الخرطوم: أكد متمردون في ولاية جنوب كردفان السودانية المضطربة الخميس انهم اسقطوا طائرة حكومية من طراز انتونوف قرب الحدود مع دولة الجنوب بعد غارة على قرية اسفرت عن سقوط قتيل. وتعذر الاتصال بالمتحدث باسم الجيش السوداني للحصول على تعليق. كما تعذر الاتصال باي مصدر مستقل في تلك المنطقة النائية التي لا يسمح للصحافيين بالتحرك فيها. وقال ارنو نغوتولو لودي المتحدث باسم متمردي الحركة الشعبية شمال السودان في اتصال هاتفي ان الطائرة كانت تحلق على علو منخفض عندما اطلقت عليها نيران المدفعية الثقيلة بعد ظهر الاربعاء. وقال لودي لفرانس برس "اطلقوا عليها النار حتى شاهدوا النيران تشتعل في جناحها وشاهدها سكان الجبال وهي تحترق". وتحطمت الطائرة في منطقة جاو على بعد اكثر من 50 كلم جنوبا على الحدود المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان ولكنها سقطت داخل حدود جنوب كردفان، بحسب لودي. واكد لودي "ظلت النيران مشتعلة فيها طوال الليل وفقا لافادة السكان هناك الذين سمعوا صوت انفجار ومن ثم شاهدوها تحترق". واضاف ان المتمردين في طريقهم لمكان تحطم الطائرة لالتقاط الصور مضيفا انها ثاني طائرة انتونوف على الاقل يسقطها المتمردون منذ بدء الحرب في حزيران/يونيو الماضي. ويؤكد المتمردون تزايد عمليات القصف الحكومية منذ توقيع السودان وجنوب السودان في ايلول/سبتمبر الماضي اتفاقا امنيا يقضي باقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح بعرض عشرة كيلومترات في كل جانب على طول الحدود البالغة حوالي الفي كيلومتر بهدف قطع الدعم عن المتمردين. ويسعى متمردو الحركة الشعبية شمال السودان لاسقاط النظام في الخرطوم. وقال لودي ان المتمردين اعترضوا اتصالات من قائد الانتونوف قال فيها ان طائرته اصيبت. واوضح لودي ان الطائرة وقبل اسقاطها، قصفت بلدة كاودا التي يسيطر عليها المتمردون، ومنطقتي هيبان وهابيلا. وذكر موقع "نوبا ريبورتس" الذي يديره ناشطون من "صحافيين مواطنين" في جبال النوبة بجنوب كردفان ان طائرة انتونوف كانت تقوم "بتحليق منخفض" اسقطت قنابل قرب سوق الاربعاء الاسبوعي في كاودا. وكتب "نوبا ريبورتس" ان قنبلة سقطت على هيبان ادت الى مقتل الجندي المتمرد محمد سيد، وجرح متمرد اخر ومدني. واكد لودي ان مدنيا قتل وليس متمردا. ومتمردو الحركة الشعبية شمال السودان الذين يقاتلون الحكومة في جنوب كردفان والنيل الازرق، كانوا حلفاء لجنوب السودان وقاتلوا الى جانبه اثناء الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه والتي امتدت 22 وانتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل 2005. ويسعى متمردو الحركة لاسقاط النظام في الخرطوم. واصبح جنوب السودان دولة مستقلة في تموز/يوليو 2011 بموجب استفتاء اجري على اساس اتفاق السلام. وتتهم الخرطومجنوب السودان بمساعدة متمردي الحركة الشعبية شمال السودان الامر الذي تنفيه جوبا. وتقدر تقارير الاممالمتحدة عدد الذين تأثروا بالحرب في جنوب كردفان والنيل الازرق بحوالي 900 الف شخص بعضهم نزح من جراء القتال. كما تعاني المناطق التي تسيطر عليها الحركة من نقص في المواد الغذائية والخدمات الصحية. وحد السودان من تحركات منظمات الاغاثة الدولية في هذه المناطق لاسباب امنية وينفي وجود ازمة انسانية في المنطقة.