وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت إلى تمبكتو حيث استقبله جنود فرنسيون وماليون استعادوا السيطرة أخيرا على هذه المدينة التاريخية في شمال مالي من أيدي المسلحين المتشددين الذين كانوا يحتلونها. وسيزور الرئيس الفرنسي الذي يرافقه الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري مسجدا تاريخيا ومركز حفظ المخطوطات القديمة الثمينة ولقاء الحشود. وقد تجمع ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف شخص في الساحة الرئيسية في تمبكتو "لشكر" فرنسا. واتخذت إجراءات أمنية مشددة في مدينة تمبكتو الواقعة على بعد 900 كلم شمال شر ق باماكو، حيث يتمركز عسكريون فرنسيون كل مئة متر وتجوب مدرعات الشوارع إضافة إلى سيارات بيك-آب مكتظة بجنود ماليين. ويرافق الرئيس الفرنسي في مالي ثلاثة وزراء هم وزير الخارجية لوران فابيوس والدفاع جان ايف لو دريان والتنمية باسكال كانفان. وكان هولاند قد وصل السبت إلى سيفاري وسط مالي حيث استقبله الرئيس ديونكوندا تراوري. ثم توجه الى تمبكتو. وسينتقل ظهر اليوم إلى باماكو حيث تقام مأدبة غداء عمل مع الرئيس المالي قبل أن يدلي بكلمة. وسيدعو الرئيس الفرنسي الدول الإفريقية إلى أن تحل سريعا محل فرنسا والى الحوار السياسي والمصالحة الوطنية في مالي. تقدير أميركي وفي سياق متصل قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن القوات الفرنسية "أحرزت تقدما هائلا. أنا أقدر كثيرا ما قاموا به. لقد تقدموا أسرع بكثير مما كنا نتوقع"، لكنه حذر من أن الصعوبة الأساسية كما في أفغانستان تكمن في كيفية خروج القوات من البلاد. وأوضح بانيتا في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية قائلا "ما واجهناه في العراقوأفغانستان، وسيواجهه الفرنسيون الآن في مالي. المسألة الجوهرية هي القيام بذلك بحيث يكون البلد الذي انتم فيه في نهاية الأمر في موقع يتيح له التكفل بأمنه". ومن جانب آخر أكد بانيتا أن "على الدول الإفريقية أن تتحمل مسؤولياتها لتضمن عدم تحول بلد مثل مالي إلى ملجأ للقاعدة". لكنه لزم الحذر بشأن جدول زمني محتمل لانتشار قوة إفريقية وقال إن "بعض الدول لديها بالتأكيد قدرات أكبر، وهي حال تشاد والسنغال، لكن هناك جهود كبيرة ينبغي بذلها حتى تكون قوة افريقية ما قادرة على ضمان الأمن في مالي". وبشأن المساعدة الأميركية المقبلة للعملية الفرنسية التي أثارت تساؤلات ولا سيما بشأن تموين الطائرات في الجو، أكد بانيتا أنه "لم يكن هناك يوما أي تحفظ بأي شكل من الأشكال هنا في البنتاغون أو في البيت الأبيض لمساعدة الفرنسيين". وأضاف "أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هو فعلا عدو الولاياتالمتحدة ونعتقد أن الفرنسيين اتخذوا القرار الصحيح بتدخلهم لضمان عدم إقامته قاعدة عمليات سيكون بوسعه الانطلاق منها لمهاجمة أوروبا أو الولاياتالمتحدة".