سميح المعلمي.. قبل أن يتجه إلى الإعلام المرئي والمقروء كان إلى وقت قريب لاعباً في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، وبالتحديد لعب لفريق اليرموك ثماني سنوات وتم اختياره للمنتخب الأولمبي والمنتخب الأول من قبل المدرب البرتغالي جوزيه موريس في 2009م.. قال لنا كان حلمه تمثيل المنتخب الوطني إلا أن الإصابة التي لحقت به في إحدى مباريات الدوري عجلت بتخليه عن مداعبة الساحرة المستديرة.. سميح لم يتوقف عطاؤه عند الإصابة اللعينة التي لحقت به، بل واصل مسيرته وشق طريقه في المجال الإعلامي الرياضي بنجاح، وبالتالي أصبح يشار إليه بالبنان كنجم كروي وإعلامي مبدع.. تفاصيل أكثر تجدونها في هذا الحوار: * حدثنا عن بدايتك في الإعلام؟ حقيقة لم يكن الإعلام طموحي منذ البداية، فعندما انتهيت من الثانوية العامة، كنت لاعبا في الفريق الأول لنادي اليرموك، ونويت التسجيل في قسم اللغة الانجليزية لكلية الآداب، حينها ذهبت متأخرا وقد أغلقت أبواب التسجيل، فقررت بدلا من إضاعة سنة فراغ، أن أسجل في أية كلية حتى أسجل في العام القادم، حينها كانت أبواب كلية الإعلام مازالت مفتوحة للتسجيل فبدأت الدراسة فيها وانسجمت مع الدكاترة والزملاء فيها واستمريت حتى تخرجت من قسم العلاقات العامة، ولم يكن طموحي حتى تخصص الإذاعة والتلفزيون، لكن بعد التخرج أخبرني أحد الزملاء بالصدفة أنه قرأ إعلانا من قناة سبأ يطلبون فيه مذيعين، فقررت خوض هذه التجربة من باب حب الاستطلاع، فتقدمت وكان حينها المدير العام الأستاذ عادل الحبابي، والحمدلله اجتزت المقابلة وتم قبولي في قسم الرياضة، كمحرر ومن ثم مذيع أخبار.. كل ذلك كان متوافقا مع التزامي في النادي، حتى أنني كنت أذهب للقناة حاملا شنطة التدريب. * أنت مذيع في قناة رياضية فضائية حكومية “سبأ” وفجأة ظهرت عبر أثير إذاعة يمن تايمز ألا تعتبر ذلك لا يناسب مستواك طالما وأنت تعمل في قناة فضائية يمنية؟! من قال أن مستوى الراديو أقل من التلفزيون؟ بالعكس الراديو يعتبر وسيلة أكثر جماهيرية في أغلب الأوقات من التلفزيون، خصوصا إذا كانت إذاعة لها وزنها وثقلها لدى المجتمع مثل راديو يمن تايمز، إضافة إلى أن المذيع عندما يخوض أكثر من نوع يساعده ذلك على تطوير مهاراته واكتساب خبرة كبيرة، وللعلم الإذاعة تصقل وتنمي مهارة المذيع أكثر من التلفزيون، لأن أسلوبها يعتمد فقط على الصوت، بينما التلفزيون الصورة قد تغطي الكثير من العيوب إن وجدت. * هل تستطيع الجمع بين وظيفتين في وقت واحد في قناة سبأ وراديو يمن تايمز؟ العمل في الراديو ممتع ولا يتطلب جهدا ووقتا كبيرين، خصوصاً أنني في نفس المجال وهو الرياضة.. فالحمدلله أموري مرتبة من هذا الجانب ولا يوجد أي عائق أبداً. * أنت تعمل في قناة وإذاعة وأيضاً منسقاً إعلامياً لنادي اليرموك والأخير يقُال أنك كنت سبباً في الاستغناء عن الزميل مضاد البعداني من اليرموك.. هل هذا صحيح؟! غير صحيح إطلاقاً.. ولم أسعَ لذلك، كوني كنت مرتبطاً ومشغولاً برئاسة قسم الأخبار الرياضية بالقناة، إضافة إلى عملي كمذيع، والزميل مضاد تربطني به علاقة ود واحترام متبادلين، وتعييني منسقا كان مفاجأة لي، ووصلني باتصال هاتفي من الأمين العام، وحينها لم أتردد إطلاقا في خدمة هذا النادي الذي بدأت فيه، وعشت أعواما لا تنسى مع لاعبيه وإدارييه. * أستاذ سميح واقع الإعلام المرئي المختص بالجانب الرياضي في اليمن لا نراه منسجماً أو موفقاً مع متطلبات الجماهير أي أن الأغلب يراه ركيكاً بعيداً عن الاحترافية فإن كان كذلك ماهي الأسباب التي أدت إلى ذلك؟ أولاً الاهتمام الحكومي غير موجود بالرياضة، ولو وجد فسينعكس على الإعلام وغيره، للأسف هناك العديد من الكوادر الممتازة في الرياضة، لكنهم لا يجدون البيئة الخصبة للعمل، المنظومة الرياضية بالكامل تعاني، والإعلام المرئي جزء منها. * ماهي المعوقات التي تواجه الإعلام الرياضي المرئي؟ هناك معوقات مادية وبشرية، الأخيرة خطيرة لوجود متشعبطين على المهنة، غير متخصصين، فيكون نقدهم نقداً هداماً، دون معايير أو معرفة، همهم ففط الاسترزاق، والسفريات، ومهاجمة الناس.. أيضاً العوائق المادية كبيرة، ولاشك بأن التناسب طردي بين مستوى الرياضة وإعلامها. * دائماً نرى سميح المعلمي محايداً في مداخلاته وتحليلاته الرياضية.. لماذا لا تنتقد الإختلالات والتجاوزات الإدارية؟ - الاختلالات والتجاوزات لا تحتاج إلى الحياد، فواجبي المهني كإعلامي يرتكز على انتقاد القصور والإشادة بالنجاح، لكن عندما يكون الخلاف والنقد فيه شخصنة وأغراض أخرى فالحياد هو الأنسب في ذلك إلا إذا تطلب الأمر تدخلاً فلا أتردد في ذلك. * التعليق الرياضي من وجهة نظرك هل نعاني فيه من شحة الأصوات القادرة على إعادة رونق وعذوبة سالم بن شعيب ومحمد سعيد سالم؟ حقيقة يوجد لدينا معلقون جيدون، لكنهم الى الآن يعلقون بموهبتهم فقط، التي ينقصها التدريب والتطوير، وإن وجد ذلك فستظهر وتصقل أصوات رائعة. * هل تلقيت عروضاً للعمل بالخارج مع قنوات خليجية أو عربية؟ - مؤخراً تم اختياري مراسلاً لقناة أبوظبي الرياضية؛ وقد بدأت العمل بذلك منذ شهرين. لكن للعمل خارج اليمن لم أتلق أي عرض. * أي من القنوات تطمح للعمل فيها؟ دائماً الطموح ينبغي أن يكون بلا حدود.. بالتأكيد بي إن سبورت. * ما الذي يحتاجه المذيع اليمني حتى يصل إلى ما يطمح إليه؟ التأهيل والتدريب والدخل المناسب لطبيعة عمله التي تتطلب حضوراً متجدداً إضافة إلى احترامه لنفسه وتقديس المهنة التي يشغلها. * ماهي أهم المعوقات والصعوبات التي تواجهك في عملك؟ - تغيير الانطباع السائد عن الرياضة بشكل عام لدى الناس، هناك قصور في وعي أهمية الرياضة وما تسببه من سعادة وفرحة للناس.. أيضاً من أهم العوائق التعامل مع أناس مستهترين بالعمل الإعلامي وشغلهم تمشية حال بالعامية كلفتة.. أحياناً مجهود كبير تبذله وباستهتار أحدهم يذهب مجهود العمل هدراً.. هذا أبسط مثال. * من خلال لقاءاتك واستضافاتك الكثيرة والمثيرة من هو الشخص الذي حاز على إعجابك بصورة لم يسبق لها مثيل؟ في الرياضة أستمتع باستضافة المدرب الوطني محمد الزريقي.. وغير الرياضة أتذكر أن استضافتي للأستاذ محمد العامري في لقاء خاص كان هو الأجمل بالنسبة لي. * هل حدث لك موقف محرج مع أحد ضيوفك عندما عملت تقريراً مصوراً عنه ولم يتم إخراجه؟ ااااح بس حصل ذلك كثيراً بسبب ما ذكرته سابقاً استهتار بعض من يعملون في الإعلام بغير اهتمام ومسئولية. * من أسباب النكوص والتخلف في كل مجال هو وضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب له إطلاقاً مما أضاع لدينا الكثير من المقاييس.. برأيك كيف لنا أن نتخلص من هذه الحالة التي استشرت كثيراً في اليمن؟ فعلاً أخي جلال.. هذه هي المعضلة الرئيسية والتخلص منها يكون بوضع معايير وأسس تبنى على الكفاءة والقدرة للأشخاص الذين يشغلون المناصب خالية من أية اعتبارات أخرى ضيقة.. فكل شيء سيتضح مع مرور الوقت للمحسن والمسيء. * كمتابع رياضي كيف رأيت نقل قناة معين الفضائية لمباريات الدوري؟ حماس البداية ومن ثم الله معاكم.. قناة معين فكرتها جيدة وقدمت خدمة رائعة للرياضيين وخصوصاً عشاق كرة القدم لكن الأهم وهو الاستمرار لم يكن حاضرا.. فقل حماسها ولم نعد نرى نقلًا مباشراً لمباراة واحدة حتى. * هل أنت مع التشفير أم ضد.. ولماذا؟ ضد وضد وضد.. لأن التشفير سيحصر المتعة والمتابعة لفئة معينة من الناس وهم الميسورون.. بينما الأكثر متابعة لها وهم الفئة البسيطة فسيحرمون من المتابعة وهم المعنيون أكثر بالمتعة والفرح. * ما سبب تراجع مستوى اليرموك هذا الموسم؟ بالعكس اليرموك يقدم مستوى رائعا هذا الموسم بدليل أنه حتى انتهاء مرحلة الذهاب وهو منافس على المراكز الثلاثة الأولى.. صحيح هناك بعض المباريات السهلة التي خسرها؛ لكن هذا شيء طبيعي ووارد في كرة القدم ولا أخفيك أني تفاجأت من وضع النادي المالي.. كنت أسمع عن ذلك عندما كنت لاعباً، لكن عندما أصبحت إدارياً عايشت المعاناة على أصولها؛ تصور ناديا لا يملك أي مشروع استثماري؛ وكل الجهود التي تبذل فيه ذاتية ؛ وإدارة تعمل طوعياً دون مقابل ومع ذلك فريقها يقدم أفضل كرة قدم في اليمن.. ليس كلامي وإنما كلام معظم النقاد والمحللين.. فكثّر الله خير الشباب. * نرى الفشل الإداري واضحا سواءً كان لإدارات الأندية أو المنتخبات.. كيف لنا أن نجد إدارة رائعة تعمل باحترافية؟ نقول فشلا عندما تتوفر كل المتطلبات المادية والدعم اللازم.. حينها لو وجد قصور فالعيب في العقليات.. لكن مع شحة الإمكانيات لا نستطيع تحديد الفشل وإلقائه على الإدارات.. صحيح أن هناك من يعملون في إدارات الأندية والمنتخبات وهم ليسوا بالكفاءة المطلوبة.. سنجد إدارات رائعة عندما يعطى الخبز لخبازه وتتوفر الإمكانات المالية والتشجيع. * ماذا تتوقع لفريقك هذا الموسم؟ أتمنى ألا يحدث ما أتوقعه.. أتوقع معاناة في الإياب بسبب الضائقة المالية التي يعيشها النادي، لكن أملي بعد الله في اللاعبين الذين يحبون النادي أكثر من أي شيء، في أن يحققوا مركزاً متقدماً هذا الموسم. * من تتوقع أن يأخذ الدوري هذا الموسم؟ الصقر.. * كيف تقييم عمل اتحاد كرة القدم بقيادة أحمد العيسي؟ الشيخ أحمد العيسي يريد أن يعمل وأكثر من مرة جلست معه شعرت بنية وحماس منه لتحقيق شيء، هناك تطور ملحوظ في عمل بعض لجان الاتحاد مؤخراً، من خلال وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وكانت الثمرة تطورا في أداء المنتخب، لكن يوجد الكثير من القصور من خلال مزاجية بعض أعضاء الاتحاد. * ما رأيك بالعقوبة التي اتخذها اتحاد الكرة بحق لاعب أهلي صنعاء محمد قشاش؟ تصرف اللاعب كان خاطئاً جداً، لكن في نظري أن العقوبة كانت قاسية أكثر، أتمنى إعادة النظر فيها واتخاذ عقوبة تكون رادعة وبنفس الوقت لا تقتل لاعباً. * ماذا يحتاج منتخبنا الوطني لكي يقارع أقوى المنتخبات؟ استمرارية الجاهزية، والاستقرار الفني، والاحتكاك بمنتخبات قوية، من خلال مباريات ودية بين فترة وأخرى تكون متقاربة والأهم الاهتمام بالنشء والشباب وتنظيم دوريات مستمرة لهم. * في نهاية الحوار وقع على أقوالك بكلمة أخيرة.. رسالة لكل إعلامي: ثمن الكلمة غاااالٍ، والناس تضعك حيث تضع نفسك، فضعها حيث شئت.. وشكرا لصحيفة “ماتش” الرائعة على هذا اللقاء.