أغلقت أسواق الأسهم الأميركية على ارتفاع محدود بعد تقلب جلساتها، قبيل إقفال اليوم الأخير قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية. غير أن الأرباح كانت محدودة، بسبب تراجع قطاع التصنيع. كما انخفض الإقبال على الأصول ذات المخاطر العالية قبل بد الانتخابات، وقبل التصويت المقبل على خطة التقشف في اليونان. لوانا خوري من بيروت: في جلسة هادئة عشية الانتخابات الأميركية، أغلقت الأسهم الأميركية على ارتفاع طفيف، إذ ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأميركية الكبرى 19.28 نقطة أو 0.15 بالمئة، وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقًا 3.06 نقطة أو 0.22 بالمئة، وتقدم مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 17.53 نقطة أو 0.59 بالمئة. أتى هذا الارتفاع الطفيف موازيًا لاكتساء مؤشرات الأسهم الأميركية باللون الأحمر أمس الاثنين في مستهل تداولاتها، في ظل استعداد الناخب الأميركي للتوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس المقبل للولايات المتحدة. وحتى ظهور نتائج الانتخابات، تعيش الأسواق المالية الأميركية حالة ترقب، تمامًا كترقبها تصويت البرلمان اليوناني غدًا الأربعاء على حزمة تقشفية بقيمة 13 مليار يورو، تتضمن تخفيضًا في الإنفاق العام، ورفع الضرائب وغيرها من الإصلاحات. ويعد تصويت البرلمان اليوناني على هذه الخطة مطلبًا أساسًا لحصول اليونان على الدفعة الانقاذية الثانية بقيمة 31 مليار يورو. الأسهم الأوروبية ترتفع طفيفًا فتح مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني مرتفعا 0.1 بالمئة، وكاك 40 الفرنسي 0.2 بالمئة، وداكس الألماني 0.1 بالمئة. وساهمت مكاسب أسهم شركات التكنولوجيا الأسهم الأوروبية على الارتفاع اليوم الثلاثاء، لكن المراقبين يتوقعون أن تعمل حالة الشك التي ترافق الانتخابات الرئاسية الأميركية على كبح التحركات المفاجئة في الأسواق المالية. في الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت غريتيش، ارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.2 بالمئة إلى 1110.22 نقطة. وكان قد تراجع 0.6 بالمئة أمس. تعليقًا على ذلك، قال فيليب جيسل، مدير الأبحاث لدى بي.ان.بي باريبا فورتيس غلوبال ماركتس في بروكسل إن السوق في وضع الانتظار والترقب قبيل الانتخابات الأميركية. أضاف: "مررنا بمرحلة توقف لالتقاط الأنفاس على مدى أسبوعين، لكن فرص التراجع تبدو محدودة، إذ نلاحظ ارتفاعًا في عمليات الشراء". لا يحبذ جيسل التعجل في شراء الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية، "لكننا سنراقب بعض أسهم شركات التكنولوجيا والشركات المالية عن كثب"، خصوصًا أن مؤشر قطاع التكنولوجيا الأوروبي ارتفع 0.9 بالمئة، متصدرًا القطاعات المختلفة، مع ارتفاع سهم ايه.آر.ام 3.1 بالمئة. برنت مستقر دون 108 دولارات قرابة السابعة والنصف بتوقيت غرينيش من صباح اليوم، ارتفع عقد أقرب استحقاق لخام برنت خمسة سنتات إلى 107.78 دولار للبرميل ولم يتجاوز نطاق حركة السعر 44 سنتًا. كان برنت صعد نحو اثنين بالمئة يوم الاثنين مدفوعًا بتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، بينما هبط الخام الأميركي سنتًا واحدًا إلى 85.55 دولار للبرميل. تحرك خام برنت في نطاق ضيق، دون 108 دولارات للبرميل، متأثرًا بعوامل عدة، على رأسها الارتباك المعهود قبيل الانتخابات الأميركية، وتجدد المخاوف بشأن اليونان وأزمة منطقة اليورو اللتان قد تؤخران تعافي الاقتصاد العالمي، ما سيخفض الطلب على النفط. على جبهة الانتخابات الأميركية، السباق بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني متقارب جدًا بحسب ما تظهره استطلاعات الرأي، ما يزيد المخاوف من تأخر النتيجة واهتزاز الأسواق المالية العالمية، كما حدث في انتخابات العام 2000. على الجبهة الأوروبية، لا يبدو الاتفاق لتمويل اليونان شبه المفلسة قريبًا، ولن يعقد خلال اجتماع وزراء مالية دول منطقة اليورو الأسبوع المقبل. الذهب في أدنى مستوى أما الذهب، فقد استقر أمس الإثنين بعدما سجل أكبر هبوط له في يوم واحد منذ منتصف حزيران (يونيو) الماضي، مع عزوف المستثمرين قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية عن الشراء والتداول. فقد استقر في السوق الفورية عند 1677.69 دولار للأونصة قرابة الساعة الحادية عشرة بتوقيت غرينتش، مرتفعًا 0.08 بالمئة بعدما لامس في وقت سابق أدنى مستوى له في تسعة أسابيع عند 1672.24 دولار. في حين ارتفعت العقود الأميركية التي تستحق في كانون الأول (ديسمبر) 3.10 دولار إلى 1678.30 دولار للأونصة. وزاد السعر الفوري للفضة 0.16 بالمئة إلى 30.83 دولار للأونصة، وصعد البلاتين 0.17 بالمئة إلى 1539.69 دولار للأونصة، في حين تراجع البلاديوم 2.07 بالمئة إلى 596.38 دولار للأونصة. ويواجه الذهب ضغوطًا كبيرة نظرًا إلى ضعف أسواق الأسهم وارتفاع الدولار، في ظل مكاسب مناسبة للأصول منخفضة المخاطر عشية انتخابات الرئاسة الأميركية، خصوصًا أن الأسواق تراقب الانتخابات عن كثب، إذ يشكل نجاح الرئيس الحالي باراك أوباما مزيدًا من الدعم لإجراءات التحفيز المستمرة، بينما يتوقع ألا يؤيد منافسه الجمهوري ميت رومني مزيدًا من التيسير النقدي. وقبل عطلة نهاية الأسبوع، كان سعر الذهب تراجع بما يزيد على إثنين بالمئة، بعد ورود بيانات الوظائف الأميركية التي أتت أفضل من المتوقع، ما ساهم في ارتفاع الدولار وخفف الضغوط على السلطات الأميركية لمواصلة السياسة النقدية شديدة التيسير. السوق السعودية "الراجحي المالية": نتوقع الابتعاد عن المخاطر قبيل الانتخابات الأميركية لكن المؤشر قوي فنيًا توقع التقرير الصباحي لشركة الراجحي المالية أن يشهد المؤشر العام في السعودية بعض النفور من المخاطرة قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية، لكن التقرير أكد أن المؤشر العام يبدو قويًا من الناحية التقنية، مع مستويات دعمه عند 6.800. وكان المؤشر العام ارتفع بنسبة 0.4% لينهي جلسته عند 6.843.2. وقد أنهى 12 قطاعًا من بين 15 قطاعًا الجلسة على ارتفاع، وكان أكبر الرابحين قطاعا البنوك والبتروكيماويات، إذ ارتفعا بنسبة 0.7 بالمئة و0.2 بالمئة على التوالي. وقد ارتفعت إجمالي قيم التداول بنسبه 20.4 بالمئة اعتبارًا من يوم الأحد، لتصل إلى 5.9 مليارات ريال أمس الاثنين. وبحسب الراجحي المالية، كان اتساع السوق إيجابيًا للغاية، إذ ارتفع عدد 100 سهم، بينما انخفض عدد 37 سهمًا، وظل سهم سابك القيادي في المؤشر من دون تغيير، وارتفع سهم الراجحي بنسبة 0.4 بالمئة. أما أسهم النقل البحري فقد انخفضت 2.1 بالمئة، بالرغم من اتفاق النقل البحري وأرامكو السعودية على دمج أسطول شركة فيلا وعملياتها مع النقل البحري، ليشكلا رابع أكبر شركة نقل بحري في العالم.