محمد مهدي بيات مواضيع ذات صلة لي وطن اينما كنت هناك وطني وكأني احمله على كتفي نشيد اردده اينما حللت انشطر قلبي الى نصفين .... كتفاحة حمراء نصف اودعته لأهلي وأطفالي جريحا ... مضرجا بدمه ونصف حملته معي، كعصفور مهيض الجناح الى حيث امضي كتب لي المرحوم ليذكرني بهذه الابيات بعد ان قرأ اخر مقالة لي على صفحات موقع ايلاف تحت عنوان السياسة الثقافية بين هيمنة الفكر الحزبي والفكر المؤسساتي تحت الرابط التالي : اضغط هنا تحاورنا طويلا ثم عاهدت نفسي ان لا اكتب في السياسة على الاقل خلال عام 2013 فقد بدا القنوط يزحف على نفوس البشر من شدة ما يلاقيه اهلنا في العراق. جاءت شهادته مفاجئة لأوساط الادب العراقي فقد كان المرحوم نشطا يشارك بفعاية وبروح الشباب في المؤتمرات ويتلى القصائد الوطنية والدينية ثم يشد رحاله ليسافر الى بلدان القفقاس حيث ولهه ومحبته الشديدين لشعبه التركي وعلمائهم وشعرائهم وقد كتب في ادب الرحلات موثقا بالصور كل تلك الاسفار الحميدة. لاريب ان المرحوم كان ولها بالادب والشعر العراقي وقد قدم العديد من شعراء العراق وكتب عنهم وعن سيرتهم الذاتية كنسيمي البغدادي ، الشاعر الكبير فضولي البغدادي، صفاء خلوصي، مصطفى جمال الدين، معروف الرصافي، محمد حسين شهريار واخرون. ان ما حل على ارض العراق وخاصة في مدينته طوز خورماتو في الايام الاخيرة كانت مدعاة قلق كبير له وقد كتب لي عن ذلك فكان ردي ان قلبي هناك تركته منذ اربعة عقود ونيف ولم ازر تلك الاماكن فطلب مني المجئ والاحلال ضيفا لديه. ان تذهب الى مآدبه عزاء وتشارك الناس في احزانهم على شهدائهم فتطال يد الغدر بك وتستشهد قدر يحاكي قدر الشهداء من الائمة والصحابة الطيبين. قدر قد نراه نادرا بين امم الدنيا يحل بالثقافة والمثقفين العراقيين اليوم وستوثق كمأساة من ماسي العصر الحديث. اليوم روي جسد الشهيد في ارض كربلاء المقدسة حيث كان يطيب له زيارتها مشاركا في ترميم قبور كبار الشعراء والاعتناء بهم في وادي السلام. كان الشاعر "ممد" كما كا يحلو له بتسمية نفسه والكلمة تصغير لاسم محمد يطلقها الاتراك على ابنائهم تحببا بهم قد ولد في مدينة طوزخورماتو عام 1952 وأكمل دراسته الجامعية في بغداد في كلية الاداب عام 1975 وعمل مدرسا لفترة ثم فصل من الخدمة ابان النظام البعثي البائد. عمل في الصحافة المحلية وكتب عن الهموم الثقافية مشاركا مهرجان المدى الثقافي والعديد من المهرجانات الثقافية في داخل العراق وخارجها. حيث كان وبصدق سفيرا للثقافة والأدب العراقي. نشر العديد من الدواوين الشعرية وكانت "ملحمة الحياة" باكورة اعماله الشعرية. بفقدان الثقافة العراقية لأحد اعمدتها وسفيرها يطيب للنفس التمني والتطلع الي يوم ينزاح منه تلك الستارة الرمادية والغيوم الصفراء من سماء الوطن ليغني ارواح الشهداء بفرح انشودة المحبة والسلام على ارض السلام.