء العلفي وفائها لزميلها غسان الذي كانت له بصمات في مساعدته في توجيهها ومرانها وإعدادها بدنياً وفنياً. مؤكدة على المعنيين أن لا يحضروا وقت الفوز فقط للمفاخرة ونسب الإنجاز لهم وابتعادهم عند الخسارة. وأعربت شيماء عن سعادتها بهذا الإنجاز الرياضي الرائد في حياتها رغم تواضع استعدادها للدورة والمتمثل في إقامة معسكر داخلي لمدة 3 أيام وكانت للمدرب الجزائري علي السعيداني الذي انقطع ثم عاد بصمة تدريبية ومساهمة تأهيلية محدودة لإمكاناتها. مشيرة أن الله عزو وجل سبب توفيقها ثم اجتهادها الذاتي وأن فوز الأمس سيعطيها حافزاً ودافعاً لتمثيل مشرف يليق بالرياضة اليمنية معربة عن أملها في إعادة النظر لواقع اللعبة في الوطن من خلال الاهتمام بإقامة المعسكرات الخارجية وتوفير الأدوات الأساسية والملابس والملاعب الخاصة باللعبة على مستوى المحافظات. يذكر أن عدد الدول المشاركة في لعبة تنس الميدان في أسياد كوريا الجنوبية يبلغ 42 دولة وأن مباريات الأمس تأجلت لساعتين بسبب الأمطار, سيقام بعد اللقاءات الفردية لغسان وشيماء مباراة التحدي في منافسات الزوجي أمام كوريا الجنوبية. - قام الأخ محسن صالح رئيس البعثة الرياضية بتسليم الفائزين غسان العنسي وشيماء العلفي جائزة نقدية 200 دولار لكل لاعب عقب المباراة. - تواصل المنتخبات اليمنية في القرية الأولمبية بكوريا الجنوبية استعداداتها للمنافسات القادمة بالتزام وتفانٍ وبتمارين على فترتين صباحية ومسائية. - اليوم تواصل لعبة البولينج عطائها وعلى ممرات المنافسة بعد أداء جيد أمس للاعبة مليحة العزاني التي قدمت عرضاً نال الاستحسان في الفردي كما يجرى صباحاً الاجتماع الفني للعبتي القوى وتنس الطاولة وتستكمل السباحة مساء غمار المنافسة عبر اللاعب يوسف محمد النهمي 50 متراً/ فراشة وتخوض رفع الأثقال التحدي يوم غد في حين يبدأ تنس الطاولة مشاركاته يوم السبت وألعاب القوى الأحد المقبل