بمجرد سماع الكثير منا عن الطائرات التي تطير دون طيار، مثل طائرات الاستطلاع والمراقبة أو طائرات التجسس.. وغيرها من الطائرات التي لا يوجد على متنها أشخاص تقودها وتوجهها لمساراتها الصحيحة، يظنون أن مثل هذه الطائرات تمت برمجتها مسبقاً، وتم تجهيزها لتتمكن من الطيران وفقط، لوجهات وارتفاعات محددة لا تحيد ولا تبتعد عنها. ولكن يبدو أن الحقيقة مختلفة في الطائرات «دون طيار»، والتي قد لا تحتاج إلى طيار على متنها ليقوم بقيادتها، إنما تحتاج بالضرورة إلى «طيار أرضي»، يقوم بقيادتها آلياً وتوجيه مساراتها بشكل كامل، ويتحكم بها عبر الأقمار الصناعية، تماماً كالتحكم عن بعد بالطائرات اللاسلكية. يبدو مسمى الطائرة دون طيار وللوهلة الأولى وللكثير من الأشخاص، أن هذه الطائرات تطير في السماء وتعبر المسافات الطويلة وحدها، وذلك عبر برمجة أنظمتها الملاحية بشكل مسبق. ولعل التطور التكنولوجي الكبير جداً في عالم الطيران في أيامنا الحالية، كفيل بترسيخ هذه الفكرة في عقول مثل هؤلاء الأشخاص، حول آلية عمل الطائرات دون طيار، والسبب الرئيسي لتسميتها بهذا الاسم. إلا أن هذا الاسم الذي تلقب به الطائرات دون طيار، لا يدل بالمعنى العلمي الدقيق على ما تقوم به هذه الأخيرة، والكيفية التي يتم التحكم من خلالها بها، وطرق توجيهها، بدايةً من إقلاعها، مروراً بتحركاتها في السماء ووجهتها التي تطير بها، وانتهاءً بهبوطها بسلام، في المدرجات الخاصة بها. ومع أنها لا يوجد طيار جوي بداخلها، فهي تكتفي بالطيار الأرضي، الذي يتولى القيادة تماماً ويقوم بأغلب الوظائف والمهام التي يتولاها ويقوم بها الطيار الجوي. تحكم لاسلكي في تقرير نشرته مؤخراً الوكالة الألمانية الإخبارية، شرحت فيه كيفية عمل الطائرات دون طيار، وأوضحت من خلاله الأنظمة التقنية والتكنولوجية المعقدة التي يتعامل معها الطيار الأرضي الذي يقود الطائرة دون طيار، دون حاجته للجلوس في الطائرة، كما يفعل الطيار الجوي. وجاء في التقرير توضيح كيفية تمكن الطيار الأرضي من توجيه طائرته وقيادتها من وإلى الأماكن البعيدة، وما الآلية التي تمكن الطيار الأرضي، للتحكم بهذه الطائرات، بمهارة عالية تجاري مهارة الطيار الجوي، وتضمن عودة الطائرات دون طيار، بسلامة إلى مواقعها. وأكد التقرير الألماني أن اسم هذه الطائرات لا يدُل تماماً على الطريقة التي تعمل بها. فهي في الواقع «لا توجّه نفسها بنفسها بشكل كامل، كما هو متعارف عليه، وكما هو الاسم الذي تأتي به، بل تحتاج هي الأخرى إلى طيار يجلس في محطة خاصة لتوجيهها من الأرض، ويتحكم بها عن بُعد بطريقة لا سلكية»، وهو ما أكده السيد ديرك شميت من معهد الرحلات الجوية في المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء DLR. ... المزيد