سعد الكتاتني مواضيع ذات صلة نشبت أزمة إعلامية جديدة بين الإخوان المسلمين في مصر ووسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، إثر اختلاق تصريحات لرئيس مجلس الشعب المصري السابق سعد الكتاتني قال فيها إن الثورة الإيرانية ألهمت جميع شعوب الربيع العربي. وأضافت تلك الأزمة أجواء من عدم المصداقية للإعلام الإيراني، لاسيما بعد تحريفه لخطاب الرئيس محمد مرسي، أمام قمة دول عدم الإنحياز. القاهرة: نفى الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة، ما نشرته وسائل إعلام إيرانية وتناقلته بعض وسائل الإعلام الأخرى عن حضوره الاجتماع الثامن للجمعية العامة لاتحاد برلمانات الدول الإسلامية ولقائه رئيس البرلمان الإيراني علي لارجاني في السودان. وقال الكتاتني في تصريح صحافي إن مصر تعتز بالشعب الإيراني، وتربطه به علاقات قوية، مؤكداً أن ثورات الربيع العربي تختلف تمام الاختلاف عن الثورة الإيرانية. وأضاف إن الشعب المصري صنع ثورة من أفضل الثورات، التي شهدها العالم أجمع، وأشاد بها الجميع لحضارتها وسلميتها. وأكد الكتاتني أنه لم يدلِ بأية تصريحات صحافية عن الثورة الإيرانية لوسائل الإعلام. وكان الموقع الإلكتروني تليفزيون "برس تي في" الإيراني، نقل عن الكتاتني، رئيس مجلس الشعب السابق، قوله إن الثورة الإسلامية الإيرانية مصدر إلهام جميع الثورات الشعبية في المنطقة، كما أن إيران لديها الحق في الحصول على التكنولوجيا النووية. وأضاف أن الكتاتني أشاد بالثورة الإسلامية الإيرانية التي اندلعت عام 1979، وذلك أثناء لقائه علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الايراني، على هامش اجتماع اتحاد برلمانات الدول الإسلامية المنعقد فى العاصمة السودانية الخرطوم، مشيراً إلى أن الكتاتني شدد خلال اللقاء على معارضة مصر لأي تدخل دولي في الشؤون الإيرانية، وكذلك معارضتها للازدواجية التي تتعامل بها القوى الدولية مع كل من إيران وإسرائيل. ونقلت عنه قوله، "إن مصر عازمة على توطيد علاقتها بإيران، كما أنه يوجد هناك الكثير من المبادئ المشتركة التي تجمع البلدين وتشكل قاعدة لتعزيز العلاقات الثنائية". أزمة إعلامية بين القاهرةوإيران يأتي هذا النفي، ليضيف المزيد من عدم المصداقية إلى رصيد وسائل الإعلام الإيرانية فيما يخص التعاطي مع المسؤولين المصريين، ففي نهاية شهر حزيران (يونيو) الماضي، وبعد إنتخاب الرئيس محمد مرسي، وقبل أيام من تسلمه مهام منصبه، قالت وكالة فارس للأنباء إن مرسي أدلى إليها بحديث صحافي، شدد فيه على "ضرورة استعادة العلاقات الطبيعية مع إيران على أساس المصالح المشتركة للدولتين وتطوير مجالات التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي". ونسبت إليه قوله "إن تعزيز العلاقات بين الجانبين سيحقق التوازن الاستراتيجي في المنطقة، وهذا كان ضمن برنامج النهضة". لكن رئاسة الجمهورية المصرية نفت ذلك جملة وتفصيلاً . ونشبت أزمة إعلامية سياسية بين القاهرة وطهران، أثناء زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران لحضور قمة عدم الإنحياز، بسبب تحريف خطابه، الذي قال فيه "الشعبان الفلسطيني والسوري يناضلان من أجل الحرية والعدالة والكرامة"، حيث حرّفها التلفزيون الرسمي الإيراني بالشكل التالي "إن شعبي فلسطين والبحرين يناضلان من أجل الحرية". كما حرّف إنتقاداته للفيتو الروسي ضد إدانة النظام السوري، فقال إن "الفيتو شلّ يد مجلس الأمن عن حل الأزمة السورية"، لكن التليفزيون الإيراني نقلها على هذا النحو: "الفيتو شل يد مجلس الأمن عن حل أزمات التحولات الشعبية". وإستبدل مصطلح "الربيع العربي" ب"الصحوة الإسلامية". إيران تبحث عن حليف فاعل في المنطقة وقال الدكتور محمد عبد السلام، الخبير في الشؤون الإيرانية، ل"إيلاف" إن الرغبة في الإيحاء للداخل الإيراني بأن العلاقات مع مصر طبيعية بعد زوال حكم حسني مبارك، وأن إيران لن تعاني من عزلة سياسية، لاسيما مع ترنح نظام بشار الأسد، يدفع وسائل الإعلام الإيرانية إلى تضخيم أو إختلاق تصريحات لمسؤولين مصريين، توحي بدفء العلاقات بين البلدين. وأضاف أن النظام الإيراني يعاني من شعور بالعزلة، على المستوى الإقليمي ويبحث بقوة عن حليف قوي وفاعل في المنطقة، لاسيما أنه يعلم أن رهانه على النظام السوري بات خاسراً، مشيراً إلى أن إيران تراهن على إقامة علاقات جيدة مع مصر، لتفادي العزلة وتحقيق التوزان مع إسرائيل ودول الخليج، وتفادي الضغوط الأميركية عليها في المستقبل. ولفت إلى أن الإعلام الإيراني يعاني من التبعية العمياء للنظام الحاكم كما كان يحدث في عهد النظام في عهد حسني مبارك أو كما هو الحال في الإعلام الرسمي السوري، متوقعاً ألا تؤثر تلك الأزمات الإعلامية في فرص تنامي العلاقات المصرية الإيرانية، لكنها تجعل المسؤولين المصريين دائمو التشكك في صدقية الإعلام الإيراني.