زار وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي اليوم الموقع الأثري الذي كشفت عن بعض ملامحه السيول الأخيرة في منطقة بور بمديرية سيئون محافظة حضرموت. وأشار الوزير إلى أن هذا الاكتشاف الذي لم تعرف تفاصيله حتى الآن يعتبر إضافةً نوعية لجملة الاكتشافات والملتقطات الأثرية والتاريخية المكتشفة في وادي حضرموت، والتي تؤكد العمق التاريخي لهذه المنطقة السياحية في بلادنا. وأكد أن الوزارة ستعمل خلال الأيام القريبة القادمة على إيفاد بعثة أثرية لاكتشاف هذا الموقع والعصر التاريخي الذي يرجع له. وأهاب المفلحي بالمواطنين من أبناء المنطقة الحفاظ على الموقع وعلى جميع معالمه وملتقطاته وعدم النبش فيه. لافتا إلى أن الوزارة ستعمل على اكمال اكتشاف ودراسة كل مكنوناته ومحتوياته. من جانبه قال المدير العام لفرع الهيئة العامة للآثار والمتحف والمخطوطات في وادي حضرموت عبدالرحمن بن عبيد اللاه السقاف: إننا أمام فرضيات حيث ترجح بعض القطع الأثرية الموجودة بالموقع على إنها مستوطنة بشرية تعود إلى التاريخ الإسلامي المبكر. ولن تتضح النتائج إلاّ من خلال الحفريات الأثرية الدقيقة التي ستتبناها وزارة الثقافة. وأشار إلى أن الموقع الذي كانت تغطيه الرمال والمزارع التي جرفتها السيول الأخيرة يقع على مساحة مأتي متر مربع بمحاذاة الوادي فيما لازالت الجهة الشمالية مطمورة و مغطاة بالرمال كما توجد مواقع أخرى تحت الرمال تحتاج إلى الكشف و التنقيب. ووجه وزير الثقافة الجهات المعنية بحراسة الموقع أمنيا حفاظاً عليه وعلى معالمه من العبث. وعبر عن شكره للمواطنين وملاك الأرض الذي أكتشف عليها الموقع الأثري وحفاظهم على الملتقطات الأثرية التي وجدت عليه. واشاد بمستوى الوعي الذي يتحلى به أبناء المنطقة وإدراكهم الكامل لأهمية المواقع الأثرية التي تضيف إلى تاريخنا المزيد من المعرفة عن الحضارات الإنسانية التي شهدها هذا الوادي. و كان وزير الثقافة ومعه وكيل المحافظة لشئون الوادي والصحراء قد اطلعا على حجم الأضرار التي ألحقتها كارثة السيول الأخيرة على المعلم التاريخي المسمى ( كوت النُخُر) شرقي مدينة سيئون حيث أصبح ذلك المعلم القديم مهدداً بالسقوط والانهيار في أي لحطة بعد أن تشبعت جدرانه بالمياه. ووجه الوزير بالعمل على إعادة ترميم ذلك المعلم والمعالم التاريخية الأخرى و اعتماد عشرة ملايين ريال لصالح إعادة إعمار المعالم الأثرية والسياحية التي تضررت من كارثة السيول في وادي حضرموت. كما قام وزير الثقافة بزيارة عدد من القصور التاريخية في مدينة تريم واطلع على الأضرار التي لحقت بها .. مؤكداً على ضرورة ترميمها باعتبارها تمثل مشهداً حضارياً رائعاً من مشاهد حضارة الطين التي تفنن الأجداد في بنائها بنسق هندسي و حضاري جميل و متقدم .