واشنطن - أ ش أ ذكرت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية في عددها الصادر ،اليوم الاثنين، أن حالة الجيش الفرنسي تتدهور حاليا لدرجة جعلت بعض جيوش أوروبا الأخرى تكاد أن تماثله في قوته العسكرية برغم ما تعانيه من عجز في الميزانية. وأوضحت الصحيفة، في تحليل إخباري نشرته اليوم الإثنين، وأوردته على موقعها على شبكة الإنترنت، أن بعض الجيوش الأوروبية مؤهلة بشكل أفضل لأداء مهامها عن قوات المشاة البحرية الأمريكية "المارينز"، أو وحدات النخبة الفرنسية العسكرية، المتوجهة إلى مالى لمكافحة العناصر الجهادية المتشددة التى تبسط سيطرتها على أجزاء كبيرة من البلاد. ونقلت الصحيفة عن بروكس تينجر، المحلل في السياسات الأوروبية، قوله إن "القوات الخاصة الفرنسية تعد الأكثر تفوقا داخل القارة الأوروبية نظراً لخبرتها الواسعة في المهام الاستكشافية في منطقة غرب أفريقيا، ما أكسبها دراية أعمق بالأراضي والحدود والتضاريس الجغرافية والمشكلات العرقية." وعمدت فرنسا، حسبما قالت الصحيفة، مؤخراً إلى تقليص حجم ميزانيتها الدفاعية في ظل الأزمة الإقتصادية التي تعانيها، معتبرة أن تقليص حجم الإنفاق الدفاعى بات الاتجاه الشائع لدى الجيش الفرنسي، بحيث قلص عدد قواته من 548 ألفا إلى 227 ألفا منذ عام 1990. ولفتت الصحيفة، إلى أن الجيش الفرنسي يواجه مشكلات طويلة الأمد، تتمثل في العجز عن توفير جسر جوي استراتيجي، حيث يحتاج لحلها إلى قرابة 400 طائرة نقل جديدة من طراز "إيرباص إيه-400 إم"، إلى جانب نقص في طائرات الاستطلاع بدون طيار وأقمار اصطناعية للمراقبة التي قد تمثل مشكلة حقيقة، إذا احتاجت فرنسا إلى ملاحقة المجموعات الصغيرة من الإسلاميين عبر صحراء مالي الشاسعة. ونوهت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية بأن حجم الإنفاق العسكري الأوروبي بشكل عام آخذ في الانكماش منذ أعوام، وهو ما ترتب عليه ارتفاع حصة مشاركة الولاياتالمتحدة في الميزانية الدفاعية لحلف الناتو من 50% خلال الحرب الباردة، لتصل حاليا إلى 75% ومرشحة للازدياد، كما هبطت معدلات الإنفاق العسكري عام 2011 إلى أقل من مستويات الإنفاق المستهدفة من قبل حلف شمال الأطلسي "ناتو" بنسبة 2% للمرة الأولى من نوعها. وأشارت الصحيفة، وفقا للبيانات الصادرة لحلف الناتو لعام 2011، إلى أن بريطانيا واليونان هما البلدان الوحيدان من بين حلفاء فرنسا اللذين بلغ معدل إنفاقهما الدفاعي الحد الأدنى الموضوع في هذا الصدد، رغم ما تعانيه اليونان من أزمات مالية طاحنة، بينما في المقابل توقف معدل الإنفاق الأمريكي الدفاعي عند نسبة 8،4% من إجمالي الناتج المحلي. وتابعت الصحيفة "حتى إن بعض الدول التي تمتلك جيوشا كبيرة من حيث العدد والتمويل أصبحت عاجزة أو بالأحرى عازفة عن نشر قوات لها في الخارج، فبالرغم من أن ألمانيا تحتفظ بنحو 200 ألف جندي، إلا أن عدد القوات التي تستطيع بالفعل نشرها خارج البلاد يقل عن 9 آلاف جندي فقط".