عواصم (وكالات) - حذر البيت الأبيض سوريا أمس، من أي محاولة لنقل أسلحة إلى «حزب الله» اللبناني، وذلك إثر معلومات عن غارة إسرائيلية على الحدود السورية اللبنانية استهدفت قافلة كانت تقل أسلحة مصدرها سوريا. في وقت أعرب فيه أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ حيال المعلومات عن غارة إسرائيلية استهدفت مركز أبحاث عسكري بريف دمشق قائلًا إن هذه الغارة التي نددت بها دمشق تثير «قلقاً بالغاً» ودعا كل الأطراف المعنيين إلى منع التوتر أو التصعيد في المنطقة. وفي وقت سابق، استدعت دمشق قائد القوات الدولية في الجولان المحتل وسلمته شكوى رسمية بشأن الغارة التي أكد الجيش النظامي وقوعها فجر الأربعاء، قائلة إن إسرائيل وحلفاءها يتحملون المسؤولية عن نتائج الهجوم على المركز قرب دمشق، مشددة على أنها «تملك قرار المفاجأة» في الرد على الاعتداء. من جهته، انتقد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب أمس، إحجام نظام الرئيس بشار الأسد عن التصدي للمقاتلات الإسرائيلية التي قصفت المركز العسكري للبحوث العلمية قرب دمشق، قائلاً في مداخلة مع قناة «الجزيرة» «عيب عليك يا نظام بشار الأسد أن تأتي الطائرات الإسرائيلية، وطائراتك تحوم في الجو فقط لتدمر المساجد والجامعات وتقتل المدنيين، وطائراتك تتفرج ولا تتصدى للإسرائيلي». من جهته، ندد الرئيس اللبناني ميشال سليمان بالغارة الإسرائيلية داخل الأراضي السورية معتبراً أن «إسرائيل تستغل الأوضاع القائمة في سوريا لتنفذ سياستها العدوانية غير آبهة بالمواثيق والمعاهدات والأعراف الدولية والانسانية». كما أدان وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور قيام إسرائيل بقصف مركز البحوث السوري، وقال إن «ما قامت به إسرائيل من اعتداء على المركز عدوان سافر ندينه بكل قوة». وبدوره، اعتبر «حزب الله» اللبناني أن الغارة الإسرائيلية على المركز العسكري السوري، تكشف «خلفيات ما يجري في سوريا منذ سنتين» في إشارة إلى النزاع المستمر منذ 22 شهراً. وأدان الحزب «العدوان الصهيوني الجديد على سوريا» والذي رأى أنه «يكشف وبشكل سافر خلفيات ما يجري في سوريا منذ سنتين، وأبعاده الإجرامية الهادفة إلى تدمير سوريا وجيشها وإسقاط دورها المحوري في خط المقاومة والممانعة تمريراً لفصول المؤامرة الكبرى ضدها وضد شعوبنا الإسلامية». بالتوازي، حملت الجامعة العربية المجتمع الدولي مسؤولية هجوم الطيران الإسرائيلي على منشأة علمية بريف دمشق، معتبرة أن صمت المجتمع الدولي «جعل إسرائيل تتمادى في عدوانها»، وأدانت العدوان الإسرائيلي الغاشم على منطقة جمرايا وقصفها بالطائرات مركزاً علمياً. من ناحية أخرى، أبدت روسيا قلقها من الغارة الجوية الإسرائيلية على المركز العسكري السوري، معتبرة أنها تشكل، إذا صحت، انتهاكاً للسيادة السورية. كما أدان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الغارة الإسرائيلية على سوريا واعتبرها «عدواناً عنيفاً» قائلاً «لا شك أن هذا العدوان يتماشى مع سياسة الغرب والصهاينة الرامية إلى حجب نجاحات شعب وحكومة سوريا في استعادة الاستقرار والأمن بالبلاد». وفي واشنطن، قال بن رودس مساعد مستشار الأمن القومي للرئيس باراك أوباما في مؤتمر صحفي عبر الهاتف «على سوريا آلا تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة عبر نقل أسلحة إلى حزب الله». وفي الأثناء، قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن قوة حفظ السلام الدولية في منطقة الجولان المنزوعة السلاح بين سوريا وإسرائيل لم تتمكن من التحقق من شكوى سوريا من أن طائرات إسرائيلية حلقت فوق الجولان. وأبلغ المتحدث ادواردو ديل بوي الصحفيين أن بعثة حفظ السلام «لم ترصد أي طائرات فوق المنطقة الفاصلة وبالتالي لم تتمكن من تأكيد الحادث» مشيرة إلى أن الأحوال الجوية كانت سيئة. وكان الجيش السوري أعلن مساء أمس الأول، أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت أحد مراكز البحث العلمي في منطقة جمرايا على مسافة 15 كلم من دمشق قرب الحدود اللبنانية، في حين تحدثت مصادر أمنية عن غارة إسرائيلية على قافلة كانت تقل أسلحة في المنطقة المذكورة. إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» إن وزارة الخارجية والمغتربين استدعت قائد قوات الأممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان السوري المحتل اللواء اقبال سنجا، وبلغته احتجاجها الرسمي على الانتهاك الإسرائيلي لاتفاق فصل القوات لعام 1974 والالتزامات التي يرتبها ذلك الاتفاق». وطالبت الوزارة سنجا «باتخاذ ما يلزم لوضع الأطراف المعنية في الأممالمتحدة بصورة هذا الانتهاك الإسرائيلي الخطير والعمل لضمان عدم تكراره». واعتبرت الخارجية السورية في رسالة بعثت بها إلى رئيس مجلس الأمن والامين العام للأمم المتحدة، بحسب ما أوردت سانا، أن «فشل مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته في ردع هذه الاعتداءات الإسرائيلية الخطيرة سيكون له مخاطره الجمة على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وعلى الأمن والسلم الدوليين».