يبدو أن تويتر بات مكانا غير مرغوب، بعد تسييسه وجديته، لقطاع عريض من السعوديين، فاتجهت بوصلة الشباب السعوديين من الجنسين إلى موقع التواصل الجديد "keek" الذي اشتهر مؤخراً رغم إطلاقه منذ أكثر من عام. الرياض: بمجرد أن تدلف مستطلعاً على موقع التواصل الاجتماعي الجديد "keek" ستتفاجأ أولا بعلم المملكة العربية السعودية يكاد يغطي واجهته الرئيسية، مع مشاركة خجولة من الولاياتالمتحدة الأميركية وكندا واستراليا. لكن المفاجأة تزول بعد أن تعلم أن أكثر من 35% من المغردين على هذا الموقع الشهير هم من السعوديين. ويمثل الشباب في المجتمع السعودي نسبة تقترب من 65% من السكان. التغريد بالفيديو وتتلخص فكرة الموقع، بأن يغرد العضو بمقطع فيديو لا تتجاوز مدته 36 ثانية فقط، يستثمرها الكثيرون في بث رسائل شخصية جدا، تتعلق بماذا يأكل أو ماذا يسمع أو كيف يرى بعض الأحداث التي في غالبها تكون استهلاكية أو تقنية. هناك من يغني وهناك من ينقل مقاطع عن الموقع الشهير يوتيوب، لكن البارز في مشاركة السعوديين، يكمن في طغيان الشماغ والنقاب، مع تعليقات متناقضة جداً في ما يخص غالبية المقاطع المنشورة. استعراض للمواهب عبر "keek" تستعرض بعض البنات السعوديات مواهب معينة، مثل صوتهن أو أجسادهن أو الطبخ أو الرقص، فيتجمع الشباب للتعليق ساخرين ومحذرين ومنذرين، ثم لحظات حتى ينزل مقطع فيديو لأحد الشباب وهو يغطي وجهه ويقلد ساخراً تلك الفتاة، فيحين دور الفتيات في السخرية من المقطع وهكذا دواليك. التقاليد تتحول الى وسائل تخفي في السعودية النقاب عادة دينية أصيلة، والشماغ عادة وتقليد أكثر من أصيل، لكن ذلك تحول في هذا الموقع إلى وسيلة للتخفي، إذ يختبئ خلفه كل من يريد أو تريد ممارسة حرية معينة في تصرف معين أو كلام معين. والبعض من الفتيات تصور كل شيء ماعدا وجهها، في حين دخل على الخط مؤخراً أعضاء ناشطين يبثون مقاطع دينية في محاولة لتهدئة الأمواج الهادرة من المقاطع المتحررة. استثناءات رغم استخدام البعض للموقع لأهداف العرض والسخرية، إلا أن هناك استثناءات، وخصوصا من الطلبة السعوديين المبتعثين، إذ يظهر بعضهم بهوياتهم دون نقاب أو شماغ، ويناقشون ويحضون بنسبة مشاهدة عالية، وخاصة المدونة لجين الهذلول التي تتصدر غالبا موقع الكيك بنسبة مهولة من التعليقات وعلامات الإعجاب، وعدد المشاهدات التي تتعدى أحيانا المليون. الخصوصية والسهولة ساهمتا في انتشار الموقع مايساعد على انتشار الموقع هو سهولة استخدامه وخصوصيته بالنسبة للعضو، فهو سريع ويمكن تسجيل المقطع من جهاز الهاتف المحمول أو أجهزة الأيباد وغيرها، ومن ثم رفعها مباشرة على الموقع لتظهر مباشرة في الواجهة. ويختلف هذا الموقع عن الفايسبوك وتويتر بأنه يتيح لك مشاهدة أي مقطع من أي مكان في العالم، دون اضافة الشخص الذي نشر المقطع، ويتيح إمكانية تصنيف المقاطع بحيث تتصفح القسم السعودي أو الأميركي أو البريطاني وهكذا من كل دول العالم، أو أن تتصفح من خلال الأعضاء الأكثر متابعة أو من خلال المقاطع الأكثر مشاهدة وتعليقا. وأينما وليت إصبعك في الموقع سترى السعوديين يتصدرون. مغردي تويتر شنوا هجوماً كاسحاً على ما يحدث في "keek"، وقال بعضهم إنه يسيء إلى صورة المملكة، ومن ذلك تصريح رئيس جمعية الإعلام الإلكتروني في السعودية، محمد الشقاء الذي طالب بتجريم أصحاب المقاطع التي اعتبرها مسيئة، وطالب الجهات الرسمية بالتدخل للحد من هذه الظاهرة. وقال آخرون إن ما يفعله الشباب السعودي هناك ليس أكثر من متنفس وانعكاس لحالة الكبت التي يعيشها الشباب. وبين هذا وذلك سيتساءل كثيرون، حول الإزدواجية المفرطة بين ماتراه في شوارع المملكة وبين ما يحدث في فضائها الإلكتروني.