أظهرت نتائج دراسة حديثة أن التدخين سبب لاضطرابات النوم، وأن المدخنين يحصلون على ساعات نوم وغفوات راحة أقل مما يحصل عليه غيرهم . وفي هذه الدراسة، استطلع الباحثون 1100 مدخن واكتشفوا أن 17% منهم ينامون أقل من 6 ساعات كل ليلة، بينما يحصل 28% منهم على ساعات نوم سيئة ومضطربة . واكتشف الباحثون أيضاً أن هذه النسب تقل كثيراً وسط غير المدخنين الذين جرى استطلاعهم أيضاً ضمن هذه الدراسة . قال الباحث ستيفان كوهرس الذي شارك في وضع هذه الدراسة في كلية الطب ببرلين في ألمانيا: "هذه الدراسة تظهر للمرة الأولى ارتفاع اضطرابات النوم وسط المدخنين مقارنة بغير المدخنين، وهذه النتائج مستخلصة من أناس ليس لديهم تاريخ من الاضطرابات النفسية في حياتهم" . وهذه النتائج لا تدل على أن التدخين يؤثر في النوم مباشرة، بما أن المدخنين قد تكون لديهم عادات أخرى يمكنها أن تؤثر في نومهم مثل السهر لمشاهدة التلفزيون أو عدم ممارستهم للقدر الكافي من الرياضة، ولكن يوجد سبب يدعو للاعتقاد بأن تأثيرات النيكوتين التحفيزية قد تكون مسؤولة عن قلة أو اضطرابات النوم وسط المدخنين . وقال كوهرس: "إذا كنت تدخن وتعاني مشكلات النوم، فإن هذا يعد سبباً مقنعاً آخر يدعوك للكف عن التدخين" . وأضاف: "إن نوعية النوم السيئة قد لا تكتفي بجعل ساعات يقظتك أصعب فحسب . لأن بعض الأبحاث تربط النوم السيئ بمشكلات صحية مثل السمنة، والسكري وأمراض القلب" . وقد شملت الدراسة 1071 مدخناً و1243 من غير المدخنين من لا يتصفون باضطرابات ذهنية صحية، لأن هذه الاضطرابات قد تجعل الإنسان أكثر ميلاً للتدخين وأكثر قابلية للإصابة باضطرابات النوم . واستخدم الباحثون في هذه الدراسة استبياناً يقيس نوعية وجودة النوم . وإجمالاً، أحرز 25% من المدخنين رقماً جعلهم ضمن فئة من يتسمون بنوم مضطرب، وهذا يعني أن احتمالات إصابتهم بالأرق، عالية . وهنالك أشياء كثيرة يمكنها التأثير في نوعية وجودة النوم، وقد تمكن فريق كوهرس البحثي من احتساب عوامل مثل العمر، والوزن، ومعاقرة الكحول . ومع الأخذ في الاعتبار كل هذه العوامل وجد الباحثون أن التدخين ظل مرتبطاً بنوعية النوم السيئة . ومن الممكن أن تكون هنالك أسباب أخرى تتعلق بالمدخنين، تعوق نومهم، بيد أن كوهرس قال إنه يعتقد أن المتهم الأكثر ترجيحاً هو النيكوتين، واحتمال تحسن نومهم بترك التدخين قد يحثهم على الإقلاع عنه . وفي سياق متصل، وجدت دراسة جديدة، أن المدخنين الذين ينجحون في الإقلاع عن التدخين يخف لديهم القلق بعد ذلك، رغم الاعتقاد السائد بأن التدخين يخفف من الإجهاد النفسي . ووجد الباحثون الذين أجروا الدراسة وهم من جامعات عدة بينها "كامبريدج" و"أوكسفورد" و"كينغز كولدج إن لندن"، تراجعاً "ملحوظاً" في مستويات القلق بين 68 مدخناً أقلعوا عن عادتهم . وتبيّن أن التأثير كان أقوى بين الذين كانوا يعانون اضطرابات في المزاج والقلق مقارنة بمن كانوا يدخنون للتسلية . وقال العلماء إن نتائج دراستهم ينبغي أن تستخدم للتأكيد للمدخنين الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين بأن القلق بشأن ارتفاع مستويات القلق لا أساس له . لكن الباحثين أشاروا إلى أن المحاولة الفاشلة للإقلاع عن هذه العادة قد تزيد مستويات القلق بين الذين يعانون اضطرابات في المزاج . أما بالنسبة للذين يدخنون للمتعة، فإن الفشل في الإقلاع عن التدخين لا يغيّر في مستويات القلق لديهم . من جانب آخر، وجدت دراسة حديثة أن معدلات النيكوتين ترتفع عند الأشخاص الذين يدخنون السجائر لدى استيقاظهم من النوم بغض النظر عن عدد السجائر التي يدخنونها . وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة الرابطة الأمريكية لأبحاث السرطان أن نسبة الكوتينين، وهي مادة تنتج عن النيكوتين في الجسم، ترتفع عند الأشخاص الذين يشعلون السجائر بعد دقائق من الاستيقاظ مقارنة مع الأشخاص الذين ينتظرون بعض الوقت قبل التدخين . وقال الباحث جوشوا موسكات من كلية الطب في جامعة "بين": "بما أن معدلات الكوتينين تعكس خطر الإصابة بسرطان الرئتين، تشير نتائجنا إلى أن المدخنين الذين يدخنون فوراً بعد الاستيقاظ معرضون أكثر للإصابة بسرطان الرئة" . ولفت إلى أن أولئك الأشخاص يحتاجون إلى تدخل أكثر شدة لمساعدتهم على الإقلاع عن التدخين . وشملت الدراسة التي أجراها موسكات وزملاؤه 252 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة ويدخنون السجائر يومياً، وفحصوا عدداً من العوامل السلوكية يعتقد أنها تقيس الرغبة في التدخين، وأظهرت النتائج ارتباطاً بين تدخين السجائر في وقت مبكر ومعدل الكوتينين . وأظهرت الدراسة أن الأشخاص الذين يدخنون السجائر في وقت مبكر هم أكثر إدماناً عليها ويحتاجون للمزيد من الوقت للإقلاع عنها.
