تعذيب أدى إلى قتل أم مجرد حادث غير متعمد؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن، بعد اختفاء محمد الجندي، عضو التيار الشعبي المصري، ثم وفاته، في ظروف غامضة، دون معرفة الملابسات الحقيقية لمقتله. أقوال عديدة انتشرت منذ العثور عليه في مستشفى الهلال الأحمر، ما بين أعضاء التيار الشعبي الذين أكدوا أنه تعرض للتعذيب، وظهرت عليه آثار خنق وكى بالنار، وما بين أطباء المستشفى وطاقم التمريض الذين أكدوا أن كل ما يتم تداوله في وسائل الإعلام مجرد متاجرة بالجندي. وقال الدكتور أحمد سليمان، أحد أطباء الرعاية المركزة بمستشفى الهلال الأحمر، إن الجندي جاء إلى المستشفى في سيارة إسعاف فجر يوم الاثنين 28 يناير، حيث أكد رجال الإسعاف أنه تعرض لحادث سيارة، أصيب على إثرها بغيبوبة عميقة وكسر بثلاثة ضلوع. وأضاف عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": أن أهل الجندي لم يكن لديهم علما بأنه بالمستشفى وقتها، وأنهم علموا بوجوده هناك يوم الخميس 31 يناير، حيث زاره أصدقاؤه أول الأمر، ثم خاله وابن عمته، ثم والدته التي أتت صباح يوم الجمعة، مشيرًا إلى أن أصدقاءه هم أول من رددوا ما يفيد أنه تعرض للتعذيب، استنادًا إلى رواية أحد المعتقلين بمعسكر الأمن المركزي بالجبل الأحمر. وأكد سليمان أنه من المستحيل أن يتآمر أطباء الرعاية والاستشاريون والاخصائيون وطاقم التمريض مع الحكومة ضد الجندي، لافتًا إلى أنه عرض إذن الدخول وأشعات المريض على إحدى قريبات المتوفى، والتي تعمل طبيبة أمراض الكلى، حتى تتأكد، أنه لم يتعرض للتعذيب. وفي سياق متصل، أشارت إحدى الممرضات اللاتي أشرفن على الجندي، والتي رفضت ذكر اسمها، في تصريحات ل "البديل" إلى أن كل إصابات الجندي كانت بالرأس والوجه، وأن جسده سليم تمامًا، ولا يوجد أي آثار لحروق أو جروح كما قال البعض، مؤكدة أنه غير مسموح لأى شخص أن يرى جسد المريض سوى الأطباء وطاقم التمريض المتابع له. وعلى الجانب الآخر، نفت هبة ياسين المتحدث باسم التيار الشعبي، ل "البديل"، موت الجندي عن طريق حادث سيارة، موضحة أن ما ينشر من المستشفى ما هو إلا تواطؤ من وزارة الصحة مع الداخلية حتى لا تكشف ما تقوم به الأخيرة من انتهاكات واضحة، مؤكدة أن ما نُشر عن تعذيب الجندي كان وفق عدد من الأطباء من خارج المستشفى الذين قاموا بزيارته واكتشفوا ذلك، في حين أن المستشفى لم يوافق على استخراج أى مستند رسمي لإثبات حالته، وهذا ما يؤكد غموض الأمر. وحملت ياسين وزير الداخلية مسئولية مقتل الجندي وتعذيبه حتى الموت من قبل قوات الشرطة، واختطافه من محيط كورنيش النيل إلى الجبل الأحمر، مشددة على أن وزارة الداخلية تنفذ خطة تستهدف المجموعات الثورية التي كان الجندي أحد ضحاياها. أخبار مصر – البديل