دار رعاية الأحداث في محافظة الحديدة والذي يرجع إنشاؤه إلى مارس 2003م كمؤسسة حكومية مهمتها رعاية وتأهيل الأحداث الجانحين وتقديم الرعاية الاجتماعية والنفسية والتربوية والثقافية والصحية..، وتقويم سلوكهم وغرس القيم والمبادئ الدينية القويمة وإعادة تأهيلهم نفسياً وسلوكياً واجتماعياً ليصبحوا مواطنين صالحين لأنفسهم ومجتمعهم ووطنهم، وأدوات بناء، إلا أن ذلك لن يتحقق في ظل شحة الإمكانيات وما يعانيه الدار من صعوبات فهم يعملون على قدر ما يمتلكونه من إمكانيات وبقدر المستطاع، كما انبثق عن الدار وفق ما تقتضيه المصلحة ككيان ساهم كثيراً في تحقيق أهداف الدار وهي شبكة حماية الطفولة في محافظة الحديدة.. قمنا بزيارة خاطفة إلى دار الأحداث بالحديدة والتقينا القائمين عليه ومع قيادة شبكة حماية الطفولة وخرجنا بهذه الحصيلة.. عندما تغيب الأسرة أو ينفلت عقدها أو تنهار أخلاقياتها وقيمها الإنسانية والدينية سرعان ما يطفو لنا على السطح ما يسمى بجنوح الأحداث وأطفال الشوارع، فالأسرة هي الإطار الاجتماعي الأهم الذي يضم إليه أفراده ويتكفل برعايتهم وتقويم سلوكياتهم ويتخرج منها الفرد وهو يحمل حزمة من الأخلاقيات والاطمئنان النفسي.. ويكاد يكون كل الإحداث الجانحين هم في الأصل ضحايا إما تفلت أسري أو إهمال أو تربية غير قويمة .. ويهدف دار رعاية الأحداث الاجتماعي إلى إعادة تنشئة الأطفال الأحداث في نزاع مع القانون وفق أساليب علمية واستراتيجية ذات اتجاهات علمية ونفسية واجتماعية ومهنية ونظام إدارة الحالات من خلال الخطط والبرامج ذات البعد الاجتماعي والنفسي والتربوي.. وتبرز أهم البرامج في الرعاية الصحية النفسية الاجتماعية التربوية والتمكين الاقتصادي وتقديم خدمات الرعاية اللاحقة للمفرجين عنهم من الأحداث وأسرهم وتقديم نظام خدمة تقديم برنامج المراقبة الاجتماعية للتدابير غير الاحتجازية من خلال إشراك المجتمع المحلي والجهات الرسمية واللجان المجتمعية. تحديات واحتياجات .. البداية كانت مع الأستاذة عزة مشلول مديرة الدار التي تحدثت عن وضع الدار حيث قالت: أن دار الأحداث بنين بمحافظة الحديدة تم افتتاحه في مارس 2003م وبتمويل من منظمة اليونسيف والصندوق الاجتماعي وهو مكون من أربعة مباني المبنى الأول واسع ومكون من شقتين سكن للنزلاء و المبنى الثاني مطبخ وصالة طعام مع مخزن وصالة لغسل الملابس مع الحمامات ومبنى ثالث هو إدارة مكونة من ( 6 ) غرف و بوفية وعيادة صغيرة للدار و مبنى رابع مخصص محكمة ونيابة الأحداث و أنه مجهز من حيث المأوى و المهجع و أنه يملك ثلاث مهاجع في كل شقة في المبنى الثاني ويبلغ عدد الأسرة فيه (32 ) سرير و مكتبة صغيرة بها قصص للأطفال للتسلية والتثقيف، كما يوجد بداخله فصلين دراسيين لمحو الأمية ومن ضمن استراتيجية الدار يقوم بمهمة تعليم النزلاء القراءة والكتابة وتقويم سلوكياتهم من خلال الجلسات الإرشادية كما يتم تعليمهم الصلاة وبعض القيم الدينية عن نزلاء الدار فهم يتفاوتون بين شهر وآخر ما بين ( 25-8) حدثا. وتحدثت عزة مديرة الدار عن أبرز الصعوبات المؤرقة والاحتياجات الضرورية للدار والتي تركزت في غياب المولد الكهربائي خصوصاً في فصل الصيف وعدم وجود أدوات السلامة من طفايات للحريق وإسعافات أولية كما لا يوجد طباخ في الدار سوى واحد متطوع لا يتقاضى أي راتب وهو ما يسبب لنا قلق وضغط حيث أنه عند غيابه يسبب لنا عجز وارتباك كبير في العمل، كما لا يوجد معنا فراشات للقيام بتنظيف الدار وغسل ملابس الأطفال حيث وفي ظل غياب الفراشات يقوم الأحداث بغسل ملابسهم بأنفسهم وهذا يعد من الأخطاء والصعوبات التي نواجهها ومن هنا ندعوا الجهات المعنية توفير تلك المتطلبات والاحتياجات الضرورية حتى يتسنى لنا القيام بواجبنا على أكمل وجه وعلى الرغم من شحة الإمكانيات في الدار إلا أننا نحاول بقدر المستطاع تجاوزها والتكيف معها حيث أننا ننفذ عددا من البرامج الترفيهية والتعليمية للأطفال في الدار مثل القيام برحلات ترفيهية للمتنزهات العامة كحديقة حديدة لاند وأرض الأحلام وغيرها وتخصيص وقت لمشاهدة التلفاز وحفظ القرآن وتعليم فن الحياكة وصناعة الورود وغير ذلك حرصاً منا على كسر الملل وتسوية سلوك الحدث في الدار للمستقبل كما يقوم الدار بتكريس جهد كبير بالتوعية القانونية وواجبات الحدث منذ نزول الحدث للدار عبر المشرف الاجتماعي عبر أماكن مخصصة ومهيأة لذلك إلى حين خروجه منه. شبكة حماية الطفولة .. ويقول عبد السلام العنابي مدير إدارة الدفاع الاجتماعي بمحافظة الحديدة ونائب مدير شبكة حماية الطفولة في المحافظة: أنه يوجد نظام يقوم برصد دوري لاحتياجات الدار وموظفيه من قبل مدير مكتب الشئون الاجتماعية والعمل من خلال إدارة الدفاع الاجتماعي وهو بدوره يعمل على تلبية تلك الاحتياجات من أجل تطوير العمل الفردي لهؤلاء الموظفين في مجالات الرعاية الاجتماعية والنفسية والتربوية وفي جوانب حقوق الطفل ومجالات الرعاية اللاحقة والتدابير الغير احتجازيه وكل من له علاقة في تطوير العمل المؤسسي كما تم تشكيل وتكوين شبكة للمساهمة في تحقيق تلك الأهداف. ونحن كشبكة حماية نهدف إلى متابعة الأطفال بعد خروجهم من الدار ومراقبتهم مع أسرهم وكل ذلك للحد من انتشار جنوح الأحداث ولكن أحياناً نجد أطفال يتخلى عنهم أهلهم، مما نضطر إلى عقد جلسات إرشاد نفسي اسري وإحالتهم إلى دار للأيتام يتبع أي جمعية، كما أنه من أهداف الشبكة التوعية و النزول الميداني حيث خصصنا النزول ل ( ) مديريات منها الحالي على اعتبار كثافتها السكانية وباجل والمراوعة ووجدنا في المراوعة قرية تسمى دير عبد الله كل أهلها يمارسون انتهاكات و جرائم غير أخلاقية ضد الطفولة والأحداث و ينتشر فيها الزواج المبكر بنسب كبيرة وكذا الجرائم الجنسية والإباحية بدرجة عالية و الكثير من حالات تهريب الأطفال إلى دول الجوار وغيرها من الانتهاكات. ويضيف العنابي: أن السبب يرجع للعادات والتقاليد والأعراف والجهل بإباحة الاختلاط أثناء الأعراس وغيرها بشكل ملحوظ، كما استطعنا أن نوجد مناصرين لقضايا الأطفال من المجتمع نفسه. وأضاف أما بالنسبة لوضع الدار من خلال مراقبتي له فإن الدار يفتقد لمتطلبات كثيرة مازال الدار بحاجة ماسة لها حيث وأنه إلى الآن لا يملك غرفة خارجية للحراسة ولا حارس مقيم بشكل رسمي سوى متطوع هو ابنه وذلك حسب وقتهم ولا يوجد به إضاءات للدار أو ثلاجات بأنواعها أو تكييف للمبنى والإدارة أو حتى وسائل حماية من الحرائق ويفتقد الدار لشبكة تلفونات أرضية لضمان جودة العمل والتسهيل في عملية التواصل مع الجهات المعنية و كذلك يوجد مساعد طبيب واحد يتم استدعائه من منزله أو عيادته اذا لزم الأمر و اذا كانت حالة الحدث مقلقة يتم تحويله إلى المستشفى العسكري، وكل هذه من السلبيات الموجودة في الدار. ويتحدث العنابي حول أكثر الجرائم المتكررة بين الجانحين حيث قال: إن أكثر تلك الجرائم هي السرقة التي أحياناً نجدها لأشياء تافهة وصغيرة مثلاً وجدنا أحد الأطفال سرق بسكويتا وللأسف تم إهماله وتركه خمس سنوات محجوزاً ولا أحد قام بمتابعته من أقربائه والطفل ظل صامتاً كونه - وبحسب قوله - أنه وجد في الدار مكانا يأويه من التشرد ووجد من يقوم برعايته ويوفر له الطعام والشراب والمأوى، كما وجدنا حالات كثيرة من عمالة الأطفال مثل ركوب الأطفال للدراجات النارية التي تؤدي إلى أضرار جسيمة للطفل ومن معه الذي يكون اكبر منه سناً ووهنا يأتي دورنا كشبكة حماية في متابعة القضية ومتابعة الطفل و ما تسبب له من أضرار مادية ونفسية. ومن خلال دراسة تم عملها عن الدار للباحث سعيد الشرعبي من مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية للعام 2013م تم تسجيل جريمتي قتل ومثلها شروع في القتل وإيذاء جسدي متعمد و( 32 ) جريمة سرقة و( 103 ) جرائم لواط و( 12 ) فعل فاضح وحالتين اغتصاب و( 16 ) حالة تشرد بين الأحداث. .. كما التقينا بمدير مكتب الشئون الاجتماعية والعمل ومدير شبكة حماية الطفولة في الحديدة المهندس. محمد عبد الله حجر الذي تحدث قائلاً: أنشئت شبكة حماية الطفولة في الحديدة في عام2011م لتكون عوناً للدار والأحداث وذلك بدعم من منظمة اليونسف التي تعتبر الشريك الأساسي لنا والهدف الأساسي لهذه الشبكة هو حماية الطفل والحدث من أي فرد أو جهة تمارس الإساءة والإهمال والعنف ضده سواء عنف مادي أو معنوي ومنظمة اليونسيف تقدم التمويل المادي لدار الأحداث وللشبكة. أما بقية المؤسسات فاهتمامها ينصب على أطفال السجينات أما دار الأحداث فاهتمام المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني مازالت قاصرة على اعتبار أنهن أطفال سيئين ولهم سوابق متناسين أنهم بحاجة ماسة لنا ولكن لا اخفى الدور الإيجابي الذي يقوم به المجلس المحلي بالمحافظة من اهتمام للشبكة ككل وذلك حسب إمكانياته المتاحة ونحن نقدر ما يقومون به في حال احتجنا للدعم اللوجستي من قاعات مجهزة لإقامة دورات التوعية والتأهيل أو مساعدتنا في تسهيل نزولاتنا الميدانية، لكن عموما الدار ينقصه الكثير كي يقوم بدوره ومهامه المناطة به.