سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    مليار دولار التكلفة الأمريكية لإحباط هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    "ابتزاز سياسي واقتصادي للشرعية"...خبير اقتصادي يكشف سبب طباعة الحوثيين للعملات المزيفة    الحكومة تطالب بتحرك دولي لوقف تجنيد الحوثي للأطفال تحت غطاء المراكز الصيفية    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    الدوري الاوروبي ... ميلان وليفربول يودعان البطولة    الدوري السعودي ... الشباب يكتسح ابها بخماسية    "لا حل إلا بالحسم العسكري"..مقرب من الرئيس الراحل "علي صالح" يحذر من مخيمات الحوثيين الصيفية ويدعو للحسم    "طاووس الجنان" و"خادمة صاحب الزمان"...دعوة زفاف لعائلة حوثية تُثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مافيها(صورة)    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    إصابة 3 أطفال بانفجار مقذوف شمالي الضالع    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    لجنة الطوارئ بمأرب تباشر مهامها الميدانية لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي    انطلاق أعمال الدورة ال33 للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) لأفريقيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الى 33.970    مصرع وجرح عدد من العناصر الإرهابية على يد القوات الجنوبية بوادي عومران    سقوط 9 مدنيين في الحديدة بسبب الألغام ومخلفات الحرب خلال مارس الماضي مميز    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    إسقاط طائرة تجسس حوثية في شقرة بمحافظة أبين    دراسة: اقتصاد العالم سيخسر 20% بسبب التغيرات المناخية    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    ترحيل آلاف اليمنيين من السعودية    أضرار مادية وخسائر بشرية بسبب الفيضانات شرقي اليمن وإغلاق مدينة بالكامل    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    ليلة للتاريخ من لونين.. وخيبة أمل كبيرة لهالاند    أهلي جدة: قرار رابطة الدوري السعودي تعسفي    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثورة ودورها في تصفية عناصر المخابرات البريطانية
نشر في الجمهورية يوم 29 - 11 - 2014

كان أمام الحركة الوطنية في الشطر الجنوبي من الوطن مهمة الدفاع عن ثورة سبتمبر والاستفادة من الظروف التاريخية التي ولدتها من أجل السير في النضال الوطني التحرري ضد المستعمر البريطاني، ففي مايو 1962م جرى حوار في صنعاء بين حركة القوميين العرب وتنظيمات سياسية أخرى خلاله تم تشكيل الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل على أساس الأخذ بالكفاح المسلح أسلوباً لطرد المستعمر الإنجليزي وأخذ الصدام مجراه في ردفان.. وقد تشكلت جبهة التحرير في 13 يناير 1966م، والتنظيم الشعبي في أغسطس 1966م، أما الجبهة القومية فقد كان تشكيلها سابقاً، في 19 أغسطس 1963م وفتحت الجبهة القومية 12 جبهة قتال في الجنوب.. وكان أخطر وأهم الجبهات وأكثرها فاعلية كانت جبهة عدن، التي فتحت في «2» أغسطس 1964م، وكانت أولى العمليات الفدائية قصف مطار خور مكسر العسكري، والذي أدى إلى خسائر مادية كبيرة في صفوف البريطانيين في عدن.
جهاز أمني
ويوضح الدكتور أحمد عقلان في بحث له، أنه ولأمن وحماية العمل الفدائي في عدن تشكل جهاز أمني قام بحماية العمل الفدائي في عدن ونشط بقوة في تصفية عناصر الاستخبارات البريطانية من بريطانيين وعرب محليين وقد تشكل هذا الجهاز الأمني للثورة مع بداية الثورة.. وكان مسؤول الجهاز الأمني في تعز علي محمد سالم الشعبي مع استقلالية جهاز الأمن في عدن عن الجهاز الأمني في تعز وكان مسؤول وقائد الجبهة العسكري والسياسي، والذي شغل هذا المنصب مدة طويلة عبدالفتاح إسماعيل.
ويشير عقلان إلى أن الدور الذي لعبه الجهاز لا يعني أنه لم تكن هناك أخطاء وثغرات، ومنها أن قيادة الجهاز في تعز وإمكاناتها كانت محدودة جداً ونشاطها هو الآخر شبه المفقود بل ويمكن القول إن قيادة الجهاز كانت معزولة عن جبهات القتال، إضافة إلى انشغالها ببعض المسائل المتعلقة بأمور داخلية، وفي فترة من الفترات أرادت تسخير الجهاز لصالح قناعات أفراد معينين، كما أنها لم تقم بعملية تأهيل الأفراد، بل حدث ذلك بحكم اكتساب الخبرة والتجربة أثناء تأدية مهامهم.
موضحاً إلى أنه بالرغم عن وجود جهاز أمني خاص بالجبهة القومية، وجهاز أمني لجبهة التحرير، وجهاز أمني للتنظيم الشعبي، ألا أن مجمل هذه الأجهزة الأمنية شكلت جهاز أمن الثورة الذي تكلف بتصفية عناصر الاستخبارات البريطانية في عدن، وهو الدور الذي سيعتمد على الصحف التي كانت صادرة في عدن لتتوضيح هذا الدور.
عدن مركز لمواجهة الثورة
صارت عدن مركز المواجهة للثورة مع الاستعمار البريطاني وصار الثقل كله للثورة والاستعمار البريطاني يتمركز في عدن، وفي عدن جرت في عام 1967م، عدة انعطافات تاريخية حاسمة، أدت إلى تحول استراتيجي هام للثورة التحررية المسلحة، وإبراز دور الثورة وبالتالي هزيمة الإمبراطورية البريطانية وأدى بها إلى استعجال سحب قواتها المحتلة في 30 نوفمبر 1967م، بدلاً من 19 يناير 1968م، وذلك نتيجة لمجمل الضربات الفدائية الموجعة.
ويعرض د. عقلان جو عدن العام، استناداً لوثيقة نشرت في كتاب راشد محمد ثابت والموسوم بعنوان «عدن.. الاعتقالات ووحشية التعذيب في سجون الاستعمار البريطاني» والذي صدر مؤخراً.
وفي الرسالة التي بعث بها القائد السياسي والعسكري لمدينة عدن «أبو صلاح» عبدالفتاح إسماعيل إلى قيادة الجبهة القومية المتواجدة في تعز، وصف محدود للحالة التي كانت تعيشها مدينة عدن وظاهرة الهستيريا المجنونة، التي يمارس عبرها المستعمر تطويق المدينة بشراسة في محاولة لخنق أي تحرك ثوري داخلها “وصلت عدن الساعة السابعة والنصف من مساء الأحد، وصلت بخير اطمئنوا وسأحاول قدر جهدي أن أعمل بما اتفقنا عليه سواء كان ذلك على مستوى العمل العسكري أو على مستوى ضبط الأمور أو على مستوى خلق علاقة سليمة على الصعيد العمالي والوطني واثقين بإمكانية التوفيق في هذه المهمة الصعبة”.
ويشير إلى أن في هذه الرسالة استعراض صورة سريعة عن الوضع العام في عدن وتناول لأبرز الظواهر العامة الملفتة للنظر والتي تستحق الاهتمام والتسجيل، “وأولها ظاهرة الهستيريا المجنونة التي يمارس عبرها المستعمر تطويق المنطقة بشراسة في محاولة خنق أي تحرك ثوري فيها وأمام المخطط الذي يريد أن ينفذه بالاشتراك مع الرجعية السعودية والرجعية السلاطينية، أمام هذا المخطط يشعر الاستعمار البريطاني بأنه سوف يفشل كالعادة إذا لم تكن هناك محاولات، جادة وشرسة لإجهاض الثورة، وبالذات العمل الفدائي في عدن”.
كما تنقل الرسالة صورة دقيقة عن حالة الأمن المشددة في عدن.
“أولاها: ست نقاط تفتيش قامت بمخيماتها وكل أجهزتها (نقطة تفتيش ثابتة في نمرة ستة، في جولة كالتكس في المنصورة، عند مدخل منطقة البريقة ،بين الجبلين في قاعدة فقم، في خور مكسر في الجبهة الشرقية ،في العلم «ساحل أبين».
وكل هذه النقاط تعمل ليل نهار لتفتيش الداخلين والخارجين مزودة، بالكشافات الضوئية البعيدة المدى وبالإنارة للكشف عن الأسلحة ومعها صور بعض الفدائيين وأرقام سيارات للبحث عنها ضمن عملية التفتيش العام، وفي كل نقطة تفتيش حوالي من «2030» جندي أمن.
ثانيها: دوريات مشاة، فرق قتالية، إنجليزية مهمتها وضع كمائن للفدائيين وتفتيش كل شقة داخل شوارع المدن.
ثالثها: دوريات متحركة ثلاث سيارات «أرس» تنتقل في كل منطقة مهمتها: عمل تفتيش مفاجىء في أي شارع من الشوارع إلى جانب أنها تقف فجأة في أي شارع من الشوارع وتغلقه ثم تبدأ بعملية التفتيش القصير لتنتقل بعدها إلى شارع آخر.
رابعها: دوريات في سيارات لاندروفر صغيرة، هذه الدوريات تطوف كل منطقة طولاً وعرضاً ليل نهار”.
وأن “كل إجراءات الأمن المشددة هذه تمتلك معدات كاملة وصور الوطنيين وأرقام السيارات، وحتى رجال الأمن العربي مجندون جميعاً لنفس الغاية فالبوليس العربي مديره العام «مسترأون» المسؤول العربي الأول عنه حامد خان هذا الجهاز الذي يبلغ حوالي «1500» جندي مطلوب منه الآتي: رفع تقرير يومي عن كل شخص له علاقة بالجبهة سواء كان عضواً أو صديقاً أو مناصراً، مراقبة البيوت والشوارع، وأخيراً «البصاصون» أو «سي. آي.دي» المطالبون بمتابعة اللصوص، والمجرمين كل هؤلاء مجندون جميعاً لنفس البندين المذكورين أعلاه.
ليس هذا فحسب بل يمكن أيضاً أن تعطيكم صورة عن جهاز المخابرات جهاز المخابرات أولاً: مسؤول عنه مكتب المندوب السامي الذي يترأسه «المسترهوبسن» والمسؤول العربي الذي يديره عبدالملك عبدالستار”.
“مع ملاحظة أن مكتب المندوب السامي مقسم إلى ثلاثة أقسام، قسم مخابراتي، قسم إعلامي، وقسم سياسي، المخابرات مسؤول عنه «هوبس» والقسم السياسي «مستربيلي» و«مستر أنسورد» القسم الإعلامي أما جهاز المخابرات ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
أولاً: البوليس المدني: مقره الرئيس في إدارة المخابرات القيادة العامة للبوليس «التواهي» فالبوليس المدني القديم كشف معظم أعضائه، وهو الآن مسلوب الحركة، وأيضاً السلطات الاستعمارية أصبحت لا تثق به لهذا فالسلطات الاستعمارية سائرة في بناء جهاز جديد غير مكشوف، في الوقت نفسه أحالت الجهاز القديم إلى متابعة الوجاهات الوطنية والعليا للحركة العمالية، المدارس، مجال المرأة الجمعيات والبيوت.
ثانياً: هذا الجهاز يمتلك «12» سيارة ذات أرقام مربعة مهمتهم:
تصوير الأهداف، عمليات فدائية، ومظاهرات.
متابعة الفدائيين أثناء العمليات ويسيرون بملابس وطنية عادية.
يشكلون شراكاً خداعية لمراقبة الفدائيين.
ثالثاً: ينقسم هذا القسم الثالث إلى قسمين: العاديون المتحركون وهؤلاء يتحركون كجواسيس يتصلون يومياً بمسؤولين في سجن المنصورة ويتكون هذا القسم من: الشخصيات الكبيرة أمثال البيومي ومن الشخصيات السياسية، ومن القادة هؤلاء جميعاً يقومون بنشاط كبير لمعرفة كل التحركات في البلد ويتصلون بمسؤولين إنجليز في مطعم «بلال» في منطقة التواهي”.
ويشير د. عقلان، إلى « أن التعامل في جهاز المخابرات تحول في الفترة الأخيرة من تلك الفترة من إعطاء نقود مقابل كل خبرية حسب أهمية الخبرية إلى إعطاء معاشات ثابتة لكل شخص، إلى جانب ما يحصل عليه هذا الشخص من راتب في وظيفته الرسمية، وأنه من خلال هذه الصورة العامة والسريعة يمكن إدراك إلى أي مدى وصلت حالة الإرهاب والكبت والخنق التي يمارسها المستعمر بأساليب ذكية مختلفة منها العلني ومنها السري، هذا إلى جانب عمليات التطويق الدائم للمناطق وتفتيشها ولو تقرأون الصحف المحلية الأخيرة لعرفتم تفاصيل عمليات التفتيش هذه إن ما يتكبده المستعمر من أعصاب ومال وسلاح ورجال ليس بالشيء الهين، والشيء الأكثر من ذلك ما يتكبده المستعمر لحماية مسكراته والأحياء الأوروبية» وسوف أورد لكم هنا بعض الأمثلة العملية:
المطار:
- المنطقة الساحلية الشرقية محرمة ليلاً - منطقة المملاح المجاورة للمطار محرمة ليلاً ونهاراً - عزز «معسكر ردفان» الواقع شمال المطار والذي يبعد عنه حوالي «200» متر، بكل الإمكانات لخلق حراسة يقظة جداً على المطار إلى جانب الطائرات التي تحلق يومياً على أنحاء عدن هناك طائرة خاصة تدور حوالي المطار دوريات لاندروفر داخل المطار تقوم بعمليات المراقبة بصورة مستمرة نقطة التفتيش الثابتة الموجودة شرق المطار تكثيف الشباك «الأسلاك الشائكة» والأضواء القوية على البحيرة الواقعة غرب المطار.
الميناء:
في منطقة التواهي هناك كاسحات الألغام بعيدة عن السواحل أمام دكة البريد في التواهي هناك أربع بارجات صغيرة لحراسة السواحل المعسكرات الضخمة في مدينة التواهي منطقة «جولدمور» لخطورة المنطقة كميناء حربي وتجاري من ناحية ولوجود مخازن الأسلحة الضخمة تحت الأرض في منطقة القلعة بجانب قيادة الشرق الأوسط.
هناك في ميناء المعلا، مستودعات تجارية فقط لأن الأسلحة تصل إلى جبل حديد في خور مكسر وإلى القلعة في مدينة التواهي.
أما المستودع التابع لسلاح الطيران في المعلا، أمام المعهد الفني فمحاط بحراسة مشددة.
هذه كأمثلة فقط من كثير وسنحاول في القريب العاجل أن نوافيكم بدراسة مفصلة حول المناطق الاستراتيجية للمستعمرة وكل ما يتعلق بالعمل العسكري.
عمليات
ويشير عقلان إلى كتابة عبدالفتاح إسماعيل، أيضاً حول دور الجهاز الأمني للثورة في تصفيات عناصر المخابرات البريطانية، من العرب والبريطانيين، كتب قائلاً: وبعد الضربة الأولى، التي تعرضنا لها، عندما اعتقلت السلطات الاستعمارية بعض العناصر الفدائية العاملة، فكرنا بتوجيه ضربة لرجال المخابرات المحليين والإنجليز، على السواء، لأننا إذا تركناها دون رادع فسوف تقضي على مستقبل العمل الفدائي.
ووجهنا في البداية، العديد من الإنذارات نحذر فيها رجال المخابرات المحليين وخططنا لاغتيال أبرز رجالاتهم، وتتابعت عمليات اغتيال رجال المخابرات الواحد تلو الآخر، وطالت رشاشاتنا صدور كبار ضباط المخابرات والمسؤولين الإنجليز مثل المستر بيري، وتشارلز، رئيس المجلس التشريعي، وشييرس،.. إلخ.
ففي يوم 24 ديسمبر 1964م قذفت قنبلة إلى منزل أحد الضباط الإنجليز في معسكر في خور مكسر، بينما كانت تقام حفلة رقص في إحدى غرف منزله، وقد قتلت القنبلة إحدى الشابات المشتركات في الرقص وكانت ابنة قائد سلاح الطيران للشرق الأوسط وجرحت أربعة آخرين ونتيجة لهذا الحادث عرف عيد ميلاد تلك السنة بانه «عيد الميلاد الأسود» وفي اليوم الثاني تم اغتيال أول ضابط يمني يعمل في المخابرات البريطانية هو فضل خليل بالرشاش وسط السوق المزدحم في كريتر، وقد رصدت جائزة قدرها ألف جنيه لمن يكشف عن هوية مغتاليه، ولكن بلا فائدة.
وقد أذاعت الجبهة القومية من صنعاء بأن الضابط المذكور قد سبق أن انذر بأن لا يقف في طريق الثورة ولكنه تجاهل ذلك الإنذار، كما وجهت إذاعة الثورة من هناك تحذيراً مشابهاً لبقية ضباط المخابرات المحليين العاملين مع السلطة البريطانية، وان نفس المصير سيواجههم إن هم وقفوا أمام الثوار.. ولم يكن إنذاراً كاذباً، ففي خلال العامين اللاحقين، قضى، تقريباً على معظم ضباط المخابرات البريطانيين واليمنيين والمحليين، واحداً بعد الآخر، حتى تم إبطال فعالية إدارة المخابرات البريطانية تماماً.
وفي 29 من أغسطس 1965م، قام فدائيون من الجبهة القومية، في وضح النهار، حوالي الساعة الثامنة صباحاً بعملية بارعة اغتالوا فيها ضابط المخابرات البريطانية «هاري باري» وهو يمر في سيارته أمام البنك الأهلي «مصرف اليمن حالياً» وكان في طريقه إلى مقر عمله في قسم المخابرات «الاسبيشل برانس» في بناية البس، «وزارة المالية حالياً» وبعد أيام اتبعوه بالسير «ارثر تشارلس» رئيس المجلس التشريعي وكمشنر الخدمة المدنية البريطاني في عدن.
وقد تم اغتياله أمام نادي التنس في «حقات» قرب المغرب وهو يهم بركوب سيارته بعد انتهائه من لعبة التنس في ذلك النادي.
اغتيال السير «تشارلس»
وقد سبب اغتيال السير «تشارلس» هزة عنيفة للإنجليز في كل من عدن وبريطانيا، فقاموا بفرض منع التجول في مدينة «كريتر» ليلاً خلال شهر سبتمبر 1965م. كما قام فدائيو الجبهة القومية، أيضاً، باغتيال كثير من الملكيين في عدن ومناطق الاتحاد، واستمر الثوار في عملياتهم فقد تم اغتيال ضابط مخابرات كبير آخر «من أصل هندي» ولكنه استطاع أن ينجو في آخر لحظة بجلده وذلك بعد أن تمكن الفدائي المكلف باغتياله من جرحه.
وأخذت تمتنع الجبهة القومية عن القيام بأعمال فدائية إما ضد المستعمرين وأما ضد أعوانهم وكان الإعلان بالإذاعة عن حكم الإعدام بهذا الخائن للقضية الوطنية أو ذاك، ومن ثم تنفيذ هذا الحكم يزرع الرعب في أوساط موظفي اتحاد الجنوب العربي ويثير التفسخ في الحكومة الاتحادية.
وفي 10 يناير 1967م جرى اغتيال الأمين العام الدائم لوزارة الصحة الاتحادية جونس وفي وقت لاحق اطلقت النيران على نائب قائد البوليس نياز حسين وكان أمراً غير منتظر بالنسبة للإنجليز انفجار قنبلة أثناء وقت الغذاء في شقة الضابط السياسي للمقر العام للقيادة البريطانية في الشرق الأوسط انجلدو، قتل وجرح من جرائه «11» شخصاً.
ويبدو أن سلطان ناجي قد اخطأ بتاريخ اغتيال فضل خليل عندما قال إنه اغتيل في اليوم الثاني لانفجار القنبلة في تاريخ 24 ديسمبر 1964م أي حسب سلطان اغتيل فضل خليل في 26 ديسمبر 1967م والصحيح انه تم اغتيال فضل خليل في يوم الجمعة 18ديسمبر 1967م، ويمكن العودة إلى صحيفة «صوت الجنوب»، التي نشرت خبره على النحو التالي:
تشيع جنازة المرحوم فضل أحمد خليل مفتش البوليس العدني الذي أطلق عليه الرصاص من قبل مجهولين بينما كان واقفاً بجانب سيارته يوم الجمعة الماضي 18 ديسمبر 1967م، وقد قال وزير الأمن الداخلي صالح بن حسين العوذلي: إن الفقيد كان من الرجال الذين عملوا بكل شجاعة وإخلاص.
ويوضح د. عقلان، أنه وفي سبيل الحقيقة سوف يتم تتبع سقوط عناصر المخابرات البريطانية من العرب والمحليين والبريطانيين في الصحف التي كانت تصدر في عدن، وقتذاك، والذين سقطوا برصاص الفدائيين وعناصر جهاز أمن الثورة، علماً بأن هذه الصحف لا تنشر إلا ما كان مسموحاً به من السلطات الاستعمارية في عدن، مع توخي الحذر بأن البعض من العناصر- وهذا نادر وقليل- سقطوا لأسباب شخصية، وإنما أيادي الجهاز الأمني للثورة طالت عملاء المخابرات البريطانية، مثل فضل خليل وغيره وما سيلي هو من نشطاء جهاز أمن الثورة.
“وقد أكدت بعد ظهر «الثلاثاء 9 فبراير 1965م» محطة إذاعة تعز الإشاعة، التي انتشرت في عدن بأن ضابط مخابرات البوليس محمد عبدالله حبيش اختفى فجأة عن منزله وهرب إلى اليمن وتقول محطة الإذاعة بأن الحبيش وصل إلى تعز وقدم معلومات إلى سلطات الجمهورية مدعمة بالأسماء عن نشاط عملاء المخابرات البريطانية ومن الجدير بالذكر أن السيد الحبيش قد تعرض لمحاولة اغتيال يوم 27 يناير الماضي «1965م» عندما اطلق مجهولون عليه النار وأصابوا عسكرياً برفقته ولم يصب هو بأذى على اثر المحاولة انتشرت إشاعة بأن السيد حبيش قدم استقالته من منصبه.
وسقط سعيد عبده نعمان، عسكري في سجن عدن المركزي، سقط على الأرض مضرجاً بدمائه وفارق الحياة في الحال عندما اطلق عليه النار مجهولون مساء يوم «الأحد 28 مارس 1965م» في الساعة السابعة وخمسين دقيقة بجانب فندق إحسان الله بكريتر وأصيبت امرأة عربية كانت مارة في الطريق نقلت إلى المستشفى حيث غادرته بعد أن تلقت العلاج ولسعيد عبده نعمان حوالي سنتين في خدمة سجن عدن المركزي يحمل رتبة هوردال وكان يمر بجانب عمارة فندق إحسان الله عندما اطلق المجهولون النار من سيارة وأردوه قتيلاً في الحال.
وأطلق مجهولون النار في الساعة السابعة من مساء «الثلاثاء 30 مارس 1965م» أمام فندق إحسان الله بكريتر حيث أطلق النار على السيد محمود عبدالوهاب شوذري كمشز ناظر سجن عدن المركزي وأصابته بكتفه بعد أن اطلق عليه ثلاث عيارات نارية، ونقل المصاب إلى مستشفى الملكة «الجمهورية» بخور مكسر لتلقي العلاج.
كما صدرت صحيفة «فتاة الجزيرة» تحت عنوان: «اغتيال أحد عساكر سجن عدن المركزي بخمس رصاصات» قتل عسكري مدني من عساكر سجن عدن ليلة البارحة «الثلاثاء 30 مارس 1965م» بعد إصابته بخمس رصاصات اثر هجوم قام به أشخاص مجهولون بالقرب من السجن وعلى رصيف فندق إحسان بكريتر ولم يعرف بعد وقوع الحادث، السلاح الذي قتل به العسكري ويدعى العسكري القتيل عبدالولي نعمان ويبلغ من العمر «26» سنة ولم يعرف السبب الذي أدى إلى اغتياله، كما أصيبت امرأة كانت تصلي بإصابات خفيفة في بطنها وسمح لها بمغادرة المستشفى في نفس الليلة وصرح مصدر في بوليس كريتر أن البوليس لم يلق القبض على احد اثر هذا الحادث .
وذكرت الأنباء الأخيرة أن السيد محمود شوذري ناظر سجن عدن المركزي يتماثل إلى الشفاء وكان السيد المذكور قد تماثل إلى الشفاء بعد أن تعرض لإطلاق النار مساء الثلاثاء الماضي من شخص مجهول.
وذكرت مصادر مسؤولة مساء «الأربعاء 21 إبريل 1965م» بأن مجهولاً اطلق النار على مساعد المفتش علي ورسمة وأرداه قتيلاً. وقد وقع الحادث في كريتر في الساعة السادسة والنصف مساء ولاذ المجهول بالهروب.
واغتيل في حوالي الساعة الثامنة من مساء «الخميس 27 مايو 1965م» ناظر البوليس صالح عبدالله عقربي، المسؤول عن منطقتي خور مكسر والشيخ عثمان وقد اغتاله رمياً بالرصاص مجهولون بينما كان في طريقه إلى منزله من المسجد وله خدمة طويلة في البوليس حيث أمضى أكثر وقته في عمل المباحث الجنائية.
مجهول يطلق النار في الساعة السادسة والنصف مساء في شارع آبان بكريتر على أوروبي بينما كان يقوم بإصلاح سيارته وقالت بأنه نقل إلى المستشفى، حيث فارق الحياة متأثراً بجراحه وأن ثلاثة أطفال وزوجة القتيل كانوا في داخل السيارة عندما اطلقت النار على عائلهم، إلا أن أحداً من العائلة لم يصب بأذى.
وتوفي ضابط يعمل في جيش الاتحاد النظامي متأثراً بجراحه إثر انفجار سيارته، حين كان يهم بالدخول إليها في خطوط «ليك» في الشيخ عثمان في حوالي الساعة «7.20» من صباح يوم الخميس «15 يوليو 1965».
وأطق مجهول النار على المرحوم أحمد حسن مظفر قرب نادي صيرة مساء يوم السبت الماضي «24 يوليو 1965م» وأرداه قتيلاً واطلق عليه النار وهو خارج من ناد ،حيث يذهب كل مساء ويجتمع بأصدقائه وقد اطلقت عليه طلقتان في رأسه وقد شيعت جنازته يوم الأحد صباحاً.
ونجا مفتش البوليس عبدالستار رغم إصابته بطلق ناري في الرجل، نقل على اثره مساء الثلاثاء الماضي «3 أغسطس 1965م» وأعلن راديو عدن أن حالته وشخصاً عربياً آخر أصيب إلى جانبه في شارع الزعفران وكان نديم عبدالستار قد تعرض لإطلاق النار من قبل مجهولين في سوق الزعفران في حوال «7.20» من مساء الثلاثاء ونقل وزميله الجريح في الحال للمستشفى.
وأطلق ظهر «الثلاثاء 24 أغسطس 1965م» مجهول النار على ناظر البوليس السيد عبدالملك عبدالستار وأصابه بإصابة طفيفة في رأسه نقل على اثرها إلى مستشفى الملكة حيث ذكرت التقارير الطبية بعدئذ بأن حالته مرضية ويستفاد بأن معركة نشبت بين السيد عبدالملك عبدالستار وبين مجهول الذي نزل من السيارة التي كانت تسير خلف سيارة المعتدي عليه عندما توقفت سيارة ناظر البوليس أمام منزل في شارع الطويلة بكريتر خرج منها ووجد السيارة التي كانت تقتفيه خلفه وخرج منها واحد من ثلاثة أشخاص مبتسماً، اعتقده عبدالملك يريد التحدث إليه وعندما اقترب إليه رفع يده إلى عمامته واخرج منها مسدساً إلا أن عبدالملك القى عليه بنفسه، فنشبت بين الاثنين معركة اطلقت خلالها ثلاث طلقات رصاص أصابته الأخيرة في رأسه، وفر الرجل المجهول هارباً بعد أن تركته السيارة التي خرج منها اثر وقوع الاشتباك.
وأعلنت سلطات الأمن أن أربعة اقتحموا منزل ضابط بريطاني في المعلا في تمام الساعة 6.45 مساء «الثلاثاء 7 سبتمبر 1965م» وأطلقوا النار عليه من مسدساتهم وذكرت وسائل الإعلام نجاة ضابط وردية بإطلاق النار هذا ويقال أن الضابط الذي حدثت محاولة اغتياله هو المستر وايجت ضابط في المخابرات البريطانية.
وقتل فدائى في الجبهة القومية يوم «الثلاثاء 14 سبتمبر 1965م» شرطياً عربياً وعثر على جثته خلف بستان اللحجي بالشيخ عثمان.
وقد علق على صدر الجندي المقتول حكم صدر ضده من الجبهة القومية، وقد أوردت النبأ إذاعة عدن.
هذا وقد شيع جثمان السيد اثر تشارلس رئيس مجلس عدن التشريعي وحضر التشييع عبدالقوي مكاوي.
وأذاعت السلطات أن مجهولاً اطلق النار على أحمد الخضر اليزيدي في الشيخ عثمان في حوالي «6.30» مساء الأحد «19 سبتمبر 1965م» فأرداه قتيلاً.
وأطلق مساء يوم «الاثنين 11 سبتمبر 1965م» مجهول النار من مسدسه على الشاب العدني حسن علي عبدالله بديجي وقد أصيب بعيار ناري في كتفه كما أصيب آخر في ساقه ونقل على اثره إلى المستشفى للعلاج، وقد وقع الاعتداء على السيد بديجي الذي يعمل ضابطاً في إدارة الهجرة والجوازات في حافة حسين وهو الشارع الذي يسكن فيه.
وأذاع صوت العرب في ساعة متأخرة من مساء يوم «الأربعاء 13 أكتوبر 1965م» نقلاً عن وكالة يونيتد برس أن رجالاً مسلحين حاولوا اغتيال نائب مفتش للبوليس العدني ولكنه تمكن من النجاة بعد أن أصيب بجراح طفيفة في يده، وأضاف الراديو يقول لقد وقع الهجوم على مفتش البوليس بالقرب من منزله.
وقد اطلقة النار على السيد محمد حافوني نائب مشرف البوليس قرب منزله في المعلا وقد أصيب في ذراعه من طلقه نار ونقل للعلاج إلى المستشفى مساء الثلاثاء الماضي«12 أكتوبر 1965م».
وجرى إطلاق النار بعد الساعة السادسة من مساء يوم «الخميس 11أكتوبر 1965م» في المعلا فقد أطلق مجهول النار على أحد الأوروبيين وأصابه بجراح خطيرة ثم هرب.
وقد القى الجنود البريطانيون القبض على حوالي مائتي مواطن عندما أطلق مجهول النار على شخص أوروبي مساء بالمعلا، وأطلقت النار على السارجنت عبدالقادر من ضباط السجن المركزي أمام نادي الحسيني الرياضي فأردته قتيلاً بعد ظهر «الأحد 14نوفمبر 1965م» وكان السارجنت يدخل السيارة التي يسوقها أمام النادي.
وأطلق مجهول النار حوالي الساعة السادسة والنصف من مساء يوم «الثلاثاء 16نوفمبر 1967م» على جعفر حسين الماس الموظف في إدارة الصحة وذلك بالقرب من سينما برافن بكريتر حيث فارق الحياة في الحال، ويقول مصدر مسؤول إن القتيل كان يسوق سيارة مفتش البوليس نديم عبدالستار الذي لايزال في المستشفى تحت العلاج من جراء إطلاق النار عليه الذي أصابه بجروح في شهر أغسطس الماضي.
وأذاعت سلطات الأمن يوم «الأحد 21نوفمبر 1965م» أن مجهولاً أطلق النار على أحد الأشخاص وأرداه قتيلاً في الساعة العاشرة والربع صباحاً في منطقة الميدان بكريتر ويدعى حامد علي الجنيدي وهو موظف في إحدى دور السينما وتعطي الأخبار تفصيلاً أكثر فتقول: اغتيل في صباح أمس في حوالي العاشرة شخص اسمه حامد علي جنيدي قرب مسجد خواص في مدينة عدن، فقد أطلق مجهول عليه النار فأرداه قتيلاً وهو موظف في إحدى دور السينما المحلية، ويعتقد البوليس أن الحادث ناتج عن خلافات شخصية.
وأفادت سلطات الأمن بولاية عدن أنه حوالي الساعة السادسة وخمسة وعشرين دقيقة من مساء أمس الأول «الأربعاء 1965/11/17م أطلق معتدٍ النار من مسدس عيار 9ملم على الشرطي محمود فندوق وأرداه قتيلاً، وكان ذلك في قسم ألف رقم 4بكريتر، والشرطي محمود فندوق من رعايا السلطنة اللحجية وأب لعشرة أطفال هذا وتواصل سلطات الأمن التحقيق في الحادث.
وأذاع صوت العرب أن ضابطاً بريطانياً اسمه الميجر أدن وجد مشنوقاً في منزله وأن التحقيقات تجرى بصورة سرية حول أسباب الحادث، ولم يصدر أي بيان من القيادة البريطانية.
وأطلق مجهول النار في حوالي الساعة العاشرة من صباح يوم «الأربعاء 15ديسمبر 1965م» على شخص يعمل كمحصل إيجار لدى أحد التجار العرب وقد وقع الحادث في شارع الحدادين بكريتر بالقرب من أحد الدكاكين حيث كان يقف الرجل وبيده حقيبة، وقد أطلقت عليه عدة رصاصات من مسدس إلا أنها أخطأته وأصابته واحدة منها كما يقال في رجله وعلى إثر سماع طلقات النار تجمع المارة وكان المصاب قد لاذ بالدخول إلى داخل الدكان الذي كان يقف على مقربة منه وقت إطلاق الرصاص عليه، وكانت يده لازالت ممسكة بالحقيبة التي كان يحملها عند استهدافه برصاصات مسدس المجهول .
وأذاع راديو لندن يوم «الأربعاء 15ديسمبر 1965م» بأن ناطقاً عسكرياً بريطانياً صرح بأن جندياً بريطانياً قد قتل كما أصيب آخر بجراح في حادث إطلاق النار وقع في إحدى ضواحى عدن.
وفي عدن أفادت سلطات الأمن بأنه في حوالي الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء 15 ديسمبر 1965م أطلق ثلاثة أشخاص مسلحون بالمسدسات السريعة النار على بعض رجال الخدمة العسكرية البريطانية بالقرب من مستودعات العفش التابع لسلاح الطيران بالمعلا وتمكنوا من قتل واحد وإصابة آخر بجراح خطيرة .
وصدرت الأخبار حاملة العنوان «محاولة اغتيال علي بن أحمد بن علي: أطلق ستة مجهولون النار على سيارة فيها الأمير علي بن أحمد بن علي قائد الحرس الوطني العبدلي في منطقة السيلة في الشيخ عثمان «الاثنين 3يناير 1966م» فأصيب بجراح في كتفه، كما أصيب إلى جانبه الأمير عبده عبدالكريم وبنت الأمير علي عمرها سبع سنوات كانت في السيارة، وأصيب طفل عربي كان واقفاً بجانب الحادث، وعندما أطلقت عليهم النار خرجوا من السيارة فألقيت عليهم قنبلتان يدويتان ولكنهما لم تنفجرا، وقد نقل جميع الجرحى إلى المستشفى للعلاج، وكان الأمير قد أطلق النار فأصاب أحدهم.
وتحت عنوان «اغتيال سجان سابق» كتبت الأيام قائلة: أطلق مجهولون النار على عبدالله مبروك من الموظفين السابقين في سجن عدن المركزي فأردوه قتيلاً في الساعة الثالثة بعد ظهر الجمعة«13مارس 1966م» وكان القتيل على سرير أمام بيته في قسم «ب» بالشيخ عثمان حين سمع الناس دوي ثلاث طلقات، فلما هرعوا إلى موقع النار وجدوا القتيل منكفئاً على وجهه والدماء تنزف من رأسه ووجهه، ولم تدل سلطات الأمن بمعلومات أخرى عن القتيل غير أنه سجان سابقاً، بينما تولت السلطة التحقيق في الحادث .
وأطلق مجهول النار في التاسعة من مساء «الأربعاء 16مارس 1966م» على ضابط البوليس أبي بكر حسين ربان الملقب «أبا بكر» وهو يهم بدخول منزله في منطقة منازل البوليس في خور مكسر أطلقت عليه رصاصتان كلتاهما أخطأته، وقد أطلق الضباط ثلاث طلقات على الشخص المهاجم فأخطأته وأطلق مجهول النار على تاجر ألماني يدعى الفرد كارل هوير في صباح «الأربعاء 16مارس 1965م» عند المدخل إلى السوق الطويل في عدن، وأطلق مجهول النار على موظف بريطاني في وزارة الأشغال الاتحادية وأرداه قتيلاً.
وقد كان الضابط البريطاني في سيارته قرب جولة المنصورة عندما فوجئ بإطلاق الرصاص عليه، اسم الموظف المسترهن ويليام هلير وكان مجهول قد أطلق النار صباح «الاثنين 21مارس 1966م» على أحد رجال الأمن حيث كان في السوق فأصابه في عنقه ونقل على إثره ذلك إلى المستشفى للعلاج، وقالت إذاعة الجنوب :إن حالته مرضية وأطلق مجهول النار في حوالي الساعة الحادية عشرة من صباح يوم «السبت 26مارس 1966م» على المستر دنيس أحد المهندسين الكهربائيين في خدمة مؤسسة الكهرباء العدنية وأرداه قتيلاً، وظهرت الأيام تحت عنوان «مقتل رجل مخابرات في التواهي أمس»: اغتيل في العاشرة من مساء يوم «الأحد 27مارس 1966م» أحد موظفي قسم المخابرات واسمه محمد سواملة وهو صومالي الأصل، فقد أطلق مجهول عليه ثلاث عيارات نارية من مسدسه في القسم الخاص بسكن رجال البوليس بالتواهي أصاب عياران صدره وأصاب الثالث عينه وكان محمد سواملة قد فارق الحياة بعد دقائق قليلة من إطلاق النار عليه.
وأطلق مجهول النار على ضابط بوليس «نائب مشرف» أحمد عوالة بالقرب من منازل درجة «ج» في البريقة في حوالي الساعة السادسة والنصف من مساء الثلاثاء الماضي «29مارس 1966م»، فأرداه قتيلاً، هذا ولايزال خطر التجول مفروضاً على منطقة الشيخ عثمان والمنصورة إثر مقتل ثلاثة ضباط بريطانيين خلال الأسبوعين الماضيين في المنطقة وأعلنت سلطات الأمن أن الرجل الذي وجد مقتولاً في شارع الطويلة مساء الأحد 17أبريل 1966م كان يعمل في قاعة طعام ضباط البوليس بكريتر، وكانت الطلقات النارية التي أصابته من عيار 9ملم.
ولاحق جهاز أمن الثورة الآخرين، فظهرت قناة الجزيرة بعنوان «مقتل عربيين بانفجار لغم في منزل في المنصورة»: توفي عربيان عند حدوث انفجار في منزل السيد عبدالرحمن عبدالواسع نعمان في المنصورة بالشيخ عثمان ظهر يوم «الجمعة 29أبريل 1966م» وعلم أن الحادث وقع نتيجة لانفجار لغم أرضي من النوع المضاد للدبابات والسيارات المدرعة دفن تحت أرض المنزل مع جهاز زمني لتحديد موعد الانفجار والقتيلان هما عبدالله سالم القاضي، وابن عمه أحمد قائد القاضي.
وقد توفيا قبل وصولهما إلى المستشفى بخور مكسر . وتلقت عائلة المرحوم مكرم عبدالله غالب عنتر برقية من المندوب السامي بعدن . وكان مجهول قد أطلق النار يوم الخميس الماضي «3أكتوبر 1966م» على المذكور فأرداه قتيلاً في إحدى المقاهي في الشيخ عثمان.
وتحت عنوان «إطلاق النار على عولقي في الشيخ عثمان» أصدرت الأخبار قائلة: نقل مقبل جسمان عولقي إلى مستشفى الملكة في خور مكسر صباح يوم «الثلاثاء 15نوفمبر 1966م» متأثراً بجراح من عيارات نارية أطلقها مجهول عليه، وكان الحادث قد وقع في شكشن بي الشيخ عثمان في الفجر، وذكر أن حالته خطيرة وتحت عنوان «مقتل يهودي في شارع الزعفران صباح يوم أمس» صدرت الأخبار قائلة: أطلق مجهول النار في حوالي الساعة العاشرة من صباح يوم «الإثنين 9يناير 1967م في شارع الزعفران على يهودي فأرداه قتيلاً، ويجري البوليس تحقيقاً في الحادث، وكان في الليلة الماضية قد اغتيل ضابط بوليس نيازي محمد حسين «40سنة» في السوق الطويلة وهو بداخل سيارته، وقبل الحادث أطلق شخص النار على سيارة كان يقودها الدكتور جونس، مدير الخدمات الطبية في شارع الملكة أروى بكريتر إلا أن الرصاصة أخطأته وأصابت السيارة .
كما صدرت الأيام بخبر «إطلاق النار على بريطاني» فقد أطلق يوم «الثلاثاء 10يناير 1967م» شخص مسلح خمس رصاصات على بريطاني موفد من هيئة الإذاعة البريطانية بينما كان يقود سيارته على شارع الملكة أروى بكريتر أصابت ثلاث منها سيارته ولم يصب هو بأذى، وذكر أن البريطاني انتدب للعمل في تلفزيون الجنوب العربي وأطلق مجهول النار على الشاب جميل شينا صاحب مدرسة تصليح وتعليم سياقة السيارات بعدن وأرداه قتيلاً في الحال مساء يوم الإثنين «23يناير 1966م» وقد وقع الحادث في حوالي الثامنة والنصف مساء بينما كان جميل شينا يركب دراجة نارية على الطريق تحت منزله في اتجاه عمارة السقاف في الميدان بعدن، وظل جميل قتيلاً في الشارع عدة دقائق قبل أن توصل قوة البوليس لنقله إلى المستشفى والمعروف أن جميل كان قد سافر إلى تعز وصنعاء في اليمن لمقابلة زعماء جبهة التحرير. . منذ عام واحد تقريباً لتبرئة ساحته إثر صدور منشور يتهمه وآخرون بشتى الأعمال”. ونكتفي بهذا القدر من استعراض نشاط الجهاز الأمني للثورة لضيق الحيز، مع التذكير أن لكاتب الدراسة هذه كتاب أكاديمي تحت عنوان «الجهاز الأمني لثورة أكتوبر التحررية المسلحة في الجنوب 1963 1967م» وتحت الطبع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.