"خالف تعرف" مقولة يؤمن بها بعض طلاب المدارس، ضاربين اللوائح السلوكية عرض الحائط، واضعين قوانين خاصة بهم تتناسب مع رغباتهم، وعلى إثرها يمارسون سلوكات خاطئة بعيدا عن أعين المعلمين، يخرجون بها عن نص الالتزام وآثارها تكون واضحة للعيان . ولمناقشة تلك السلوكات ومعالجتها، حرص مجلس شورى الشباب التابع لمراكز الناشئة في الشارقة في دورته الخامسة في أولى جلساته على طرح هذا الموضوع للنقاش مع المسؤولين . عائشة الوالي "مدرسة باحثة البادية" أشارت إلى أن التغير الحاصل في مجتمعنا أدى لظهور بعض المشكلات والظواهر، أبرزها ظاهرة غياب الطلاب عن المدارس قبل وبعد الإجازات، مؤكدة أن هذا هو حال معظم المدارس . وتقول: لابد أن يتم تحديد نصاب الحصة الدراسية بعدد الطلاب المتواجد داخل الفصل، أو أن يتم اعتماد هذه الأيام إجازة رسمية في حال كانت نهاية أو وسط الأسبوع إضافة إلى دراسة حالة الإجازة وموقعها من الأسبوع الدراسي . سيف محمد "مدرسة الذيد الثانوية" أشار إلى أن كل الطلبة لديهم هواتف نقالة، ويحملونها معهم إلى المدرسة، وقد ينشغلون بها مهملين الحصة الدراسية . ويقول: الإدارة المدرسية تنظم حملات تفتيشية مرة أو مرتين كل فصل، ويحتفظون بالهواتف مدة يومين، وبالتالي يعيدونها للطلاب، وهذا يجعل الطالب يعاود ممارسة هذا السلوك، لأن العقاب غير رادع . سيف الكندي "مدرسة الحلوان" يقول: بعض الطلبة يبدو عليهم أثر تناول حبوب مهلوسة، وذلك من خلال سلوكه وحديثه، وأغلب الأساتذة لا يدركون علامات المتعاطي لتلك الحبوب، لكن زملاءه يدركون ذلك، وهذا الأمر يدفع الآخرين لتقليده، وبالأخص طلبة العاشر الذين يعتقدون أن هذا الأمر مرتبط بالرجولة . محمد علي "مدرسة العروبة" أشار إلى أن المشاجرات في دورات المياه والفصول الفارغة والملاعب من أبرز السلوكات المنبوذة التي يمارسها الطلاب . ويقول: هذه المشاجرات عادة تكون على أمور تافهة، وفي حال غياب المعلم يثير الطلبة الشغب في المدرسة . زهراء محمد "مدرسة الرفاع" تقول: كثير من الطالبات يرتدين الإكسسوارات ويضعن طلاء الأظافر في المدرسة، ورغم علمنا بأنها من الممنوعات ، إلا أن هذا لا يمنعنا من التزين في المدرسة . عزوف الطلاب عن المشاركة في المجالس الطلابية يعتبر سلوكاً خاطئاً يمارسه الطلبة، هذا ما أشار إليه عبدالله النعيمي "مدرسة الشعلة الخاصة"، ويقول: أدوار المجالس الطلابية في المدارس غير واضحة، وأغلب المجالس من دون فاعلية عملية على أرض الواقع . لافتاً إلى أن هناك مدارس بلا مجالس، وهي موجودة بلا تفعيل . وطرحت سمية عبدالله "مدرسة عائشة بنت عثمان" مشكلة كتابة بعض الطلبة على جدران المدارس ووضع رسوم رغم جهود التوعية بخطأ هذا السلوك . ودورات المياه بالمدارس هي ملجأ الطلاب الراغبين في التدخين داخل أسوار المدرسة، وقد يفعل بعضهم ذلك في مكان مهجور داخلها بعيداً عن أي إشراف حسب علياء المعمري "مدرسة الرفاع" . وعرضت شيخة السويدي "مدرسة الغبيبة" نماذج من سلوكات خاطئة أخرى يمارسها البعض أثناء الحصة الدراسية، مما يؤثر بشكل كبير على الطلبة وتركيزهم على المادة العلمية . وأشار خالد الكعبي إلى وجود مجموعات طلابية في المدرسة تستخدم الأسلحة البيضاء، وتثير الرعب والفوضى . في تعليقه على ما عرضه الطلاب، أشار علي ميحد السويدي، وكيل وزارة التربية والتعليم بالإنابة، إلى أن السلوكات الطلابية الخاطئة هم تعانيه منه المدارس والمجتمع، ويقول: السلوك الطلابي هو جزء مهم من العملية التعليمية، ولا يستطيع المعلم أن يقوم بمهمته الأساسية وهي التعليم بوجود مدرسة غير منضبطة ولا تلتزم بالسلوك القويم . ويضيف: توجد بعض السلوكات الخاطئة تمارس في المدرسة، ولكنها سلوكات فردية ولا تشكل ظاهرة، كالكتابة على الجدران والتي تكون مكتسبة من البيئة التي يعيش فيها الطالب ونشأ بها، ولحل تلك المشكلة لابد من تفعيل دور الاختصاصيين النفسيين بقراءة هذه العبارات وتحليلها ومعالجتهم نفسياً، إضافة إلى أن العنف المدرسي لا يشكل سوى حالات فردية، أما الطلبة المدخنون في المدرسة فلابد من تكثيف جرعات العلاج والحرص على عدم تأثير ذلك في الآخرين .