قال "أمير" جماعة "جبهة النصرة"، أبو محمد الجولاني، إن "دولة الخلافة" -التي أعلنها تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروفة إعلاميًّا ب"داعش" في سورياوالعراق- قد "رفضها العلماء، لأنها لم تقم على أسس شرعية"، واصفًا أعضاء التنظيم بأنهم "خوارج". وأوضح الجولاني -في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية، تم بثها الأربعاء 3 يونيو 2015- إن دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في شهر يونيو الماضي "رفضها العلماء، لأنها لم تقم على أسس شرعية، وهم أعلنوها وألزموا الناس بها". ورأى أنهم بهذا الإعلان "شقوا صفّ المجاهدين بشكل كامل، وقدموا خدمات لأمريكا في محاربة القاعدة من حيث لا يشعرون". وكان الجولاني يتحدث في المقابلة من "إحدى المناطق المحررة في شمال سوريا"، بحسب ما قال مقدم البرنامج، وهي المقابلة الثانية مع القناة نفسها، بعد مقابلة في 2013. ووصف الرجل، الذي لم يظهر وجهه على الشاشة، وقدمته القناة على أنه الجولاني، تنظيم "الدولة الإسلامية" ب"الخوارج"، وقال إن من صفات هذه الجماعة "استباحة دماء المسلمين، وتكفير المسلمين دون ضوابط شرعية، وتكفير الخصوم". مضيفًا: "هم يكفروننا، لكن نحن بالطبع لا نكفرهم"، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية الخميس 4 يونيو 2015. وظهر التنظيم في سوريا عام 2013، معلنًا ضمّ "جبهة النصرة" إليه، ومقدمًا نفسه باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، لكن النصرة رفضت الدمج، ودارت معارك بينهما منذ بداية العام 2014. واتهم الجولاني عناصر التنظيم "بنقض العهود". مشيرًا إلى ارتكابهم "كثير من حالات قطع الرؤوس والصلب" في صفوف جبهة النصرة. وردًّا على سؤال لمقدم البرنامج، قال الجولاني: "خلافنا في الشام أنه ليست لديهم جدية في قتال النظام إلى هذا الوقت". وأكد أنه "ليس هناك منظور للحل بيننا وبينهم في الوقت الحالي. نأمل أن يتوبوا، وإن لم يكن ذلك فليس بيننا وبينهم إلا القتال". وأقرّ الجولاني بمشاركته في الحرب في العراق، خلال الوجود الأمريكي في هذا البلد، وقال إن "جماعة الدولة لديهم جدية في قتال الرافضة في العراق، على خلاف جديتهم في قتال النصيرية في الشام". وعزا ذلك إلى وجود "قيادات عراقية لديها عشر سنوات من التضحية" في صفوف التنظيم هناك. وتعد "جبهة النصرة" ذراع تنظيم "القاعدة" في سوريا، لكن الجولاني أكد أن الجبهة لا ترغب بالحكم في سوريا بعد سقوط النظام. وقال: "لا نسعى إلى حكم البلد، بل نسعى لأن تحكّم الشريعة في البلد". مشددًا على وجوب أن يصار -بعد قيام "الحكومة الراشدة"- إلى "ضمان حقّ المهاجرين"، في إشارة إلى المقاتلين الأجانب في صفوف الجبهة، والذين قال إنهم يشكلون ثلاثين في المئة من عناصرها. وانتقد الجولاني تجربة جماعة "الإخوان"، وقال: "الإخوان انحرفوا، ولا يقبل الإسلام أن ندخل البرلمان ونقسم على الدستور، وأن الخلاص في الجهاد لا في خوض المعارك السياسية".