قام "سونر چاغايتاي" مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن بتحليل كيفية تأثير الأزمة السورية على تركيا، حيث أشار إلى حادث قيام "اتحاد الشباب التركي"، وهو جماعة قومية يسارية متطرفة، بمهاجمة طواقم ألمانية لصواريخ باتريوت تم إرسالها للمساعدة في الدفاع عن تركيا ضد التهديدات السورية. الحادث الذى كان بمثابة رسالة تذكير حول السبل غير المتوقعة التي يمكن أن تؤثر بها الحرب السورية على استقرار تركيا. واضاف الكاتب أصبحت أنقرة لاعبا مباشرا في الصراع من خلال دعمها للجماعات المسلحة وغير المسلحة التي تقاتل نظام بشار الأسد. ورغم ذلك فإن تركيا متورطة أيضا في الحرب من منظور الاستراتيجية الأوسع نطاقا، من خلال تأثرها بعدوى انتقال العنف على الحدود مع سوريا البالغ طولها 510 كيلومترات. يجب على واشنطن أن تراقب عن كثب آثارعدوى الانتقال هذه، لأنها تشكل خطر إجهاد الاقتصاد التركي، حيث إنها تحمل في طياتها إزكاء نار الانقسامات الطائفية والسياسية في تركيا وإضعاف استقرارالبلاد الكلي. وأشار الكاتب إلى أنه يجري حاليا إيواء 163 ألف سوري في ثلاثة عشر مخيما للاجئين واثنين من مراكز الاستقبال المؤقتة في تركيا. وتوفر لهم أنقرة أماكن للإقامة على المدى الطويل والرعاية الصحية وفرص التعليم؛ ووفقا لنائب رئيس الوزراء علي باباجان، إن هذه المساعدة تكلف تركيا حوالي 40 مليون دولار شهريا. وردا على تدفق اللاجئين، أنشأت أنقرة "نظام حماية مؤقت" استنادا إلى توجيه من الاتحاد الأوروبي بشأن التشريد الجماعي. ويتطلب هذا التوجيه التزام تركيا بضمان حقوق الإقامة المؤقتة والحصول على الخدمات الأساسية، لكنه لا يسمح للوافدين السوريين بالوصول إلى نظام اللجوء الذي يوفره "مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين"، كما أنه لا يشمل حق العمل. وبناء على ذلك، توفر أنقرة اللجوء المؤقت لأي شخص يعبر الحدود دون جواز سفر، ولكن على هؤلاء الأشخاص أن يوافقوا على الإقامة في مخيم للاجئين. وأضاف الكاتب ان أنقرة تخشى من أن يؤدي العنف الطائفي في البلد المجاور إلى تصدعات موازية على الجبهة الداخلية. فتركيا هي موطن لأكثر من نصف مليون من العلويين العرب، الذين يدينون بنفس ديانة الأسد، ومعظمهم يعيشون في أقصى جنوب إقليم هاتاي. ويؤيد بعض العلويين الأتراك بشار الأسد دون خجل، حيث ذكرت التقارير في جنوب البلاد أن المتظاهرين يحملون صوره ويهتفون ضد أنقرة وسياسة واشنطن تجاه سوريا. أخبار مصر - البديل أردوغان