الهجري يترأس اجتماعاً للمجلس الأعلى للتحالف الوطني بعدن لمناقشة عدد من القضايا    وزارة الخدمة المدنية تعلن الأربعاء إجازة رسمية بمناسبة عيد العمال العالمي    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    الفريق علي محسن الأحمر ينعي أحمد مساعد حسين .. ويعزي الرئيس السابق ''هادي''    وفاة ''محمد رمضان'' بعد إصابته بجلطة مرتين    «الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السيول تقتل امرأة وتجرف جثتها إلى منطقة بعيدة وسط اليمن.. والأهالي ينقذون أخرى    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نضال القوى السياسية.. من أجل تحقيق الاستقلال

انطلاق ثورة 14أكتوبر عام 63م وتحقيق الاستقلال الوطني في 30نوفمبر 67م لم يكن مفروشاً بالورود.. بل جاء بعد مخاض طويل من النضال والكفاح الكبيرين ابتداءً من تلك الانتفاضات الشعبية.. في المناطق الجنوبية والتي كان لها أثرها الفاعل.. على مستوى الواقع آنذاك.. فضلاً عن نضال القوى السياسية في الداخل وكذا الحركة العمالية ومن ذلك النقابات الست.. والتي لعبت دوراً كبيراً في صفوف القوى العاملة بقدر ما قامت بكشف زيف ومخططات الاستعمار وعملائه من السلاطين وغيرهم .. وكذا المطالبة بحقوق العمال علاوة على الاستقلال وأيضاً دعم ثورة سبتمبر الوليدة، ناهيك عن الدور الذي قادته القوى الوطنية.. آنذاك .. ممثلاً بالجبهة القومية والتي اتخذت أسلوب الكفاح المسلح من أول وهلة لها وإلى جانبها بقية فصائل العمل.. ومنها التنظيم الشعبي للقوى الثورية الذي كان منضوياً تحت إطار الجبهة القومية وكذا جبهة التحرير، ورغم الصراعات التي حدثت بين الجبهتين وبعدها والضغوط التي مورست على الجبهة القومية إلا أنها تمكنت في نهاية المطاف من أن تحسم الأمور لصالحها.. من خلال التضامن الكفاحي بين الثوار وسندهم الرئيسي والاستراتيجي رفاقهم المتواجدون في صف ثورة 26سبتمبر بعد قيامها بالإضافة لخلفيتهم الثورية مصر عبدالناصر.. وبعدهم الاستراتيجي الاتحاد السوفيتي سابقاً.. وبمناسبة العيد الذهبي ال50 لثورة 14أكتوبر.. لنا أن نقف أمام مراحل النضال التحريري الوطني وما تلا ذلك من أحداث وحتى الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 67م.. وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية..سلطة الاحتلال أبرمت عدداً من المعاهدات والاتفاقيات مع الحكام المحليين:
المرحلة الأولى للنضال التحرري الوطني:
لم يهدأ للوطنيين في أراضي الجنوب بال بعد عملية الاحتلال بل ظلوا غير راضين على الأمر الواقع الذي فرضه عليهم الاحتلال البريطاني لعدن، وتمكن من إبرام 31معاهدة حماية مع الحكام المحليين (سلاطين وأمراء ومشائخ بواسطة عمليات التطبيع والأسلبة، وتمكن من تحويل جميع المناطق الجنوبية إلى(محميات غربية ومحميات شرقية) وإنشاء جيش الليوي (الأرمي) من أجل قمع المحميات الغربية وجيش البادية لقمع المحميات الشرقية مؤخراً حيث تم في 1937م إبرام (90 اتفاقاً) مع الحكام المحليين يقضي في بسط النفوذ البريطاني لأراضي الجنوب، أما في المرحلة الأخيرة فقد تم إقامة (اتحاد الجنوب العربي الفيدرالي “المزيف”) منذ عام 1959م حتى عام 1963م وتكوين حكومة ومجلس وزراء اتحادي لعموم أراضي الجنوب.
أولاً : الانتفاضات الثورية الأولى لأبناء الجنوب
قامت خلال تلك الفترة الماضوية عدة انتفاضات ثورية من أبناء الفلاحين؛ فقد كانت جميع أراضي الجنوب لا توجد فيها مقدمات الحياة لمواطنيها فلا كانت توجد فيها مدارس ولا طرق ولا مستشفيات ولا مصادر عمل ولا كهرباء ولا مصادر مياه صحية حتى فجر الاستقلال، ولذلك فقد قاموا بعدة انتفاضات ثورية منها:
1 في عام 1903م ثار مواطنو حضرموت من الفلاحين ضد الحكام المحليين.
2 وفي الأعوام 1918 19481957م انتفض فلاحو ردفان ضد المستعمرين وأذنابهم الحكام المحليين.
3 خلال عشر سنوات من عام 1936م حتى 1946م أعلنت الثورة ضد قوات الاحتلال وعملائه الحكام المحليين.
4 وفي عام 1941م انتفض فلاحو الواحدي.
5 وفي عام 1942ثار مواطنو الصبيحة من الفلاحين ضد سلطة الاحتلال.
6 وفي العامين 19421957م انتفض فلاحو بيحان.
7 وفي العامين 1947 1961ثار فلاحو حضرموت.
8 وفي عامي 1947م 1957م ثار فلاحو الشعيب وحالمين والضالع.
9 وبعامي 1957 1959م أعلنت قبائل يافع ثورتهم.
10 وفي العامين 1945 1957م فلاحو الفضلي.
11 وبعامي 1946 1950م فلاحو دثينة.
هيئات المجتمع المدني
ثانياً: بدأت هيئات المجتمع المدني بالنشوء والتطور من جمعيات ونوادي ثقافية وتكوينات سياسية وهي الجمعية الإسلامية العدنية 1949م التي جرى عليها تغييرات حيث خرجت منها في عام 1950م رابطة أبناء الجنوب العربي، وفي عام 1954م تحول البعض منها ليكون المؤتمر الشعبي الجنوبي الذي أفرغ تماماً عام 1956م ليؤسس البعض منهم الحزب الوطني الاتحادي برئاسة حسين بيومي وعبدالرحمن جرجره والبقية منهم أسس حزب المؤتمر الدستوري برئاسة محمد علي لقمان وبقية مجموعة صغيرة من المنظمة الإسلامية العدنية ، واحتفظت باسم الجمعية العدنية كما كانت توجد أحزاب صغيرة أيضاً مثل حزب الشعب السياسي وحزب الأمة وحزب الشعب الديمقراطي.
وبعد فشل ثورة (17فبراير 1948م في صنعاء رجع جماعة حزب الأحرار من العاصمة المصرية القاهرة عام 1950م إلى عدن ولموا صفوفهم مجدداً بإنشاء (الاتحاد اليمني) كإطار واسع للقوى السياسية في الشمال، وكان داخل رابطة أبناء الجنوب عدد من الوطنيين الذين لم ينشئوا أحزاباً بل تيار فقط، فكانت الرابطة إطاراً واسعاً لأبناء الجنوب قبل تشكيل الأحزاب الأخرى 1950م فتكونت حينها (الجمعية اليمنية الكبرى) تضم بكنفيها الأحرار الوحدويين لكنها لم تدم.
قانون الانتخابات الذي أصدرته السلطة الاستعمارية وضعت فيه قيوداً
وفي منتصف عام 1955م عُقد في لندن المؤتمر الدستوري الذي حضرته رابطة أبناء الجنوب ثم أصدرت السلطة الاستعمارية بعدن حينها قانون انتخابات المستعمرة عدن للمجلسين التشريعي والبلدي في نفس العام ثم أجريت في العام الثاني 1956م الانتخابات للمجلسين، ولما كانت رابطة أبناء الجنوب قد أيدت ذلك القانون فقد خاضت الرابطة تلك الانتخابات مما حدا بالقوى الوطنية التي كانت داخل رابطة أبناء الجنوب بالخروج منها؛ نظراً لأن قانون انتخابات المجلسين التشريعي والبلدي قد وضعت فيه قيوداً على مسألة الانتخابات، ومن أهمها منع أبناء المناطق الجنوبية وأبناء اليمن الشمالي من حق الترشيح والانتخابات، وكانت هذه الأسباب دافعاً قوياً لخروج الوطنيين من رابطة الجنوب العربي، فبدأوا أولاً بتكوين (الجبهة الوطنية المتحدة) بنفس ذلك العام الذي أجريت فيه الانتخابات 1956م من كافة التيارات السياسية ثم تشكيل(مؤتمر عدن لنقابات العمال “المؤتمر العمالي”) وصار يستوعب (25نقابة فرعية) بثمان نقابات أصلية تخصصية، وبعد هذا الموقف الوطني شرعوا بعد ذلك بتأسيس الأحزاب الوطنية فقد تشكل حزب البعث العربي الاشتراكي بصيف عام 1958م، وذلك من الطلبة الذين كانوا يدرسون في جامعات سوريا والعراق، وحضر معهم حينها سوري يسمى موسى الكاظم، وكان من أوائل مؤسسيه بفرع اليمن هم: مطهر بن علي الإرياني سلطان أمين القرشي يحيى الشامي وعلي لطف الثور وعبدالرحمن شجاع والدكتور عبدالعزيز المقالح وأحمد حسين المروني محسن العيني وعبدالله سلام ناجي.
ومن البعثيين الذين كانوا في السلك العسكري من الضباط الذين كان لهم أدوار أثناء قيام ثورة 26سبتمبر 1962م وهم عبداللطيف ضيف الله أحمد الرحومي وعبدالله الراعي وآخرون كثيرون.
ومن البعثيين الذين كانوا في عدن هم: محمد سعيد وصالح الحبشي وأبوبكر الحبشي وعلي بن عقيل وعبده عقيل سليمان وعبدالله عبدالمجيد الأصنج ومحمد سالم باسندوة ومحمد سالم علي عبده وعلي حسين قاضي وعيدروس حسين قاضي ومحمد عبده نعمان وآخرون، وكانت القيادة القومية لحزب البعث في سوريا حيث تم تأسيسه من حزبين (1) الحزب الحربي في عام 1942م بقيادة ميشيل عفلق ثم تم تشكيل الحزب الاشتراكي عام 1945م بقيادة أكرم الحوراني، وفي عام 1947م ثم دمج الحزبين بحزب واحد هو حزب البعث العربي الاشتراكي..
حركة القوميين العرب
تم التحضير لتأسيس فرع حركة القوميين العرب باليمن عام 1958م بمبادرة من الطلاب الذين كانوا يدرسون في كل من سوريا ومصر ولبنان أثناء العطلة الصيفية لجامعات تلك الدول وفي العام الثاني 1959م أسسوا فرعهم باليمن، وكان في مقدمة المؤسسين هم: سلطان أحمد عمر وعبدالرحمن محمد سعيد عريقي ومالك عبدالرحمن الإرياني وعبدالحافظ قائد سعيد الجناحي أحمد قاسم دماج علي سيف مقبل وشمسان عبدالله اليوسفي والدكتور عبدالكريم علي الإرياني، واحمد منصور أبو أصبع، ومحمد الربادي وعوض الحامد وعبدالعزيز الدالي ومحمد سيف ثابت وكان عدد منهم يعملون بالنقطة الرابعة الأمريكية، ومن الضباط العسكريين الذين كانوا منظمين للحركة هم : عبدالله جزيلان الذي كان مديراً لمدرسة الأسلحة العسكرية أثناء قيام ثورة 26سبتمبر، وعلى ناجي الأشول، وعلي محمد عبدالمغني .
أما الذين كانوا في عدن وبقية المحافظات الجنوبية لكنهم كانوا قاطنين بعدن هم : فيصل عبداللطيف الشعبي، وعبدالملك إسماعيل أغبري وعبد الحافظ قائد، وعبدالقادر سعيد أحمد طاهر، ونور الدين قاسم، وعبدالرحمن محمد عمر، وعبدالقادر أمين قرشي، وعبدالباري قاسم، بالإضافة للذين خرجوا من رابطة أبناء الجنوب وكانوا متأثرين بفكر الحركة وهم قحطان محمد الشعبي، وسيف أحمد الضالعي، وعلي أحمد السلامي وطه مقبل، وسالم زين، وهاشم عمر.
النقابات الست
(النقابات الست) تكونت عام 1960م من إحدى عشرة نقابة فرعية بسبب الصراعات التي دبت منذ تأسيس المؤتمر العمالي في 1956م بسبب وجود تيارات ثلاثة هي تياري تريوني انفصالي يجسد أحقية عدن والعدنيين ولا يؤمن باستراتيجية الثورة اليمنية ويرفض دعم ثورة 26سبتمبر أثناء قيامها معنوياً ويرأسه حسين قاضي رئيس المؤتمر العمالي وتيار آخر انتهازي ترويدي للعمل النقابي ويرفض الإضرابات العمالية برئاسة عبدالله الأصنج أمين عام المؤتمر العمالي، وتيار ثوري تقدمي وحدوي يمني يسعى من أجل حقوق العمال وتحقيق الاستقلال ويدعم ثورة 26سبتمبر أثناء قيامها مادياً ومعنوياً يرأسه عبدالله عبدالمجيد السلفي رئيس نقابة البنوك رئيس المنظمة المتحدة للشباب اليمني عام 1960م عضواً بارزاً بالاتحاد الشعبي الديمقراطي (وأسس النقابات الست التي توحدت من 11نقابة فرعية كانت في المؤتمر العمالي مع بقية أعضاء حركة القوميين العرب الذين كانوا يرأسون بقية النقابات الأخرى.
الاتحاد الشعبي الديمقراطي
تأسس (الاتحاد الشعبي الديمقراطي) عام 1962م وكان في مقدمة مؤسسيه هم: عبدالله عبدالرزاق باذيب وخالد فضل منصور وأحمد سعيد باخبيرة وعائض باسنيد وعبدالله عبدالمجيد السلفي المعمري والمناضل عمر الجاوي وعبدالرحمن باخبيرة، وآخرون وفي شمال اليمن كان لهم تنظيم آخر يسمى اتحاد الشعب الديمقراطي.
الكفاح المسلح ضد الوجود الاستعماري وتأسيس الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل آنذاك
بعد ثورة 26سبتمبر 1962م بأربعة أشهر وثمانية وعشرين يوماً حصل اجتماع موسع بتاريخ (24فبراير1963م) بعد دعوة حركة القوميين بشمال اليمن إلى فرع الحركة بالجنوب فقد تم حضور (مائة مندوب) من جميع فصائل القوى الوطنية من أحزاب ومنظمات جماهيرية ونوادي وجمعيات في (قصر السعادة بصنعاء) حضره الرئيس عبدالله السلال وقيادة الجهاز العربي المصري آنذاك، وتم اقتراح من قبل الجهاز العربي المصري بتسمية القطاع الفدائي (باسم جبهة التحرير) ولكن لم يتجاوب أي فصيل في تكوين الجبهة؛ بسبب أن نضالها لا يتسم بأسلوب الكفاح المسلح بجانب نضال الطبقة العاملة والاتحادات النسائية والطلابية وكافة هيئات المجتمع المدني من (منظمات جماهيرية وأشكال نضالية وهيئات أهلية فقد عملت الحركة العمالية خلال الفترة الماضية الممتدة من عام 1956م حتى عام 1960م (213 إضراباً) خسرت فيه الحكومة البريطانية بعدن (489.968يوماً من أيام العمل) بالإضافة للمسيرات السلمية والمظاهرات السلمية المطالبة بحق تقرير مصير شعب الجنوب في الاستقلال الوطني لكنها لم تجد شيئاً وطرح حينها في هذا الاجتماع التأسيسي الأول استخدام أسلوب الكفاح المسلح ولم يتجاوب بجانب دعوة فرع حركة القوميين العرب سوى ثلاثة فصائل أخرى، وتم تشكيل الجبهة من أربع فصائل سياسية فقط في البداية وهي:
1 حركة القوميين العرب برئاسة فيصل عبداللطيف الشعبي.
2 تشكيل قطاع القبائل الجنوبية برئاسة ناصر علوي السقاف ، من أبين يافع وسالم عبدالله اليافعي.
3 التنظيم السري للجنود والضباط الأحرار برئاسة محمد علي الصماتي الصبيحي وبخيت مليط وثابت بن علي المنصوري الصبيحي.
4 الجبهة الناصرية برئاسة أبوبكر شفيق.
وتم انتخاب قحطان محمد الشعبي - عضو حركة القوميين العرب - أميناً عاماً للجبهة، وتم انتخاب مكتب سياسي لها، ولم يمثل جمعية الخريجين بالقيادة لكونها جماعة صغيرة بقيادة خالد أنور وخالد عقبة، لكن حدث اجتماع تأسيسي ثاني للجبهة.
في (19أغسطس 1963م) بتعز بعد أن انضمت ثلاث فصائل أخرى هي:
5 الجبهة الوطنية (نقابية) برئاسة عبدالقادر أمين القرشي من تيار حركة القوميين العرب.
6 جمعية الإصلاح اليافعية (ٍسياسية) برئاسة عبدالله حسين المسعدي وسالم عبدالله اليافعي وقاسم الزومحي.
7 المنظمة الثورية لأحرار الجنوب برئاسة عبدالله مطلق صالح.
وتم في هذا الاجتماع استعادة الجبهة اسمها التي اتفقت عليه الفصائل، وكان المقترح السابق من قبل الجهاز العربي المصري بإيعاز من بعض العناصر بالفصائل التي رفضت أسلوب الكفاح المسلح بجانب نضال هيئات المجتمع المدني بعدن، كما تم اعتماد مقترح (ميثاق الجبهة القومية) ورفعه لمؤتمر الجبهة حين انعقاده لمناقشته وإقراره، وهكذا بدأت العمليات الفدائية وبعد أن سمع رجال ردفان الذين كانوا منخرطين في صفوف الحرس الوطني للدفاع عن ثورة 26سبتمبر 1962م ضد القوى الرجعية القبلية المتخلفة التي كانت تناصر النظام المدعوم من قبل الرجعية العربية وإسرائيل والأنظمة الغربية أمريكا وفرنسا وبريطانيا فقد تم اعتقال جواسيس غربيين أجانب حينها، ولكن هب أبناء مناطق ( تعز الصبيحة ويافع والضالع وردفان ومواطنو (إب السفلى) لأن مناطق إب العليا كانت ضد الثورة وتقاتل لإعادة النظام الرجعي البائد، وحينما علم أهالي ردفان بإعلان الثورة في الجنوب بقيادة الجبهة القومية كغيرهم من أبناء المناطق الجنوبية حضروا إلى تعز وانضموا إلى الجبهة القومية، وتم تحويل السلاح لهم من القطاع العسكري بمحافظة (إب السفلى).
انطلاق ثورة 14 أكتوبر
وفي (11يناير 1963م) مر راجح لبوزة ورفاقه بعد عودتهم من شمال الوطن عندما كانوا يدافعون عن ثورة 26سبتمبر عن طريق العند لكن القوات البريطانية استوقفتهم وحاولت تجريدهم من أسلحتهم لكنهم رفضوا، وحصلت معركة فني عدد كبير من الطرفين بسبب استماتة أهالي ردفان بعدم تسليم الأسلحة بقيادة (راجع بن غالب بن نصر لبوزة) وفي اليوم الثاني تم إرسال كتاب تحذيري إلى لبوزة بتسليم الأسلحة لكنه رد رافضاً، وفي اليوم الثالث 13أكتوبر 1963م تم اعتقال أحد المواطنين وهو يقوم بعملية الحصاد وبندقيته معلقة على شجرة وحينما علم الأهالي بذلك هاجموا الخاطفين وحرروا الأسير، لكن القوات البريطانية كانت تحاصر المنطقة بالدبابات والمجنزرات والعربات، وتم إبلاغ لبوزة وهب أهالي المنطقة جميعاً للدفاع عن موطنهم وحدثت معركة ضارية حيث تمركز أهالي ردفان في (جبل ردفان) واستمرت المعركة حتى اليوم الثاني ( 14أكتوبر 1963م) الموافق يوم الاثنين 26جماد ثاني 1383ه الساعة الحادية عشرة ظهراً في وقت قصف الطيران الحربي موقع لبوزة في الجبل، لكن المعركة استمرت حتى الساعة الثانية بعد الظهر ولم يتمكن رفاق لبوزة من إسعافه أو نقل جثمانه من شدة ضراوة النيران من المدفعية والطيران الذي استمر حتى الساعة الثانية بعد الظهر، توقف القتال من الجانب البريطاني بسبب صمود المقاتلين وفي الساعة الثالثة تم نقل جثمانه من موقعه..
بدء العمليات الفدائية الواسعة بعدن
بدأ عدد الذين يعملون بالعمل الفدائي (خمسمائة فرد) ثم تضاعف عدد المقاتلين في صفوف الجبهة القومية لتصل إلى خمسة آلاف فرد بقدر ما بلغت عدد العمليات ضد القوات البريطانية حسب التقديرات البريطانية التي حدثت فقط في المدينة عدد36 عملية نفذها فدائيو الجبهة القومية قتل وجرح أثناءها 39 شخصاً ما بين قتيل وجريح، لكن القوات البريطانية قامت بحملة اعتقالات في صفوف مقاتلي الجبهة القومية، مما دفع بالجبهة القومية بالقيام بعدد من الاغتيالات لجواسيس السلطة البريطانية بعدما تم توزيع مناشير تحذرهم من التعاون مع سلطة الاحتلال، وحينما انتهت فترة الإنذار ولم يتوقف جواسيس السلطة البريطانية المحليين قامت الجبهة بتنفيذ عمليات اغتيالات واسعة ومنتشرة لجواسيس الاستعمار وكان أولى وأهم الاغتيالات للفدائيين هي في سوق مدينة كريتر المركزي بعدن نفذت عملية اغتيال الضابط البارز في المخابرات البريطاني فضل خليل في 30ديسمبر 1965م، وأطلق البريطانيون على عيد الميلاد آنذاك (الميلاد الأسود) وفي المناطق الجنوبية بلغ عدد العمليات الفدائية حداً كبيراً حيث نفذت الجبهة القومية في عام 1964م العمليات التي راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى كما هو مبين بلغ عددهم 39 قتيلاً و42جريحاً وإسقاط طائرة حربية وفي عام 1964م نفذت ( 36 عملية فدائية بدقة قتل وجرح من جرائها من الجانب البريطاني (239) شخصاً من قوات الاحتلال وأنصاره المحليين حسب المعطيات البريطانية، أما في عام 1965م بلغ عددها 286 عملية راح ضحيتها من الجانب البريطاني (50شخصاً)، وأهم العمليات هي مقتل (أوتوتشالرز) رئيس المجلس التشريعي من قبل حسين علي الزغير (بدر) الدبعي في 25 سبتمبر 1965م والمواجهة المسلحة مع قوات الاحتلال بالشيخ عثمان من قبل مهيوب علي غالب (عبود) وبعد اغتيال رئيس المجلس التشريعي بعدن من قبل (بدر الدبعي) أعلنت الحكومة بإلغاء المجلس التشريعي، ورداً على مقابلة رئيس الوزراء لحكومة الاتحاد الفيدرالي عبدالقوي مكاوي الذي صرح علانية بأنه يؤيد العمل الفدائي من الذي تخوضه الجبهة القومية من أجل الاستقلال أعلنت بريطانيا بحل حكومة مكاوي وأصبحت عدن تحت الأحكام العرفية بلا مجلس تشريعي وبلا حكومة.
(تكوين منظمة التحرير) أثناء مؤتمر القمة العربي الثالث الذي عُقد في القاهرة لتغيير مجرى نهر الأردن في 5يوليو 1964م بين كل من عبدالقوي مكاوي رئيس وزراء حكومة الاتحاد وعبدالله الأصنج الأمين العام للمؤتمر العمالي وعمر عبدالعزيز شهاب ومحمد سالم باسندوة وعدد من السلاطين وهم: السلطان علي عبدالكريم، والسلطان أحمد عبدالله الفضل، والشيخ محمد بن فريد العولقي، ورابطة أبناء الجنوب العربي برئاسة علي محمد الجفري، وقالت السلطة البريطانية قد جردتهم من مواقعهم السلطوية واستبدلت إخوانهم بدلاً عنهم، ولم تتكون منظمة التحرير عملياً إلا بعد عقد مؤتمريها الأول في إبريل 1965م والثاني في مايو 1965م، وقد اتخذ بالمؤتمر بتوجيه من الجهاز المصري بأن تتخذ المنظمة نضالها بالكفاح المسلح وحينما أجمع المؤتمر على هذا القرار خرجت رابطة أبناء الجنوب العربي من المنظمة، وبعد أن حدثت مشاكل ومداهمات لعناصر الجبهة القومية أصدرت المخابرات المصرية قرار الدمج بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير في 13يناير 1966م (الدمج القسري) وإعلان جبهة التحرير، فاستمرت المحادثات بين الجبهة القومية وجهاز المخابرات المصرية من 13يناير 1966م حتى 12ديسمبر 1966م فأعلنت الجبهة القومية خروجها من جبهة التحرير فأنشأت جبهة التحرير عناصرها الفدائية في 25مايو 1966م من الذين كانوا يتدربون بكنف الجبهة القومية.
ومن أهم الأحداث التي حدثت آنذاك هي:
1 اغتيال حسين قاضي، رئيس مؤتمر عدن لنقابات العمل في 24فبراير 1966ممن قبل تنظيم (هربرتH.P) هو أخذ بالثأر من الفدائيين، ومن أجل توسيع الخلاف بين القوى الوطنية.. وكان ذلك بقيادة السلطان المخلوع جعبل بن حسين العبدلي، والشيخ جعبل بن فريد العولقي المخلوع، واللذين كانا بقيادة جبهة التحرير، وتم فصلهما بعد اكتشاف المخابرات المصرية مراسلتهما مع أخويهما بحكومة اتحاد الجنوب العربي الفيدرالي (المزيف) وكان تنظيم H.P يعمل بإشراف بايجت بايجون بمكتب المندوب السامي البريطاني.
2 اغتيال الشهيد عبدالله عبدالمجيد السلفي المعمري الأصل في 28 إبريل 1966م من قبل عناصر جبهة التحرير باعتقاد جبهة التحرير أن عناصر الجبهة القومية هم من قتلوا حسين قاضي.
علماً بأن السلفي كان رئيساً لنقابات عمال البنوك ثم رئيساً للنقابات الست التي خرجت من المؤتمر العمالي، بإحدى عشرة نقابة. وكذلك رئيساً للمنظمة المتحدة للشباب اليمني عام 60م بقدر ما كان عضواً مؤسساً للاتحاد الشعبي الديمقراطي عام 1961م.
الحالة الاقتصادية والاجتماعية قبل الاستقلال
الوطني (30نوفمبر1967م)
كان سكان المناطق الجنوبية يعيشون في حياة مادية صعبة وقاسية؛ نظراً لعدم وجود فرص العمل، وليس لديهم موارد اقتصادية أخرى يعتمدون عليها في تحسين دخلهم المعيشي، وكان البعض منهم يعمل بالزراعة بجزء من الأرض، غير أن أغلب المساحة بأراضي الجنوب كلها بيداء قاحلة تنتشر فهيا الأهلة الرمالية والجبال القاسية في بعض المناطق، فلم تكن توجد فيها طرق معبدة ولا وسائل نقل، كان الغالبية منهم عراة الجسم ماعدا ما يغطي عوراتهم وأحذيتهم من جلود الحيوانات غير المصنعة ولم يكن يرتدي اللباس الذي يكسي جسمه سوى العاملين فقط في الوظائف الحكومية مثل الجيش والأمن أو أبناء الرؤساء الذين يعمل بعضهم بالوظائف الحكومية لدى الإدارة الهندية العدنية وهؤلاء كانوا قد درسوا في المدارس الإنجليزية فلم تكن توجد مدارس باللغة العربية حينها، وكان مستوى التعليم الحكومي لم يصل إلى الصفوف المتوسطة وإنما كانت سبعة فصول فقط بالإضافة للمدارس المعمدانية والتي تم إنشاؤها في العام1866م من قبل القس يدجر والمقيم البريطاني الكولونيل ويذر الذي كان أول من زاول عملية التطبيع والأسبلة لإخضاع المناطق الريفية أما في الفترة الأخيرة قبيل الاستقلال فقد نشط في هذا المجال (المستر ناش) والضابط ميلين.. وفي الفترة الأخيرة تم إنشاء كلية عدن قرب دار سعد ، ولكن كان مستوى التعليم الإنجليزي لم يصل إلى الثانوية العامة.
كان المورد الوحيد للمستعمرة هو مصفاة الزيت البريطاني (B-P) الذي أنشئ مؤخراً في عام 1954م وكان يعتبر آنذاك أول مصفاة في الشرق الأوسط لكن تم إنشاء مصافي في نواحي كثيرة في بلدان الشرق أوسطية، ولم تكن مؤخراً المصفاة قادرة على تغطية نفقات القاعدة الحربية العسكرية البريطانية والخبراء الأجانب، فقد كانت في الماضي تقوم بتكرير 8.300.000 طن من الزيت الخام النفطي، وكانت حجم المنتجات الصناعية بعدن عام 1962 هي كالتالي:
النفط المكرر= 6.119.000طن
الطوب = 3.826.655طن
المصنوعات القطنية = 210 أطنان
المرطبات = 40.391.948طناً
أواني الألمنيوم = 239طناً
الملح= 120.800طن
إطارات السيارات = 750طناً
السجائر= 34طناً
الكتل الباطونية = 1.963.600طن
ولم يتمكن اليمنيون من إنشاء مصانع تحويلية في عدن؛ لأن التجار لم يحصلوا على الموافقة من السلطات البريطانية ربما بسبب تقديراتها ولكي لا تتنامى قوى عمالية تؤدي إلى ضغوطات على سلطة الاحتلال للمطالبة بالاستقلال الوطني.
بريطانيا لم تف بتعهداتها
ولم تمنح حكومة بريطانيا لحكومة الاستقلال سوى20.000.000 مليون جنيه إسترليني لمدة ستة أشهر كدفعة أولى، بينما تعهدت بدفع مبلغ 40.000.000 مليون جنيه على دفعتين، كل دفعة بعد ستة أشهر، لكن لم تف بريطانيا بتعهداتها التي قطعتها أثناء الاتفاقية في جنيف، بقدر أنها أصبحت دولة فقيرة فضلاً من أن جميع المحاورين غير متواجدين مما حدا بعلي سالم البيض بطرد السفير البريطاني.
كما أوصت بريطانيا بتسديد قروض اليمنيين (للبنك الأهلي وفرانديز) لأن المقترضين لم يفوا بتسديد القروض التي شيدوا بها العمارات السكنية، كما أوصت بتسديد عائدات مصافي عدن للحكومة البريطانية ولم تكن حكومة الاستقلال مستفيدة بتاتاً ماعدا صرف أجور العاملين بمصافي Bb، وكانت تدفع لهم بالعملات الصعبة فتقوم حكومة الاستقلال بدفع أجورهم بالدينار اليمني الجنوبي.
المرحلة الأولى للقوى الوطنية قبل الاستقلال:
مؤتمرات الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل:N.L.F قبل الاستقلال
1 - عقد المؤتمر الأول للجبهة القومية في الفترة من 22 حتى 25 يونيو 1965م بتعز.
2 - عقد المؤتمر الثاني للجبهة القومية في الفترة من 7 حتى 11 يونيو 1966م.
3 - عقد المؤتمر الثالث للجبهة القومية في الفترة من 29 نوفمبر حتى 3 ديسمبر 1966م.
تشكيل الجناح العسكري لجبهة التحرير: تكون في 25 مايو 1966م من ثلاث فرق F.L.O.SY فرقة.
1 - العاصفة بقيادة سعيد الرداعي وينوبه محمد علي الدوبي وأنيس محمد جامع كمساعد لهما (بالمنصورة وكريتر).
2 - المغاوير بقيادة محمد علي جرجرة نشاطها بكريتر وكان أبرز عناصرها حيدر شمشير.
3 - الوقاد وطلائع حرب التحرير بقيادة محمد سيف بجهود الشهيد سعيد سالم الخيبة بدار سعد والشيخ عثمان.
تكوين التنظيم الشعبي للقوى الثورية:P.R.F -F.L.O.SY
تم إنشاء التنظيم الشعبي للقوى الثورية من عناصر الجبهة القومية الذين كانوا يعملون بالعمل الفدائي بسبب الدمج القسري مع جبهة التحرير والإشكالية التي وجدت وأفرزت أزمة سياسية للجبهة القومية بسبب تدخل المخابرات المصرية، وفرض ذلك الدمج والتي أقر بها عبدالناصر، وقال كما تآمرت المخابرات على الثورة في الجنوب تآمرت علي شخصياً، وقد تشكلت مؤخراً من أربع فرق كبيرة بقيادة واحدة، وكانت كل فرقة لها اسم خاص بها وقائد يتبع قائد الفرقتين معاً وهي:
1 - المجد النجدة بقيادة سالم يسلم الهارش.
2 - النصر صلاح الدين بقيادة خالد مفلحي.
3 - الفتح الوليد بقيادة عزب محمد فضل وشيخ الجمرة الفضلي.
4 - سند الرسول بقيادة محمد ناصر قدح.
وكانت بياناتها ومناشيرها تعلن بهذا السياق فتنزل كما هي ( لكن بدون أسماء القادة) وكانت فصائل التنظيم الشعبي تقوم بالكفاح المسلح بجانب الجبهة القومية في جميع مناطق عدن، إلا أن الجبهة القومية امتد نشاطها الفدائي إلى داخل المناطق الجنوبية، وبذلك استطاعت السيطرة عليها قبل الاستقلال.
وصول بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في عدن
وصلت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في 2 إبريل 1967م وصلت البعثة تحت حراسة مشددة، ولم تتمكن من الانتقال من المطار إلى ( فندق سيفيو هوتيل) في خور مكسر (المدينة البيضاء) وإنما تم نقلها بطائرة (هيلوكبتر) المروحية بارتفاع عال، واشتدت حرب التحرير وعمليات المداهمة والكمائن للقوات البريطانية والطلقات النارية المستمرة على مواقع القوات البريطانية خصوصاً في مدينة الشيخ عثمان كانت كثافة نيران مدافع الموتر والرشاشات الثقيلة والبندقيات والقنابل اليدوية، ولم تتمكن بعثة الأمم المتحدة من تأدية مهامها وتمكنت فقط عنوة تحت كثافة النيران التي لم تنقطع زيارة سجن المنصورة وطلقات النيران المتواصل حتى يوم مغادرتها يوم 7 إبريل 1965م وكان أداء الجبهة القومية أثناء ذلك متميزاً في المواجهات المسلحة وإن كانت عناصر جبهة التحرير أيضاً تخوض المواجهات المسلحة كذلك خصوصاً عن طريق التنظيم الشعبي للقوى الثورية؛ لأنه كانت الجماعات المسلحة بعموم المدينة خلافاً للفصائل التي كانت تابعة لجبهة التحرير كما أشرنا إليها سابقاً بالسطور الأولى من هذا الاستعراض التاريخي، وفي يومي 5 6 إبريل 1965م تم احتلال مدينة الشيخ عثمان من قبل الجبهة القومية وخلال تلك الفترة التي وصلت فيها بعثة الأمم المتحدة حدثت (280) حادثة اعتداء على القوات البريطانية قتل فيها “14” شخصاً وجرح(50) شخصاً من الجانب البريطاني، وهذا بموجب معطيات السلطة البريطانية.
تحرير مدينة عدن في يونيو 1967م
إن تعيين ناصر البريق (البرك) قائداً لجيش اتحاد الجنوب العربي أثار جدلاً بين أوساط الجنود والضباط، وأدى ذلك إلى تذمر واسع، مما دفع لاعتقال عدد من الذين وزعوا مناشير تندد وتدين هذا الإجراء غير العادل بسبب أن ناصر البريق شخص موال لنفوذ السلاطين الذين يشكلون حكومة اتحاد الجنوب العربي الفدرالي (المزيف) كان ذلك في يوم 19 /6 /1967م ، وحينما كانت تمر قوات الاحتلال بجوار معسكر (ليك لاين) يطلقون عليها النار فجأة فيقتلون البريطانيين الذين يمرون على الناقلات الحربية ويجرحون آخرين وكانت أول هجمة مسلحة من قبل جنود جيش الاتحاد أدت إلى مقتل 9 جنود بريطانيين، وذلك في يوم 20 يونيو، وتضاعفت الهجمات ضد البريطانيين، وتواصل لهيب السخط إلى جميع المعسكرات وامتد إلى شرطة كريتر، وكان هذا الأسلوب أشبه باحتلال مدينة الشيخ عثمان في شهر أبريل 1967م لمدة 15 يوماً، ولم يتمكن أفراد القوات البريطانية بعد سيطرة الجبهة القومية إلا في 4 يوليو، وتمردت القوات التي كانت تحمي مدينة الاتحاد (مدينة الشعب بعد الاستقلال) وعم أسلوب الثورة، وأغلقت جميع المنافذ عن المدينة وصعد الفدائيون جبل شمسان، وفي البدء تحالف فدائيو الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل مع جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل، وأسقطت طائرتان حربيتان، ولو كانت الطريق المؤدية من الشيخ عثمان إلى المناطق الجنوبية لسقطت جميع مناطق الجنوب وأصبحت تحت سيطرة الثوار، كان هذا طبعاً بعد إطلاق سراح الضباط المعتقلين وإعادتهم لوظائفهم، وقد خسرت القوات البريطانية حينها 22 قتيلاً و21 جريحاً وقتل أثناء ذلك اليوم الشهيد عبدالنبي مدرم من قبل عناصر جبهة التحرير.
القوات المسلحة في حكومة الاتحاد
حتى عشية الاستقلال
كان يعمل في جيش اتحاد الجنوب العربي قبل الاستقلال (2235) عسكرياً وفي سلاح الطيران 66 وبالقوات البحرية 87 أما في الشرطة فقد بلغ تعداد قواتها 7706 وقد تجاوز تعداد إجمالي العاملين الجنوبيين في السلك العسكري حتى يوم الاستقلال (17094) أي بزيادة ثلاثة آلاف عما كان عليه في السابق، وبلغت ميزانية القوات المسلحة والأمن وجميع من يعملون في المجال العسكري (14.000.000 أربعة عشر مليوناً) من الدنانير الجنوبية الاتحادية، وكان هذا المبلغ يشكل 55 % من ميزانية حكومة الاتحاد ويتجاوز عدد بالشلينجات مبلغ (280.000.000) مائتين وثمانين مليون شيلنج عملة فردية، ويزيد هذا المبلغ عما خصص كأعقاد رسمي أربعة ملايين دينار؛ لأن الميزانية المعتمدة كانت 8 ملايين فقط.
وكان جيش الجنوب الاتحادي والشرطة ينتمون بولائهم للقوى الوطنية، فقد استطاع أعضاء الجبهة القومية العاملين من الجيش والشرطة أن يكسبوا إليهم حوالي 75 % من تعداد العسكريين، أما جبهة التحرير فلم يميلوا إليهم سوى 25 % فقط، وكان هذا طبعاً بجهود عدد منهم كمثل محمد صالح حاجب يافعي من قيادات جيش الليوي (الجيش الاتحادي) وعبدالله مجور العقيد في الاستخبارات العسكرية ومحمد علي ميسرى كان في الشرطة ضابطاً وأبوبكر شفيق من العسكريين داخل الجبهة القومية، لكنه لم يكن عضواً بحركة القوميين العرب سابقاً، أما الحرس الشعبي للجبهة القومية فقد أنشأه علي صالح عباد (مقبل) وعبدالله الخامري، وقد لعب علي أحمد ناصر عنتر وصالح مصلح قاسم دوراً نضالياً مهماً مع غيرهم من المناضلين في قيادة الحرس الشعبي والكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال البريطاني.
الحرب الأهلية بين الجبهة القومية وجبهة التحرير
منذ الدمج القسري في 13 يناير 1966م بين منظمة التحرير والجبهة القومية وما كان آنذاك من تذمر جبهة الداخل في عدن والمناطق الريفية من ردود فعل معاكسة ثم بعد المؤتمر الثالث لجبهة القومية في الفترة من 7 11 نوفمبر 1966م في منطقة (حُمر قعطبة) والذي كان من أهم قراراته الخروج من جبهة التحرير في الوقت الذي استمر فيه المفاوضين من قبل الجبهة القومية مع الجهاز العربي المصري باليمن ومصر وموقف حركة القوميين العرب في ذلك العام، وبعد إعلان الجبهة القومية بالخروج من جبهة التحرير رسمياً في 12 ديسمبر 1966م وذلك بعد أن وصل المفاوضان من قبل الجبهة القومية سيف أحمد الضالعي وعبدالفتاح إسماعيل إلى طريق مسدود بعد عام كامل من المفاوضات والمقترحات فقد اشتدت حملات التشكيك والتهديد وهمش الشوارع والمضايقات والحملات الإعلامية ضد عناصر الجبهة القومية، بالإضافة للشتائم والسباب، ثم طالت عمليات الاغتيالات، وكانت سلطة الاستعمار توسع الخلافات بين جناحي القوى الوطنية في الجنوب لكي يتسنى لها تنفيذ مخططاتها في إضعاف هذه القوى من أجل أن تتمكن من تسليم مقاليد الأمور بالبلاد لحكومة الاتحاد بعد جلاء قواتها بسبب الخسائر التي منيت بها وقد أنهت أسباب احتلالها لعدن، فقد تلاشت عمليات القرصنة البحرية ضد السفن التجارية، واستقلت حكومة الهند ففي 27 فبراير 1967م أغُتيل سعيد محمد حسن، وهو وزير سابق في حكومة الاتحاد، ثم صار أحد العناصر القيادية لجبهة التحرير، مما دفع بقيادة جبهة التحرير لتوجيه الاتهام للجبهة القومية، رغم أن عناصر الجبهة القومية أبدوا حسن النية وقاموا بمفاوضات عناصر جبهة التحرير المتواجدة بالقواعد.
وفي النصف الأول من عام 1967م بدأت المفاوضات بين جبهة التحري والجبهة القومية لإصلاح العلاقات بينها وبعد وقت قصير من ذلك الاتفاق أعلنت جبهة التحرير تشكيل حكومة بالمنفى برئاسة عبد القوي مكاوي أمينها العام.
وفي 27 سبتمبر 1967م وقع ممثلو الجبهة القومية وجبهة التحرير في العاصمة المصرية القاهرة بإيعاز من الرئيس جمال عبدالناصر، وتم الاتفاق بإطلاق سراح المعتقلين من الجبهتين وإيقاف الحملات الإعلامية بينهما ووضع مشروع صياغة دستور دولة الاستقلال وخطة عملية لاستلام السلطة في بريطانيا وفي (1 أكتوبر 1967م) بدأت المفاوضات، وكان يمثل الجبهة القومية وفداً برئاسة قحطان محمد الشعبي وعبدالقوي مكاوي عن جبهة التحرير. لكن هذه المفاوضات لم تؤد إلى نتائج مرضية، وفي تلك الفترة تمكنت الجبهة القومية من الاستيلاء على حضرموت وحاصرت مناطق العوالق والواحدي؛ بسبب أن حكامها السلاطين أعلنوا ولاءهم لجبهة التحرير وفي (2 أكتوبر 1967م) أعلن وزير الخارجية البريطاني في مجلس العموم البريطاني أنه سوف تمنح حكومة بريطانيا اليمن الجنوبية استقلالها، وهذا الإعلان دفع عناصر جبهة التحرير لحمل السلاح ومحاولة الاستيلاء على عدن، واعتبرت الجبهة القومية أن هذا الأسلوب يعتبر طرفاً لاتفاق وقف إطلاق النار بينهما واستمرت المعارك خمسة أيام حتى ( 6 أكتوبر 1967م) وكانت الجبهة القومية قد استولت على الشيخ عثمان ودار سعد والقاهرة، ثم طوقت مؤخراً على معقل جبهة التحرير منطقة المنصورة، لكن قوات الجيش التي أعلنت ولاءها للجبهة القومية واستولت على المنصورة وطردت عناصر جبهة التحرير، ويستفاد من المعطيات بأن جبهة التحرير فجرت الحرب مع الجبهة القومية بسبب أن الجبهة القومية كانت قد استولت على مناطق ريف الجنوب فحاولت جبهة التحرير بالتمسك بعدن لكي تضغط بها على الجبهة القومية أثناء المفاوضات، وكان بذلك اليوم الأخير قد تمكنت قوات الحرس الشعبي للجبهة القومية من الاستيلاء على منطقة لحج بقيادة علي أحمد ناصر عنتر.
لقد وقف التنظيم الشعبي في الحرب الأهلية الأولى بجانب جبهة التحرير ماعدا فرقتين منه فقط وهي المجد والنجدة التي كانت في الفترة الماضية تحول الجبهة القومية بالسلاح سراً حينما تم الحفر عليها من قبل قيادة المخابرات المصرية بعد هذه الحرب ثم إنزال هدنة بين الجبهتين بتدخل قيادة جيش الجنوب رسمياً. .وكانت نتائج الاشتباكات بين الجبهتين خلال ثلاثة أيام فقط “100قتيل و300جريح” وقوات الجيش التي ساندت الجبهة القومية خسرت 6قتلى و10جرحى، عادت الحرب الأهلية الأولى في 2نوفمبر، لكن في 11نوفمبر 1967م عادت الاشتباكات بين الجبهتين، وقد وصل اللورد شاكلتون وتمت مناقشة عملية الاستقلال للجنوب مع المندوب السامي هنري تريفليان، وطرح مشروع الاستقلال على حكومة اتحاد الجنوب العربي، وحينما طرح عليهم هذا المقترح طلب حكام الجنوب العربي السلاطين بقاء القاعدة الحربية البريطانية لحمايتهم، لكنهم أفادوا بأن الجبهتين القومية والتحرير لن تتركان لهم مجالاً للاستقرار، وكذلك حكومة الجمهورية العربية اليمنية تجاه هذا الموقف لم يكن للبريطانيين مناص من الاتصال بقيادات جبهة التحرير والجبهة القومية وطرح مقترح لهما بتشكيل حكومة الاستقلال من السلاطين الحكام للجنوب، ومن الجبهتين لكن الجبهتين رفضت هذا المقترح، وكان قياديون بالجيش هم الوسطاء بين الجبهة القومية والبريطانيون فابتدأت المفاوضات بين جبهة التحرير والسلطة البريطانية لكن شروط جبهة التحرير كانت مجحفة للبريطانيين بالإضافة إلى ذلك ابتدأت الحرب الأهلية الثانية، وقوات جبهة التحرير تخسر المواقع بعد سقوط كريتر واندحار قواتهم من جميع مناطق عدن إلى خارج لحج بعد أن تمكن القادة العسكريون في جيس اتحاد الجنوب الموالين للجبهة القومية أن يضموا بقية وحدات الجيش وقوات الأمن المسلح شامبيون لين، بينما كانت جميع مناطق الجنوب الريفية قد سقطت تحت سيطرت عناصر الجبهة القومية، فبدأت المفاوضات بين الجبهة القومية وكانت غير واثقة من إحراز الاستقلال؛ لأنها جبهة محظورة رسمياً من اليمن الشمالي ومصر وسوريا والعراق والجزائر وغيرها.. بالإضافة للسياسة التي كانت تتبعها قيادات جبهة التحرير المتسمة بالمرونة في الجوانب السياسية وموقفها من السلاطين ومحاولتها باستمالتهم، إلا أنها أبدت شروطاً كبيرة في مطالبها لحكومة الاستقلال، وهكذا غادر وفد الجبهة القومية برئاسة أمينها العام قحطان الشعيبي رئيس اللجنة التنفيذية وعضو اللجنة التنفيذية عبدالفتاح إسماعيل وفيصل عبداللطيف الشعيبي عضو القيادة العامة.
المفاوضات على جلاء المستعمرين
كان وفد الجبهة القومية قبل أن يذهب إلى جنيف قد توجه أولاً إلى مصر ومقابلة الرئيس جمال عبدالناصر لأجل إيضاح موقفه من الخلافات مع جبهة التحرير وممارسة المخابرات المصرية وسياستها الإقصائية للجبهة القومية، ثم توجه الوفد إلى جنيف للمفاوضات الرسمية في 30 نوفمبر 1967م.وكان الوفد برئاسة:
1 قحطان محمد الشعبي
2 سيف أحمد الضالعي
3 عبدالفتاح إسماعيل
4 فيصل عبداللطيف الشعبي
5 خالد عبدالعزيز
6 محمد أحمد البيشي
7 العقيد عبدالله صالح عولقي
المستشارون وهم:
1 أحمد علي مسعد
2 عبد الله علي عقبة - مترجم
3 مقدم محمد أحمد السياري
4 مقدم محمد بن مسلم المنهلي
5 الدكتور محمد عمر الحبش
6 محمد أحمد عقبة
7 أبوبكر سايم قطن
(تشكيل حكومة الاستقلال)
1 قحطان محمد الشعبي رئيساً للجمهورية ورئيساً للوزراء وقائداً عاماً للقوات المسلحة.
2 سيف أحمد الضالعي وزيراً للخارجية.
3 علي سالم البيض وزيراً للدفاع.
4 محمد علي هيثم وزيراً للداخلية ووزيراً للصحة بالوكالة.
5 محمود عبدالله عشيش وزيراً للمالية.
6 عبدالفتاح إسماعيل وزيراً للثقافة والإرشاد القومي وشئون الوحدة اليمنية.
7 فيصل عبداللطيف الشعبي وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيط.
8 عادل محفوظ خليفة وزيراً للعدل والأوقاف.
9 فيصل بن شملان وزيراً للأشغال العامة والمواصلات.
10 عبدالملك إسماعيل وزيراً للعمل والضمان الاجتماعي.
11 محمد عبدالقادر بافقيه وزيراً للتعليم.
12 سيد عمر أكبر وزيراً لشئون الإدارة المحلية والزراعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.