تردد فى الآونة الاخيرة اسم "البلاك بلوك" أو "الكتلة السوداء" وهى مجموعة جديدة ظهرت على الساحة المصرية فى الذكرى الثانية للثورة 25 يناير لتتطرح العديد من التساؤلات فى الشارع المصرى حول حقيقة هذه المجموعة ومن هم أعضاؤها وما هى أهدافهم، خاصة بعد أن صدرت العديد من الأخبار والشائعات التى تؤكد أنهم وراء حرق واقتحام مقار جماعة الإخوان، وإنهم سبب أعمال البلطجة فى الآونة الأخيرة فى مصر. حيث كان أول ظهور للمجموعة بميدان طلعت يوم الخميس 24 يناير فظهرت فى شكل عرض عسكرى هاجمته قوات الأمن المركزى وظهروا فى مليونية 25 يناير أول امس ومن أبرز الأحداث التى شاركوا فيها أيضًا أمام قصر الاتحادية حيث ذهبوا لمؤازرة المعتصمين أمام القصر، وحدثت اشتباكات بينهم وقوات الأمن، كما تواجدوا مع الألتراس يوم 26 يناير أمام النادى الأهلى وأيضا تواجدوا فى أحداث كورنيش النيل التى حدثت أمس السبت. " الكتلة السوداء" هكذا تطلق على نفسها هذه الجماعة المنشقة عن المتظاهرين، الرافضة أن تظل الثورة بسلميتها فى ظل غياب القصاص العادل للشهداء واستحواذ الإخوان على السلطات العليا فى مصر. تعرف "الكتلة السوداء" بملابسهم السوداء وأقنعتهم التى يرتدونها على وجههم التى تكون سوداء اللون أيضًا مفتوحة فقط من الأعين، لهم العديد من الشعارات التى تناهض الشرطة، تسير فى التظاهرات الكبيرة بشكل منظم يشبهه العرض العسكرى . وقد استطاعوا لفت الأنظار إليهم فى ميدان التحرير منذ يوم الخميس السابق من تحركاتهم الواسعة، أو المواجهات التى نشبت بينهم وقوات الأمن فى العديد من محافظات مصر، فتواجدت "الكتلة السوادء" فى محافظة القاهرة والمنصورة وبورسعيد والزقازيق وغيرها من المحافظات ومازال يتوسع تواجدهم كل يوم. "أصل البلاك بلوك" ظهر تنظيم "البلاك بلوك" لاول مرة فى أواخر السبعنيات واوائل الثمينيات من القرن الماضى فى ألمانيا، وتحديدًا فى يونيو 1980 عندما دخل المتظاهرون المناهضون للانتشار النووى فى مواجهات مع الشرطة الألمانية بسبب اعتصامهم أمام منشأة نووية فى مدينة تسمى "فلايند". فقامت الشرطة الألمانية باستخدام العنف ضد أكثر من 5000 متظاهر سلمى ، فيما أجبر هؤلاء إلى تكوين جماعة خارجة عن القانون هدفها الأول و الأخير الانتقام من الشرطة بكل وسائل العنف والقوة وقد أعلنت "البلاك بلوك" عن نفسها فى يوم جمعة اطلقوا عليها "الجمعة السوادء" حيث نزل إلى الميادين ما يقارب من20 ألف شخص مرتدين الملابس والأقنعة السوداء وقاموا بعمليات تخربيية فى المحال بالمدنية وإشعالها. ونجحت هذه الحركة فى التأثير على الوضع السياسى والشعبى بألمانيا انتقلت "البلاك بلوك " إلى العديد من الدول المجاورة لألمانيا و كانت أولهم "هولندا". حيث قام "البلاك بلوك" بمواجهة قوات الشرطة وفى ذلك الوقت اطلقوا على أنفسهم الجماعة المقنعة "هيمليت بريدج السوادء " ، وذلك نسبة إلى راكبى الدراجات البخارية الذين يرتدون الملابس السوداء وفى نوفمبر 1970 قادت جماعات "البلاك بلوك" لأول مرة فى تاريخها عملها المنظم لعمليات الشغب فى الشوارع وأطلقت على تلك العمليات اسم "كود الشغب " ، واستخدم أفرادها فى ذلك الوقت العديد من العبوات الناسفة والأسلحة البيضاء . وبالرغم من العنف الذى تقوم به جماعات "البلاك بلوك " إلا أنها وضعت لنفسها قوانين ومبادئ يسير عليها أفرادها ويلتزمون بجديتها، فهم لا يهربون من ميدان معاركهم إلا بأمر متفق عليه فيما بينهم، كما أن قوانينهم تشترط عليهم إحداث الشغب من أعمال حرق وتحطيم دون استيلاء أو اغتنام وبمرور الوقت والزمن وتطور الأحداث تطورت فكرة "البلاك بلوك " من كونها جماعة تقوم بأعمال الشغب شغب وتقود صراعات مع الشرطة إلى جماعة تعتبر نفسها خط الدفاع الأول عن شعبها ضد ظلم الحكومات، ففى أوربا تعتبر الحكومات جماعة ال"بلاك بلوك" بمثابة الشوكة فى الحلق. وكلما ظهرت تلك الجماعة فى بلد، علم الشعب أن الحكومة فاسدة، لتصبح ال"بلاك بلوك" بمثابة جرس إنذار يدق فوق رءوس الشعوب ليوقظهم، معتمدًا على أسلوب الصدمة العنيفة..وربما تنجح المجموعة فى تحقيق ذلك فى مصر وربما لا تستطيع بسبب ما يتردد عليها من شائعات. أخباتر مصر - البديل