الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    شاهد لحظة اختطاف الحوثيين للناشط "خالد العراسي" بصنعاء بسبب نشره عن فضيحة المبيدات المحظورة    الصين توجه رسالة حادة للحوثيين بشأن هجمات البحر الأحمر    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    بينما يذرف الدموع الكاذبة على نساء وأطفال غزة.. شاهد مجزرة عبدالملك الحوثي بحق نساء تعز    عملية تحرير "بانافع": شجاعة رجال الأمن تُعيد الأمل لأهالي شبوة.    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    مؤتمر برلمانيون لأجل القدس يطالب بدعم جهود محاكمة الاحتلال على جرائم الإبادة بغزة    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    غزو اليمن للجنوب.. جرائم لا تسقط من الذاكرة    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    استشهاد 5 نساء جراء قصف حوثي استهدف بئر ماء غربي تعز    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    ما الذي كان يفعله "عبدالمجيد الزنداني" في آخر أيّامه    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخضر والكأس .. قصة ودّ مفقود بين منتخب ممتنع و بطولة مستعصية - أ. ف. ب.
نشر في الجنوب ميديا يوم 17 - 01 - 2013

يشارك المنتخب الجزائري في نهائيات الدورة ال 29 لكأس أمم أفريقيا في جنوب أفريقيا في الفترة ما بين ال 19 يناير و حتى العاشر فبراير للمرة ال 15 في تاريخه ، و قبلها خاض الخضر النهائيات في 14 نسخة تباينت خلالها نتائجه لكنها تبقى بشكل عام بعيدة عن طموحات وتطلعات محبيهم ، حيث نالوا البطولة مرة واحدة والوصافة مرة واحدة أيضا ، وخرجوا من الدور قبل الأخير في أربع مناسبات و من الدور الثاني مرتين .
ديدا ميلود - إيلاف : عندما انطلقت البطولة عام 1957 كانت الجزائر لا تزال تعاني من الاحتلال الفرنسي و بعدما استقلت عنه عام 1962 تأخرت مشاركتها الأولى لغاية دورة أثيوبيا 1968 أما آخر مشاركة قبل دورة 2013 فكانت قبل ثلاث سنوات في أنغولا .
و رغم أوصاف الريادة الكثيرة التي تطلق على الكرة الجزائرية على المستوى القاري إلا أن لغة الأرقام و الإنجازات تكشف الحقيقة المرة فمنتخب الجزائر لم يتأهل للنهائيات سوى 14 مرة من أصل 28 دورة وهو عدد متواضع مقارنة مع ما تمتلكه الجزائر من مهارات عالية وإمكانيات كبيرة ، كما أن المنتخب دائم الصيام عن المباراة النهائية منذ أكثر من عشرين سنة فترة كانت كافية لمنتخبات أخرى لبلوغ درجة التشبع من الألقاب الأفريقية ، وبالتأكيد فإن ثقافة المونديال السائدة عند منتخبات شمال أفريقيا الثلاثة وليس فقط الجزائر ساهمت في تواضع نتائجهم في الكان لدرجة يمكن القول إن حبل الود بينها و بين اللقب كان مفقوداً .
و بين بداية الرحلة في أثيوبيا و محطة انغولا الكثير من المغامرات خاضها المحاربون في أدغال القارة السمراء رافعين الراية الوطنية عالياً ، مغامرات تستعرضها صحيفة " إيلاف " لأبرز ما تركوه من ذكريات لعشاقهم.
أثيوبيا تشهد ميلاد الجيل الذهبي الأول للجزائر
تعد دورة أثيوبيا 1968 أول بطولة دولية رسمية يشارك فيها المنتخب الجزائري منذ الاستقلال ، إذ استفاد من رفع عدد البطاقات التصفوية إلى ست ، و حقق نتائج رائعة في الاقصائيات ، ففي طريقه إلى أديس أبابا أزاح الخضر من طريقهم كلا من مالي و بوركينافاسو تحت قيادة المدرب الفرنسي لوسيان لوديك.
والواقع أن التأهل إلى بطولة 1968 كان ثمرة الجيل الذهبي الأول الذي عرفته الكرة الجزائرية بقيادة الفنان حسان لالماس ، قبل أن يصطدم في النهائيات بمنافسين يفوقونه خبرة و بنظام بطولة لا يرحم حيث خاض أشبال لوديك ثلاث مباريات في ظرف أربعة أيام كما أن القرعة لم تنصفهم بعدما أوقعتهم في المجموعة الأصعب ، و مع ذلك لم تكن نتائجهم بالسيئة ، حيث خسروا أولا ضد ساحل العاج بثلاثية نظيفة ثم فازوا على أوغندا برباعية سجل منها لالماس ثلاثية ثم انهزموا من صاحب الضيافة بثلاثة لواحد و خرجوا من الدور الأول و مع ذلك اختير لالماس كأفضل لاعبي البطولة.
و غاب الخضر عن النهائيات الموالية رغم توفرهم على لاعبين مميزين حيث كانوا دوما يجدون في طريقهم أصعب و أقوى المنافسين في التصفيات على غرار المنتخب التونسي و المنتخب المصري ، و استمر صيام الجزائر عن البطولة طيلة عشرية السبعينات.
الثمانينات عشرية الجيل الذهبي الثاني
عاد المنتخب الجزائري ليشارك في النهائيات الأفريقية في دورة نيجيريا عام 1980 بفضل ميلاد جيل ذهبي سيكون له شأن كبير على الصعيد القاري والعالمي ، تأهل جاء بعد تحقيق الجزائر إنجازات هامة حيث فازت بذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط و ذهبية الألعاب الأفريقية بأسماء ستبقى راسخة في الذاكرة الجزائرية و الأفارقة على غرار لخضر بلومي و رابح ماجر و صالح عصاد و آخرين ، حيث أصبح الخضر يتأهلون بسهولة إلى النهائيات على مدار سبع دورات متتالية وهو إنجاز هام بالنظر إلى أن عدد التأشيرات كان محددا بست فقط .
و الحقيقة أن العودة الى كأس أفريقيا كانت ميمونة حيث تمكن زملاء بلومي من تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل و لو أن العارفين بتطور أدائهم لم يتفاجأ بها ، حيث بلغوا النهائي للمرة الأولى ، بعدما فازوا في الدور الأول على المغرب بهدف سجله بلومي و على غينيا بثلاثة أهداف لاثنين أمضاها تاج بن ساولة و بن ميلودي و تعادلوا مع غانا بطلة أفريقيا لثلاث مرات سابقة ، و في النصف النهائي التقوا مع مصر البطل مرتين و مع ذلك تمكن صالح عصاد وبن ميلودي من إعادة المنتخب الجزائري الى المباراة بعدما تخلف في النتيجة بهدفين ، قبل أن تبتسم لهم ركلات الترجيح ، والتقوا في النهائي على ملعب ابيدان الذي كان جحيما على الخضر بتحكيم سيئ و بضغط رهيب جعل أشبال المدرب اليوغسلافي زدرافكو رايكوف يخسرون بثلاثية نظيفة .
و شارك المحاربون في دورة ليبيا الموالية و هم أكثر نضجا و منتشين بتأهلهم لنهائيات مونديال اسبانيا في العام 1982 نفسه ما جعل الخبراء يرشحونهم للظفر بالتاج و بسهولة بالنظر الى المستوى الراقي الذي قدموه في السنة 1981 و التي انتهت بتتويج بلومي بجائزة الكرة الذهبية ، و بالفعل كانوا عند حسن حظ الجمهور الجزائري عندما سجلوا العلامة شبه الكاملة في الدور الأول بتحقيقهم ثلاثة انتصارات على كل من زامبيا بهدف سجله شعبان مرزقان و على نيجيريا بهدفين لواحد سجلهما ماجر و عصاد و تعادلوا مع أثيوبيا سلبا قبل أن يصيبهم الغرور في النصف النهائي و يسقطوا أمام النجوم السوداء لغانا بثلاثة أهداف لاثنين سجلهما جمال زيدان و عصاد . و بدا واضحا أن التأهل الى المونديال فعل فعلته في اللاعبين الذين أصبحوا يرون أنفسهم اكبر من كاس أفريقيا ليتأجل حلم التتويج بها لدورة أخرى ، إذ أهدروا حتى المرتبة الثالثة أمام زامبيا.
و في البطولة الموالية بساحل العاج 1984 بلغها الخضر بسهولة أيضا بتعداد انضمت إليه بعض العناصر على غرار المهاجم ناصر بويش ، و تحت إمرة العائد محي الدين خالف ، خطف المنتخب بطاقة العبور للمربع الذهبي بسهولة بعدما فاز على حامل اللقب غانا بثنائية سجلها كل من جمال مناد و بن ساولة و على مالاوي بثلاثية حملت توقيع كل من بلومي و بويش و علي فرقاني قبل أن يتعادل سلبا مع نيجيريا تعادلا مشكوكا في أمره لإزاحة غانا من التأهل .و في النصف النهائي اصطدم المنتخب الجزائري بنظيره الكميروني و كلاهما مثلا أفريقيا في مونديال اسبانيا و كلاهما أبدعا فكان اللقاء بينهما نهائيا قبل الأوان بأتم معنى الكلمة و تبادل خلاله الفريقان إهدار الفرص الضائعة من قبل روجي ميلا و الراحل تيوفيل ابيغا من الجانب الجزائري و ماجر و عصاد من الجانب الجزائري بفعل تألق الحارسين مهدي سرباح و نكونو و انتهت المباراة مثلما بدأت ليلجأ المنتخبان الى ركلات الترجيح و كان قائد الخضر المدافع محمود قندوز هو الوحيد الذي أضاع ركلته مفوتا على بلده حلم التتويج مكتفيا بمرتبة ثالثة جاءت بعد فوز مستحق على مصر بثلاثة أهداف لواحد أمضاها ماجر و بلومي و حسين ياحي .
و في الدورة الموالية التي جرت وقائعها في مصر عام 1986 تأهل أيضا الخضر بقيادة الخبير رابح سعدان بسهولة و بوجود أسماء جديدة دعمت خبرة ماجر و عصاد على غرار المدافع فضيل مغاريا و الحارس نصر الدين دريد الذي اخذ مكان سرباح كما أن التأهل لتلك النهائيات تزامن مع تحقيق الجزائر لإنجاز تاريخي عربي و أفريقي إذ بات أول منتخب أفروعربي يصل لنهائيات المونديال مرتين متتاليتين خاصة أن تأهله لمونديال المكسيك كان بطريقة أقل ما يمكن القول عنها إنها سهلة خاصة في الدور الأخير أمام تونس .
و الواقع أن نتائج الخضر في تلك الدورة لم تكن سوى انعكاس لحالة الارتباك التي عرفها المنتخب بعد تأهله للمونديال حيث انقسم المسؤولون عنه بين جهة ترغب في التركيز على المونديال والمشاركة في الكان بالمنتخب الرديف و بين جهة ترغب في توظيف الكان للإعداد للمونديال ، غير أن الذي كان في دورة مصر لم يكن يمثل رأيا لا الجهة الأولى والثانية ، ذلك أن وقوع الجزائر و المغرب في المجموعة نفسها جعل السياسة تطل برأسها بعدما كانت العلاقات بين البلدين متوترة رغم أن كليهما بلغا المونديال ، فتخوفا من تعرض الخضر لهزيمة مدوية شبيهة بتلك التي تعرض لها اسود الأطلس على أرضهم من قبل الخضر عام 1979 ، تقرر أن تشارك الجزائر في منتخبها الأول في آخر لحظة ، وهو ما جعل المدرب سعدان في حيرة من أمره خاصة أن عدة لاعبين محترفين لم يسمح لهم بالمشاركة في البطولة من طرف أنديتهم الأوروبية كما أن الإصابة الخطيرة التي تعرض لها بلومي خلطت أوراقه .
و دشن الخضر الدورة بدربي مغاربي مع المغرب انتهى بالتعادل السلبي بأداء هزيل من قبل الفريقين لم يرق حتى إلى ربع اصخب الإعلامي الذي سبقه،و هي النتيجة نفسها التي آل إليها اللقاء الثاني ضد زامبيا التي كان أشبال سعدان قد فازوا عليها في تصفيات المونديال قبل أقل من سنة ذهاباً و إياباً ، و راهن الشيخ على اللقاء الثالث ضد الكاميرون لمرافقة المغرب إلى الدور النصف النهائي غير أن ميلا و زملاءه تلاعبوا بدفاع الخضر وسجلوا على الحارس دريد ثلاثة أهداف رد عليها ماجر و كريم ماروك باثنين ليخرجوا منها بخيبة أمل كبيرة كان لها أثر كبير على تحضيراتهم و أدائهم في المونديال.
و تمكن المنتخب الجزائري من بلوغ نهائيات دورة المغرب عام 1988 رغم اعتزال عدة أسماء في صورة قندوز و قوريشي و بن ساولة و منصوري مع استمرار ماجر و بلومي و مناد .
و أوقعت القرعة الخضر مجدداً مع المنتخب المنظم المغرب فضلاً عن ساحل العاج و الزايير ، و كانت تلك الدورة هي الأولى التي لم يكن الجمهور الجزائري ينتظر منها الكثير بسبب تراجع أداء الخضر و اعتزال ابرز نجومه كما أن فترة الإعداد لم تكن إيجابية ، و أهم من ذلك طفت إلى السطح الإعلامي قضية رابح ماجر المنتشي بكرته الذهبية و تتويجه بدوري أبطال أوروبا مع بورتو حيث أدرجه المدرب الروسي الراحل يفغيني روغوف في لائحة ال 22 لاعبا و ظل الجميع ينتظر و يترقب حضوره إلى المغرب و رغم قرب المسافة من إسبانيا التي كان يلعب وقتها لنادي فالنسيا إلا أن جسده ظل غائباً عكس اسمه الذي حضر أروقة المنتخب لغاية انتهاء البطولة.
و رغم تلك الصعاب إلا أن أشبال روغوف بقيادة بلومي و مناد و مغاريا و فرحاوي و مدان تمكنوا هذه المرة من مرافقة الجار المغربي إلى المربع الذهبي بعدما تعادلوا مع ساحل العاج و انهزموا من أسود الأطلس و فازوا على الزايير بهدف وحيد و تساووا مع الفيلة في كل شيء ما حتم على الاتحاد الأفريقي اللجوء إلى عملية القرعة لتحديد المتأهل الثاني عن تلك المجموعة ، و ابتسم الحظ في تلك القرعة لرئيس الاتحاد الجزائري آنذاك الحكم الدولي الأسبق و الرئيس الحالي للجنة التحكيم الجزائرية بلعيد لكارن الذي سحب اسم الجزائر .
وفي النصف النهائي التقى الخضر بالنسور الخضراء المنتشين بتأهلهم إلى أولمبياد سيول على حساب الجزائر، و تقدمت نيجيريا بهدف من صنع جزائري سجله المدافع عبد الرزاق بلغربي ضد مرماه ، وقبل انتهاء المواجهة بدقائق معدودة أمضى رشيد معطار هدف التعادل و التجأ المنتخبان إلى ركلات الترجيح التي عرفت سلسلة طويلة انتهت بفوز نيجيريا بعدما أهدر بلومي الركلة الجزائرية الأخيرة منضما إلى قائمة كبار النجوم الذين أضاعوا مثلها، وأنهى الخضر البطولة في المركز الثالث على حساب المستضيف.
و في دورة عام 1990 لم يكن المنتخب الجزائري في حاجة إلى تصفيات بما انه كان صاحب الضيافة فرشح لاعتلاء العرش الكروي لأفريقيا بدعم من عاملي الأرض والجمهور الذي كان فعلا اللاعب رقم 12 ، و دخل الخضر بقيادة الشيخ عبد الحميد كرمالي البطولة بتعداد مزيج من المخضرمين على غرار ماجر و مناد مغاريا و من الشبان على غرار موسى صايب و سي الطاهر شريف الوزاني و محيي الدين مفتاح ، دخلوها و في صدورهم غصة الإخفاق في بلوغ نهائيات مونديال إيطاليا أمام مصر لذلك كان التتويج بتلك البطولة لا مفر منه لتدارك الفشل العالمي .
و بعدما سجلوا العلامة الكاملة في الدور الأول بانتصار كبير على نيجيريا بخماسية مقابل واحد وعلى ساحل العاج بثلاثية و على مصر بثنائية اصطدموا في النصف النهائي بخصم عنيد ممثلا في المنتخب السنغالي الذي استعان بالغري الغري ، لكن عزيمة المحاربين وعشاقهم جعلتهم يتخطون أسود التيرانغا ولو بصعوبة بواقع هدفين لواحد وهي الصعوبة نفسها التي لاقوها في الدور النهائي أمام نيجيريا التي نست هزيمة الافتتاح وراحت تهدد الأحلام الجزائرية قبل أن يحولها شريف وجاني إلى علم بهدف مباغت سمح للجزائر بتذوق حلاوة التتويج بهذا اللقب منضمة إلى مملكة الأبطال.
من دور البطل الى دور الكومبارس
و بصفتها حاملة اللقب تأهلت إلى دورة السنغال 1992 مباشرة و دون خوض التصفيات ، و أوقعت القرعة البطل بجانب ساحل العاج و الكونغو ، وقد تزامن إنطلاق البطولة في شهر يناير مع مخاض عسير كانت الجزائر تمر به ، كما أن الإعداد للبطولة كان سيئاً و ازداد سوءا بعدما قرر المدرب كرامالي إشراك لاعبين احتفظوا بنجوميتهم و فقدوا صلاحيتهم الفنية على غرار ماجر و مناد و مغاريا ، لينضم الخضر إلى قائمة الأبطال الذين ودعوا البطولة من دورها الأول بعد خسارة مدوية من الفيلة بثلاثية نظيفة و تعادل من الكونغو لتبقى ذاكرة محبي الخضر تحتفظ باسم مدينة زينغنشور كمرادف لفضيحتهم في تلك البطولة.
ليبدأ من زينغشور تقويم جديد للكرة الجزائرية على الصعيد القاري جعل سنوات مشاركاتها كبيسة بفعل توالي النتائج السلبية و تراجع دورها من البطل إلى الكومبارس و بدلا من ترشحيها للمنافسة على التاج أصبح الدور الثاني هو سقف طموحاتها بل آن التأهل في إلى النهائيات أصبح في حد ذاته إنجازًا يتغنى به أصحابه .
و غاب منتخب الجزائر في الدورة الموالية رغم أنها أقيمت على بعد أمتار من أراضيه في تونس و رغم أنه تأهل إليها فنياً لكن الذين لا يرون مصلحة للمنتخب لهم رأي آخر حيث أوعزوا للكاف بإعادة النظر في أسماء اللاعبين الذين أشركهم ثنائي التدريب مزيان ايغيل و عبد الرحمن مهداوي في المباريات الاقصائية ليتم اكتشاف وجود اسم اللاعب مراد كاروف و هو غير مؤهل فأقصيت الجزائر و تأهلت بدلا منها السنغال.
ولملم المنتخب جراحه وتمكن من بلوغ نهائيات بطولة 1996 في جنوب أفريقيا و تمكن و لو بشق الأنفس من بلوغ الدور الثاني على حساب بوركينافاسو وسيراليون قبل أن يسقط أمام البافانا البطل بهدفين لواحد .
كما تمكن من بلوغ نهائيات الدورة الموالية التي جرت في بوركينافاسو 1998 رغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها الكرة الجزائرية لكن البطولة عرفت واحدة من أسوأ المشاركات الجزائرية حيث خسر أشبال المدرب مهداوي مبارياتهم الثلاث أمام الكاميرون وغينيا و بوركينافاسو .
ثم عادوا ليتأهلوا إلى الدور الثاني من دورة غانا نيجيريا عام 2000 بقيادة فنية جديدة ليزيد سنجاق و عبد الغنيجداوي و بعناصر جديدة أيضاً على شاكلة رفيق صايفي و فريد غازي لكن مغامرتهم توقفت في الدور الثاني بعدما خسروا من الكاميرون بطل تلك الدورة بهدفين لواحد.
و في الدورة الموالية في مالي سجل الخضر بقيادة المدرب رابح ماجر في ثاني تجربة له على رأس المنتخب ثاني أسوأ مشاركة لهم عندما خسروا مباراتين أمام نيجيريا و مالي و تعادلوا في واحدة مع ليبيريا ليغادروا مالي مبكراً .
وفي نسخة تونس 2004 تنقلت كتيبة الشيخ رابح سعدان إلى الخضراء على أمل العودة بأخف الأضرار بعدما أوقعتها القرعة في فوج واحد يضم أيضاً حامل اللقب الكاميرون و مصر البطلة أربع مرات و رواندا ، و بلاعبين جلهم جدد يفتقرون للخبرة أمثال الحارس وناس قواوي و كريم زياني و عنتر يحيى و المهاجم عبد المالك شراك ، و مع ذلك صنعوا المفاجأة ، فبعدما دشنوا البطولة بتعادل إيجابي مع كاميرون صاميل ايتو ، فازوا على مصر بهدفين لواحد منهم واحد للحرامي حسين اشيو و رغم خسارتهم في الثالثة إلا أنهم بلغوا الدور الثاني ليقابلوا المغرب ، و تقدم شراد بهدف جعل الجزائر قاب قوسن أو أدنى من التأهل إلى النصف النهائي لكن أشبال بادو زاكي قلبوا الموازين و تمكنوا من إدراك التعادل الذي سمح لهم بالتمديد حيث أضافوا هدفين ، في مباراة أعقبتها أحداث مؤسفة عرفتها مدينة المونستير التي احتضنتها حيث تعرض عشاق الخضر لاعتداءات من قبل شرطة البائد بن علي.
و عاد المنتخب الجزائري ليغيب مجدداً عن العرس الأفريقي في دورة مصر 2006 بعدما سقط في التصفيات المزدوجة أمام انغولا و نيجيريا و الغابون ، و في دورة غانا 2008 عندما ترك غينيا تتأهل على حسابه ، قبل أن يعود إليه كعريس و هو منتشٍ بتأهله إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010، حيث تواجد الخضر ضمن منتخبات نسخة انغولا بجيل مزيج أيضا يقودهم زياني و يحيى و شاوشي و مغني و آخرون.
كما عاد الخبراء ليرشحوا الجزائر للعب الأدوار الطلائعية كنتيجة طبيعية لتأهله إلى كأس العالم للمرة الثالثة،ورغم البداية السيئة بعد الخسارة من مالاوي المتواضعة بثلاثية نظيفة إلا أن أشبال سعدان تداركوا الموقف و صعدوا إلى الدور الثاني بعدما تفوقوا على مالي بهدف حليش و تعادلوا مع المنظمين سلبا ،و واجهوا في الدور الثاني فيلة ساحل العاج بقيادة ديديي دروغبا أقوى المرشحين للتتويج غير أن عزيمة المحاربين كانت أقوى من ترشيحات الخبراء حيث تمكنوا من إزاحتهم بثلاثة أهداف لاثنين سجلها متمور و بوعزة و بوقرة ، لكن مغامرتهم توقفت بحامل اللقب مصر الذي تمكن من الفوز برباعية نظيفة كما خسر الخضر اللقاء الترتيبي من نيجيريا.
وفي الدورة الأخيرة التي جرت في الغابون و غينيا الاستوائية تعرض الخضر لإقصاء آخر غيبهم عن البطولة خاصة بعد الرباعية المراكشية التي دفعت الاتحاد إلى أحداث شبه ثورة بتعيين البوسني وحيد خليلوزيدش على رأس الجهاز الفني للخضر و الذي تمكن من إعادتهم الى الساحة القارية و سيكون على رأسهم في جنوب أفريقيا.
مقتطفات جزائرية من أفريقيا
محي الدين مفتاح و رابح ماجر هما أكثر اللاعبين خوضا للنهائيات حيث شارك كل واحد منهما في ست دورات.
المدرب رابح سعدان أكثر المدربين مشاركة في النهائيات بثلاث دورات سنوات 1986 و 2004 و 2010.
البوسني خليلوزيدش سيكون المدرب الأجنبي الرابع الذي يقود الخضر في النهائيات بعد الفرنسي لوديك 1968 واليوغسلافي رايكوف عام 1980 و الروسي روغوف عام 1988.
مهدي سرباح أكثر الحراس مشاركة في النهائيات في أربع بطولات أعوام 1980 و 1982 و 1984 و 1986.
جمال مناد هو اللاعب الجزائري الوحيد الذي نال لقب هداف كاس أمم أفريقيا بمفرده عام 1990 بأربعة أهداف و سبقه للقب بلومي عام 1988 لكن مناصفة مع لاعبين آخرين بهدفين.
بلومي و ماجر و مناد أكثر اللاعبين تهديفا في النهائيات بخمسة أهداف .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.