طرق الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الثلاثاء في خطابه حول حالة الاتحاد امام الكونغرس، مسائل داخلية وخارجية، وحثّ ايران على توقيع تسوية دبلوماسية للخروج من الازمة التي تسبب بها برنامجها النووي. وتوعد كوريا الشمالية بالحزم. واشنطن: وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الثلاثاء القيام ب"عمل حازم" ضد "التحريض" الذي تقوم به كوريا الشمالية التي قامت قبل ساعات بثالث تجاربها النووية. وقال في خطابه حول حالة الاتحاد امام الكونغرس إن "عمليات تحريض كالتي رأيناها الليلة الماضية لن تزيد الا من عزلة كوريا الشمالية في الوقت الذي نقف فيه الى جانب حلفائنا ونحن نعزز دفاعنا المضاد للصواريخ وسنحمل الاسرة الدولية على القيام بعمل حازم ردًا على هذه التهديدات". واضاف: "يجب أن يعلم نظام كوريا الشمالية أنه فقط ومن خلال التزامه بواجباته الدولية سيكون في امان وازدهار"، مؤكدًا أن "اميركا ستواصل العمل على منع نشر الاسلحة الاكثر خطورة في الكوكب". الملفّ الإيرانيّ كما حث الرئيس الاميركي ايران على توقيع تسوية دبلوماسية للخروج من الازمة التي تسبب بها برنامجها النووي المثير للجدل، وذلك قبل اسبوعين من اجتماع بين طهران والقوى العظمى. وقال اوباما: "يجب أن يقر القادة الايرانيون بأن الوقت قد حان الآن لايجاد حل دبلوماسي لأن التحالف ما زال موحدًا لمطالبتهم بتنفيذ تعهداتهم" الدولية. واضاف: "سوف نقوم بكل ما هو ضروري لمنعهم من امتلاك سلاح نووي". وستعقد طهران ودول مجموعة 5+1 اجتماعًا في 26 الشهر الحالي في الماتي في محاولة للتوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني بعد فشل لقاءات عدة أخرى في اسطنبول وبغداد وموسكو. وتشتبه مجموعة 5+1 (الدول الخمس الكبرى والمانيا) واسرائيل في سعي ايران الى صنع سلاح نووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني، الامر الذي تنفيه طهران بشكل قاطع. وفرضت الاممالمتحدة سلسلة عقوبات على ايران بسبب ملفها النووي، اضافت اليها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات أخرى، ما أثر سلبًا على الوضع الاقتصادي لايران. وقد وصل وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية فجر الاربعاء الى طهران لاجراء مشاورات جديدة تتناول البرنامج النووي الايراني، وفق ما نقلت وكالة الانباء الطالبية الايرانية. الترسانة النووية وأعلن اوباما أنه يريد أن يبحث مع روسيا خفضاً اضافياً للترسانة النووية للبلدين بعد تبني معاهدة ستارت لنزع الاسلحة النووية نهاية 2010، وذلك في خطابه حول حالة الاتحاد امام الكونغرس مساء الثلاثاء. وقال اوباما "سوف نبدأ بمحادثات مع روسيا بحثًا عن خفض اضافي لترسانتنا النووية". الإنسحاب من أفغانستان وأعلن أوباما سحب 34 الف عسكري اميركي من افغانستان أي نصف العدد "خلال السنة المقبلة"، وذلك في خطابه السنوي حول حالة الاتحاد. وقال: "هذا المساء، استطيع أن اعلن أنه خلال العام المقبل سيعود 34 الف جندي اميركي الى منازلهم من افغانستان"، موضحًا أن "الانسحاب سوف يتواصل" وأنه في نهاية العام 2014 "تكون حربنا في افغانستان قد انتهت". وذكر الرئيس الاميركي في خطابه سحب نهاية ايلول/سبتبمر 33 الف عسكري كان ارسلهم نهاية 2009 الى افغانستان لدحر حركة طالبان. واضاف "هذا الربيع، سوف تنتقل قواتنا الى دور داعم للقوات الافغانية المتمركزة في الصفوف الامامية" مشيرًا الى استراتيجية التحالف بقيادة الحلف الاطلسي والهادفة الى نقل المسؤولية الامنية تدريجيًا الى 350 الف جندي وشرطي افغاني. واوضح أن "الفكرة هي ابقاء قوات قدر الممكن على الارض حتى نهاية موسم القتال" في مطلع الخريف. قانون حول الهجرة ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الكونغرس الى تبني قانون "شامل" لاصلاح نظام الهجرة "خلال الاشهر المقبلة"، وذلك في خطابه حول حالة الاتحاد امام الكونغرس مساء الثلاثاء. وقال "نعلم ما يجب القيام به (...) فلنقم به الآن. ارسلوا لي قانون اصلاح شاملاً للهجرة خلال الاشهر المقبلة وسوف اوقعه فوراً". واضاف أن الشرطة وعالم العمل والشركات: كل العالم متفقون على ضرورة اقرار اصلاح. واوضح "اقتصادنا يكون اقوى عندما نستغل طاقات المهاجرين الذين يطفحون بالامل". واشار الى أن هذا الاصلاح يتطلب "امنًا صلبًا للحدود" ولكن يجب أن يقدم "طريقًا" نحو المواطنة. المناخ والطاقة وسيسنّ أوباما بنفسه القوانين من خلال المراسيم حول المناخ في حال اعترض الكونغرس في هذا المجال. وقال "في حال لم يسن الكونغرس سريعًا القوانين لحماية الاجيال المقبلة" من التغيير المناخي "سوف أقوم بذلك". واضاف "سوف اعطي الاوامر لمكتبي ليرفع لي نصوصًا بامكاننا اقرارها الآن وفي المستقبل من اجل تقليص التلوث واعداد شعبنا بالتالي لنتائج التغيير المناخي وتسريع الانتقال نحو المزيد من مصادر الطاقة المتجددة". واوضح "قبل اربع سنوات، هيمنت دول أخرى على سوق الطاقة النظيفة وخلقت وظائف تتلاءم معها. بدأنا نغيّر هذا الامر. العام الماضي، مثلت الطاقة البديلة حوالي نصف القدرات الجديدة لانتاج الكهرباء في اميركا. اذن فلننتج المزيد منها. اصبحت الطاقة الشمسية سوقاً افضل هذا العام، اذن فلنخفض المزيد من التكاليف". وقال ايضا "عندما تواصل دول مثل الصين تطوير الطاقات النظيفة، فيجب أن نتوجه اليها ايضا". وبالنسبة للنفط وخصوصا الغاز، اكد اوباما أن حكومته "سوف تسرع اعطاء رخص جديدة". ولكنه قال ايضا إنه يريد "العمل مع الكونغرس من اجل تشجيع البحث والتكنولوجيا لمساعدة الغاز على الاحتراق بطريق انظف وحماية هوائنا ومائنا". واقترح تخصيص قسم من العائدات النفطية لصندوق أمن الطاقة كي تتيح الابحاث والتكنولوجيا للسيارات والشاحنات تخفيف تبعيتها للنفط. وحدد الرئيس الاميركي اخيراً "هدفاً جديداً لاميركا: تخفيض نصف الطاقة التي نصرفها في منازلنا وشركاتنا خلال السنوات العشرين المقبلة". حقوق الانسان في الشرق الاوسط وتعهد الرئيس الاميركي بمواصلة الضغط على النظام السوري ومواصلة الدفاع عن حقوق الانسان في دول منطقة الشرق الاوسط التي سيزورها في اذار/مارس المقبل. وقال اوباما: "في الشرق الاوسط، سوف نقف الى جانب المواطنين الذين يطالبون بالحقوق الدولية وسوف ندعم العمليات الانتقالية نحو الديموقراطية". واضاف "سوف تكون العملية محفوفة بالمخاطر ولن نتمكن من الادعاء بأننا نملي عملية التغيير في دول مثل مصر. ولكن بامكاننا وسوف نعمل على الحض على احترام الحقوق الاساسية لكل الشعوب". ولكن اوباما الذي سسوف يتوجه الى اسرائيل والاردن والاراضي الفلسطينية في 20 و21 اذار/مارس لم يقدم أي اقتراح ملموس لمنطقة تشهد فيها سوريا نزاعًا منذ عامين اوقع سبعين ألف قتيل، حسب الاممالمتحدة. وقال اوباما ايضًا: "سوف نواصل ممارسة الضغط على النظام السوري الذي يغتال شعبه وسوف ندعم قادة المعارضة الذين يحترمون حقوق جميع السوريين". ورفض اوباما منذ اندلاع الحرب تقديم السلام للمعارضة السورية. وختم الرئيس الاميركي بالقول: "نحن بكل حزم مع اسرائيل في مطالبتها بأمنها وبسلام دائم. هذه هي الرسائل التي سأوجهها الشهر المقبل عندما اتوجه الى الشرق الاوسط". مساعدات ضد القاعدة واعلن اوباما انه يتوجب على الولاياتالمتحدة أن "تساعد" حلفاءها لمواجهة تهديد القاعدة ولكنها ليست بحاجة لنشر آلاف العسكريين في الخارج، وقال اوباما اذا كانت المنظمة الارهابية المسؤولة عن اعتداءات 11ايلول/سبتمبر لم تعد الا "ظل نفسها"، فإن "عدة تجمعات تابعة للقاعدة ومجموعات متطرفة قد ظهرت في شبه الجزيرة العربية وفي أفريقيا"، مضيفًا أن "التهديد الذي تشكله هذه المجموعات يتطور". واضاف لكن بعد عشرات سنوات من الحروب في العراق وفي افغانستان "لم نعد بحاجة لارسال الآلاف من ابنائنا وبناتنا الى الخارج او احتلال دول أخرى". واوضح أنه عوضًا عن ذلك، يجب "مساعدة الدول مثل اليمن وليبيا والصومال لحفظ امنها الخاص ومساعدة الحلفاء الذين يحاربون الارهاب كما نفعل في مالي". وقال ايضا: "حيث يكون الامر ضروريًا (...) سوف نواصل القيام مباشرة بأعمال ضد الارهابيين الذين يشكلون التهديد الاكثر جدية للاميركيين". واقر اوباما بأنه من الضروري أن "نكون اكثر شفافية تجاه الشعب الاميركي والعالم" حيال هذه المسألة. واضاف أن الحكومة ابلغت الكونغرس انها اقامت اطارًا شرعيًا وسياسيًا بحتًا في التصدي للقاعدة مع اقراره بأنه من الطبيعي أن "احدًا لا يمكنه بكل بساطة أن يصدقني في ديموقراطيتنا". واوضح "سوف اواصل محادثاتي مع الكونغرس للتأكد من أنه ليس فقط تحديد الهدف والاعتقال والملاحقات ضد الارهابيين تتم وفق القوانين وتوازن السلطات ولكن للتأكد ايضاً بأن جهودنا تتم بشكل اكثر شفافية".