عقدت في أبوظبي أمس الأول الدورة الثانية لمجلس منظمة المعهد العالمي للنمو الأخضر، وذلك في اليوم الأخير من فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل في نسختها السادسة . وترأس الاجتماع لارس لوك راسموسين رئيس الوزراء السابق للدنمارك ورئيس مجلس المعهد العالمي للنمو الأخضر، والدكتور سلطان أحمد الجابر المبعوث الخاص لشؤون الطاقة وتغير المناخ الرئيس التنفيذي لمصدر . قال الدكتور سلطان الجابر "إن دولة الإمارات على الدوام من الدول السباقة في تبني ودعم المبادرات الخلاقة في المجالات كافة وذلك بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة حيث إننا من الدول المؤسسة والداعمة مالياً للمعهد وساهمنا من خلال عضويتنا بمجلس المعهد بالعمل معاً على تطوير خططه وبرامجه والمساهمة بتحويل المعهد لمنظمة دولية" . وأضاف "إن عقد الاجتماع الثاني لمجلس المعهد العالمي للنمو الأخضر في أبوظبي خير دليل على جهودنا في هذا المجال الذي يتم عقده للمرة الأولى خارج مقره الرئيس في سيؤول" . وشارك في اجتماعات المجلس عدد من ممثلي الدول الأعضاء من بينهم كريستيان باخ وزير التعاون الإنمائي الدنماركي ورينيه كاسترو وزير البيئة والطاقة والاتصالات الكوستاريكي وكيم سونغ هوان وزير التجارة والشؤون الخارجية الكوري ووايستين دجو بييدال حاكم مقاطعة أوست أغدر النرويجية وشون باتن مدير صندوق التنمية المستدامة في أستراليا وكيم سانغ هيوب مستشار الرئيس الكوري لشؤون النمو الأخضر وريتشارد سامانس المدير العام للمعهد العالمي للنمو الأخضر . وجرى خلال الاجتماع مناقشة العديد من القضايا المدرجة على جدول الأعمال ومنها ما يتعلق بالدول التي قامت بالمصادقة على اتفاقية التأسيس، وكذلك التطورات المتعلقة بتوقيع اتفاقية المقر بين المعهد والحكومة الكورية ومعالجة القضايا المتعلقة بالحصانات والامتيازات واللوائح والأنظمة الخاصة بالموارد البشرية وقواعد المشتريات وسياسات الإفصاح، إضافة إلى مناقشة أحدث المستجدات في ما يتعلق بالدول الأعضاء وتحديد الميزانية المتوقعة للسنة المالية 2013 واتخاذ تدابير فعلية وملموسة في ما يتعلق بتطوير اللجان الاستشارية والفرعية التابعة للمجلس . ويدرس المعهد العالمي للنمو الأخضر حالياً إمكان تقديم مقترح عمل بشأن تعزيز مبدأ المساءلة والشفافية والكفاءة التشغيلية إلى جانب تعزيز الهيكل التنظيمي للمؤسسة . كما يسعى المعهد إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مكتبه الرئيس في سيؤول ومكاتبه الفرعية في كل من أبوظبي وكوبنهاغن ولندن، إلى جانب إعداد خطط لجذب المهنيين والخبراء وتعزيز العلاقات مع الدول الأعضاء الثماني عشرة . الجدير بالذكر أنه تم عقد الدورة الأولى لمجلس المعهد العالمي للنمو الأخضر في 23 أكتوبر من العام2012 في العاصمة الكورية سيؤول، وحضرها مسؤولون من الدول الأعضاء الثماني عشرة، وقد تم خلالها اعتماد وتبني الهيكل الإداري الجديد للمعهد كمنظمة دولية تسهم في دعم جهود المجتمع الدولي لتطوير آليات التنمية المستدامة . كما تم انتخاب وتعيين المدير العام لمعهد النمو الأخضر ورئيس المجلس ورئيس الجمعية العمومية، إضافة اختيار أعضاء المجلس واعتماد الهيكل الإداري الجديد المكون من الجمعية العمومية والمجلس واللجنة الاستشارية وأمانة المعهد . ويمثل المعهد العالمي للنمو الأخضر نموذجاً جديداً من نماذج التنمية الاقتصادية المستدامة حيث ينادي بأهمية وضرورة قيام كل من الدول المتقدمة والنامية باستكشاف فرص النمو الأخضر التي تعزز جهود التنمية الاقتصادية، وتوفير طرق جديدة للتنمية بما يساعد الاقتصاد العالمي في مواجهة الأزمات المالية وخلق مزيد من فرص العمل في المستقبل . وكان المعهد الذي يتخذ مقره في سيؤول بكوريا الجنوبية قد افتتح مكتباً إقليمياً في أبوظبي في يوليو 2011 ويحظي المعهد بالمساندة والدعم المالي من أستراليا والدنمارك واليابان والإمارات . كما يرتبط المعهد بعدد من الشراكات مع كل من البرازيل وإثيوبيا وإندونيسيا وكمبوديا وكازاخستان والإمارات وغيرها من البلدان، لوضع خطط التنمية الاقتصادية الخضراء . عقد المكتب الأقليمي لمنظمة المعهد العالمي للنمو الأخضر الذي يتخذ من مدينة مصدر في أبوظبي مقراً له، أولى فعالياته المتعلقة بسبل التعاون المشترك في مجال التنمية الخضراء، وذلك على هامش فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل وتعد بمثابة بوابة للحوار والتعاون في مجال الطاقة النظيفة . وحضر الفعالية عدد من المهتمين من الهيئات الحكومية والخاصة ووسائل الإعلام بمشاركة عدد من الخبراء الدوليين والمحليين في هذا المجال بما في ذلك الدكتور ثاني الزيودي مدير إدارة الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية ريتشارد سامانس المدير العام للمعهد العالمي للنمو الأخضر، والدكتور شان هو بارك المدير الإقليمي للمعهد في أبوظبي . وتضمنت الفعالية التي تم تنظيمها بالتعاون مع إدارة الطاقة والتغير المناخي في وزارة الخارجية عدداً من المحاضرات والمناقشات المتعلقة بخطة عمل دولة الإمارات لتطوير الاستراتيجية الوطنية للتنمية الخضراء إضافة إلى رؤية المعهد والخطوات المتعلقة بتسهيل وتعزيز سبل التعاون المشترك في مجال النمو الأخضر والدروس المستفادة بين دولة الإمارات والمعهد . وفي مداخلته أكد الدكتور ثاني الزيودي مدير إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية "أن خطة عمل دولة الإمارات لتطوير الاستراتيجية الوطنية للتنمية الخضراء ترتكز على أربعة محاور رئيسة وهي تطوير السياسات وإدارة البيانات وتنمية القدرات المحلية، إضافة إلى تطوير مشاريع ريادية في مجال النمو الأخضر" . وأضاف الدكتور الزيودي "إن تحقيق التنمية الخضراء يتطلب تطوير آليات جديدة والعمل على تنسيق الجهود المحلية وبناء القدرات الوطنية المتخصصة، وتوفير المعلومات ذات الصلة حتى يتسنى لنا تطوير السياسات والتشريعات اللازمة والمتكاملة لتحقيق هذا الغرض" . من جانبه ذكر الدكتور شان هو بارك مدير المكتب الإقليمي لمعهد النمو الأخضر في أبوظبي "أن معهد النمو الأخضر سيقدم كل الدعم لدولة الإمارات لتطوير استراتيجيتها للتنمية الخضراء من خلال العمل مع الشركاء المحليين لتحديد الأولويات ومسارات العمل وتطوير النماذج والسياسات التي تساعد على تحقيق النمو الأخضر بما يتناسب مع متطلبات وأهداف الدولة" .