أعلن الجيش السوري الحر عن تحقيق "تقدم كبير" على عدة جبهات في حلب وسيطرته على مطار الجراح العسكري هناك، بينما قالت الأممالمتحدة إن قتلى النزاع في سورية ارتفع إلى 70 ألف شخص. وقال رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب العقيد عبد الجبار العكيدي الثلاثاء إن الاستيلاء على مطار الجراح العسكري جاء في إطار عملية عسكرية واسعة تستهدف مطارات ومراكز عسكرية أخرى في شمال البلاد. وأضاف أن قواته سيطرت أيضا على "اللواء 80 (المكلف حماية مطار حلب الدولي)، بالإضافة إلى سلسلة حواجز على الطريق الممتدة من مطار حلب إلى مدينة حلب، بينها الكازية والمنارة والملعب". وأشار إلى أنه بفعل "هذه الانتصارات، باتت الأوضاع صعبة جدا لقوات النظام في مطارات حلب ومنغ والنيرب"، معربا عن أمله في الاستيلاء عليها قريبا. وأوضح العكيدي أن العملية تمت "بقرار من غرفة عمليات حلب"، وبالتنسيق بين "قادة الجيش الحر والألوية والكتائب على الأرض". وأكد مصدر عسكري سوري والمرصد السوري لحقوق الإنسان انسحاب القوات النظامية من مطار الجراح. وأظهر مقطع فيديو على يوتيوب طائرات حربية بعضها من طراز "ميغ" على أرض المطار وعنابره. وقال المرصد إن مقاتلين سيطروا على أجزاء كبيرة من اللواء قبل أن "تتمكن القوات النظامية من إعادة السيطرة على المدخل الرئيسي للواء ...بعد استقدام دبابات متطورة من مطار النيرب العسكري" التي قامت بقصف الكتائب المقاتلة. ورأى مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن السيطرة على اللواء ستعرض مطاري حلب والنيرب الملاصق له للسقوط. وقد توقفت الملاحة الجوية في مطار حلب منذ بداية العام بسبب العمليات العسكرية في محيطه. يذكر أن مقاتلي المعارضة قد استولوا في وقت سابق على مطار المرجان العسكري الصغير في ريف دمشق ومطار تفتناز العسكري في محافظة أدلب . في غضون ذلك، أفاد المرصد بأن مقاتلين قطعوا رأس تمثال للشاعر أبو العلاء المعري في مسقط رأسه في مدينة معرة النعمان بإدلب التي سيطرت عليها المعارضة. إلى ذلك، قال رئيس الوزراء التركي إن الانفجار الذي وقع الاثنين عن معبر الهوى الحدودي بين سورية وتركيا نتج عن انفجار سيارة مفخخة. وقال إن بلاده ستتخذ "دون تردد الإجراءات اللازمة" حتى تتضح ملابسات الحادث الذي أسفر عن مصرع 14 سوريا وتركيا. يأتي هذا بينما أعلن المرصد السوري أن الحصيلة غير النهائية للقتلى جراء أعمال العنف يوم الثلاثاء هي 185 شخصا هم 34 مدنيا و73 مقاتلا معارضا و78 جنديا نظاميا. إلى ذلك ارتفعت حصيلة قتلى النزاع في سورية إلى حوالي 70 ألف قتيل ، بحسب ما أعلنته مفوضة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلالي الثلاثاء. وأدانت بيلالي إخفاق مجلس الأمن في وقف العنف وقالت إن "عدم اتخاذ أي تحرك كان كارثيا، ودفع المدنيون من جميع الأطراف الثمن". "تدمير سورية" في غضون ذلك، صرح الرئيس السوري بشار الأسد لدى ترؤسه الاجتماع الأول للحكومة بعد التعديلات الوزارية بأن "جهات عملت بشكل ممنهج في محاولة منها لتدمير البنية التحتية للبلاد" مضيفا أنها "بذلك تستهدف الشعب السوري أولا وأخيرا". ودعا الأسد إلى "تضافر الجهود بين مؤسسات الدولة والمواطن من أجل التخفيف من آثار الأزمة". من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري إلى الاستجابة لدعوة رئيس الائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب للحوار. وقال إنها "مناسبة يجب عدم تفويتها وفرصة للانتقال من منطق عسكري هدام إلى مقاربة سياسية واعدة". وأضاف أنه "عرض شجاع ...أطلب بإلحاح من الحكومة السورية ومن مجلس الأمن التجاوب معه". انقسام دولي إلى ذلك، دعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إلى تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه "إذا كان المجتمع الدولي لا يريد أن يفعل شيئا". وأضاف أن "المشكلة الحقيقة هي النظام السوري الذي يرفض انتقال السلطة والتوصل إلى حل سلمي". ورد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي علي تصريح الفيصل بالقول إن" قيادات الشعب السوري ومصيره ومستقبله يحدد في دمشق ومن السوريين وحدهم وليس من قبل أحد آخر" . وقال الزعبي إن "حرص سعود الفيصل على دماء السوريين يشبه حرصه على دماء السعوديين لاسيما في بعض مناطق المملكة، وإذا كان حريصا كما يزعم فعليه مكافحة الإرهاب لا مساندته ودعمه". وفي إشارة جديدة على استمرار الانقسام الدولي، أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء عن أسفه لوجود كميات كبيرة من الأسلحة في سورية، متهما بصورة ضمنية موسكو بتسليمها، وذلك ردا على انتقادات نظيره الروسي سيرغي لافروف للحرب الفرنسية في مالي. وكان لافروف قد اتهم باريس بأنها تحارب في مالي "من سلحتهم في ليبيا ضد نظام معمر القذافي منتهكة الحظر الذي فرضه مجلس الأمن على الأسلحة".