"يمكنكم أن تسلبوا جيشاً جراراً قائده، ولكنكم لن تستطيعوا سلب إرادة رجل عادى".. بهذه الكلمات لكونفوشيوس، بدأ الفنان محسن شعلان حديثه عن معرضه المرتقب "القط الأسود.. تجربة سجين" والذى سيُفتتح فى تمام الساعة السابعة من مساء يوم السبت القادم 16 فبراير2013 بمركز الجزيرة للفنون. وقال شعلان فى بيان صحفى صادر عن قطاع الفنون التشكيلية "أتشوق أن يشاركنى افتتاح المعرض كل أصدقائى وأحبابى وجمهورى الوفى الذى لم يتخل عنى يوماً وكل من تعاطف معى فى محنتى، والتى كانت وقفتهم ومشاعرهم هذه باقة النور الوحيدة وسط ظلام هذه التجربة الممتلئة بشعور قاسى للغاية بالقهر وإحساس مرير بالظلم والمهانة.. ولعل هذا ما جعل صورة القط الأسود تسيطر على مخيلتى. وأوضح شعلان، أن القط الأسود، ارتبط فى ذاكرتنا الوجدانية بالخوف والخطر والشر والأشرار، ووجدته فى لحظات كثيرة يقتحم سطوح لوحاتى سواء كرمز للظلم أو للظالم أو معاونيه، وأحياناً رمز للصورة بشكل عام ببشاعتها وقبحها، وهى بالفعل تجربة رغم قسوتها تلك إلا أنها كانت مفيدة لى كفنان وأشعر أننى خرجت منها أكثر قوة، عكس ما أرادوه لى، وهنا أحب أن أتوجه لكل من شارك فى هذه المهزلة القبيحة"، إن سطوح لوحاتى قهرتكم وقهرت قضبان سجانى، وأشهد أنكم عانيتم بالسجن الذى طوّق روحكم الشريرة أكثر منى، لأن السجن ليس قضبانا خارجية تمنع حرية الإنسان.. وواهم من يعتقد قدرته على تقييد روح الفنان.. أمّا حينما يتمّكن الشر من أصحابه.. فهو سجن موحش لهم لا يسهل الخلاص منه!! وأضاف شعلان: " أُقدم فى معرضى نحو120 لوحة باستخدام الأحبار والألوان المائية والزيتية رسمتها جميعها خلال فترة محنتى التى بدأت مع اختفاء لوحة "زهرة الخشخاش" وأعتقد أنها رغم خروجى من السجن ستستمر تنشر وتوثّق معناها بأننى لم أكن سوى كبش فداء لمن حاولوا أن يحولونى إلى شماعة يعلّقون عليها فسادهم الذى أزكمت رائحته الأنوف.. وأعتقد أن المعرض سيكون لجمهورى بمثابة عرض بصرى يستطيع من خلاله الوقوف على حجم هذه التجربة بكل تفاصيلها، ولعلمى أن هذا المعرض يختلف بكل المعايير عن كل معارضى السابقة، فهو قضية فى ثوب معرض، أو معرض يفضح قضية". وتابع شعلان "لقد حرصت على تقديم هذا المعرض بشكل أكثر تفصيلاً من خلال المؤتمر الصحفى الذى سيُعقد فى تمام الساعة السادسة مساء الخميس بقاعة مؤتمرات مركز الجزيرة للفنون ويصاحبنى خلاله الصديق الفنان الكبير جورج بهجورى، والفنان الدكتور صلاح المليجى، والناقد الفنى المثقف صلاح بيصار، ودعوت له الصحفيين والإعلاميين وجمهورى لنتشارك معاً تساؤلاتنا وآرائنا وأطروحاتنا لتلك الفترة فى محاولة لرؤية أشمل وأكثر تعبيراً ومصداقية". واختتم شعلان حديثه بأبيات أمير الشعراء "فمن يغتر بالدنيا فإنى لبست بها فأبليت الثيابا، لها ضحك القيان إلى غبى ولى ضحك اللبيب إذا تغابا، جنيت بروضها وردا وشوكا وذقت بكأسها شهدا وصابا، فلم أر غير حكم الله حكما ولم أر دون باب الله باب".