مص الإبهام، نكش الأنف، عض الأظافر، والقائمة تطول..غيض من فيض عادات سيئة يجد عدد من الآباء والأمهات صعوبة في جعل أبنائهم يتخلون عنها. فلا يوجد أبوان يرضيان للابن أو البنت إتيان إحدى هذه العادات، سواءً في البيت أو خارجه. بل إنهما يشعران بإحراج أكثر عندما يأتي تلك العادة التي يستبشعانها أمام أصدقائهما أو أقاربهما. فما هي أيسر السبُل إذن لإقناع الطفل بترك عادته أو عاداته السيئة؟ إنها تلك المستمدة من تجارب الأمهات الشخصية، واجتهاداتهن وطرقهن المبتكرة، بحسب الكاتبة الأميركية كافيتا فارما. تؤكد مؤلفة كتاب «رشوة الطفل بالهدايا للتخلي عن اللهاية» كافيتا فارما إن تجارب الأمهات مع أطفالهن تكون أحياناً أجدى وأنفع من نصائح الطبيب. إذ إن عدداً منهن يُبدعن طرقاً مبتكرة لدفع أبنائهن للتخلي عن إحدى العادات السيئة. وهي تؤمن إلى حد ما بالمقولة الشعبية «اسأل المجرب، ولا تسأل الطبيب». وفيما يلي بعض المقترحات المستقاة من تجارب بعض الأمهات والمستمدة من واقعهن المعيش وتجاربهن الشخصية، والتي تعتقد كافيتا أنها أكثر فعالية مع الأطفال. مص الإبهام تقول مايير سيل إن أبناءها الثلاثة كانوا جميعهم يمصون الإبهام في صغرهم. نهجت معهم كل الطرق، فكانت تُحذرهم وتُنذرهم تارة، وتُرَغبهم وتلهيهم تارة أخرى. لكنها لاحظت أن لا الترغيب ولا الترهيب أتى أكله، لكن كل واحد منهم ترك من تلقاء نفسه عادة مص الإبهام أو أحد الأصابع عند وصوله الرابعة من العمر. وتضيف مايير أنها لا تزال تتذكر ذلك اليوم الذي هاج فيه غضبها بسبب رفض ابنها الكف عن مص إبهامه طوال النهار، فما كان منها إلا أن أخذت شريطاً لاصقاً وأحاطت به أصابع كلتا يديه حتى تمنعه من ذلك، فظل يبكي ويستعطف بدل إغاظتها بمص إبهامه، لكنها سرعان ما لجأت بدافع قلب الأم العطوف إلى فك وثاق أصابعه. من جهتها، تقول ميشيل فاجنر إن ابنتها ظلت تمص أصبعها حتى بعد دخولها الروضة. ما دفع ميشيل إلى نُصح ابنتها بألا تمص أصبعها في المدرسة حتى لا يسخر منها أصدقاؤها، بينما تسمح لها بذلك فقط داخل غرفتها الخاصة. فكانت تضطر إلى الذهاب إلى غرفتها كلما انتابتها رغبة في مص أصبعها، إلى أن سئمت من الأمر وصارت تفعل ذلك فقط قبيل موعد النوم. وتقول ميشيل إنها فرحت بالتقدم الذي أحرزته ابنتها، لكنها طمحت إلى أن تتخلص نهائياً من عادتها السيئة. فأخبرتها بأنها ستشتري لها أي شيء ترغب فيه إنْ هي تخلت عن مص أصبعها نهائياً. فاستحسنت الطفلة الفكرة، ولم تطلب إلا شراء قطعة شوكولاته مفضلة لديها، فكان لها ذلك. ما جعل ميشيل تشعر بأنها تأخرت في مبادرتها واقتراحها اللذين لم يكلفانها غير قطعة شوكولاته! وتقول تينا هاردن ستيفن إنها لجأت إلى طريقة مختلفة لثني ابنها عن مص إبهامه. وتقول إن إقدامه على مصه بطريقة سيئة تجعله ينزف أحياناً دفعها إلى البحث عن طريقة أكثر ردعاً لوقف هذه العادة المقلقة والمؤرقة. فما كان منها إلا أن اشترت طلاء أظفار شفاف ووضعته على أظفاره وهو نائم ليلاً. وقالت إنه عندما وضع أصبعه في فمه والطلاء جاف في أصابعه صباحاً شعر أن طعمه حارق ومختلف، فذهب لغسل فمه وأعاد الكرة مرة أخرى لمدة ثلاثة أسابيع، إلى أن تخلى تدريجياً عن عادته دون أن يدرك أبداً أن أمه استعانت بحيلة طلاء الأظفار. ... المزيد