على الشمال الشرقي لمحافظة إب وعلى سطح جبل يحصب الأثري تقع مديرية يريم التي سُميت كما يقول المؤرّخون باسم أحد ملوك حمير وأخذت دوراً عظيماً أيام الحميريين وتقع على ارتفاع2400كم فوق مستوى سطح البحر , وعلى مسافة 50كم جنوب مدينة إب, و30 كم شمال مدينة ذمار. . وعلى بعد 20كم في الجنوب الغربي من مدينة يريم تقع ظفار، وهي عاصمة الحميريين، وبها آثار عظيمة وصهاريج أثرية فخمة، وتحف نفيسة، وتماثيل منقوشة على الحجار في الجبال، وأخاديد اصطناعية في أغوار الجبال. وتعد مديرية يريم ثاني أكبر مديريات محافظة إب بعد مديرية القفر, حيث يبلغ عدد سكانها 175014نسمة, من إجمالي عدد سكان المحافظة البالغ 2131861نسمة وفقاً للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت للعام 2004م وتبلغ مساحتها 581.00 كم مربع, وتعتبر جبال (يريم) من أهم المرتفعات الشمالية للمحافظة السياحية اللواء الأخضر، وأشهر جبال هذه المرتفعات جبل بني مُسلم الذي يرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي(3000) متراً غرب مدينة يَرِيْم على بعد حوالي (20 كيلومتراً) ، ثم جبال ظفار وتقع جنوب شرق مدينة يَرِيْم على بعد حوالي(20 كيلومتراً) أيضاً وهو مقر الدولة الحميرية بعد مأرب، ثم جبال شخب عمار وكحلان في بلد خُبان عمق ما يسمى بالمناطق الوسطى. موسم إنتاج البطاط!! وتشتهر مديرية يريم بالزراعة, وتعتبر واحدة من أهم المديريات الزراعية في الجمهورية حيث يوجد فيها وادي قاع الحقل أحد أشهر أودية اليمن, والممتد على الطريق الرئيسي الذي يربط محافظة إب بالعاصمة صنعاء وهذا الوادي يعتبر واحداً من أهم الأودية الخصبة في اليمن حيث يشتهر بزراعة “البطاط والقمح” والذي يتم تصديرها إلى مختلف محافظات الجمهورية, وتتم الزراعة في هذا الوادي في العام مرتين فقط لكون مناخ هذه المديرية من المناخات الباردة جداً ويعتمد الأهالي في زراعتهم على الأمطار الموسمية, وكذا الآبار الارتوازية المنتشرة بشكل كثيف في هذه المديرية وخاصة في قاع الحقل والتي أصبحت عاملاً مهماً للزراعة وخاصة «البطاط» في حال تأخر نزول الأمطار. وتعد هذه الأيام موسماً مهما للأهالي في حصاد أنواع الزراعة المختلفة وتحديداً البطاط التي قضت على كثير من المحاصيل الزراعية الأخرى التي كانت تشتهر بها المنطقة، إذ لجأ معظم المزارعين إلى زراعة البطاط التي تدر على الأهالي الكثير من الأرباح التي تختلف من موسم إلى آخر بحسب جودة الإنتاج من جهة، والظروف المناخية، ووجود أسعار مناسبة تحقق الأرباح للمزارعين من جهة أخرى. ويشكو الكثير من المزارعين الذين يعتمد 80 %منهم على الزراعة من عدم وجود أسعار ثابتة لمحاصيل البطاط التي لا تكون أحياناً أسعاراً تتناسب مع مستوى الإنفاق خاصةً مع ارتفاع كثير من أسعار المواد التي يستخدمونها لزراعة البطاط كالبذور المستخدمة للزراعة والتي ارتفع أسعارها في السنوات الأخيرة بشكل كبير بحسب ما يراه الكثير من المزارعين.، وبعيداً عن محصول زراعة البطاط تشتهر منطقة يريم بزراعة محاصيل أخرى كالبطاط والقمح والحنطة والشعير والشام والذرة والفاصوليا والعدس والفول (القلاء) الصغير والكبير خصوصاً في المرتفعات الجبلية تحديداً كما يتم فيها زراعة بعض الخضروات كالبصل والثوم والجزر والكوسة، وغيرها من المحاصيل التي اشتهرت بها هذه المديرية والتي وللأسف بدأت هذه المحاصيل بالانكماش والتلاشي بفعل إقبال الناس على زراعة البطاط وإهمالهم لبقية المحاصيل الأخرى التي كانت تشتهر بها هذه المناطق الزراعية, بفضل الآبار الارتوازية التي يتم حفرها من قبل الأهالي لمساعدتهم في عملية السقي للمزروعات. معاناة لا تنتهي!! شوارع مدينة يريم لا تزال من أبرز الشواهد حول مدى النسيان والمعاناة التي يعاني منها سكان هذه المدينة حيث تتحول مواسم الأمطار إلى موسم للمعاناة لأهالي هذه المدينة كونها تُحول المدينة إلى بركة ومستنقع آّسن تتجمع فيها القاذورات وتنبعث منها الروائح الكريهة حتى تكاد تتحول شوارع المدينة إلى مكان لتصدير الأمراض والأوبئة, وأصبحت هذه الأمراض ماركة مسجلة باسم شوارع مدينة يريم بحسب ما يراه الكثير من الأهالي الذين ينتظرون بفارغ الصبر من يقوم بتخليصهم من هذا الحمل الثقيل التي وضعته على كاهلهم السلطة المحلية في المديرية والمحافظة على حد سواء لأسباب لا يعرفها إلا أولو العزم من أرباب السلطة في هذه المدينة المغمورة. أما في غير مواسم الأمطار فحدّث عن شوارع مدينة يريم ولا حرج, فالحفر والإسفلت المكسر يكاد يكون أبرز عناوين هذه الشوارع التي أصبحت مشكلة تُضاف إلى قائمة المشاكل التي تنخر في هذه المدينة كما أن الغبار والأتربة التي تتصاعد في فصل الشتاء نتيجة انتهاء الإسفلت من الطريق يجعل من إعادة إصلاحها وسفلتتها واحدة من أهم المتطلبات التي ينتظرها الأهالي بفارغ الصبر. ويُعد الازدحام الشديد الذي يحصل داخل المدينة كذلك من المشاكل التي تزخر بها هذه المدينة نتيجة غياب رجال المرور الذين يتحوّلون في بعض الأحيان إلى عبء على الطريق نتيجة انشغالهم بتحصيل المصاريف اليومية من السائقين. خارج نطاق الجغرافيا!! لا تزال كثير من المناطق في مديرية يريم تعيش خارج نطاق الجغرافيا والتاريخ, وخاصة في بعض العزل مثل خودان وبني عمر التي تُعد من العزل النائية التابعة إدارياً لمديرية يريم كونها مترامية الأطراف, وتنتشر فيها الكثير من الأمراض والأوبئة, حيث تمتد هذه العزل لتلاقي بعض مديريات عنس ووصاب التابعتين لمحافظة ذمار وريمة.. ويختلف الوضع في هذه المناطق كلياً عن بقية عزل مديرية يريم, كون هذه المناطق تفتقر لكثير من المشاريع والخدمات الأساسية، كالماء والكهرباء والطريق كما أن الظلام الدامس, والطريق الوعرة , وندرة المياه هي العلامات البارزة في هذه العزل. مشروع مياه عزلة بني سبأ!! «بني سبأ» إحدى عزل مديرية يريم المطلة على قاع الحقل في شمال مدينة كتاب، تتبع هذه العزلة الدائرة الانتخابية (111) ورقم المركز فيها (ب) ومقره مدرسة التوفيق في قرية الجرين وتضم هذه العزلة عدة قرى هي (الجرين – الضربة – سنب– الخربة - ذي أهلول– ظفر - ذي حيوة) والقرية الأخيرة إلى جوار قرية ظفر تعتبران من أكثر القرى حاجة لمشروع الماء نظراً لعدم وجود آبار ارتوازية يشرب الأهالي منها باستثناء غيل واحد الذي يخرج من الجبل هو مصدرهم الوحيد للشرب، ما جعل أكثر مطالب أبناء هذه العزلة هو توفير مشروع مياه الشرب لهم والتي استجيب لها بعد جهود طويلة, بالإعلان عن ميلاد هذا المشروع بعد مخاض طويل وتحديداً في العام 1997م ولكن هذا المشروع بحسب الأهالي لم يرى النور حتى هذه اللحظة لأسباب لا يعرفونها، ما جعلهم يوجّهون عبر صحيفة الجمهورية نداءً إلى الجهات المختصة لسرعة الالتفات إلى هذا المشروع ومعرفة أسباب تعثر إنجازه، ومحاسبة المتسببين في ذلك. كتاب.. مدينة تبحث عن مشفى!! مدينة كتاب إحدى المدن الكبيرة التي تتبع عزلة (إرياب) مديرية يريم, وتقع على طريق رئيس يربط بين العاصمة صنعاء ومحافظة إب وتعز ويبلغ عدد سكانها قرابة (10,000) نسمة حسب التعداد السكاني للعام 2004م. تشهد هذه المدينة ازدحاماً شديداً وخصوصاً من الصباح وحتى الظهر، ولعل الغريب في مدينة كتاب التي تُعد واحدة من أكبر مدن مديرية يريم, كونها تمثّل مركز تسوق لعدد من قرى وعزل المديرية, وكذلك أجزاء من مديريات أخرى كمديرية السدة والمخادر والقفر , إلا أنه لا يوجد فيها مركز صحي أو وحدة صحية حكومية تم بناؤها في هذه المدينة من قبل الدولة ,ولا يوجد فيها سوى صيدليات ومراكز صحية وكذا مستشفى خاص فقط وتبرر السلطة المحلية عدم وجود أي مركز أو وحدة صحية حكومية في هذه المدينة لقربها من مدينة يريم التي لا تبتعد عنها سوى 5 كم فقط, والتي تم فيها بناء مستشفى تعليمي يقدم خدماته ليس فقط لأبناء مديرية يريم ولكن للمديريات الأخرى القريبة من مدينة يريم أيضاً ومنها مدينة كتاب بحسب ما تراه الجهات الرسمية لكن الكثير من الأهالي يؤكدون أن ثمة جهات متنفذه في المنطقة لا تزال تمنع إقامة أي مستشفى أو مركز صحي حكومي في هذه المدينة حتى لا تتأثر مصالحهم التي تكمن في بقاء هذه المدينة على هذا الحال كما يقولون. قرية ظُفُر معاناة تستحق الالتفات!! (ظُفُر) إحدى قرى عزلة بني سبأ العالي مديرية يريم تقع على سفح جبل مرتفع يُسمى (كوكبان) أحد الجبال المطلة على مدينة كتاب مديرية يريم عندما تُيمم وجهك شطر هذه القرية, وتطأ بقدميك على أرضها الطيبة لا تظن أنك تعيش في القرن الواحد والعشرين، إذ ليس في هذه القرية أي مشروع قد أوصلته لها الدولة, ولا يزالون يعيشون في عصر مؤسس هذه القرية أسعد الكامل كون الجهات الرسمية وكذا الحزبية لا تلتفت إلى هذه القرية إلا خلال مواسم الانتخابات فقط كما يقول الأهالي. كما تشكو هذه القرية الواقعة في قمة جبل ليس فيها طريق من انعدام الكهرباء ومشاريع المياه، وعدم وجود مدرسة بجانب معاناة أبناء وبنات هذه القرية في مشاوير حمل دبات الماء على ظهور الحمير لنقل مياه الشرب من أسفل الجبل, والتي يبدأونها من بعد صلاة الفجر حتى صلاة المغرب منتظرين التفات الجهات المختصة إليهم, والنظر إليهم بعين المواطنة المتساوية, والضمير الأخلاقي كما يقولون! حالمين ب(مشروع المياه)!! والذي أصبح كحلم بعيد المنال.. أما انعدام الطريق في هذه القرية, فيجعلك تُصاب بغصة في حلقك عندما ترى الناس يعيشون في عصر السرعة والتكنولوجيا المتقدمة وأنت ترى العروس وهي تزف إلى زوجها على ظهر الحمير الذي أصبح هو الوسيلة المثلى لنقل كل متطلبات الحياة في هذه القرية ممتثلين الآية التي تحكي واقعهم الأليم في سورة النمل (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة) وقولة تعالى (وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس) فهل ستلفت الجهات الرسمية إلى معاناة هذه القرية أم أن الإهمال والنسيان سيظل هو سيد الموقف؟، هذا ما ستكشفه الأيام.