مثّل انطلاق الدوري اليمني لكرة القدم هذا الموسم في وقت مبكر ومتزامن مع باقي الدوريات الكروية في البلدان الأخرى حدثاً مثيراً لدى المراقبين للشأن الرياضي اليمني، لكن الانطلاقة المبكرة واجهت بعض المطبات المرتبطة بالأوضاع السياسية والأمنية التي فرضت على اتحاد الكرة اللجوء إلى خيار التأجيلات في أكثر من مناسبة، وآخرها هذا الأسبوع الذي تم تأجيل مبارياته حتى إشعار آخر.. ويعتقد رئيس لجنة المسابقات في اتحاد الكرة “أبوعلي غالب” أن التأجيل الذي فرضته الأوضاع السياسية مؤخراً على دوري الدرجة الأولى لن يطول أكثر من جولة إلى جولتين.. ومن خلال طبيعة الشرعية التي تمتلكها لجنة المسابقات كان لزاماً الرفع بتوصيات إلى اتحاد الكرة بضرورة اقرار التأجيل لكي يتسنى لنا منح البطولة المعالجات اللازمة للاختلالات الأمنية والسياسية التي يشهدها البلد، ونفى رئيس لجنة المسابقات في اتحاد الكرة إمكانية تأجيل مباريات أندية الدرجة الأولى إلى أجل مسمى. الدكتور أبو علي غالب ذهب إلى القول: نحن في لجنة المسابقات واضحون نمثل جميع الأندية والنظام الأساسي يقول بأن اللجان المتخصصة في اتحاد الكرة دورها توصي ولا تقرر وعلى هذا الأساس نحن في لجنة المسابقات رفعنا توصية لاتحاد الكرة طالبنا فيها بتأجيل مباريات الدوري من أسبوع إلى أسبوعين.. مرجعاً السبب إلى الأحداث السياسية التي تشهدها البلد هذه الأيام سواء في صنعاء أو في الجنوب. وأضاف: إلى حد الآن شاهدنا الأسبوع الماضي فريق اليرموك يعود من داخل محافظة عدن دون إمكانية إقامة مباراته أمام نادي وحدة عدن وهو ثالث فريق يعود دون أن يلعب مباراته.. ومضي يوضح: طبعاً طلب التأجيل خلال أسبوعين يتيح أمام الجميع إمكانية الالتقاء برؤساء أندية الدرجة الأولى لمعرفة الأوضاع ومعالجة الاختلالات الأمنية في المحافظات الجنوبية بما يمكننا من إيجاد حلول مناسبة تعمل على عدم امتداد التأجيل وهناك خيارات منها نقل مباريات أندية المحافظات الجنوبية إلى المحافظات الأقرب لها شريطة أن تكون المحافظة الأقرب بعيدة عن التوترات وأن تكون آمنة. وقال أبو علي غالب ان رئيس فرع اتحاد الكرة بمحافظة عدن محمد حيدان أطلق اقتراحاً بإمكانية نقل مباريات أندية عدن إلى الاستاد الدولي بعدن ملعب 22 مايو باعتباره أمناً وبعيداً عن الازدحام السكاني الكثيف ولاشك بأن مثل هذا الاقتراح أخذ في الاعتبار كونه يتسم بواقع ملائم. وأكد رئيس لجنة المسابقات: الرؤية الأخرى جاءت الأسبوع الماضي عقب الاجتماع الذي عقده محافظ محافظة عدن عبدالعزيز بن حبتور مع أندية عدن ورئيس فرع الاتحاد ومدير مكتب الشباب، حيث أقروا وبشكل واضح إمكانية اعتبار ملعب 22مايو الدولي بعدن أو ملعب حقات بمديرية كريتير بديلاً لاستقبال مباريات الدوري لإثبات استمرارية الدوري حول الجدل الذي ينتهي إلى عجز السلطة المحلية عن تأمين مباريات الدوري. ويرى أبو علي غالب بأن الحل يكمن بنقل المباريات إلى تعز أو الحديدة أو إب، وقال: إذا توصلنا إلى هذا الحل لاحقاً على الأندية المعنية بأن تحدد اختيار المحافظة الأقرب لها.. وأشار: أمام الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد وافق الاتحاد على التأجيل للسبب ذاته وأمام التعقيدات التي ترافق البطولة وتفرض قصة التأجيلات.. في مثل هكذا وضع يسارع أبو علي إلى طرح التالي: باعتقادي إذا ظل الوضع السياسي على حاله بالإمكان إقامة مباريات الدوري بصورة تجمعات، لكنه عاد إلى القول: مثل هكذا حل يظل سابقا لأوانه.. لافتاً إلى أن الاتحاد مطالب بانتهاء الدوري في الموعد المحدد له.. كاشفاً: أنها المرة الأولى التي يتفق فيها الاتحاد اليمني مع أجندة الاتحادين الآسيوي والدولي بإقامة المباريات خلال الموعد المحدد. وقدم رئيس لجنة المسابقات د.أبو علي غالب شكره للاتحاد العام لكرة القدم لحرصه على انتظام الموسم الرياضي وقال: إذا استمرينا على نفس المسيرة سينتهي الدوري في يوم 20 3 2015م والمطلوب منا إنهاء الموسم بكافة مسابقاته الكروية الذي يفترض بأن يكون بداية شهر يونيو بإقامة آخر البطولات الكروية وهي بطولة كأس 22 مايو والمسماة بكأس الوحدة. مثمّناً في الوقت ذاته مواقف الأندية التي غامرت من أجل إنجاح المسابقة لاسيما الصقر وشعب إب واتحاد إب واليرموك معتبراً إياها قد تجشمت عناء السفر إلى المحافظات الجنوبية ولعب مبارياتها هناك تحت تعصب الحراك الجنوبي الذي يفرض عدم إقامة أية مباراة على أرضه، ملوحاً إلى أن لجنة المسابقات كانت لديها ضمانات من محافظتي عدن وحضرموت تفضي بتأمين إقامة المباريات وكذا تأمين أرواح لاعبي الفرق الزائرة ومن منطلق الحرص على أرواح اللاعبين كانت لجنة المسابقات تتابع تأمين تنقل الفرق إلى المحافظات الجنوبية ولم تسمح بإقامة أية مباراة إلا بعد التأكد من سلامة الأوضاع. تأجيل اتحاد الكرة للدوري لمدة أسبوع كان قبل الأحداث الأخيرة التي شهدت استقالة رئيس الجمهورية والحكومة، ولا نعرف الآن كم المدة التي ستتوقف فيها الكرة عن الدوران في الملاعب اليمنية.