بيروت هيام بنوت ما يميّزها عن غيرها من الفنانات أن نجوميتها «الصاروخية» انطلقت دفعة واحدة من لبنان، وانتشرت بسرعة في كل العالم العربي، ليصبح حضور مايا دياب «الصارخ» عنواناً لنجاحٍ استثنائي في التقديم أولاً وفي الغناء ثانياً بانتظار الفرصة المناسبة التي تحوّلها نجمة تمثيلية خلال الفترة المقبلة وعندما يتوافر العمل المناسب. دياب ترى - في حوار مع «الراي» - أنه لم يحن الوقت لكي تخوض تجربة التمثيل، مضيفة أن العروض التمثيلية التي تتلقاها أكثر بكثير مما يعتقد البعض، لكن موضوع التمثيل مؤجل عندها كما أنها تشعر بأنها «أكبر» من أن تجرب أي شيء. وأشارت إلى أن ما قدمه لها المخرج سعيد الماروق في فيديو كليب «شكلَك ما بتعرف» هو ما كانت تبحث عنه... وإليكم التفاصيل: هل صحيح أنك تحضّرين أغنية جديدة خاصة بعيد الحب؟ - الأغنية أصبحت جاهزة، وأدرس حالياً إمكان طرحها في «الفالانتاين» أو أرجئ هذه الخطوة لوقت آخر. من المعروف أنني طرحت أغنية «شكلك ما بتعرف» منذ فترة ليست ببعيدة، وهي لا تزال تحصد حتى اليوم أصداء إيجابية واسعة، فوجدتُ أنه لا يجوز أن أفسد نجاحها بإصدار أغنية جديدة ليس بالضرورة أن أطرحها في هذه المناسبة. ولأن رأي فريق العمل الذي يساعدني كان مطابقاً لرأيي كان قرار إرجاء طرح الأغنية إلى وقت آخر، لا سيما أن أغنيات الحب يمكن أن تطرح في أيّ وقت في السنة. مَن يتابع خطواتك الغنائية يشعر وكأنك في صراع مع الوقت لناحية كثافة إصداراتك وحرصك على طرح أغنية جديدة كل شهرين أو ثلاثة أشهر، فهل ترين أنك بدأت تقطفين ثمار ما كنت تخططين له كمغنية، ولا سيما أنك عندما قررتِ الاستقلال بمسيرتك الغنائية بعيداً عن فريق «فور كاتس»؟ - لا شك أن هذا الأمر تحقق. هل تجاوزتِ أزمة موت المخرج يحيى سعادة؟ - كلنا جربنا مأساة الموت برحيل فرد من أفراد عائلاتنا أو أقاربنا أو أصدقائنا، الموت هو المصيبة الوحيدة في الحياة التي تبدأ كبيرة جداً ومع مرور الوقت لا نلبث أن نستوعبها بشكل تدريجي، ونحن مجبرون على ذلك، لأنه لا يوجد بديل. الحياة لا بد أن تستمر والموت أمر واقع ولا بد وأن نتأقلم معه. لا أنكر أنني تضايقت كثيراً لرحيل يحيى، ولكنني اليوم استوعبت ما حصل وصدّقت أنه مات وأصبحتُ أنظر إلى هذا الموضوع من بعيد بعدما كنت طوال الفترة الماضية في داخله. مع يحيى كنت ستبدعين، لأن «الجنون» صفة مشتركة بينكما، هل ترين أن تعاملك مع سعيد الماروق في فيديو كليب «شكلَك ما بتعرف» عوضّ عليك قليلاً من الجنون الذي كنت تنشدينه؟ - ما قدمه لي سعيد هو ما كنت أبحث عنه وهو ما تحدثت إليه عنه واتفقتُ معه في شأنه. سعيد لم يخذلني على الإطلاق، بل أعطاني ما كان يتصوّره وينتظره كلانا، بل حتى أكثر مما كنا نتوقّعه. اليوم عندما يتم التطرق إلى أسماء الأشخاص المتفوقين في مجال الإخراج في العالم العربي لا يمكن أن نتغاضى عن ذكر اسم المخرج سعيد الماروق. وأنا كنت سعيدة جداً لتعاملي مع «أستاذ» لأنه يتميز بحرفية عالية في العمل من ناحية، ومن ناحية أخرى أعطاني كل ما أريده وما أستحقه لأنني أملك رؤية معيّنة لنفسي ولأعمالي وأعرف جيداً كل ما أريده. هناك رأي اعتبر أن أغنية «شكلك ما بتعرف» جميلة جداً لوحدها والكليب الخاص بها جميل أيضاً ولكن لوحده، بمعنى أن مضمون الأغنية لم يكن منسجماً مع فكرة الفيديو كليب؟ - من وجهة نظري، فكرة كليب «شكلك ما بتعرف» لا تنسجم مع مضمون أي أغنية، وفي الأساس لم يكن هذا هو هدفنا أنا وسعيد، لأنني عادة لا أحب تجسيد كلمات أغنيتي في الفيديو كليب، وهو مثلي، وأعتبر أنني من خلال كليب «شكلك ما بتعرف» وأيضاً من خلال كليبات عدد من الفنانين، ارتقيتُ بمستوى الكليب العربي إلى المستوى السينمائي، وهذه الناحية لا تخدم كثيراً مضمون الأغنية، ولكنها لا تزعجني على الإطلاق، لأنني لا أرى أنه يجب تجسيد كلام الأغنية حرفياً من خلال الصورة. الأغنية وكما أشرت جميلة جداً، وأنا أريد أن أغتنم المناسبة كي أتوجه بالشكر لكل شخص تعاون معي فيها وجعلها ترى النور بشكلها الجميل، وخصوصاً سليم عساف وداني حلو، وأيضاً أريد أن أتوجه بالشكر إلى المخرج سعيد الماروق الذي حقق لي ما كنت أصبو إليه، لأنني كنت أريد أن أرى نفسي وفق الرؤية التي جسدتها في الفيديو كليب، ولأنه في الأساس لا توجد أي أغنية في العالم يمكن أن تجسد رؤيتي من خلال الصورة، ومن هناك كنت حريصة كما سعيد على التوفيق بين المسألتين. هل أنت اليوم متوافقة أم متخاصمة مع المخرج سعيد الماروق؟ - بل متوافقان، ولماذا نختلف؟ لأنه كان من المفترض أن تعقدي مؤتمراً صحافياً خاصاً بكليب «شكلك ما بتعرف» ولم يتحقق هذا الأمر بسبب التأخير الذي طرأ على إنجازه؟ - كان من المفترض أن أعقد مؤتمراً صحافياً أثناء التحضير للعمل كي أتحدث عنه أمام الصحافيين والأصدقاء، ولكن حصل تأخير لم يكن سعيد المسؤول عنه، بل شركة الإنتاج «آروما» في مصر، وهذا التأخير لم يكن لفترة وجيزة بل امتدّ لنحو شهرين وأسبوع، ولذلك وجدتُ أن عقد مؤتمر صحافي جديد لم يعد مناسباً، لأنني لو فعلت ومن ثم أفسحت المجال أمام الصحافة للتحدث عن العمل ومناقشته، فإن الأمر سيمتد لما بعد العام 2012، وهذا التوقيت لا يصبّ في مصلحتي ولا يناسبني. هل ترين أن مسيرتك كمقدمة أكثر يسراً من مسيرتك الغنائية التي يبدو أنها لا تخلو من المطبات والمعوقات؟ - لماذا هذا الكلام؟ لأنه اعترضتك مشكلة مع هذه الأغنية ما تسبب بتأخيرها، وقبلها لأن أولى مشاريعك الغنائية المستقلة مع المخرج الراحل يحيى سعادة لم يبصر النور؟ - أنا إنسانة بسيطة جداً في الحياة، وما حصل قد حصل، لا أريد أن أعسّر الأمور أو أن أزيدها تعقيداً أكثر مما هي عليه في الواقع. أنا أتقبل الواقع كما هو. إنها الحياة، نحن نركض ونركض ولكن «ما بيصير إلا اللي بدو يصير». لو عرضت عليك المشاركة في برنامج «بحلم بيك»، أيّ من الفنانات تختارين كي تشاركينها الغناء؟ - وردة الجزائرية. لأنك متأثرة بها أكثر من غيرها؟ - كلا، ولكن اسمها أول اسم مرّ في بالي، وردة هي أكثر فنانة يمكنني أن أغني أغنياتها وأن أقف إلى جانبها. هل تتمنين أن تقدمي قصة حياتها على الشاشة؟ - لا! لا أعرف لماذا تذهبون في المواضيع حتى النهاية. كل ما في الأمر أن تجسيد قصة حياة الفنانة الراحلة وردة طُرح أكثر من مرة في الإعلام؟ - شرف لكل فنان موجود حالياً على الساحة أن يجسد على الشاشة قصة حياة عملاق أو عملاقة من عمالقة الفن في العالم العربي. هذه العروض لها ظروفها وأوقاتها، وكل فنان يمكن أن يقبل بها أو يرفضها وفق ما تمليه عليه ظروفه. لماذا لم نلمس جرأة منك حتى الآن في مجال التمثيل كتلك التي في الغناء والتقديم؟ - هذا الكلام غير دقيق، لأنه لم يحن الوقت كي أخوض تجربة التمثيل. لا شك أن هناك أشخاصاً كثيرين سيقرأون هذه المقابلة وأنا أعرف أن أي منتج أو أي مخرج سيقول بينه وبين نفسه «ليت مايا تقبل أن تمثل معي». العروض التمثيلية التي أتلقاها أكثر بكثير مما يعتقد البعض، إلا أن موضوع التمثيل مؤجل عندي. لكن لماذا أرفضه! لا أعرف، وربما إذا تلقيتُ عرضاً مغرياً جداً على مستوى المضمون يمكن أن أتراجع عن موقفي، لأنني أشعر بأنني «أكبر» من أن أجرّب أي شيء، أي أنه «ممنوع عليّ أنا جرّب»، بل يجب أن أكون واثقة من كل خطوة أقوم بها ومن النتائج التي تترتب عليها. في هذا الزمن يقال إن الفنان يمكن أن يتحول إلى نجم بين ليلة وضحاها ولم يعد يتطلب الأمر تعباً وكدّاً لعشر سنوات أو أكثر، هل توافقين على هذا الرأي؟ - هذه المقولة ليست صحيحة على الإطلاق، بل حتى أنني أرى أن تحقيق النجومية في هذا الزمن أصعب بكثير مما كان عليه في أي زمن مضى، لأن الانفتاح الإعلامي في هذا العصر وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي خفّفا من وهج النجومية. في السابق عندما كان الناس يشتاقون لرؤية النجم، كانوا يبحثون عنه في الصحف والمجلات لمتابعة أخباره بينما اليوم يكفي أن أنشر خبراً على «تويتر» كي يعرف الناس كل أخباري وتحركاتي. النجومية في هذا العصر أصبحت ضئيلة جداً والنجوم عددهم محدود، ومن يراقب الساحة يلاحظ أنه لم تعد تلمع أسماء فنية كما كان يحصل في السابق، والسبب يعود إلى كثرة عدد برامج الهواة «اللي بطعمة وبلا طعمة» كما بسبب كثرة التواجد والظهور، ولذلك فإن السعي وراء النجومية أمر صعب المنال، وأنا أقول إن النجم هو من يكون نجماً في الأساس، مع التأكيد أنه توجد الكثير من العوامل الأخرى التي تساعده على أن يبرز ويسطع. أي أنه إذا لم تكن المقومات الضرورية متوافرة في الشخص وإذا لم تنبع النجومية من داخله، فهو لن يستطيع أن يكون موجوداً أبداً. وبالنسبة إلى الصدفة، ألم تلعب دوراً في تحقيق نجوميتك، وتحديداً لناحية تواجدك في برنامج «هيك منغني» لأنك قبلها كنت عضواً في فريق «الفور كاتس» هذا عدا عن تجربتك التمثيلية في مصر من خلال مسلسل «كلام نسوان»؟ - كل تجربة خضتها في حياتي، من دون استثناء، لعبت دوراً في صناعة نجوميتي. بعد أن فزت في العام الماضي بلقب أفضل مقدّمة، هل تطمحين هذه السنة للفوز بقلب أفضل مغنية؟ - لم لا؟ أتمنى ذلك.