دمشق: اقيمت صلوات في المساجد السورية بدعوة من السلطات "لصلاة مليونية" اليوم من اجل عودة الامن الى البلاد، اشار الاعلام الرسمي الى "مشاركة شعبية واسعة" فيها، بينما دعا الناشطون المعارضون الى التظاهر ضد النظام كما يفعلون كل يوم جمعة منذ بدء النزاع قبل 22 شهرا. في الوقت نفسه، استمرت الغارات الجوية الكثيفة التي يشنها الطيران الحربي السوري لا سيما في ريف دمشق والمعارك والعمليات العسكرية في مناطق اخرى، لا سيما في حمص (وسط). وافادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن "مشاركة شعبية واسعة لاداء صلاة الحاجة في المساجد الجامعة في سوريا على نية عودة الامن والامان الى الوطن". وبث التلفزيون السوري مشاهد مباشرة عن الصلاة التي اقيمت في مسجد بني امية الكبير في دمشق امها العلامة محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام اثر صلاة الجمعة. وقال البوطي بعد اتمام الصلاة "اللهم اننا نتوسل اليك (...) في مثل هذه الشدة. ارنا خاطرة من خواطر لطفك تعيد بها السلم والامان الى ربوع شامنا. أرنا خارقة من خوارق جبروتك تطهر بلدنا بها من الطغاة والمارقين الذي يستمرئون الظلم، يستمرئون القتل ويستمرئون الذبح (...) فاستجب اللهم وحقق اللهم رجاءنا ولا تخيبنا في امالنا". كما توجه البوطي بالدعاء للرئيس السوري بشار الاسد "وفق عبدك الذي ملكته زمام امورنا بالسير على الصراط (...) زده ايمانك زده محبتك زده تعظيما لحرماتك". وكان البوطي اكد في خطبة الجمعة التي القاها قبل الصلاة على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية، قائلا "لن تفرقنا الخلافات والمذاهب وأعداء الدين". وكانت السلطات السورية دعت قبل ايام الى اقامة "صلاة مليونية" الجمعة في جميع المساجد السورية على نية عودة الامن الى البلاد. في المقابل، دعا الناشطون المعارضون للنظام الى التظاهر تحت شعار "قائدنا محمد، سيدنا الى الابد". وكتبت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الاسد" على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي "باخلاقه صلى الله عليه وسلم سننتصر"، ودعت الى "الصبر والثبات". ميدانيا، شن الطيران الحربي السوري اليوم "غارات جوية على بلدات ومدن الغوطة الشرقية" في ريف دمشق، تزامنت مع اشتباكات عنيفة في مدينة داريا جنوب غرب العاصمة التي تحاول القوات النظامية منذ حوالى الشهرين فرض سيطرتها الكاملة عليها. والى الجنوب من دمشق، افاد المرصد عن مقتل "ما لا يقل عن ثمانية من عناصر المخابرات العسكرية اثر تفجير رجل من جبهة النصرة سيارة مفخخة" ليل الخميس استهدف فرع المخابرات في سعسع. واوضح ان عنصرا آخر من هذه الجبهة الاسلامية المتطرفة قام بتفجير سيارة اخرى عند حاجز للجيش النظامي في محيط الفرع، ما ادى الى "مقتل عدد من الجنود واصابة آخرين"، بحسب المرصد. واوردت سانا خبر "التفجير الارهابي في سعسع". وتشن القوات النظامية حملة عسكرية واسعة في ريف العاصمة للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه دمشق. وقصف الطيران الحربي اليوم بلدة بصرى الحرير في ريف درعا (جنوب)، وشن غارتين على بلدة حيش في ريف ادلب (شمال غرب)، بحسب المرصد. وتحدث المرصد عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب احرار الشام ولواء صقور الشام" في محيط سجن ادلب. ونقل عن ناشطين في المنطقة ان المقاتلين "تمكنوا من اقتحام اسوار السجن في بعض المناطق"، وان الاشتباكات ادت الى مقتل ما لا يقل عن عشرة مقاتلين. في محافظة حمص (وسط)، تتعرض احياء القصور وجورة الشياح والخالدية المحاصرة لقصف من القوات النظامية تزامنا مع اشتباكات على اطراف المدينة الغربية مستمرة منذ ستة ايام، بحسب المرصد. في محافظة الحسكة (شمال شرق)، تستمر منذ اكثر من اسبوع الاشتباكات في مدينة راس العين الحدودية مع تركيا بين مقاتلين اكراد وآخرين معارضين للنظام. وافاد المرصد في وقت سابق اليوم ان "مقاتلي وحدات حماية الشعب (الكردية) سيطروا على حي الخرابات والمشفى الوطني في المدينة، فيما تراجع مقاتلو الكتائب من مواقع عدة داخل المدينة وانسحب بعضهم" الى تركيا. وادت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا الخميس الى مقتل 98 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل انحاء سوريا للحصول على معلوماته. واليوم، اعلنت متحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان قرابة 6400 لاجىء سوري جديد وصلوا الى مخيم الزعتري في الاردن في الساعات الاربع والعشرين الماضية، ما يرفع عدد اللاجئين الى الاردن منذ مطلع الشهر الى ثلاثين الفا. العاهل الأردني يطلب مزيدًا من المساعدة للاجئين السوريين هذا وقد طلب العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الجمعة في دافوس من المجموعة الدولية مزيدًا من المساعدة لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين. وقال العاهل الاردني في خطاب القاه في المنتدى الاقتصادي العالمي الثالث والاربعين ان "اللاجئين المعوزين يكافحون من اجل البقاء (...) نحتاج مزيدًا من المساعدة الدولية". ويتدفق الى الاردن اللاجئون الذين يفرّون من النزاع في سوريا، الذي دخل شهره الثاني والعشرين، من دون ان يلوح في الافق اي حل قريب. ويستضيف الاردن الان اكثر من 300 الف لاجئ سوري، سجلت 206.630 منهم المفوضية العليا للامم المتحدة للاجئين، بمن فيهم 6400 لاجئ جديد وصلوا في الساعات الاربع والعشرين الماضية الى مخيم الزعتري. وتتوقع الاممالمتحدة ان يتضاعف عدد اللاجئين السوريين في البلدان الاربعة الاخرى المجاورة، ليبلغ بالاجمال 1,1 مليون قبل حزيران/يونيو اذا ما استمر النزاع. وفي كانون الاول/ديسمبر، سجلت المفوضية العليا 16,413 لاجئا سوريا جديدا في الاردن، و13 الفا في تشرين الثاني/نوفمبر و10 الاف في تشرين الاول/اكتوبر.