أجرت كوريا الشمالية ثالث تجربة نووية لها صباح الثلاثاء في تحد واضح لتحذيرات الأممالمتحدة والمجتمع الدولي، مما أثار موجة استنكار عالمية حتى من الصين، حليفتها الوحيدة، وإيران التي تواجه عقوبات دولية بسبب برنامج النووي. وأكدت وكالة كوريا الشمالية للأنباء نجاح التجربة النووية التي أجريت تحت سطح الأرض، وقالت إن "الاختبار استخدم شحنة نووية أصغر وأخف بقوة تفجيرية أكبر من قبل". وتسببت التجربة بحصول ارتجاجات أرضية وصلت قوتها إلى 5.1 درجة على مقياس ريختر، حسبما أشار معهد المسح الجيولوجي. غير أن كوريا الجنوبية كشفت أن حجم النشاط الزلزالي يشير إلى أنه تفجير نووي أكبر بقليل من التجربتين السابقتين لكوريا الشمالية واللتين أجريتا عامي 2006 و2009، وبلغت قوتهما 6-7 كيلو طن على التوالي. وقال مراقبون إنه إذا تبينت صحة الاختبار، فإن بيونغ يانغ ستكون أقرب لبناء رأس حربي صغير يكفي لتسليح صاروخ. هذا الاختبار هو الأول من نوعه في ظل حكم كيم جونغ أون الذي تسلم مقاليد الحكم من والده الذي توفي في ديسمبر/كانون الأول 2011. x مسؤول في إدارة الأرصاد يحدد مكان الزلزال الذي نتج من التجربة النووية اجتماع طارئ لمجلس الأمن وفي تحرك دولي، دعا مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ الثلاثاء لمناقشة الاختبار والخطوات التي يمكن اتخاذها ضد بيونغ يانغ، والتي من المرجح أن تتضمن تشديد العقوبات الدولية. يشار إلى أن خيارات المجتمع الدولي تبدو محدودة للرد على بيونغ يانغ من دون التسبب بأزمة أكبر، خصوصا وأن كوريا الشمالية تواجه عقوبات دولية هي الأشد في العالم. في هذا الصدد، نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي آسيوي في الأممالمتحدة في نيويورك قوله "اعتقد أنه سيثبت أنه خطأ من جانب كوريا الشمالية"، مضيفا "لقد اختاروا التوقيت الخطأ لإجراء هذه التجربة.. هذه ستكون أيضا دعوة مفتوحة للمجتمع الدولي لزيادة المخاطر بعزل كوريا الشمالية". "اختبار استفزازي" وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهذه التجربة النووية، معتبرا أنها "مزعزعة للاستقرار بشكل كبير". وقال المتحدث باسمه مارتن نسيركي "إنه انتهاك واضح وخطير لقرارات مجلس الأمن". كذلك، وصف الرئيس باراك أوباما التجربة النووية ب"الاستفزازية"، ودعا إلى تحرك دولي "سريع" و"ذي مصداقية" ردا عليها. وأعربت الصين عن "معارضتها الشديدة" للتجربة، مجددة موقفها "الحازم المؤيد لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية والحد من الانتشار النووي والحفاظ على السلام واستقرار آسيا الشمالية". وقال رئيس وزراء اليابان شينزو آبي إن هذه التجربة تشكل "خطرا كبيرا على سلامة بلادنا وتحد كبير"لتدابير نزع الأسلحة النووية ومنع انتشارها، مؤكدا أنه "لا يمكن السماح بها". "أنشطة غير مشروعة" ودعت بريطانيا إلى "رد قوي" من مجلس الأمن، فيما ندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالتجربة، أكد أن "فرنسا ستدعم تحركا صارما في مجلس الأمن". ودعت روسياكوريا الشمالية إلى وقف "أنشطتها غير المشروعة واحترام كل قرارات مجلس الأمن الدولي بدقة والتخلي بشكل كامل عن برنامجها للصواريخ النووية ". طهران تنتقد وانتقدت إيران التجربة، معتبرة أنه يجب ألا "تملك أي دولة" السلاح الذري، حسبما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست. ويتزامن موعد التجربة النووية مع الاستعداد للاحتفالات السنوية بذكرى ميلاد كيم جونغ إيل في 16 فبراير/شباط. بيونغ يانغ تحذر ولاحقا، حذرت كوريا الشمالية من أن التجربة النووية التي قامت بها صباح الثلاثاء "ليست سوى مرحلة أولى" وأنها ستقوم بأعمال "أقوى" إذا تم فرض عقوبات عليها. وقالت وزارة الدفاع الكورية الشمالية في بيان أصدرته إن "التجربة الأخيرة لم تكن سوى التحرك الأول الذي قمنا به بأكبر قدر من ضبط النفس". وأضافت الوزارة "إذا قامت الولاياتالمتحدة بتعقيد الوضع عبر عدائيتها المستمرة، فلن يكون أمامنا من خيار سوى القيام بعمل ثان أو حتى ثالث أو سلسلة أعمال".