فيما تتجه الأنظار إلى يوم الخميس حيث سيجتمع المجلس الوطني السوري مع هيئات وشخصيات معارضة للبحث في إنشاء حكومة في المنفى، نفى متحدث باسم المجلس وجود خلافات في مؤتمر المعارضة المنعقد في قطر. الدوحة: نفى متحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض وجود خلافات حادة في مؤتمر المعارضة السورية في العاصمة القطرية. وقال أسامة المنجد لهيئة الإذاعة البريطانية إن المجلس الوطني يسعى إلى الدخول في مفاوضات مع فصائل المعارضة الأخرى لتشكيل حكومة انتقالية. وبدأ المجلس الوطني السوري أمس الأحد اجتماعات مصيرية تستمر أربعة أيام وتهدف إلى تعزيز قاعدته التمثيلية في ظل أزمة ثقة مع الولاياتالمتحدة الساعية الى قيام حكومة سورية في المنفى. ويفترض أن يعدل المجلس الذي كان يعد حتى الآن الكيان الرئيسي في المعارضة السورية الساعية الى اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، نظامه الداخلي لزيادة عدد اعضائه الى اربعمئة وانتخاب هيئة عامة جديدة الاربعاء. وقال رئيس المجلس عبدالباسط سيدا في كلمة افتتاحية وزعت على الصحافيين إن اجتماع الخميس هو "لقاء تشاوري بين المجلس الوطني السوري والقوى الميدانية في الداخل والأطراف الأساسية في المعارضة السورية بهدف التباحث حول توحيد الرؤى والمواقف وحتى تشكيل هيئة مسؤولة تمثل كل السوريين تكون بمثابة سلطة تنفيذية". وشدد على أن "المجلس الوطني السوري هو الركن الاساس والضامن الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مرحلة ما قبل سقوط النظام". من جانبه، اوضح الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون أن مبادرة قيام كيان معارض موسع في اجتماع الخميس هي مبادرة "اميركية"، وهي تحت مسمى "هيئة المبادرة الوطنية السورية". وذكر أن هدف اجتماع الخميس هو "جمع كل المعارضة السورية للتفاهم حول اجندة وطنية وتبني وثائق المعارضة المتفق عليها والخروج بهيئة تجمع كل اطراف المعارضة". وتتجه الانظار الى يوم الخميس الذي سيجتمع فيه المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة للبحث في انشاء حكومة في المنفى. وبعد أن تناقلت تقارير اسم المعارض البارز رياض سيف لرئاسة هذه الحكومة، نفى سيف ذلك، وقال إن المعارضة السورية تستعد لانتاج "قيادة سياسية" جديدة خلال اجتماعها الموسع الخميس، لكنه لن يكون مرشحًا لرئاسة حكومة منفى "باي شكل من الاشكال". قصف في دمشق واشتباكات في حلب ميدانيًا، تعرضت مناطق في جنوبدمشق صباح الاثنين للقصف تزامنًا مع اشتباكات على اطرافها بينما تشهد احياء في مدينة حلب (شمال) اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وتأتي هذه الاعمال غداة يوم دام سقط فيه 203 قتلى، بحسب المرصد. وقال المرصد في رسالة الكترونية "يتعرض حي الحجر الاسود للقصف من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة على اطراف الحي وحي التضامن". واشار الى ان حي التضامن "شهد حالة نزوح واسعة للاهالي الى داخل مخيم اليرموك" في جنوب العاصمة حيث قتل مساء الاحد ثمانية اشخاص جراء سقوط قذيفة هاون، تزامنًا مع اشتباكات بين عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة الموالية للنظام ومقاتلين معارضين. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية إن مقاتلين فلسطينيين "بعضهم مع النظام وآخرون ضده، يشاركون في الاشتباكات التي تدور على اطراف مخيم اليرموك" الواقع على تماس مع حيي الحجر الاسود والتضامن. وكانت اشتباكات عنيفة وقعت في 30 تشرين الاول (اكتوبر) بين مقاتلين معارضين للنظام وفلسطينيين موالين له في مخيم اليرموك. وأفاد المرصد أن المقاتلين المعارضين شنوا هجمات متزامنة فجر الاثنين على حواجز للقوات النظامية في مناطق عدة في جنوب العاصمة منها احياء القدم ونهر عيشة وشارع ال30 بمخيم اليرموك والزاهرة القديمة ودف الشوك. إنقسام دولي حيال الأزمة من ناحية اخرى أنهى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات مساء الأحد في القاهرة مع الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من دون التوصل إلى أي أرضية تفاهم في شأن الازمة السورية. وطالب الابراهيمي القوى الدولية باصدار قرار من مجلس الامن الدولي على أساس اتفاق تم التوصل إليه في يونيو (حزيران) لاقامة حكومة انتقالية في محاولة لانهاء نزيف الدماء. إلا أن لافروف قال في نفس المؤتمر الصحافي "استبعد الحاجة إلى قرار دولي، مشيرًا إلى أن الآخرين يغذون العنف عن طريق دعم المسلحين المعارضين". وقال العربي "يجب أن اكون واضحًا أنه لم يتم الاتفاق على شيء". إلا أنه تدارك قائلاً "ولكن تم بحث جميع أبعاد الموقف، كل طرف تحدث عن اهمية التقدم الى الامام، هناك افكار مختلفة ولكن لا يوجد أي شيء محدد". وتعكس هذه التصريحات الانقسام في الموقف الدولي حيال الأزمة السورية.