في اليمن، البلد الذي يُعاني من مشاكل واضطرابات سياسية مختلفة؛ ساءت الظروف المعيشية للكثير من الناس؛ “نبيل حميد” ذو السبعة والعشرون عاماً والمنتمي إلى محافظة تعز واحد من بين آلاف السائقين الذين ساءت أحوالهم المعيشية، حيث يعمل سائق سيارة أجرة في العاصمة صنعاء. يقول نبيل ل«صحيفة الجمهورية»: تخرّجت من كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء منذ ثلاث سنوات ولم أحصل على وظيفة حتى الآن، فالتجأت إلى العمل في سيارة أجرة اشتريتها بمبلغ خمسة آلاف دولار اقترضتها من زوجتي التي باعت ذهبها، وذلك حتى أعول عائلتي المكوّنة من ستة أفراد، ويعمل نبيل لعشر ساعات يومياً، غير أنه بالكاد يحصل على خمسة آلاف ريال، أي ما يعادل تقريباً خمسة وعشرين دولاراً، وهو مبلغ لا يكاد يفي بمتطلبات عائلته؛ ناهيك عن إيجار المنزل على حد قوله، ويؤكد نبيل أنه لا ينتمي إلى أي حزب سياسي وكل ما يهمه هو أمن واستقرار اليمن حتى يستطيع أن يحصل على أجر يساعده على توفير متطلبات الحياة الأساسية. ورغم محاولات “نبيل” في البحث عن لقمة العيش من خلال سيارته “التاكسي” كل يوم منذ التاسعة صباحاً “السادسة بتوقيت غرينتش” - ولكن مع وجود الكثير من نقاط التفتيش فقد اجمعت مهمته شاقة في البحث عن بضعة ركاب في اليوم الواحد يوفرون له ثمن البنزين على الأقل. تدهور الوضع الأمني يجعل “نبيل” أكثر خوفاً على حياته غير أنه لابد أن يوفر ثمن الخبز على حد قوله! أُمنية نبيل يتمنى أن تحرص كافة الأطراف السياسية في اليمن على تطبيق اتفاق السلم والشراكة حتى يشعر بالأمان من جهة، ويستطيع أن يتدبّر لقمة العيش من جهة أخرى. حال نبيل كحال الكثير من اليمنيين الذين ساءت أحوالهم المعيشية، فلجأ البعض منهم إلى الصمود أمام متغيرات الحياة في البلاد، فيما البعض الآخر هاجر إلى الريف علّه يستطيع أن يتدبّر لقمة عيشه هناك، حيث يتوفر القليل من الأمن والتكافل الاجتماعي.