يبدأ جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية العام الجاري تنفيذ مجموعة من المشاريع والدراسات التي تهدف إلى تقليص حجم استهلاك المياه في القطاع الزراعي وتحسين مستوى الإنتاجية بما يعزز من الأمن الغذائي بالإمارة . قال محمد جلال الريسي مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع: إن الجهاز قام بإجراءات عديدة في سبيل ترشيد استخدام المياه والاستفادة المثلى منها لزيادة الإنتاج الزراعي، حيث يتم تعزيز تلك الإجراءات بالأبحاث التي تم تطبيقها باستخدام البيوت المحمية والأغطية البلاستيكية للتربة وغيرها من الوسائل لتقليل استخدام مياه الري بهدف إعطاء النبات احتياجاته من الماء . وكشف أن الجهاز أنجز مؤخرا تحديث شبكات الري في 2333 مزرعة من أصل 8 آلاف مزرعة هي جميع مزارع المنطقة الغربية وخاصة مزارع النخيل، حيث تم توفير شبكات ري حديثة يتوقع أن تساعد على تخفيض استهلاك مياه الري بشكل كبير قد يزيد على 50% في بعض المزارع . وأوضح، نظراً لموقع الإمارات ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة التي تتميز بانخفاض هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة ومعدلات التبخر وعدم وجود موارد مياه سطحية دائمة الجريان كان لابد من استخدام التقنيات الحديثة في الري، حيث إن كفاءة الري تهدف إلى الاستفادة القصوى من المياه المتاحة منها وتشتمل كفاءة الري على كفاءة تخزين المياه من خلال الاهتمام برفع كفاءة خزانات المياه ومراقبتها عبر تركيب عدادات لحساب كميات المياه المنصرفة لجميع العمليات الزراعية . وذكر أن الاهتمام بالمياه يشمل أيضاً الحرص على كفاءة نقلها من خلال المحافظة عليها من التسرب ورفع كفاءة شبكات الري باستخدام شبكات ري حديثة مصممة بكفاءة عالية، موضحاً أن الدراسات والأبحاث التي يجريها الجهاز حالياً تتركز حول العمل على رفع كفاءة امتصاص الماء بواسطة النبات حيث تزداد كفاءة الري كلما قل المفقود من الماء في كل مرحلة من هذه المراحل، كما تضمن كفاءة الري الاستفادة القصوى من كل قطرة مياه تم سحبها من باطن الأرض، لذلك تم تحديث شبكات الري في عدد كبير من المزارع بهدف تقليل المفقود من المياه وتحسين استخدامها في العمليات الزراعية المختلفة . وأشار الريسي إلى أن جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية يعمل حالياً على إعداد دراسات مختلفة حول طبيعة التربة ومدى توافر الرطوبة بها ومعدل فقد الماء منها باستخدام تقنيات جديدة، كما تم أيضا استخدام بعض محسنات التربة في الزراعة . وقال إن الجهاز يعتزم بالتعاون مع هيئة البيئة بأبوظبي، إنشاء مركز للزراعة المحمية في إحدى محطات البحوث الزراعية التابعة له في العين، وذلك بهدف نقل وتطويع واختبار أحدث تقنيات الزراعة المحمية والزراعة في بدائل التربة "النظام المغلق" ومقارنتها مع تقنيات الزراعة المحمية العادية ومتوسطة الحداثة . وذكر أنه أتم التعاقد مع بيت خبرة (جامعة فاجننج- هولندا) لتطبيق الزراعة في بدائل التربة "النظام المغلق"، موضحاً أن هذا النظام يعتبر من أفضل التقنيات كفاءة في استخدام المياه في الزراعة حيث تزيد إنتاجيته من الطماطم على سبيل المثال على 80 كلغم/م2 ويقوم بتدوير وإعادة استخدام مياه الري بكفاءة عالية تزيد على 95% . وتطرق الريسي إلى الأبحاث التي يجريها الجهاز بهدف إدخال زراعات جديدة تراعي الظروف المناخية في الدولة كما تسهم في تعزيز الأمن الغذائي لإمارة أبوظبي . ولفت إلى أن الجهاز يجري تقييماً لمئة صنف من القمح الربيعي المستخدم في إنتاج دقيق الخبز، حيث تم الحصول على هذه الأصناف من مراكز بحثية عالمية متخصصة كالمركز الدولي لتحسين الذرة والقمح في المكسيك CIMMYT))، إضافة إلى عدد آخر من الأصناف تم جلبها من دول أخرى مجاورة .