في جمعة الخلاص، المصريون متمسكون بهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام"، ومتمسكون أيضًا بسلمية تحركهم، يحملون سلطة الاخوان المسلمين مسؤولية العنف الذي واكب التظاهرات حتى اليوم. القاهرة: استخدمت قوات الامن خراطيم المياه واطلقت النار في الهواء الجمعة لتفريق متظاهرين كانوا يلقون على عناصرها قنابل حارقة قرب القصر الرئاسي في القاهرة. وبالاضافة الى القنابل الحارقة، القى المحتجون الذين تجمعوا بدعوة من المعارضة للتنديد بسياسة الرئيس محمد مرسي، المنتمي الى التيار الاسلامي، حجارة على قوات الامن. ووقعت صدامات متفرقة ايضا بين قوات الامن ومتظاهرين في شارع مجاور لميدان التحرير في القاهرة على مقربة من سفارتي الولاياتالمتحدة وبريطانيا، كما افاد شهود. واطلقت قوات الامن طلقات خرطوش (تستخدم في بنادق الصيد) فأصابت اثنين على الاقل من المتظاهرين بجروح ونقلا الى المستشفى بسيارة اسعاف. ويتظاهر مصريون منتمون للقوى السياسية المعارضة في ميدان التحرير وأمام القصر الجمهوري، في ما يعرف بجمعة الخلاص، رافعين شعارات تطالب بإسقاط حكم المرشد، وإسقاط مجلس الشورى، وإسقاط الدستور الجديد. وتتزامن تلك المظاهرات، التي تتزامن مع الذكرى الأولى لما يعرف بمذبحة إستاد بورسعيد، التي راح ضحيتها 72 قتيلًا من مشجعي كرة القدم، كما تتزامن مع إندلاع أعمال عنف واسعة النطاق، على خلفية الحكم بإعدام 12 متهمًا بإرتكاب المذبحة، خلفت نحو 73 قتيلًا خلال الإسبوع الماضي. سلمية بمشاركة الأقباط ومنذ الصباح، توافد المصريون إلى ميدان التحرير وأمام قصر الحكم بضاحية مصر الجديد للمشاركة في مظاهرات أطلقوا عليها اسم "جمعة الخلاص"، ترفع الحركات والأحزاب السياسية الداعية لمظاهرات اليوم شعار "إسقاط النظام". وقال محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم حركة 6 أبريل، إن الحركة تشارك في تلك التظاهرات، مشيرًا إلى أن الثورة ما زالت مستمرة، ولم تحقق أهدافها. وأَضاف ل"إيلاف" أن تظاهرات اليوم لا تنفصل عن الذكرى الأولى لمذبحة أستاد بورسعيد، وأن الحركة "تحمل الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين المسؤولية الكاملة عن إراقة دماء المصريين خلال الأيام الماضية، ومسيرات اليوم سلمية، ولا تستخدم أية ملامح للعنف". ويشارك الأقباط في تظاهرات اليوم، إذ قال الناشط القبطي إبرام لويس ل"إيلاف" إن بعض الأقباط يشاركون في الإحتجاج على إهدار أهداف الثورة وإراقة دماء المصريين، بإعتبارهم مكون أساسي من مكونات هذا الشعب. أضاف: "رابطة ضحايا الإختطاف والإختفاء القسري تشارك في المظاهرات التي تنطلق من مختلف ميدان القاهرة بإتجاه قصر الإتحادية، ومشاركتنا تتم بشكل سلمي، ونرفض أي دعوات للتخريب واستخدام العنف والخروج عن سلمية التظاهرات". تابع: "مطالبنا هى القصاص للشهداء، وإلغاء حالة الطوارئ، وتعديل مواد الدستور المختلف عليها، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني". القصاص.. القصاص وظهرت مجموعات شبان بلاك بلوك الملثمين في تظاهرات اليوم بميدان التحرير، ويتوقع أندلاع أعمال عنف بسبب إنتهاج هؤلاء الشباب سلوكيات تتسم بالعنف تجاه السلطة في مصر. وأنطلق العشرات من أعضاء الحركة في مظاهرات من ميدان دوران شبرا بحي شبرا مصر ذي الأغلبية القبطية، في مسيرة بإتجاه قصر الإتحادية، هاتفين "يسقط يسقط حكم المرشد"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"القصاص.. القصاص.. قتلوا ولادنا بالرصاص". إسقاط النظام هو الشعار أو المطلب الأساس الذي يرفعه شباب الثورة. وقال عصام كفافي، المتحدث باسم حركة أنا المصري، إن الحركات الثورية تدين جميع أشكال العنف المستخدم من السلطة عن طريق أجهزتها، وتطالب بمحاسبة المسؤولين، مشددًا على ضرورة إعادة هيكلة وزارة الداخلية، "لأن العنف المستخدم هو نقيض لدولة القانون التي غابت عنا وتم الاعتداء عليها، ومطلبنا هو إسقاط النظام الذي فشل في إحتواء الأزمة وإدارة البلاد، ويجب محاسبته ومحاكمة المتورطين في ما وصلت إليه البلاد، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني لإدارة شؤون البلاد والوصول بنا إلى بر الأمان". قوتنا في سلميتنا ودعا المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي المصريين إلى المشاركة بكثافة في التظاهرات أمام قصر الإتحادية، معلنًا رفضه الحوار مع نظام الإخوان. وقال في تصريح صحافي تلقت "إيلاف" نسخة منه: "لم أوقع على وقف المد الثوري أو وقف الموجة الثالثة الحالية العالية للثورة المصرية التي بدأت في ذكراها الثانية الغالية". وأضاف: "طلباتنا التى لن نتنازل عنها قبل أي حوار هى محاكمة عاجلة وناجزة لكل من قتل وأصاب أكثر من ألف شهيد ومصاب في اقل من خمسة ايام، وفي ظل نظام يرأسه حاكم أتت به الثورة الي كرسيه". وتابع صباحي داعيًا المصريين للنزول للمشاركة في المظاهرات، وقال: "إننا على موعد لإستئناف ما بدأته ثورتنا من نزول لكل طبقات الشعب منذ الثاني والعشرين من نوفمبر ضد الاعلان الدستور الديكتاتوري، منذ مشهد الإحاطة السلمي العظيم بمقر الحكم في الاتحادية من اجل انتشال شعبنا الفقير من براثن استغلال نظام الاخوان، الذي حل محل استغلال الحزب الوطني المنحل، ومن أجل إنجاز أهداف ثورة يناير المجيدة وهى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية". أما المعارض البارز محمد البرادعي، فقال في تغريدة له عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي: "أسقطنا نظام مبارك بثورة سلمية، ومصرون على تحقيق أهدافها بنفس الأسلوب، مهما كانت التضحيات أو أساليب القمع الهمجى". وأضاف: "قوتنا في وحدتنا وعددنا وسلميتنا". مسيرة مناهضة لمرسي في الإسكندرية هذا وانطلقت مسيرة بمشاركة بضعة آلاف من الأشخاص، عقب صلاة اليوم الجمعة، في مدينة الإسكندرية الساحلية، شمال مصر، تطالب بإسقاط نظام مرسي. وظهر بين المشاركين العشرات ممن يرتدون أقنعة جماعة ال"بلاك بلوك" والتي أثارت جدلاً واسعًا في المجتمع المصري خلال الأسبوع الماضي، نظرًا لدعوتها إلى العنف كإحدى وسائل معارضة النظام الحاكم.