سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسئولو الاتحاد يؤكدون أن المسابقة لن تلغى وهناك خارطة طريق جديدة لاستمرار الدوري المتعثر.. والأندية تطالب بتعويضات مالية محاولة «إنعاش» أخيرة قبل إطلاق رصاصة الرحمة
تأتي رياح السياسة بما لا تشتهي سفن اتحاد الكرة، فبعد أن مددت لجنة المسابقات تأجيل الدوري لأسبوع ثانٍ على التوالي، حملت الأيام الفائتة قراراً جديداً بتوقف الدوري، وهذه المرة لمدة شهر كامل.. ويعد هذا هو التأجيل الثالث الذي تصدره اللجنة في غضون أقل من 20 يوماً.. يحاول اتحاد الكرة تفادي الرضوخ لخيار الاستسلام وإطلاق رصاصة الرحمة على الدوري المتعثر بفعل الأوضاع السياسية والأمنية في البلد مما دفعه إلى اللجوء لخيار التأجيلات المتكررة على أمل أن تتحسن هذه الأوضاع، لكن إدارات الأندية بدأت تعلن حالة من التذمر جراء الأعباء المالية التي تتكبدها خزائنها، فيما البعض منها اتخذ قراراً حاسماً بتسريح لاعبيها المحترفين على غرار ما فعلت أندية التلال وفحمان ووحدة صنعاء واتحاد إب وشعب إب.. ورغم أن لجنة المسابقات دعت مؤخراً الجمعية العمومية إلى الاجتماع خلال أسبوعين لتدارس وضع الدوري ومناقشة الحلول الممكنة للاستئناف إلا أن البعض انتقد تفرد اتحاد الكرة باتخاذ قرار التأجيل الأخير لمدة شهر كامل دون الرجوع إلى الأندية والجمعية العمومية، معتبرين أن هذه الدعوة ليست سوى إجراء شكلي متأخر.. وبعيداً عن هذه التداعيات تحاول «ماتش» من خلال هذا الاستطلاع مناقشة آثار ومساوئ توقف البطولة الكروية على الصعيدين المالي والفني وذلك مع عدد من الخبراء والمختصين: الجابر: القرار غير صحيح * من جانبه تفاجأ الأمين العام لأهلي صنعاء من صدور قرار التأجيل الأخير، وقال عبدالله الجابر: نحن لم نتلقَّ دعوة من اتحاد الكرة وأعتقد بأن القرار غير صحيح وبالنسبة لنا نعقد اجتماعنا في أول جمعة من بداية كل شهر مع مجلس الإدارة والمجلس الأعلى وأثناء ذلك يتم عرض أية قضايا تستجد على مجلس الإدارة والمجلس الأعلى.. وأكد الجابر: المشكلة بأن الاجتماع قد أقر ولا نعلم على أي أساس أو ما الذي يمكن أن نناقشه، فيما كان الأصل أن يتم دعوة الجمعية العمومية لعقد اجتماع طارئ لتطلع الأندية على الوضع أما بعد إعلان التأجيل ماذا سنناقش. وشدد الجابر: عملياً هذا الإجراء خاطئ مع ذلك سنتواجد ضمن المجتمعين لأننا مقتنعون بعدم توقف الرياضة وأن لا تصبح ضحية السياسة.. وعلق على التأجيل بالقول: قرار التوقف لمدة شهر غير صحيح لكن إذا كان هذا الإجراء سيعيد العافية للدوري فنحن نؤيد ذلك لأننا في الأصل مع استمرارية الدوري ونرى بأنه من الضروري معالجة المشاكل المالية وأن يتوصل اتحاد الكرة إلى حل يحرك الدوري باتجاه الانتهاء من المسابقة وإذا كانت هناك مسببات مقنعة للتأجيل نحن مع الناس كلهم على أن يتم استئناف الدوري على طريقة البلدان التي لديها مشاكل داخلية ومع ذلك نلحظ دوران الكرة فيها. ودعا الجابر اتحاد الكرة إلى ضرورة تنفيذ برنامجه وأن لا يلتفت إلى دعوات التحريض بالتوقف.. وقال: يجب أن يتم اتخاذ إجراءات ضد الأندية التي ترفض اللعب وخصوصا الأندية التي لديها مشاكل أمنية على أراضيها. وقال: نحن لسنا مع إقامة الدوري بنظام التجمع ونرى بأن تعالج المشاكل بنقل مباريات الأندية التي لديها مشاكل إلى المحافظة الأقرب، ما يهمنا في الأول والأخير فصل السياسة عن الرياضة. وخلص ممثل أهلي صنعاء عبدالله الجابر: مازلنا مستمرين بأداء المران للفريق الكروي، لسنا قادرين على اتخاذ قرار توقف التمارين إلا بالرجوع إلى المجلس الأعلى لأنه سيعقب ذلك تداعيات مالية. الجعدي: سنطالب بتعويض مالي * يرى “أحمد الجعدي” عضو الهيئة الادارية في نادي اتحاد إب بأن التأجيل الجديد للدوري إنما هو تعقيد آخر للمشكلة، وتحدث: التأجيل لمدة شهر جاء صادماً لبعض الأندية وخصوصاً أن كثرة التأجيلات يترتب عليها مضاعفة الإنفاق ومخاطر أخرى مثل إرباك الإدارات التي يترتب عليها تسريح المحترفين وتوقف الأنشطة وبالتالي سيؤدي ذلك إلى إرباك الفريق وفقدان الاستقرار الفني. ويؤكد الجعدي: نحن في اتحاد إب أوقفنا حصص المران وجميع الأنشطة الرياضية بسبب الوضع المالي.. وقال: اتخذنا قرار التجميد داخل النادي لأن وزارة الشباب لم تفِ بسداد المخصص المالي في الوقت المحدد والمطلوب ونحن لم نستطع مواجهة الأعباء المالية المتأخرة و منها مستحقات الفريق لأربعة أشهر وكل تأخير وتأجيل للدوري يؤثر علينا بشكل مباشر فما بالك بتأجيل شهر كامل. وراح يؤكد: لقد تفاجأنا بالقرار وكان يفترض بأن يتم استدعاء الجمعية العمومية لاتحاد الكرة بأسرع وقت لمناقشة كافة المتطلبات قبل صدور هذا القرار.. وأضاف: نحن مع استمرار الدوري بالنظام المعتاد لكننا مع فكرة إلغاء الدوري إذا طلب منا اللعب بنظام التجمعات إما إذا كان الغرض استكمال بقية الدوري من أجل تسمية البطل على الاتحاد بأن يتخلى عن فكرة الهبوط هذا الموسم، أما في حل ضمنا بأن نلعب بطريقة ذهاب وإياب طبعاً مع ضرورة توافر الأمن سنعود إلى المشاركة وسنطالب الوزارة والاتحاد بتعويض مالي نظير ما لحق بنا جراء التوقفات المتكررة. إبراهيم يوسف: التأجيل يتسبب بفقدان التنافس * من السلبيات التي لا تساعد على إبراز الدوري المحلي بصورة قوية والتي تعد أكثر خطورة على واقع الرياضة تلك التأجيلات المتكررة والمتخذة بحق مسابقة كرة القدم لأندية الدرجة الأولى.. حول ذلك يقول مدرب نادي الصقر، المصري إبراهيم يوسف: أكبر خطورة تكمن بالتوقف وهذه الإجراءات لا تساعد كثيرا في ظهور الكرة اليمنية التي كانت حتى وقت قريب قد حققت شكل كويس لليمن وسمعته أصبحت عالية على مستوى الخليج والعرب. وتحدث: “نحن مش عاوزين نرجع إلى الوراء”، الرياضة جاءت من أجل سلامة الناس وصنع الألفة، مضيفاً: هذا الكلام أقوله من قلبي نحن مع اليمن وكلنا أبناء هذا البلد، شخصياً أحس بإحساس اليمنيين وفرحت فرحاً كبيراً بوصول الكرة اليمنية إلى حالة متقدمة أثناء تواجد المنتخب الوطني في بطولة كأس الخليج ال22 وظهور المنتخب اليمني بصورة متألقة.. وقال “يوسف”: كل ما نتمناه بأن يخرجوا الرياضة من عالم السياسة وأن يركز اتحاد الكرة في رسم خط لكل توقع.. لازم يخططوا لكل شيء.. متسائلاً: هل كان مخططا أن يتم تأجيل الدوري؟ وهل توقعوا هذا في عملهم؟ ومثل هذه التوقفات لا تساعد الأندية في السير بخططها لأن أي توقف تعقبه آثار سلبية مثل فقدان اللياقة البدنية وفقدان الانسجام في المباريات التي تخلق التنافس بين الفرق بشكل عام فقدان كل شيء في لعب كرة القدم. النزيلي: دائماً نعود إلى نقطة الصفر * أما المدرب الوطني الكابتن وليد النزيلي مدرب فحمان فقال: التأثيرات التي تنجم عن توقف الدوري متعددة أبرزها تلك المخاطر السلبية التي تبدأ بتدهور المستوى الفني لدرجة أننا نلاحظ بأن المستوى غير ثابت لجميع الفرق المشاركة في الدوري.. وقال: اجتهاد الاتحاد بإصدار قرارات التأجيل كحل مؤقت تصيب اللاعبين بحالة يأس وكلما يبدأ اللاعب يشعر بالتحسن يعود الاتحاد إلى التأجيل ومعها يعود اللاعب إلى نقطة الصفر علاوة على الانهيار النفسي الذي يصيبه لدرجة أن البعض يشعر بأن مضاعفة التمارين أصبح ضررها أكبر من الوقفة وكلها عوامل تعمل على هبوط المستوى العام للاعبين والأندية.. ضف إلى ذلك بأن المدربين يتعاملون مع إدارات لا تمتلك قرارا وليس لديها توجه واضح وكل الذي يحدث بأن الأندية وهكذا أعتقد بأنها مرتبطة بتنفيذ توجيهات الاتحاد العام ولا تمتلك رؤية عن كيفية التعامل مع قرارات تأتي فجأة لكنها تفرض واقعا يخالف قناعة الجميع. وأوضح النزيلي: ما يحدث أنتج أزمة بين اللاعب والقرارات التي تصدر من لجنة المسابقات ويبقى الشاهد الأبرز بأن ما يحدث أشبه بعقاب على الرياضة والرياضيين وكل توقف سيكون له تأثير على اللاعب وبين توقف وتوقف يحتاج اللاعب إلى وقت كي يعود للتأقلم مع رياضة تعاني من غياب الاستقرار الأمني والاستقرار النفسي والفني. واختتم النزيلي حديثه: أتعس حاجة ممكن أن نتصورها أن اللاعب أصبح خائفا من كل شيء بدءاً من التوقف وانتهاءً بالمشاكل المالية.