237 يافع نيوز – القاهرة – خاص حصل ( يافع نيوز ) على نص مشروع المبادرة الخاصة بتشكيل مجموعة اتصال للتهئية للحوار الجنوبي ، والمشروع صادر عن لجنة الاتصال التي التقت في القاهرة خلال الفترة الممتدة من 26- 28 يناير 2013 م حيث يحتوي المشروع على العديد من البنود التي تؤسس للحوار الجنوبي الجنوبي لأهميتها يافع نيوز يعيد نشرها : مشروع مبادرة بتشكيل مجموعة اتصال للتهيئة للحوار الجنوبي بوحي من الشعور بالمسؤولية وخطورة المرحلة التي تمر بها قضية شعبنا، وتحقيقاً للمقاصد والأهداف النبيلة للحراك الوطني السلمي الجنوبي في التحرير والاستقلال واعادة بناء الدولة الجنوبية كهدف استراتيجي نسعى للوصول اليه بكل السبل المتاحة ميدانيا وسياسيا، وانطلاقا من وعينا وادراكنا بأن استمرار التمحور حول المكونات وتنازع الخيارات سيزيد من حالة الانقسام والتمزق وتعميق الأزمة بين ابناء الجنوب ،واستمرار الاجتهادات والممارسات الفردية والنزعات الذاتية، وتوظيف تأثيرات ونزاعات الماضي في الممارسة السياسية الآنية بما يترتب عليها من أثار مدمرة وخطيرة. ونظراً لحالة الضعف القيادي السياسي والتنظيمي وزيادة التفكك وتعدد المكونات، وعجز كل الاطراف عن ادارة اي حوار وطني يغلب المصلحة العليا للجنوب وشعبه على مصلحة الافراد، واسهام ذاتية الافراد والجماعات وخطاب الاقصاء والتخوين في تعميق الفرقة والانقسام وابعاد شرائح مهمة من قطاعات الشعب واحجامها عن المشاركة في العملية السياسية النضالية . وبحكم أن شعب الجنوب قد تعرض في منعطفات كثيرة الى مصادرة حريته وارادته وهو المعني اليوم بتحديد خياره دون وصاية، ولا يجوز بأي شكل محاولة تبني او فرض أي خيار باسمه ونيابة عنه من قبل اي قوى أو جماعات أو أفراد، ويجب أن تنصب كل الحوارات الجنوبية في هذه المرحلة على وسائل وطرق تمكين الشعب من ممارسة هذا الحق . وبتأثير من هذه الاسباب، تداعى عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والاكاديمية ورجال الفكر الجنوبيين وقرروا تأسيس مجموعة مستقلة للاتصال، لا تدين بالتبعية لأي طرف وهي، بتنوعها تجسد حق الاختلاف ووحدة الانتماء وتسعى الى الجمع والتوفيق بين مختلف التيارات والمكونات بغية ايجاد قواسم مشتركة تؤسس وتسهل عملية الحوار الجنوبي باعتباره خطوة وطنية ومقدمة ضرورية لتحقيق تطلعات وأمال شعب الجنوب، وهي ترحب بمساعدة ومساهمة أي من الشخصيات الجنوبية في انجاح مساعيها التي تستند على الاسس والمبادئ التالية: 1. الايمان بأن الجنوب وطنٌ واحدٌ لا يتجزأ، ولكل أبناءه، ومن حقهم جميعاً المشاركة في أي جهودٍ وطنيةٍ تتعلق بمصير ومستقبل شعبهم ووطنهم بغض النظر عن اراءهم وتوجهاتهم السياسية، وهو حق اصيل وثابت لا يحرم من ممارسته احد . 2. انطلاقاً من إرادة شعبنا الجنوبي، فإن التحرير والاستقلال واستعادة الدولة وسيادتها على كامل ترابها الوطني بحدودها المعترف بها دولياً قبل إعلان 22 مايو العام 1990م هو هدف استراتيجي فرضه واقع الاحتلال. 3. تعتبر الوحدة الوطنية الجنوبية هدفا سام ونبيل والالتزام بها واجب وطني، ولا يجوز تحت اي سبب او مبرر الاضرار بها، واهمية التزام كل المكونات والهيئات السياسية والاجتماعية بالعمل على تعزيزها وتعميقها وهي مقدمة على غيرها من المهام في الظروف الراهنة . 4. إن الدولة الجنوبية المنشودة، هي دولةٌ مدنيةٌ، تقوم على أساس الفيدرالية والديمقراطية والتعددية السياسية، وتُعبر عن تطلعات جميع فئات وشرائح الشعب في الجنوب، وتحقق العدالة الاجتماعية. 5. أهمية الاعتبار من الماضي وتجنب محاولة فرض الارادات الفردية والفئوية والمناطقية تحت أي مبرر، وعلى كل اطياف ومكونات الجنوب، الايمان بان شعب الجنوب هو المعني بعملية الحوار بين مكوناته وتحديد حاضره ومستقبله السياسي، وأن الانتصار لقضيته تستوجب مغادرة كل ابناءه للماضي وترسيخ قاعدة التصالح والتسامح بالقول والممارسة، والقبول بحق الاختلاف ونبذ سياسة التخوين والابتعاد عن اذكاء روح الضغائن والفتن والاحقاد او ممارسة الانتقام بكل اشكاله وصوره. 6. لا يجوز الإرهاب الفكري أو ممارسة العنف والتلويح باستخدامه من قبل اي مكون أو جماعة ضد انصار اي مكون أخر، وضرورة احترام حق كل الاطراف بالترويج في اتباع كل الوسائل العمل الجماهيري والسياسي المشروعة التي تمنحهم الحق في الدفاع عن قناعاتهم ومواقفهم . 7. أن يكون الخطاب السياسي ملبياً لوحدة الصف الجنوبية، ومُجسِداً للثوابت الجنوبية، ومُرَسِخاً لمبدأ التصالح والتسامح. 8. يعتبر الحوار اداة تواصل وتفاهم ووسيلة لتقريب وجهات النظر والمواقف المختلفة بين مختلف الاطراف عندما يمارس بوطنية ومسؤولية، ولا يجوز فرض اي شروط مسبقة من قبل اي طرف بدعوى الحرص على الجنوب وشعبه بهدف اقصاء الاخرين، وتلتزم كل الاطراف بغض النظر عن ما تعتقده عن وزنها الجماهيري او السياسي بالمشاركة وعلى قدم المساواة في الحوار الوطني الجنوبي. 9. التأكيد على ان اي المشاركة في ما يُسمى ب"الحوار الوطني" أو أي حوارٍ آخرٍ باسم شعب الجنوب ولا يتبنى تطلعات الشعب الجنوبي بالتحرير والاستقلال، ولا يتصف بالندية بين الجنوب والشمال، وتحت إشراف دولي وإقليمي، يرفضه شعبنا في الجنوب، ومن يذهب إلى مثل هذه الحوارات، فإنه لا يمثل إلا نفسه. ان المراهنة على الانقسامات والخلافات النخبوية الجنوبية ستؤدي الى تعقيد الوضع السياسي الراهن بصورة كبيرة، وعلى كل الأطراف بما في ذلك الاطراف الاقليمية والدولية الاعتراف بأن مصلحة المنطقة واستقرارها مرتبط بوحدة الجنوب اولا، وان الجنوبيين وحدهم هم المعنيون بالتعبير عن انفسهم بإرادتهم الحرة المستقلة، وليس من حق اي قوة ان تجبرهم أو تقرر لهم الوسيلة او الكيفية التي تمكنهم من ممارسته . ان المجموعة وهي تعلن عن مبادرتها هذه، تناشد كل القيادات والمكونات والتنظيمات السياسية وابناء الجنوب كافة التجاوب مع مساعيها ودعمها في جهودها تحقيقا للمصلحة الوطنية، والامتناع عن كل عمل من شأنه زيادة الفرقة والانقسام، وان يسعى الجميع بصدق ومسؤولية لتهيئة الارضية اللازمة لإدارة حوار وطني بعيدا عن الحسابات الذاتية الضيقة، والتطلع الى حوار يحترم فيه العقل والارادة وحق الاختلاف وصدق واعلاء شأن الجنوب وقضيته وتضحيات ابناءه ووضعها فوق كل اعتبار. قال تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" [التوبة:105]