28 January, 2013 11:08:00 الهيئة الإعلامية تاج - خاص بقلم : اكرم أحمد باشكيل في خضم مايجري اليوم من حديث عن تسويات بمفاوضات تمهيدية لجس النبض داخليا وخارجيا تنتهي مرحلة الحركة الشعبية بمدها وطوفانها الذي قال فيه الشعب الجنوبي كلمة الفصل في مليونياته من آخر مهرجاناته التي عرفت ب(مهرجانات التصالح والتسامح ) عندها سطر الشعب مرحلة جديدة من مراحل نضالاته الأسطورية بكل ما إجترحه من وسائل سلمية سبق بها كثير من ثورات العالم وشهد بها الكثير من متابعي الأوضاع المتغيرة التي تطرأ على الشارع العربي .!! لقد تحدثنا في مقال سابق على شكل سؤال طرحناه( هل يناير عام جديد أم عهد جديد؟؟!! ) وتوصلنا في مقالنا حينها أنه عهد جديد لمرحلة تالية من النضال تختلف كلية عن سابقاتها كما أكدنا من زمن في قراءة إستشرافية عن ماسميناه مرحلة( الحوارات العاتية) وهاهي المرحلة اليوم مع نهاية يناير ندخلها بكل ثقة واضعين نصب أعيننا الأمور التالية : 1- سرعة حسم خلافاتنا البينية في أمر إدارتنا للصراع بإعتبار أن الجميع قد توحد على الهدف العام للنضال ( الحرية والاستقلال) وهو مايجعل الهوة تضيق والخلاف لامبرر له إطلاقا ويجب علينا أخذ هذه النقطة المحورية في صلب مهامنا الأساسية لأن المرحلة تقتضي التوحد وهي ذات صبغة وإتجاهات سياسية بإمتياز الأمر الذي يجعلنا أكثر قوة في مواقفنا لإدارة صراعنا السياسي مع الخصم ومع الأطراف المنجزة والراعية للمفاوضات 2- الإنتقال في ثورتنا من حالة الحركة الشعبية في الشارع الى الإعتماد على العمل السياسي التنظيمي لكل القوى إصطفافا نحو صياغة وبلورة رأي عام حول شكل وأسس وهياكل الدولة القادمة وإنجاز ميثاق شرف ينظم العمل في أهدافه العامة مع حق الإحتفاظ لكل كيان أو مكون أو حزب أو تنظيم سياسي بخصوصياته بالإشتغال على الواقع وكسب أنصاره وتقديم لهم كل مايمكنه تقديمه مع بقاء حالة الثورة الشعبية في وهجها دون جعلها المتسيدة في الخطاب والنهج في هذه المرحلة . 3- العناية القصوى بشكل وأنماط الخطاب الإعلامي الموجه داخليا وخارجيا ووضع له أسس ومعايير إعلامية علمية بحيث يقوم بدوره الوطني عبر الوسائل والوسائط المتاحة والممكنة لدينا ومانراه اليوم من خطاب لكل القوى يفتقر الى الدقة والتنسيق بين كل القوى وملامسة ونقل واقع العمل الميداني بصدق وحيادية تامة دون غمط أو عدم إهتمام لفصيل على فصيل الأمر الذي يستوجب معه القيام بمسح شامل للكوادر الإعلامية الصحافية وتعزيز دورها ومؤازرتها ودعمها في القيام بواجبها الوطني . إننا اليوم نمر بأخطر وأعقد المراحل من نضالات شعبنا ويستوجب معها الدقة في العمل والتفاني والإخلاص للقضية وعدم الإنجرار لمعارك جانبية يختلقها المحتل سبيلا منه لتاخير قطف ثمار هذه الثورة المباركة التي ترسم ملامح مستقبل وطننا المشرق بإذن الله تبارك وتعالى وهي بذات القدر تحتم على كل قيادات الميدان والعمل السياسي على حد سواء الإشتغال على قاعدة تبادل الأدوار وعدم الإنجرار نحو الجزئيات التفصيلية التي يستوجب معهاوعندها تكبير حجم خلافاتنا مما يحبط عملنا لاسمح الله أو يؤجل ساعة قطف ثمار نتائج هذه النضالات ..!!