152 اعلم بأن اليوم ليس عيد ميلاده أدرك بأن اليوم ليست ذكرى وفاته ولكن لا ادري أظنها تلك الجزيئات الصغيرة في جيناتي التي منك هي من حركت أناملي اليوم لأكتب لك .... لطالما افتقدتك عيناي ومسامعي والوجدان .. لطالما فاخرت بك كل احزائي وتفاصيلي لطالما تمنيت بقائك خالدا مثل فنك وألحانك ولبسك الأنيق في الذاكرة والوجدان لطالما تمنيت بقائك واستمرارك في انبعاث النور والأمل والشذى لطالما سمعت عن معجزاتك الموسيقية لطالما سمعت عن موهبتك الأخلاقية التي تنتزع من النفس الحب والحب والأمان كل يوم أرى أحدا من بني ادم يخبرني عنك كل جديد.. ممّا سمعت تقدير مصر مؤخرا لموهبتك الفذة بتسميتك فنان العصر الذهبي بعد تهميشهم لقلمك الراقي(حبي في القاهرة) لكم تغنيت بأنك خالي ليس فقط بالنسب ولكنك خال من الشوائب ايضا. لست ملاكا ولكن تلك الحركات المتموجة والتي تسري في جسدي من دمائك هي التي ترى ذالك لطالما حفظت وذكرت انتمائك في جملتك في المقطع من فلم (حبي في القاهرة ) وأنت تقول لحبيبتك (سأعود لبلدي عدن لان حلمي ان اعمل نهضة موسيقية هناك) لطالما علمت بان لا رجل سواك أحب وعشق وتنفس لها واليها ...مثلك ولكن لأول مرة أحمد الله انك لست حيا بيننا أحمد الله ان روحك عند بارئها وموجدها... احمد الله وبشدة ان جسدك ميت وبشدة... أتعلم لماذا !! سأخبرك .. سأخبرك عن محبوبتك ومعشوقتك ماالذي أصابها ... أتعلم أتعلم بأن بحرها استبيح .. أتعلم بأن جبالها السويسرية تنتهك.. أتعلم بان مساجدها دفنت تحت الأرض... أتعلم بان في عدن أصبح يقال أ أنت عدني.. من أين!! !! و أجراس الكنائس لا تدق أتعلم بان التسامح انتهى منها والقسوة والعنف حلّا بها هي لم تعد تلك التي أحببتها يا ابن قاسم هي لم تعد تلك التي نمت تحت التراب وعيناك فرحة بها أتعلم بان في عدن يعتدي على الأخر بحجج انه ليس منها أتعلم بأننا لا ننام لصوت أزيز لطلقات نارية لاخترق أجسادنا الضعيفة المنهكة ولكن تخترق عدن.. أتعلم بأن هناك من يكيد المكائد والخطط لتدميرها أتعلم بان عدن عبثوا و يعبثوا وسيعبثون بها ولا احد يقول عفوا أخطأنا. أتعلم بأنهم ينخرون صهريجك وقلعتك المنيعة.. ويستمرون يستمرون بقتل العلم والحضارة والثقافة فيها. أتعلم بان أمي تحترق غيضا كل يوم لأجلها أتعلم بان كل عدني محب لها يموت شيئا فشيئا لأجلها أتعلم بان القبور كثرت والدماء سالت والأحقاد نمت وكبرت بين أبنائها أتعلم بان نهضتك الفنية التي ضحيت بكل شيء لأجلها رحلت معك ولم يبقى سوى سراب لها... أتعلم يا احمد بن احمد قاسم انك خالد وخالد في عدن ولكنهم يبدلون الغالي بالرخيص لمحوك وشطبك منها... أتعلم بان في عدن أصبح يقال ما دينك وما ملتك وما مذهبك ومن أين أتيت وتتبع من.... أعلنها لكم جميعا حتى ليسألني احد انا ابنة أختك اتبعك أنت ولا اتبع سواك... ... رحمك الله وأدخلك فسيح جنانه..اعذرني فألمي كبير وسعادتي بعدم رؤيتك لعدن الان اكبر... (هذا بعض من ما لا تعلم يا ابن قاسم)
