62 ا ف ب قدم وفد من مجلس الامن أمس دعما قويا للعملية السياسية في اليمن خلال زيارة غير مسبوقة الى البلد الوحيد بين دول الربيع العربي الذي شهد انتقالا منظما للسلطة، فيما وجه الرئيس عبدربه منصور هادي نداء ملحا لانطلاق الحوار الوطني الذي ما زال يواجه تحفظ الجنوبيين.وذكرت وكالة الانباء اليمنية الرسمية ان ممثلي اعضاء مجلس الامن الدولي وصلوا الى صنعاء في «سياق الدعم الاقليمي والدولي لليمن ومتابعة تنفيذ قراري مجلس الأمن 2014 و2051 ودعم مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية التي تنظم الانتقال السلمي للسلطة في اليمن».وبعيد وصوله، عقد الوفد الذي ضم «رئيس واعضاء مجلس الامن» بحسب التلفزيون الرسمي اليمني، جلسة محادثات مغلقة مع الرئيس عبدربه منصور هادي.وكذلك عقد الوفد الذي يضم سفراء الدول ال15 الاعضاء في المجلس اجتماعا مع حكومة الوحدة الوطنية ولجنة الشؤون الامنية والعسكرية التي تشرف على عملية اعادة هيكلة الجيش والقوى الامنية بموجب اتفاق انتقال السلطة.وفي جلسة مفتوحة بمشاركة كافة المسؤولين اليمنيين وسفراء دول مجلس الامن، شدد الرئيس اليمني على اهمية الحوار الوطني المزمع اجراؤه، وقال انه «استحقاق مهم سينتج عنه صياغة معالم الدولة اليمنية الحديثة».واذ اكد مرارا في كلمته على «وحدة اليمن» مثيرا تصفيق الحاضرين، اعلن ان «لا بديل عن الحوار الا العودة الى مربع العنف».من جهته، قال الموفد الاممي لليمن جمال بن عمر في كلمة خلال اللقاء المفتوح ان زيارة الوفد الاممي «التاريخية وغير المسبوقة في المنطقة.. ما هي الا لتأكيد الدعم الكبير الذي يقدمه المجتمع الدولي الى اليمن دولة وشعبا في عملية الانتقال السياسي» و»للتأكيد على ضرورة المضي قدما في العملية السياسية».واذ دعا اليمنيين الى التطلع الى المستقبل لان «ما فات قد ولى»، اكد ان «الحوار هو الفرصة الذهبية والوحيدة للتغيير في منطقة تزداد اشتعالا يوما بعد يوم».ودعا اليمنيين ايضا الى «تلقف هذه الفرصة التاريخية النادرة التي تصبو اليها شعوب دول اخرى وقلما تجدها» مشددا على ان انطلاق الحوار بات «قاب قوسين او ادنى» وهو «الخطوة الرئيسية لتحقيق تطلعات الشباب وكافة مكونات الشعب اليمني».وكان بن عمر قال في تصريحات للتلفزيون اليمني ان «مجلس الامن قلق من بعض العراقيل» التي تعيق العملية السياسية في اليمن، في اشارة ضمنية الى التأثير المستمر للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تخلى عن السلطة بموجب اتفاق انتقال السلطة منذ شباط 2012.وقد تخلى صالح عن السلطة في اتفاق وقعه في تشرين الثاني 2011 بموجب مبادرة رعتها دول مجلس التعاون الخليجي وايدتها الدول الكبرى. وحصل صالح على حصانة من الملاحقة القضائية.ومدة المرحلة الانتقالية سنتان بحسب الاتفاق، ويفترض ان يقود خلالها الرئيس «التوافقي» هادي الذي كان نائبا للرئيس في عهد صالح، حوارا وطنيا لتعديل الدستور وحل المشاكل الكبرى للبلاد مثل التمرد الشيعي في الشمال وقضية الجنوب حيث يطالب تيار واسع بالانفصال والعودة الى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990.وما زالت غالبية مكونات «الحراك الجنوبي» ترفض المشاركة في الحوار بالرغم من عدة خطوات اتخذها هادي لصالح الجنوبيين، ما اخر انطلاق هذا الحوار.وتزامنا مع زيارة الوفد الأممي الى صنعاء تظاهر عشرات الآلاف من انصار الحراك الجنوبي في عدن، كبرى مدن الجنوب، لرفض المشاركة في الحوار الوطني والمطالبة بالانفصال واستعادة دولة الجنوب السابقة.وتوافد مناصرو فصائل الحراك الجنوبي من مختلف محافظات جنوب البلاد للتظاهر في منطقة خور مكسر تحت شعار «نحن اصحاب القرار»، على ان تستمر الاحتجاجات اليوم الاثنين.ورفع انصار الانفصال اعلام دولة الجنوب السابقة ولافتات كتب عليها «لا تحاور في ظل دولة الاحتلال» و»رسالة الى مجلس الامن: لا شيء يرضي شعب الجنوب الا تحرير واستقلال ارضه»، و»لماذا يتجاهل مجلس الامن حق الجنوب في الحرية والاستقلال؟».وقال القيادي في الحراك الجنوبي ناصر النوبة «اوجه رسالتي باسم الجنوب الى العالم ان يرفقوا بهذا الشعب واتمنى من مجلس الامن الذي وصل الى صنعاء ان يعقد جلسته في عدن عاصمة الجنوب لينظر ما يعانيه هذا الشعب من ظلم واستبداد واحتلال».واضاف «نقول لهم ان المبادرة الخليجية لم تذكر الجنوب لا من قريب ولا من بعيد والذي نريده اعداد مبادرة جديدة من قبل دول الخليج او الامم المتحدة خاصة بالجنوب والشمال والبدء في التفاوض بين الجنوب والشمال في دولة محايدة لمنح الجنوب استقلاله».وما زالت معظم فصائل الحراك الجنوبي ترفض المشاركة في الحوار الوطني وتشترط حوارا بين «دولتين».وكان جنوباليمن مستقلا حتى 1990 حين تم توقيع اتفاق وحدة طوعي مع الشمال، تزامنا مع انهيار الاتحاد السوفياتي الذي كانت دولة الجنوب تدور في فلكه.وفي 1994، قمع الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالقوة محاولة جنوبية لاستعادة دولة الجنوب. الرأي الكويتيه