أعلن قادة جبهة الإنقاذ الوطني المصرية المعارضة رفض دعوة الرئيس المصري محمد مرسي إلى حوار وطني مساء الاثنين معتبرين أنه "لا ضمانات لجديته" وأنهم لن يشاركوا في جلسات "فارغة من المضمون" بدون الاستجابة لمجموعة من الشروط. وقال مؤسس حزب الدستور محمد البرادعي "لن نشارك في حوار شكلي وخال من المضمون ولن نذهب لكي تكون هناك (مجرد) صورة" تنشر حول حوار وطني. ومن جانبه قال مؤسس التيار الشعب حمدين صباحي "نرفض الحوار احتراما لشعبنا ووطننا ومن موقع الجدية والمسؤولية الوطنية وإذا وافق الرئيس على الضمانات والشروط اللازمة لضمان جدية الحوار فسنذهب إليه". واضاف صباحي أن الشروط اللازمة للمشاركة في الحوار هي أن "يعلن رئيس الجمهورية مسؤوليته السياسية عن الدم المصري المراق في الشوارع" وأن "يعلن بطريقة واضحة ومؤكدة انه مقتنع بمطالب الشعب ويحترم تظاهراته السلمية وان يقر بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضع على رأس ملفاتها الفقر والعدالة الاجتماعية وتشكل لجنة قانونية مستقلة تضع تعديلات للدستور وتلغي الآثار المترتبة على الاعلان الدستوري (الذي اصدره مرسي في نوفمبر/تشرين الثانيالماضي وألغاه الشهر التالي مع الإبقاء على ما ترتب عليه من آثار) وخصوصا إقالة النائب العام الحالي". وأكد أن بين ضمانات الجدية التي تطالب بها جبهة الانقاذ "إخضاع جماعة الإخوان المسلمين للقانون". الحكومة تزيد من سلطات الجيش في غضون ذلك، قال مصدر بمجلس الوزراء المصري الإثنين إن المجلس أقر مسودة قانون يمنح القوات المسلحة سلطة الضبط القضائي ما يسمح لأفراد الجيش بإلقاء القبض على مدنيين لمساعدة الشرطة في إرساء الأمن. وأضاف المصدر لوكالة "رويترز" أن الجيش سيكون مثل قوة للشرطة مما يعني أن أي شخص يلقى القبض عليه سيحال إلى محكمة مدنية وليست عسكرية. ولم يذكر المصدر ما إذا كان حق الضبطية القضائية سيسري على أنحاء مصر أم سيقتصر فقط على مدن القناة الثلاث التي أعلن الرئيس محمد مرسي حالة الطوارئ فيها اعتبارا من يوم الاثنين. مقتل شخص بالقرب من ميدان التحرير وفي السياق ذاته أعلن مصدر أمني مصري مقتل شخص أثناء اشتباكات وقعت صباح الاثنين بالقرب من ميدان التحرير، في الوقت الذي تستمر فيه الاحتجاجات في عدد من المدن المصرية. وقال المصدر إن شخصا قتل إثر إصابته بخرطوش أطلق من بندقية صيد أثناء اشتباكات في ميدان التحرير، من دون أن يوضح ملابسات مقتله. وأوضح المصدر أن الرجل (46 عاما) لم يكن مشاركا في الاحتجاجات وأنه أصيب في ساعة مبكرة صباح الاثنين أثناء سيره على أطراف ميدان التحرير. ولم يتضح من أطلق النار تجاهه. وجاءت هذه الاشتباكات الجديدة غداة إعلان الرئيس المصري محمد مرسي مساء الأحد فرض حالة الطوارئ لمدة شهر في محافظات القناة الثلاث وهي بورسعيد والإسماعيلية والسويس اعتبارا من الاثنين وفرض حظر تجول ليلي فيها خلال المدة نفسها. دعوة للحوار ودعا مرسي في كلمة وجهها مساء الأحد عبر التليفزيون الرسمي إلى حوار وطني مع المعارضة. وردا على هذه الدعوة، تجتمع جبهة الإنقاذ بعد ظهر الاثنين للرد على هذه الدعوة رسميا إلا أن تصريحات نقلتها وسائل إعلام مصرية عن عدد من أعضائها تشير إلى أن الاتجاه العام هو عدم المشاركة في الجلسة التي دعا لها مرسي. وانتقد صبحي صالح القيادي في جماعة الإخوان المسلمين نهج المعارضة في تعاملها مع الوضع الذي تعيشه البلاد. وقال صبحي في تصريحات ل "راديو سوا" إن "المعارضة تعمل على إفشال النظام الحالي، وهو ما يعد خطأ في فهم المعارضة الحقيقية". وأضاف أن "المعارضة الحالية تجمع بين أقصى الليبرالية إلى أقصى اليسارية في كيان واحد وهو إفشال النظام"، مشيرا إلى أنه من المفروض أن تقوم المعارضة المصرية بتقديم برامج بديلة وتنافس على السلطة. وتشمل الدعوة التي أطلقها مرسي للحوار قادة جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة الثلاثة محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى على أن يشمل الحوار كذلك أحزابا وشخصيات أخرى ويفترض أن يبدأ مساء الاثنين.