انور سلطان تصوروا ان بعض الاصلاحيين الجنوبيين يخادعون أنفسهم بالقول ان " الحراك " يعادى الاصلاح لنهجه الإسلامي وليس لأنه حزب له موقف سياسي واضح من قضية الجنوب معاد لها ... يا لهذه العقول التى تُحكم غلق أي باب للتفاهم او تفهمهم هم لغيرهم. ايعقل هذا يا عقلاء يا اصلاحيين! اتقوا الله في انفسكم وشعبكم وبلادكم ... اتقوا الله ولا تكونوا ادوات بيد قبائل ( ج ع ى ) الى اقتسمت ارضكم بين مشايخها وعسكرها ... اتقوا الله ولا تخادعون انفسكم . انضموا الى الجنوب وثورته بنفس نهجكم الإسلامي واحكموا على الجنوب من طريقة تعامله معكم، هل هو ضد نهجكم الإسلامي ام انتم ضد الجنوب تجعلون من انفسكم ادوات بيد صنعاء شعرتم بذلك م لم تشعروا ... اتركوا ايدلوجية السمع والطاعة، فقد جعل الله لكم عقولا وكرامة وارادة فلا تجعلوا من انفسكم قطعانا تساق، وان كان لابد فالتكن لكم قيادتكم الجنوبية الخالصة، وحزبكم الإخوان الجنوبي، وقيادته المستقلة التى تطيعونها لا طاعة قبائل ( ج ع ى ) . مفهوم السمع والطاعة للرسول حرفته السياسة واخرجته عن مضمونه الديني الخاص بطاعة الرسول، الى مضمون ديني سياسي يجعل الطاعة لبشر دينا يتعبد بها الانسان (الا ما اكبرها كلمة) مثل طاعة الرسول تماما، وحولت السمع والطاعة الى وسيلة لاستعباد الناس والغاء ارادتهم ... نعم سوف اسمع واطيع السلطة الحاكمة لأنها شرعية، اطيعها من اجل وطني والصالح العام، وهذه الطاعة واجبة، لكن هل هي دينية ام لا؟ هذا امر آخر (في نظري ليست دينية، لأنه لا طاعة دينية لمخلوق ولا اية جهة مهما كانت بعد الرسول .. هذا رأيي بل ديني وعقيدتي التى اعتقدها). وعندما تتحول هذا الطاعة الى طاعة دينية في نطاق حزب فسوف تجعل من الحزب فوق الوطن والشعب ،،، وتجعل الحزب مجتمعا قائما بذاته داخل المجتمع ، له مصالحه التى تتعارض مع المجتمع الأساسي ... قد تكون الطاعة وان البست لباس الدين مقبولة في نطاق وطن ومصالحه ( وهى امر قابل للأخذ والعطاء ) اما في نطاق حزب فهي الكارثة ، حيث تحول الحزب الى حزب فاشي . هذا للأسف من تخريجات الاخوان المسلمين التى لم يسبقهم أحد من السلف حيث كانوا يرون الطاعة فى إطار اجتماعي عام للخليفة (والان حلت الدولة الوطنية محل الامام)، فأخذها الاخوان وجعلوها للمرشد، وصوروا ان المرشد في مقام الخليفة. وهذا تحريف شديد للدين لم يفقهوه وهم أنفسهم الان وقعوا ضحيته. لقد تحولت الطاعة الدينية للرسول الى طاعة دينية سياسية للخلفاء المستبدين (خلفاء بنى امية والعباس ومن كل ادعى انه خليفة)، الى طاعة دينية حزبية ضيقة جعلت الحزب ذاته وطنا ومجتمعا، وحولت طبيعته الى طبيعة فاشية. عندما تتحول الطاعة الحزبية الى طاعة لأعداء وطن وشعب (لمحتل) تتحول الى تبعية مطلقة، الى علاقة تابع ومتبوع، وآمر ومأمور . ويتحول وطن الى ضيعة خاصة لان ابنائه انفسهم اتباع لا يملكون من امرهم شيئا، انهم محتلون نفسيا، محتلون عقليا ... انه امر لا يصدق من الغاء الذات والعقل والارادة. ايها الاصلاحيون الجنوبيون ان كان لابد فاعلون ومؤمنون بالسمع والطاعة ، فنقول لكم فالتكن طاعة لقيادة جنوبية ضمن اطار الوطن الجنوبي ، فالتكن لكم قيادتكم الوطنية الجنوبية واطيعوها كيفما شئتم ، والوطن يجمعنا جميعا ، فلنقف صفا واحد ... وان اردتم ان تكونوا فرعا للإخوان ولجماعتها العالمية ، فكونوا فرعا اصيلا وليس فرعا من فرع ناهيك ان تكونوا ذيلا لفرع كما هو واقع الان ... كونوا رأسا ... ولا تحولوا الجنوب والشعب الجنوب الى وسيلة وضحية لمشاريع وحدة عربية او اسلامية ، فاستقلال الجنوب ليس ضد أي مشروع شامل ( هذا اذا كان سيتحقق فعلا وهناك مقومات فعليه له ) ... لا تقدموا الجنوب على مذبح قبائل ( ج ع ى ) وعسكرها باسم شعارات ، كما قدمه الحزب الاشتراكي الذى يتحالف معه الاصلاح الان ... تصورا ايضا، ان الاصلاحيين يتذبذبون بين " الوحدة " وانفصال حضرموت ... ايعقل هذا التذبذب الجامح ؟ ان بين القفزتين ما بينهما، انها القضية الجنوبية ذاتها. ان تبنى انفصال حضرموت هدفه ضرب القضية الجنوبية ... اما وحدة، والا انفصال حضرموت ... ايعقل هذا يا عقلاء الاصلاح ... ان الامر مكشوف واضح للعيان ... ان حضرموت مجرد مطية ضد القضية الجنوبية للتمكين للاحتلال (الذين تصرون اصرارا عجيبا على نكران انه احتلال رغم الجحافل ( ج ع ى ) الموزعة في كل زاوية وركن ))) . واذا اجتمع هذا مع تأييد انفصال عدن ... فالأمر لا يحتاج الى مجرد الاشارة الى مصلحة الاصلاح فيه، فالإشارة هنا ستعتبر انتقاص من فهم الناس، مثل تعريف مبصر بالشمس ... لماذا الا تأييد انفصال حضرموتوعدن لم يزعج حزبكم، ولم يؤدى الى طردكم منه؟ لأنها وسيلة حزبكم لتفريق الجنوبيين، فلتتوزع القضية الجنوبية الى قضايا وتتشظى الى شظايا، وعندها يكون الاصلاح قد كفى القتال من اجل الوحدة واستصدار الفتاوى العلنية والسرية ... وبالتأكيد جاءتكم اوامر من صنعاء (او على الاقل الضوء الاخضر) لأننا نعرف انكم لن تستطيعوا اتخاذ قرارا بذلك ... لا بل اننى ازعم ان هناك اصلاحيين جنوبيين ملكيين أكثر من الملك وهم من طرح هذه السياسة لأنها اعرف بالمضرة ... (وكثير من الشباب البعيدين عن صنع القرار وتلقى الاوامر من صنعاء لا يعرفون هذا اطلاقا ومن السهل الضحك على عقولهم لأنهم ارتضوا ذلك) .... هل يستطيع أحد ان يخالف سياسية حزبه المعلنة الى حد السعار المتمسك ب " الوحدة " خصوصا ان حزبه يعتمد مبدأ السمع والطاعة؟ يا شباب الإصلاح البعيدين عن صنع القرار، ماذا سيكون موقف حزبكم اذا وقفتم مع حق الشعب الجنوبي في الاستقلال وايدتم هذا المطلب؟ ايها الجنوبيون اعضاء الاصلاح، ان سياسة الاصلاح مكشوفة واضحة لا تحتاج الى ذكي ليفهمها. اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين .. 8 - 2 - 2013 م