قصف متمردو الحركة الشعبية شمال السودان الثلاثاء كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان السودانية ما أدى الى مقتل طفلين وجرح ثمانية اشخاص آخرين في ثاني هجوم من نوعه خلال تشرين الاول الجاري. وقال المتحدث باسم المتمردين ارنو لودي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من نيروبي «اؤكد لكم ان اليوم (الثلاثاء) كان هناك رد من الحركة الشعبية شمال السودان. نحن رد بقذائف المورترز». واعلن الجيش السودان ان «طفلين قتلا في القصف وجرح ثمانية مواطنين اخرين». واوضح لودي ان المتمردين قصفوا المدينة بعد قصف الطيران لعدد من القرى ما ادى الى جرح ثلاثة اطفال واصابة مزارع وحيوانات، مؤكدا ان «الحركة الشعبية ستستخدم كافة الوسائل للرد في مواجهة القوات الحكومية». ويأتي هذا القصف قبل يوم واحد من اجتماع لمجلس الامن والسلم الافريقي يفترض ان يراجع خارطة الطريق الافريقية لحل القضايا بين الخرطوموجوبا وتنفيذ قرار مجلس الامن رقم 2046. وتشهد ولاية جنوب كردفان منذ العام الماضي مواجهات بين القوات الحكومية ومتمردي الحركة الشعبية شمال السودان. وقد تعرضت لقصف من المتمردين الشهر الماضي، دانته الحكومة السودانية والاممالمتحدة. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد لفرانس برس ان المتمردين «قصفوا ثلاث نقاط تأمينية خارج المدينة». واوضح ان «احدى القذائف سقطت داخل المدينة ما ادى الى مقتل طفلين واصابة ثمانية اشخاص». واضاف سعد ان «القوات المسلحة تقوم الان بعملية بحث عن مجموعات المتمردين المختفين داخل الجبال». وقال مسؤول الاعلام في مكتب الاممالمتحدة للشؤون الانسانية في الخرطوم دومين رانس لفرانس برس «سمعنا قصفا خارج كادقلي وعلى اثر ذلك سقطت بعض القذائف داخل مدينة كادقلي». من جهته، ذكر شاهد عيان لفرانس برس ان «القذائف بدأت تسقط علينا من خارج المدينة في الساعة التاسعة «، موضحا ان القصف «مركز على وسط المدينة». واضاف هذا الشاهد الذي طلب عدم كشف هويته ان «قذيفة سقطت على منزل عمي واحترق»، بدون ان يتمكن من اضافة اي تفاصيل عن حجم الدمار الناجم عن القصف بينما كان يفر من المنطقة في سيارته. واكد المصدر نفسه انه «رأى اربعة اشخاص مصابين». وقال شاهد عيان طلب عدم كشف هويته ايضا «سمعت عشرين انفجارا ورايت قذيفة تضرب شركة تعمل في مجال بناء الطرق». واضاف ان «معظم الاهالي يغادرون مركز المدينة الان». ولم يعرف على الفور الجهة المسؤولة عن الهجوم لكن في الثامن من تشرين الاول استهدف متمردون من حركة تحرير السودان الشعبية مدينة كادقلي بقصف مدفعي. وقتل سبعة اشخاص في هذا الهجوم بحسب الاعلام الرسمي، واستمر قصف المنطقة ليومين لاحقين. وكان متمردو الحركة الشعبية شمال السودان قصفوا في الثامن من تشرين الاول المدينة على مدى يومين متتالين. واكدت وكالة الانباء السودانية الرسمية حينذاك ان القصف ادى الى مقتل سبعة اشخاص جميعهم نساء واطفال. ودانت الاممالمتحدة القصف معتبرة انه «مخالف للقوانين الدولية» بعدما سقطت احدى القذائف قرب مقر صندوق الاممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) لكنها لم تنفجر. وجاء القصف بعد ان وقعت الحكومة السودانية وحكومة جنوب السودان اتفاقا في ايلول الماضي في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا وثيقة تنص على اقامة منطقة عازلة بعرض عشرة كيلومترات على جانبي الحدود التي تمتد حوالى الفي كيلومتر بينهما. وتواجهت الدولتان خلال آذار ونيسان الماضيين على طول الحدود بينهما ما دفع مجلس الامن الدولي الى اصدار القرار رقم 2046 الذي يطالب بالوقف الفوري للاعمال العدائية وحل القضايا العالقة بينهما عبر التفاوض بوساطة من الاتحاد الافريقي. وتتهم الخرطومجوبا بدعم متمردي الحركة الشعبية شمال السودان الذين يقاتلونها في جنوب كردفان والنيل الازرق، لكن دولة الجنوب تنفي ذلك. وقال محلل سوداني ان القصف في بداية الشهر يهدف الى «اظهار القوة وفرقعة لجذب انتباه المجتمع الدولي» قبل انعقاد اجتماع مجلس الامن والسلم الافريقي في الرابع والعشرين من تشرين الاول. لكن المتمردين اكدوا حينذاك ان عملية القصف جاءت دفاعا عن النفس وردا على قصف الحكومة لمواقعهم بالمدفعية والطيران وانهم ياسفون لوقوع اي ضحايا مدنيين من جراء قصفهم وكان السكان الاصليون لولاية جنوب كردفان قاتلوا الى جانب جنوب السودان خلال الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب التي استمرت 22 عاما وانتهت بتوقيع اتفاق سلام شامل سمح باستقلال جنوب السودان. واعلنت الاممالمتحدة الجمعة الماضي ان عدد الذين تأثروا بالحرب في جنوب كردفان والنيل الازرق بلغ 900 الف شخص، موضحة انها لم تتمكن منذ اكثر من عام من الوصول الى المناطق التي يسيطر عليها التمرد لتقديم مساعدات غذائية. واندلع القتال في جنوب كردفان بين الحكومة والمتمردين في حزيران من العام الماضي وفي النيل الازرق في ايلول.