باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد حرارة - مدير مؤسسة القدس باليمن ل«الجمهورية»:
الواقع الذي تعيشه الدول العربية له تأثير سلبي ونتمنى أن نتجاوز ذلك لتعود قضية فلسطين كما كانت قضيتنا الأولى
نشر في الجمهورية يوم 28 - 11 - 2014

قال الأستاذ أحمد حرارة مدير مؤسسة القدس باليمن إن قضية فلسطين بالنسبة لليمنيين هي قضية يتفق معها الجميع حكومة وقيادة وشعباً بكل فصائلهم وأطيافهم وأحزابهم، توحدهم وتجمعهم القدس وفلسطين، وكشف في حديثه “للجمهورية” عن وجود 23 مؤسسة صهيونية داخل القدس تعمل لهدف واحد، وهو التعجيل بهدم المسجد الأقصى، وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه، مضيفاً أن “ الكيان الصهيوني يعمل على تقسيم الأقصى مكانياً وزمانياً، وأنها المرة الأولى التي يقوم بها الاحتلال بإغلاق المسجد الأقصى منذ احتلاله عام 1967م .. بداية مرحباً بك ضيفاً على صحيفة الجمهورية وحبذا لو وضعتنا بالصورة حول ما يجري اليوم في فلسطين وفي القدس تحديداً؟
بداية شكراً لصحيفة الجمهورية على هذا الاهتمام بهذا الموضوع الذي له من الأهمية بمكان في نفوس كل المسلمين في مختلف البلاد العربية والإسلامية، والحقيقة إن ما يجري اليوم في المسجد الأقصى هو هجوم صهيوني غير مسبوق على المسجد الأقصى وساحاته، بهدف تحقيق وجود إسرائيلي، لتقسيم زماني للمسجد الأقصى، كما مارسوا هذه الجريمة في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل إبراهيم، وهذا يُمارس بفعل القوة، وهي مرحلة للانتقال إلى مرحلة التقسيم المكاني التي تدعو إليها الحكومات الصهيونية المتتابعة، لكي تعمل على إيجاد مساحة من المسجد الأقصى لإقامة ما يُسمى حلم اليهود، أو مشروع اليهود المسمى الهيكل المزعوم.
ما الذي تقصد بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى؟
اليهود يحاولون اقتحام المسجد الأقصى ليعلنوا لهم قداسة فيه، وأن لهم هيكلاً مسبوقاً فيه، ويريدون أن يدخلوا لأداء طقوسهم وأداء عباداتهم في المسجد الأقصى، كونهم لا يجدون فرصة لأداء تلك الطقوس خلال وجود المسلمين في المسجد الأقصى في فترات النهار، ولذا اليهود يطالبون اليوم بأن تُقسم ساعات الأسبوع ما بين المسلمين وما بين اليهود، يقولون الجمعة خاصة للمسلمين، لكن السبت خاصة يمنع دخول الفلسطينيين لأداء الصلاة فيه، لأن اليهود يؤدون طقوسهم فيه، كما يقسمون المسجد الأقصى زمانيا بمعنى أن الفترة الصباحية من السابعة والنصف صباحا وحتى الحادية عشرة ظهرا هذه لليهود، يمارسون فيه كل طقوسهم وعباداتهم المكذوبة، ليثبتوا على أرض الواقع أن هذا التقسيم له احترام عند الجميع، وهذا ما يحاول اليهود فرضه اليوم بالقوة .
ما سر هذا التصعيد الخطير الذي تقوم به قوات الاحتلال تجاه الأقصى وفي هذا الوقت تحديداً؟
اليهود يحاولون حقيقة أن يستثمروا الزمن خصوصاً في ظل انشغال العالم بقضايا شخصية أو فرعية في كل دولة؛ لإيجاد واقع مرير للمسجد الأقصى، وذلك لما له من مكانة وأهمية، وذلك لبناء ما يزعمونه من فكرة الهيكل، وقصة الهيكل هي القصة التي اجتمع عليها الصهاينة، اليهود ارتضوا لأنفسهم بقدر الله أن يُشتتوا في الأرض، ولكن جاء أصحاب المشروع الصهيوني، وأوجدوا لأنفسهم فكرة إنشاء دولة، وحاولوا على مر عقود طويلة، واستطاعوا أن يأخذوا وعدا من رئيس وزراء بريطانيا عام 1917م في اتفاقية ما يُعرف بوعد بلفور، أن يُقام لهم وطن قومي في أرض فلسطين، وفلسطين لم تكن لهم خياراً أساسيًا، لأنه رُشح لهم وعُرض لهم أماكن أخرى في أجمل بلاد الأرض في مختلف بلاد أوربا وأفريقيا، لكنهم رفضوا وأخذوا شعار أرض الميعاد، حيث يقولون إن الرب - ونحن عندما نتحدث عن الرب هنا لا نتحدث عن الله عز وجل وإنما نتحدث عن إله يهودي اسمه يهو - هذا الإله يقولون بأنه لن ينزل إلى الأرض، إلا إذا بُني له هيكل، فأرادوا أن يجمعوا شتات اليهود، بأنه كان هناك في فلسطين - في البقعة المباركة والمقدسة التي هي المسجد الأقصى - كان الهيكل الأول لهم وقد هُدم، والهيكل الثاني وقد هُدم، وهم ينتظرون إلى أن يُبنى الهيكل الثالث حد زعمهم.
عفوا أنت الآن تتحدث عن بناء الهيكل المزعوم ..هل يعني بناء هذا الهيكل هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه؟
نعم هذا يقينا وهناك في القدس تحديداً 23 مؤسسة صهيونية داخل القدس وكلها تعمل لهدف واحد، وهو التعجيل بهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، وهذا أمر يعمل اليهود جاهدين على تحقيقه من خلال جمع مليارات الدولارات من كل بقاع الأرض، من أجل تحقيق هذا الحلم وهذا الهدف، واليهود بأعدادهم القليلة في أرض القدس هم يستنصرون بالنصارى، أو المسيحيين المتصهينين، تخيل في أمريكا 90 مليون نصراني اعتنقوا الفكرة الصهيونية، وهذه الفكرة تقوم على قول اليهود للنصارى إن المسيح سينزل إلى الأرض، ويجب أن يبُني له البيت، والهيكل في فكر اليهود هو بيت الإله “تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً”.
على ذكر الشواهد التي ذكرت هل تعتقد أن يقدم الكيان الصهيوني على مثل هكذا جريمة؟
نعم و ليش لا.. تخيل يا أخي أن اليهود يسعون جاهدين على تحقيق هذه الغاية للسيطرة على قلب فلسطين وقلب القدس، لبناء ما يُسمى الهيكل، تخيل اليهود في كل صباح يرددون هذا الشعار حتى طلاب المدارس يرددون هذا الشعار(شُلت يداي يا أورشليم إن نسيتكِ يوما) وأورشليم تعني القدس، ويتمنون أن يتحقق حلمهم بأن يُبنى الهيكل اليوم قبل غداً، وبناء الهيكل يعني هدم الأقصى.
تحدثت يوما في إحدى كتاباتك عن زلزال اصطناعي تخطط له قوات الاحتلال لهدم المسجد الأقصى هل لك أن توضح لنا عن هذا الزلزال؟
نعم.. نحن نعلم أن جرائم اليهود متتابعة ومتكررة، فقبل سنوات حدث زلزال في مدينة العقبة التي تتوسط الأردن السعودية فلسطين ومصر، وبعد أشهر جاءت دراسة لخبراء الزلازل بأن هذه الهزة هي هزة مفتعلة وليست طبيعية، وكانت النتيجة أن اليهود وضعوا تفجيرات تحت الأرض ليؤثروا على بنيان المسجد الأقصى، بعد تلك الهزة قال اليهود في وسائل إعلامهم وفي تصريحات رسمية أنه سيحدث بعد سنوات زلزال في المنطقة، وسيُهدم على إثرها المسجد الأقصى، فسألنا علماء الزلازل؛ كيف تعرفون موعد الهزة الزلزالية ومقياس درجتها؟ قالوا إنه لا يستطيع أحد اليوم أن يحدد موعد الزلزال إلا قبل حدوثه بدقيقتين، ولا يستطيع أحد أن يتوقع مقدار قوة الزلزال حسب مقياس ريختر، لكن اليهود قالوا إنه بعد سنوات سيحدث زلزال ودرجته من 5 – 6 درجات بمقياس ريختر، ليدلل هذا على ما يقوم به اليهود الآن من محاولة تفريغ المسجد الأقصى من أساساته وتقويض أسواره، حتى إذا ما تجرأوا وقاموا بزرع عبوات ناسفة تفجيرية في أي مكان بالقرب منه لهدمه، ويقولون إنه زلزال على إثره تهدم المسجد الأقصى، وهذا هو الزلزال الاصطناعي.
خلال الأحداث الأخيرة في القدس قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق المسجد الأقصى لساعات محددة وتحديدا في 30 أكتوبر الماضي هل تتوقع أن تقوم قوات الاحتلال بإغلاق المسجد الأقصى بشكل كامل؟
نعم... وحقيقة اليهود يعملون ضمن خطة مبرمجه مزمنة، واليهود قد وعدوا انفسهم بما يُسمى بالخطة العشرية، منذ عام 1897م قالوا إنهم بعد خمسين عاماً ستُعلن دولة إسرائيل، ولديهم خطة عشرية وفعلاً في العام 1948م أُعلنت دولة الكيان الصهيوني، وهم مستمرون اليوم في تحقيق هذه الخطة ولذا فهم يعملون جاهدين على هدم المسجد الأقصى وبناء بما يُسمى الهيكل، هم يحتلون فلسطين منذ عام 1948م ويحتلون المسجد الأقصى منذ عام 1967م، وقد هيأوا المكان للمرحلة التي يُهدم فيها المسجد الأقصى، وليس فقط إغلاقه، ولكنهم ينتظرون أن تُغيب فكرة المسجد الأقصى ومكانته وقداسته من نفوس المسلمين بالكامل، حتى يقوموا بارتكاب هدم المسجد الأقصى، ويبنوا ما يُسمى هيكلهم المزعوم، وليس فقط إغلاقه.
إغلاق المسجد الأقصى هل هي المرة الأولى؟ وهل تعتقد أن هذه الخطوة ليست سوى مقدمة لخطوات تصعيدية ستقوم بها قوات الاحتلال لاحقا؟
نعم ودائماً يقوم اليهود بعمل بالونات حرارية، لكي تعمل على جس نبض الفلسطينيين والفلسطينيات، فعندما يريدون تحقيق نتيجة أو هدف، يقوموا بعمل مقدمات طويلة، حتى يجسوا نبض الشارع، هل لا زالت الأمة يقظة؟ وهل لا زالت تستشعر القداسة والمكانة لذلك المكان؟ أم إن الغفلة قد أخذتهم؟ ولذا فإن اليهود عندما دخلوا المسجد الأقصى ومن اليوم الأول قاموا باقتطاع جزء منه، وهو حائط البراق، وقالوا بأن حي المغاربة هو الحي المقدس لديهم، وقد أزالوه وجعلوه للصلاة، وأعلنوا انهم سيقيمون هيكلهم، وقد أخذوا كثير من الإجراءات منها : أن تحت المسجد الأقصى هناك عدد من الأنفاق، وفي أسوار المسجد الأقصى كثير من الانتهاكات من الاستيلاء والاقتحامات، اليهود عندما أحرقوا المسجد الأقصى عام 21 /8 /1969 كانت رئيسة وزرائهم في تلك الفترة جولد أمير قالت عندما سُئلت عن أسوأ يوم في حياتها؟ قالت يوم أن أُحرق المسجد الأقصى.. وكأنه يُفهم من كلامها أن المسجد الأقصى له مكانة في قلبها، لكنها سُئلت سؤالاً آخر عن أسعد يوم في حياتها؟ قالت اليوم التالي لحرق المسجد الأقصى. لأنها تيقنت أن الأمة في غفلة وفي سبات عميق، فقد أُحرق المسجد الأقصى ولم تجد ما يحرك قلوب وأفئدة العالم العربي والإسلامي انتصارا للمسجد الأقصى.
عفواً لكن هل هي المرة الأولى التي يتم فيها إغلاق المسجد الأقصى؟
نعم ما قامت به قوات الاحتلال خلال الأيام الماضية هي المرة الأولى التي يُغلق فيها المسجد الأقصى منذ احتلاله عام 1967م ويُمنع المسلمون من دخول المسجد، وهذه المرة لم يستمر فيها الإغلاق سوى عدة ساعات، لأن المسلمين عندما جاء وقت صلاة الفجر احتشدوا على أبواب المسجد الأقصى العشرة، وأرادوا اقتحامه للدخول لإعماره بصلاة الفجر، وفي صلاة الفجر تلك التي أغلق فيها المسجد الأقصى لم يصل فيه إلا مدير المسجد الأقصى وخلفه سبعة حراس، وهذه لها خطورتها كسابقاتها، لأن اليهود يحاولون أن يفرضوا واقعاً جديداً، وخلال الأسبوعين الماضيين تم منع النساء تماما من الدخول إلى المسجد الأقصى.
في ظل هذا التصعيد الصهيوني على المسجد الأقصى كما ذكرت هل تتوقعون قيام انتفاضة فلسطينية ثالثة ردة فعل لمواجهة هذا التصعيد؟
نعم.. وما يجري اليوم في القدس تحديداً، لا أجد له مسمى؛ إلا أنه انتفاضة وثورة جديدة، لأن المقدسيين حاول اليهود تذويبهم داخل المجتمع الصهيوني، لأنهم يُحكمون بالحديد والنار، والمقدسي يوضع تحت الميكروسكوب في كل تصرفاته، حاولوا إخراجهم من بيوتهم وهدمها، حاولوا الاستيلاء على أراضيهم الزراعية؛ وذلك بهدف تقليل عدد المسلمين، والسيطرة والهيمنة الديموغرافية على الأرض، لكن المقدسيين يتجذرون في أرضهم ويتمسكون في حقهم لأن هذه الأرض عربية إسلامية، وهذه الانتفاضة الجديدة قد بدأها المقدسيون بعمليات جديدة من خلال الدهس والطعن وعمليات الاغتيال التي أقلقت المستوطنين الصهاينة، ودعت إلى اجتماع عُقد قبل عدة أيام في الأردن .
تحدثت عن عمليات جديدة استخدمها المقدسيون مؤخراً.. برأيك هل كان للحرب الأخيرة على غزة والمقاومة الباسلة التي أظهرتها من انعكاسات لما يحصل اليوم في القدس من تغير في العمليات الجديدة ضد الاحتلال؟
حقيقة ما يجري من مراحل صراع ما بين الشعب الفلسطيني والمحتل الصهيوني هي سلسلة متوالية ومتتابعة، وعندما تميزت المقاومة في غزة في المعركة التي أسموها (العصف المأكول) أعطى ذلك البشارة والأمل لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج، على أن المعركة لن تكون في غزه أو الضفة، وإنما ستكون على أبواب المسجد الأقصى، ولذلك تهيأ المقدسيون، وارتفعت عزائمهم وهممهم، أن الأمة من خلفهم، وأقرب ما يمدهم بهذه المعاني الرائعة، هم إخوانهم المحاصرون في غزة، والذين يتمنون أن تأتي اللحظة، لكي يصل فيها الفلسطيني المقاوم إلى أسوار القدس، لكي يهدم هذه الحواجز ويحرر المسجد الأقصى من دَنس اليهود الغاصبين.
كيف تقرأ ما يحصل اليوم من تصعيد إسرائيلي على الأقصى في ظل الانقسام بين الفصائل الفلسطينية المختلفة؟
حقيقة إن سياسة اليهود المشهورة، والتي يُعلنونها دون حياء هي سياسة فرق تسد، فبعد أن لعبوا على قضية القدس عربيا وإسلامياً ودوليا وإقليمياً، الآن يلعبون على المجتمع الفلسطيني، يحاولون أن يقسموا الفلسطينيين إلى فصائل وجماعات، ويضربون كل واحدة في الأخرى، نزاع طويل يوجد اليوم بين القوتين الأبرز في الفصائل الفلسطينية وهي حماس وفتح، ويحاولون أن يؤثروا أن السلطة تفرض هيمنتها، لأن لها التزامات مع اليهود، ويتركوا المجال أمام حركة حماس للضغط عليها لعمل ثورات ومواجهات تصعيدية ضد اليهود، لكن الجميل في الأمر أنه عندما يأتي الفلسطيني إلى قضية القدس تجد أن الخلافات تذوب، سواء كان هذا الخلاف فكرياً أو سياسياً أو حتى الاختلافات الأيديولوجية تجاه القدس تذوب، بالرغم من ضغط اليهود على القضية الفلسطينية، وما يسمى بالتنسيق الأمني لمحاولة كسر شوكة المقاوم الفلسطيني، ولكسر شوكة عزة الفلسطيني وحريته في الدفاع عن نفسه وعن بيته وعرضه، فيحاولون أن يميزوا بين الفلسطينيين وإيجاد هذا الشرخ ما بين الفلسطينيين، لكن أبناء فلسطين إذا ما سمعوا صيحة الله أكبر من مآذن المسجد الأقصى يتناسون كل خلافاتهم، وهذا ما يدعو كل الفصائل للتوحد.
تمر على المسلمين ذكريات أليمة منها النكبة – النكسة – سقوط القدس... برأيك كيف ينظر أبناء فلسطين إلى هذه الذكريات خصوصا في ظل هذا التصعيد الخطير الذي تقوم به قوات الاحتلال على المسجد الأقصى؟
حقيقة في الفترة الماضية من بعد إعلان دولة الكيان الصهيوني عام 1948م كانت خمسين عاماً للانكسار والانهزام، لم نعرف فيها إلا معنى النكبة ، النكسة والهزيمة، وكل هذه المسميات التي يُشار بها للشعب الفلسطيني, بينما يُسجل على الطرف الآخر عند اليهود هو الانتصارات والفتوحات، وكل ما يؤكد على أنهم الأقوياء، وعلى أنهم الجيش الذي لا يُقهر، واليوم بعد الخمسين عاماً تلك، بدأت الأمور تتحول وتتغير، لأن البشارة القادمة كما قال شيخ المقاومة أحمد ياسين رحمه الله أن الخمسين سنة القادمة بإذن الله ستكون سنوات النصر وزوال دولة اليهود، وبدأت الأمور بأشياء متواضعة جداً، إذ ما عاد الفلسطيني ينتظر لمواجهة اليهود حتى يمتلك كل مقومات القوة، بل بدأ بما هو مستطاع، بدأ بالحجر، وصعد من الحجر إلى السكين، ومنها إلى زجاجات الميلاتوف، ثم إلى عمليات الطعن والدهس، وإلى عمليات إطلاق الرصاص الحي، وإلى العمليات الكبيرة التي هي العمليات الاستشهادية، والتي تميزت بها المقاومة الفلسطينية، ثم تطورت الأمور إلى أن وصلت إلى مرحلة صناعة الأسلحة صناعة محلية، وصواريخ المقاومة تشهد بهذا التطور النوعي، والطائرات بدون طيار، كما صنعوا أنفاق أوصلتهم إلى ما كانوا يأمنوا اليهود من هذا الجانب، ولم يكونوا يتوقعوا أن تنتقل المعركة إلى الأراضي التي اغتصبوها من بعد 1948م، والمرحلة القادمة هي المرحلة التي ستبين أن الشعب الفلسطيني لا يقبل بالذل والهوان ولا هذه المسميات النكسة أو النكبة أو غيرها بإذن الله.
جهود حثيثة تبذلها قوات الاحتلال في سبيل تهويد الأقصى، وهناك من يتحدث عن مسارات بدأت على أرض الواقع.. هل بالإمكان أن تحدثنا عن بعض مسارات هذا التهويد التي تسعى إليه قوات الاحتلال للأقصى؟
حقيقة منذ أن وطأت أقدام اليهود إلى ساحات القدس والأقصى وتحديدا الجزء الشرقي من مدينة القدس التي احتلوها عام 1967م بدأت ممارسات وانتهاكات وجرائم متنوعة للتعجيل بتهويد وهدم المسجد الأقصى، وأول ما بدأوا به هو الحفريات تحت المسجد الأقصى بحجة أن تحت المسجد الأقصى كما أسلفنا بقايا وآثاراً للهيكل الثاني، تخيل على مدار على 47 عاماً حتى اليوم، جاءوا بخبراء الآثار من مختلف بلدان العالم ليحفروا أساسات المسجد الأقصى بحثاً عن هذه الآثار، وما تركوا شبراً كما قال حُراس المسجد الأقصى اليوم أنه لا يوجد شبر من المسجد الأقصى إلا وتحته نفق، بعض هذه الأنفاق طولها وصل إلى 500 متر، وبعض هذه الأنفاق ارتفاعها 3 طوابق، وتحت أساسات المسجد الأقصى يوجد 23 كنيساً صهيونياً يترنم فيه اليهود بترانيم الكفر، المسجد الأقصى يقف اليوم على خواء وخلال هذه الفترة أعلن خبراء الآثار أنهم لن يجدوا سنتميتر واحداً يدلل على أن لليهود أثراً تحت المسجد الأقصى، هذه الجرائم تُرتكب في كل لحطة، والأنفاق استطاعوا أن يمدوها إلى مدينة القدس، في شرقها وغربها، في محاولة للتسهيل في الوصول إلى المسجد الأقصى دون المرور بأبناء فلسطين أو بأبناء الحواري الفلسطينية، وهذا الجانب الأول من مسارات التهويد التي هي الأنفاق، كذلك بدأ اليهود بإيجاد طابع فكري سياحي لليهود والنصارى الذين يزورون مدينة القدس، لأن من يدلهم ويعرفهم على هذه الآثار وما يسمى ب (الدليل السياحي) هم من اليهود، وهم من يشرحون للزوار أن هذه آثار يهودية، وهذه الأحجار أخذوها من مدينة القدس، ووضعوها تحت أنفاق المسجد الأقصى، ليدللوا للزوار والسياح أن هذه آثارنا اليهودية، كما زوروا وغيروا وغسلوا كل أدمغة اليهود مع علمهم أن هذا كذب، ثم حاولوا حرق المسجد الأقصى عام 69م وقد وجد حُراس المسجد الأقصى 5 عبوات ناسفة على فترات متفاوتة تم وضعها لتفجيره وهدمه، ومن المسارات كذلك أن اليهود الآن لا يسمحون للترميم في جدران وأسوار المسجد الأقصى، بل ويصبون المواد الكيماوية الحارقة التي تذيب الحجر؛ لتهيئة المكان للخلخلة التي سيتحدثون عنها بالمستقبل أنها بفعل الزلزال، ناهيك عن الانتهاكات التي يمارسها اليهود وكذا الاقتحامات والممارسات اللاأخلاقية التي يمارسها اليهود في المسجد الأقصى، وهذه سمعتها شخصيا من إحدى الأخوات العاملات في تربية الأبناء في المسجد الأقصى، أن المسجد القبلي يدخل إليه اليهود لممارسة كل جرائمهم فيه، وعندما يخرجون نجد فيه الزجاجات والملابس الداخلية، للدلالة على ممارساتهم الفواحش داخل المسجد الأقصى، ثم التضييق على المقدسيين والفلسطينيين في الأعمار المحددة ممن يُسمح لهم بالدخول لأداء الصلاة، وأحيانا في المناسبات الإسلامية لا يُسمح إلا من فوق خمسين سنة، حتى لا يتحول حشد المصلين الذين تحمسهم خطب المسجد الأقصى، وقد تحدث ثورات أو مواجهات ضد الصهاينة الذين يقفون على أبواب المسجد الأقصى، ونحن نتذكر يوم 28 سبتمبر 2000 عندما دخل المجرم شارون إلى المسجد الأقصى لكي يجد لنفسه مكانا يصلي فيه، لكي يكون مصلى لمن بعده، ولكن المقدسيين ذهبوا ومنعوه، ومن تلك اللحظة لا تزال الانتفاضة مستمرة حتى اللحظة، كذا استقطاع أجزاء من المسجد الأقصى وغيرها من مسارات تهويد الأقصى.
يتحدث الكثير عن مساعي قوات الاحتلال إلى تفريغ القُدس من الإنسان الفلسطيني كواحدة من مسارات التهويد للأقصى.. هل بالإمكان أن تحدثنا عن هذا الأمر؟
حاول اليهود خلال الفترة السابقة على تقزيم جهد المقدسيين والعمل على تفريغ القدس من الإنسان الفلسطيني؛ وذلك من خلال القوانين المفروضة والتي تصل إلى 35 قانون، كلها تعمل على سلب المواطن الفلسطيني بيته وأرضه بدون مقابل، بل بحجج واهية، كقانون أملاك الغائبين، وقانون الأرنونه، الذي يُفرض على المسطحات أو المسقوفات، كما يحاولون فرض البطائق الزرقاء على أبناء القدس، من خلال فرض إقامة مؤقته لهم، ولليهود الحق على طردهم، عندما يُجددون هذه الهوية التي تُجدد كل عشر سنوات، كما يحاولون أن يُخرجوا أكبر عدد من المقدسيين, وقد قالها قادة الاحتلال إنه في حلول عام 2020 م لن يكون في القدس عرب إلا 25 % من سكان القدس، والتي عندما دخلوها عام 67 لم يكن فيها يهودي واحد، كما حاول اليهود بناء الكنائس لتغيير الواقع، وتغيير الطابع التاريخي لهذه المدينة، تخيل آلاف الشوارع والحارات تم تغيير أسمائها من العربية إلى العبرية، وكل هذا لا شك يندرج تحت تهويد الأقصى وسلخ المدينة عن هويتها وعروبتها وإسلامها وهذا مخطط له ومُقر، رغم القوانين الدولية التي نسمعها عن رفض هذه الممارسات.
كيف ترى التفاعل مع قضية فلسطين والمخاطر التي يتعرض لها الأقصى من العرب والمسلمين؛ خصوصاً في ظل هذه الظروف التي تعيشها كثير من البلاد العربية؟
يقينا حاول اليهود أن يفرقوا ما بين المسلم العربي وقضية القدس، فبعد أن كانت قضية القدس قضية أمة، قُزمت إلى قضية العرب، ثم قُزمت إلى قضية الشرق الأوسط، ثم إلى قضية الشعب الفلسطيني، ثم قُزمت إلى قضية الرئاسة، التي يتنافس عليها الفلسطينيون، وكأن ليس لها أي حضور لدى أي عربي أو مسلم في الخارج، فنجد أن تصرفات وجرائم المشروع الصهيوني أمريكي تُمارس على الإقليم العربي المحيط، تخيل دول الجوار التي تحيط بفلسطين الآن تفتح فيها سفارات لإسرائيل، وتم التوافق على عمليات التطبيع ما بين اليهود وما بين هذه الشعوب، فيما لا يوجد الآن منفذ أو أي طريق لأبناء فلسطين إلا عبر اتفاقات مع اليهود، كل هذه الضغوط يحاول اليهود من خلالها إلى تمييع الهوية والقضية الفلسطينية في نفوس العرب والمسلمين، عندما حدثت ثورات الربيع العربي استبشر الفلسطينيون خيراً، لأن الشباب في كل ساحات التغيير في كل عواصم الدول العربية، كانوا يهتفون بشعارات موحدة بين قضاياهم الخاصة، وقضية تحرير فلسطين، وكان ذلك له تأثير إيجابي على القضية الفلسطينية، وبعد أشهر إذا بالثورات المضادة تغير هذا الواقع، وتؤثر على القضية الفلسطينية، حتى أصبحت قضية فلسطين تربط بالإرهاب، الآن يتخلى عنها القريب قبل الغريب، بل أصبحت آخر قضية يتكلم عنها الإعلام العربي ،قضية فلسطين أصبحت قضية منسية حتى من خطباء المساجد الذين يُفترض أن يوعوا الناس بهذه القضية، لأننا عندما نتحدث عن قضية فلسطين لا نتحدث عن قضية جيران، أو قضية قبيلة، إنما قضية عقيدة لأن القدس وفلسطين جزء من عقيدة كل مسلم في كل أنحاء الأرض، فهل يتخلى الإنسان عن آية من كتاب الله، إذا الواقع الذي تعيشه الدول العربية اليوم كان له تأثير سلبي وهذا ما نتمنى أن نتجاوزه جميعا لتعود قضية فلسطين لتكون قضيتنا الأولى.
من خلال تواجدك في اليمن عبر إدارتك لمؤسسة القدس كيف وجدت تفاعل الشعب اليمني حكومة وشعبا مع قضية فلسطين؟
حقيقة في اليمن الذي أعيش فيه وأتشرف بذلك، أعرف طبيعة هذا الشعب اليمني الأصيل، فاليمن كشعب وكبلد تنسجم مواقفه جميعها في موقف واحد تجاه القدس وفلسطين، والله ما وجدت حاكما عربياً تكلم عن القدس وفلسطين منذ سنوات طويلة مثل رؤساء اليمن، لأن الأنظمة والحكام تأخذ تأثيرها من تأثير الشعوب التي تتعاطف وتتفاعل مع هذه القضية، قضية فلسطين بالنسبة لليمن قضية يتفق معها الجميع حكومة وقيادة وشعبا بكل فصائلهم وأطيافهم وأحزابهم، توحدهم وتجمعهم القدس وفلسطين، وشاهدنا أن لليمن تميزا خاصاً في النصرة والدعم والمدد، الشعب اليمني صحيح أنه شعب فقير، ومع هذا فقد قدمت اليمن لفلسطين من الدعم ما لم تقدمه دول أخرى غنية، ولذا نقدر ونثمن دور الشعب اليمني بكل فصائلهم وأحزابهم وأطيافهم على دعمهم الكبير للقضية الفلسطينية.
ما الواجب اليوم على المسلمين جميعا تجاه قضية فلسطين؟
الواجب عظيم تجاه قضية فلسطين ولا يستثني من ذلك أحد، وأول من يُحمل اللوم تجاه هذه القضية هم علماء الأمة الذين يقع عليهم الدور الأكبر في التوعية والتثقيف والتعبئة لبيان أهمية القدس والأقصى في قلوب المسلمين، فهي آية من آيات القران الكريم، وهي أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ثاني بيت وضع في الأرض، إذا مقومات القداسة لا بد أن تُغرس في قلوب المسلمين، ثم يأتي الدور على كل أطياف المجتمع كاملة، من الحكومات والتي يُفترض أن تتولى تصريحات وخطب وقرارات في المحافل الدولية، بداية في المنظمات العربية والإسلامية لإعادة هذه القضية إلى مكانتها الطبيعية في نفوس العالم أجمع، ثم الدور الشخصي لكل إنسان فالمحامي يدافع ضد الجرائم التي ترتكب بحق أبناء فلسطين قانونياً، وكذا أهل العلم من المدرسين والمعلمين عليهم أن يبينوا في نفوس الطلاب أهمية ومكانة فلسطين، وكذا على الحكومات أن تضع مناهج تعمل على غرس أهمية هذه القضية في نفوس الطلاب، ثم على وسائل الإعلام التي تغزو كل البيوت وفي كل لحظة أن تجعل فلسطين والقدس في سُلم أولوياتها لنعيد للقدس وفلسطين مكانتها وهيبتها، ونكشف وننقل ما يجري في فلسطين، المهم الرجال والنساء والأطفال علينا جميعا أن نعمل على تحقيق وعد الله في الأرض أن هذه الأرض ستعود إلى المسلمين إن شاء الله.
قبل الختام هل ممكن أن تعطينا لمحة بسيطة عن مؤسسة القدس التي تدير فرعها في اليمن؟
مؤسسة القدس منظمة مجتمع مدني، تأسست في 2002 بلبنان، وجاء تأسيسها بعد تفجر انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر 2000م، وعندما نشأت المؤسسة في بيروت جمعت المسلمين والنصارى، والسنة الشيعة، والقوميين والعلمانيين، لأنه لا يمكن أن تقول أي جهة أنها المسؤولة عن القدس وحدها فقط، القدس أمانة الجميع، للمسلمين فيها نصيب، وللمسيحيين كذلك، فلهم هناك في جوار المسجد الأقصى بأمتار قليلة كنيسة القيامة، التي عاش وترعرع عليها المسيح عيسى عليه السلام، وتوجد فيها كل الأفكار القومية والوطنية، ولذا نحن لا نميز بين أحد ونقول أن المؤسسة تتبع أي تيار أو فكر أو جهة أو حزب فهي للجميع، ويجتمع في عضويتها كل الأطياف هنا في اليمن، فأعضاء مجلس الأمناء والإدارة تضم كل الأطياف الفكرية والسياسية والقبلية، حتى يتحمل الجميع دورهم تجاه القضية الفلسطينية.
هل لك من كلمة أخيرة في ختام هذا اللقاء؟
أؤكد في ختام هذا اللقاء أن القدس ستعود إلينا يقينا أن شاء الله، وهذا ما يؤكده أبناء فلسطين وتحديدا شيخ الأقصى رائد صلاح والذي يجزم مقسما والله إني لأرى النصر كما أراكم بأعيني [ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً] وهذا ما نستبشر به من خلال كل المتغيرات التي قد يظنها البعض أنها سلبية، لكنها في النهاية ستفرز واقعاً إيجابياً يعجل بتحرير فلسطين كل فلسطين، وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى إن شاء الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.