هكذا هو حال الدوري اليمني: من توقف إلى توقف، وما أن تدخل الأندية في جو المنافسة، تأتي القرارات الاتحادية لتفرمل ذلك الحماس وتصيبه في مقتل.. فبعد توقف لجولتين بسبب إجازة عيد الأضحى سيتوقف الدوري مجدداً خلال بطولة خليجي 22 بالسعودية، ومن ثم سيتوقف أثناء استراحة الأندية بين الدورين الأول والثاني إلى أن نجد الدوري أمام توقف جديد ربما بدواعي توقفات اضطرارية مالية أو فنية.. على هذا الأساس «ماتش» حاولت التعرف على تأثيرات توقف الدوري بصورة متكررة على الأندية المشاركة، وهل تم استشارتها من قبل الاتحاد اليمني وخرجت بالحصيلة التالية: العرومي: التوقفات ربما توقف بعض الأندية عن التقدم أو تخرجها عن المنافسة بعد هذا الأسبوع لن نشارك في الدوري حتى يتم توريد المخصصات المالية كاملة * قال أمين عام نادي الاتحاد بإب فضل العرومي: إن الاتحاد العام لكرة القدم تجاوز الأندية لتحقيق مطلبه بالوصول إلى تحديد موعد الدوري.. مشيراً إلى أن الاتحاد كان قد شرع للعمل في ذلك بحيث لم يتم استشارة الأندية في مشروعية توقف الدوري المتكررة. وقال: عند اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد الكرة , أكدوا لنا أن مسألة انطلاق الدوري قرار سيادي وللاتحاد الحق في تحديد موعده.. وتابع: فعلاً كان هذا هو المطروح عندها أدركنا بأن الأمر مفروض ولم يكن لنا أي رأي في بداية الدوري حتى أننا شعرنا بأنهم جمعونا من باب التبليغ فقط ما جعلنا نتأكد بأن الأمر قد بُت فيه مسبقاً.. وأكد العرومي: اتحاد إب من الأندية التي أبدت اعتراضا على البدء دون تحقيق مطالب الأندية والتي من ضمنها المطالبة بالمبالغ السابقة بما في ذلك حقوق النقل التلفزيوني الذي حصلنا عليه لاحقاً. وتابع العرومي: على العموم الدوري بدأ في 15 اغسطس , وبعد أن تم إقراره تم تأجيله لأسبوع وهنا كان التأجيل الأول في أول مرحلة للدوري , ونحن من الأندية التي تتأثر من هذه التوقفات فالمشكلة بأن الأندية التي تبدأ بالتجهيز على المستوى البدني والنفسي يأتي قرار التوقف ثانية وهذا يؤثر بشكل كبير على الجوانب الفنية والبدنية في جميع الأندية. وأضاف: أيضاً أصداء الأخبار السياسية والأوضاع التي تمر بها البلاد هذه تؤثر بشكل كبير أيضاً حالياً نحن لا نجد مساحة نقيم عليها مران الفريق الكروي ولا يوجد لدينا ملعب خاص بالنادي وبسبب الأحداث السياسية التي تعاني منها المحافظة لم يعد بإمكاننا الاستفادة من استاد 22مايو الدولي نظراً لتواجد المسلحين فيه، كما وأن التأثير الثاني والأهم الذي نعاني منه هو عدم توافر سيولة مالية نسيّر بها أمور النادي وهذا هو الأهم وعند كل توقف للدوري نتحمل أعباء مالية بالنسبة لنا توقف أسبوعا واحدا يعني تحمل تكاليف مادية إضافية بمثابة راتب. ولفت فضل إلى أن التوقفات المتكررة لا تتيح أمام الأندية وبالأخص منها الأندية الفقيرة أية فرصة لمراجعة حساباتها وبخاصة أن الجرح الذي تتوجع منه الأندية يكمن إلى حاجة الأندية للمال، موضحاً بأن التوقفات ربما توقف بعض الأندية عن التقدم أو تخرجها عن المنافسة. أمين عام اتحاد إب دعا إلى ضغط الدوري قبل بطولة خليجي 22 بالسعودية حتى تستطيع الأندية مرة أخرى أن تستعد بشكل جيد في محاولة منها لخلق فرص جديدة في المنافسة كما تمنى بأن لا ترتبط مشاركات المنتخب بتوقف الدوري. قبل أن يختم حديثه أمين عام نادي الاتحاد وجه رسالة إلى جميع الأندية مطالباً إياها باتخاذ موقف جاد وموحد حيال الحقوق المالية الخاصة بالأندية لدى وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة.. وعن طريق “ماتش” تحدث: أنا اركز الآن عن الحديث حول الدعم الذي أعلن عنه الوزير معمر الإرياني.. الإرياني لم يصدق بكلامه عندما قال بأن كل أندية الدرجة الأولى ستحصل على مبلغ عشرين مليون ريال , هذا الكلام طلع كذبة عيشونا بوهم خرافي فيما الواقع يقول بأن الأندية لن تتسلم سوى ثلاثة عشر مليوناً وخمسمائة ألف ريال بعد أن خطفوا خصم باقي المبالغ تحت بند الضرائب , زائد مخصص مركز الطب الرياضي، وفي تواصله بالأندية ألمح هناك 7 سبعة أندية أبدت موافقة باتخاذ موقف للمطالبة، مشيراً إلى أنه بعد هذا الأسبوع لن نشارك في الدوري العام حتى يتم توريد المبالغ كاملة. الحيمي: التوقف يشتت ذهنية اللاعبين * من جانبه أفاد مساعد المشرف الرياضي بنادي أهلي صنعاء الكابتن سامي الحيمي بأن التوقفات المتكررة تضر بالدوري والأندية المشاركة، حيث قال: إن ذلك له آثار سلبية على اللاعبين الذين يقضون أوقاتا طويلة في إجازة حيث يسهم ذلك في انخفاض اللياقة البدنية وربما تعمل هذه التوقفات على تشتيت ذهنية اللاعبين الذين كانوا قد انسجموا مع أجواء البطولة ويترتب ذلك على مضاعفة جهد الجهاز الفني بما يقضي إعادة تأهيلهم بدنياً ونفسياً.. وقال سامي: أيضاً تلعب التوقفات المتكررة دوراً سلبياً على الاندية ويتطلب ذلك صرف مرتبات اللاعبين المحترفين الأجانب والمحليين وكل توقف يأتي بأعباء مالية على الأندية خارج الموازنة المعدة مسبقاً وأي غلط من قبل الاتحاد تتحمله الأندية. وأوضح الحيمي بأنه لا يعلم إذا ما كان الاتحاد قد استشار الأندية المشاركة عن حالة التوقفات لكنه جدد قوله: تقريباً يحق للاتحاد تأجيل أو نقل مباريات الأندية متى ما تطلب الأمر ذلك.. وأشار إلى أن توقف الدوري قد يكون سلبيا لبعض الأندية وإيجابيا للبعض الآخر فالأندية التي تحتل المربع الأول مثل أهلي صنعاء والصقر ومثلهما الأندية التي تنافس من أجل الحصول على مركز متقدم وبخاصة الأندية التي وصلت إلى الجاهزية العالية ولديها لاعبون في المنتخب مثل هذه الأندية التوقف بالنسبة لها سلبي وربما يخرجها من جو المنافسة فيما الأندية التي لم تصل إلى الجاهزية البدنية والفنية المطلوبة ربما تصبح هذه التوقفات فرصة أمامها لمراجعة حساباتها لكنها في الشق الآخر ستتكبد أعباء مالية مضاعفة.. ولفت: بالنسبة لنا في أهلي صنعاء نحتل مرتبة متقدمة في خارطة الدوري ولدينا ثمانية لاعبين منضمين في صفوف المنتخب الوطني الأول والجاهزية تمام التمام.. ويرى مساعد المشرف الرياضي بأهلي صنعاء بأن توقف البطولة أثناء مشاركة المنتخب الوطني في بطولة كأس الخليج 22 المقامة في السعودية ضرورة.. مشيراً إلى أن جميع الدول المشاركة في البطولة تقريباً تتوقف دورياتها وهذا ربما يساعد الأندية المتخلفة لتصحيح أوضاعها. الحداد: ضغط الدوري أفضل من توقفه * يؤكد مدير الكرة بنادي فحمان أبين , حسين الحداد , أن توقفات الدوري المتكررة لها آثار سلبية وبالأخص من الناحية المالية، حيث يتقرر على الأندية صرف مرتبات للمحترفين , كما قال بان لها أيضاً أُثرا سلبيا على الجهاز الفني الذي قد يكون خلق انسجاماً مع أعضاء الفريق ويأتي التوقف ليشعل بعض الأمور وقد يدخل الجميع في دوامة وربما بسبب التوقف تنجم مثل هذه الأمور. الحداد فضّل ذكر أهلي صنعاء كحالة سلبية لهذه التوقفات حين تحدث: بالنسبة للأندية المستعدة مثل الأهلي تتأثر فنياً والتوقف يأتي عليها بسلبية ويلخبط أوراقها وما حصل مع الأهلي أنه أتى لملاقاة نادينا فحمان ليخسر وربما أن ذلك حدث لفقدهم معنى الإحساس بالانسجام.. وأكد مدير الكرة بنادي فحمان أن هذا الموضوع لم يطرح من قبل الاتحاد إطلاقاً ولم يناقش أثناء الالتقاء بالجمعية العمومية. وأشار: على اتحاد الكرة أن يرتب أموره وأن يعمل على ضغط الدوري أثناء دور الذهاب قبل الدخول في مشاركة كأس الخليج وضغط الدوري أفضل بكثير من تأجيل مبارياته أو توقفه وهذا ما يفترض أن نكون عليه. عتيق: نحن بحاجة إلى إداري فني * بدوره عضو مجلس إدارة نادي الصقر الكابتن عبدالواحد عتيق تحدث حول الموضوع بقوله: بالتأكيد لكل توقف تأثيراته وأول أثر هو مادي لدرجة أن الأندية مضطرة تدفع للاعبين المحترفين الأجانب والمحترفين المحليين والمدربين.. وأضاف: أيضاً عند مشاركة المنتخب الوطني هناك اللاعبون غير المنضمين لصفوف المنتخب يتعرضون للتوقف عن اللعب وهؤلاء يصبحون في ضرر مع كل حالة توقف للدوري وينتج عن ذلك هبوط في مستوى اللياقة البدنية وهبوط من الناحية الفنية بما يستدعي تأهيلهم من جديد وإدخالهم فترة إعداد وهذا يتوقف على مستوى قدرة المدربين صحيح لدينا مدربون لديهم المقدرة على فهم مثل هذه الأمور لكن الأغلب أيضاً ليست لديهم رؤية كافية لكيفية إعادة وتأهيل اللاعبين بصورة مثالية. عتيق يسترسل: وبما أن حالة التوقفات تضاعف من هوم الأندية المحدودة الدخل أيضاً هذه التوقفات تبعد الجمهور الرياضي عن الساحة وكلما استمرت حالات التوقف كلما ابتعد الجمهور حتى تفقد العلاقة بين الجمهور والملعب. وفي تأكيد جاء قول عبدالواحد عتيق: هذه التوقفات ناتجة لعدم وجود فنيين يناقشون مثل هذه الأمور مسبقاً أثناء التقاء الجمعية العمومية مع كل مرة للانعقاد، ولهذا نحن أكثر ما نكون بحاجة ماسة إلى أن نثقف المجتمع الرياضي حتى يتواجد لدينا في الأندية إداري فني له علاقة مباشرة بالأمور الفنية، وفي هذا الاتجاه يشيد عتيق بالعضو الصقراوي زيد النهاري.. معززاً رأيه: أصبح زيد النهاري من الأشخاص الذين لديهم إلمام ومعرفة عميقة بالشأن الإداري الكروي كما هو الحال مع أهلي صنعاء الذي يمتلك نماذج في هذا الجانب ومثله نادي التلال الذي يحتفظ بوفرة إدارية لديها إلمام فني.. ومضى يوضح: سيتطلب الأمر توقف الدوري أثناء إقامة كأس الخليج وهذا طبيعي بل ربما أن إشراك لاعبين جدد من دكة الاحتياط يسهم بشكل إيجابي في عملية اكتشاف لاعبين جديد للمنتخب، فالمشاركة باللاعبين البدلاء ستتيح فرصة أمام الآخرين لإبراز مواهبهم وسيخلق منافسة وإبداع جديد بما يخدم تطور الدوري. وختم عتيق حديثه: على اتحاد الكرة مراجعة حساباته في مسألة توقفات الدوري المتكررة كما أن عليه أن يدرس هذه المواضيع جميعها من بدري حتى يعرف متى وأين يتوقف وأقول لو أنه تم ضغط الدور الأول من البطولة بما يتيح استكمال الدور الأول حتى تستعيد الأندية وقتها لعمل مراجعة بما يفيدها ومن ثم تكون المشاركة في بطولة كأس الخليج. أبو علي: التوقف للضرورات فقط * نفى رئيس لجنة المسابقات “أبو علي غالب“, ما تم تداوله بأن توقفات الدوري غير اضطرارية أو أنها قرارات طارئة وليدة اللحظة، وقال ل«ماتش»: نحن نطبق اللائحة التي أقرتها جميع الأندية بداية الموسم، لافتا أن التأجيل للضرورة فقط ولا توجد أية فقرة تنص على توقف الدوري. وقال أبو علي غالب: في أول اجتماع مع لجنة المسابقات ثبتنا هذا الكلام، هناك حالات عديدة طالبت فيها بعض الأندية التوقف عن اللعب, مثل أهلي صنعاء الذي طالب أن تقام مبارياته على ملعب المريسي باعتباره الملعب الرئيسي له لكننا اعتذرنا وطالبنا باستمرارية الدوري وبسبب تواجد مسلحين تم نقل مباريات الأهلي إلى ملعب وحدة صنعاء نظراً للظروف الأمنية وهكذا تعاملنا مع ناديي الاتحاد وشعب إب اللذين يواجهان نفس المصير وفي حالة مباراة ديربي إب عملنا خيارات الخيار الأول أن يقام الديربي في حالة خروج القوات من الملعب، والخيار الثاني أن توافق أندية إب أن تلعب في تعز.. وتابع: بالنسبة لنا هذه المباراة لا تشكل مشكلة خصوصاً وأن الفريقين من مدينة واحدة وبالإمكان أن تقام المباراة في منتصف أي أسبوع. وأضاف أبو علي: طبعاً حدث أن تقدمت بعض الأندية بطلب تأجيل بعض مبارياتها بسبب تواجد أكثر من لاعب لديها في المنتخب الوطني.. في السابق كانت تمنح للأندية التي لديها من 3 إلى 6 لاعبين فرصة تأجيل, الآن اللائحة واضحة حيث جاء نصها “في حالة تواجد أكثر من لاعب في الفريق مع المنتخبات الوطنية أكثر من شهر يتكفل الاتحاد بدفع رواتبهم خلال فترة تغيبهم“, ونحن نحاول عدم الإخلال باللائحة المقرة من قبل الجمعية العمومية للاتحاد. وفي معرض رده على تساؤل «ماتش» الذي يقول بأن توقف مرحلة الذهاب أكثر من مرة وإن كان لأسباب موضوعية يعد نقطة سلبية تعكس حالة من عدم التخطيط السليم لاتحاد الكرة, أجاب أبو علي: الاتحاد تمكن من التغلب على مشاكله والتي منها التوقفات ولدى الاتحاد رؤية مدروسة للمعالجة وحتى الآن ليست هناك أية حالة توقف طارئة سوى مباراة إب. وأكد غالب: فترة التوقفات بين الدور الأول والثاني ضرورية وتفيد الأندية في ترتيب صفوفها كما وأن التوقف خلال المشاركة في بطولة كأس الخليج العربي أمر مهم لليمن وبالأخص أن هذه البطولة ترتبط بمتابعة الجماهير اليمنية وجمهور الخليج وكأس دورة الخليج بطولة دولية وداخلة ضمن أجندة الاتحاد الدولي ما يعني بأنه خلال هذه الفترة أصبح توقف الدوري ضرورة تتطلبها أهمية المشاركة الدولية وفي مثل هذه المشاركات اللاعبون المحترفون يمنحون إجازات للمشاركة مع منتخباتهم وهذه البطولة أصبح لها معنى بالنسبة لنا.
