تحتضن أبوظبي خلال شهر فبراير/شباط الجاري معرض ومؤتمر الدفاع الدولي "أيدكس" ومعرض الدفاع البحري "نافدكس"، اللذيّن يسهمان في تحقيق عوائد عديدة لا تقتصر على قطاع الصناعات العسكرية والدفاعية فحسب، بل تشمل أيضاً مجالات النشاط الاقتصادي كافة ومنها السياحة . استقطبت الدورة الماضية من معرض "أيدكس"، الذي يحظى برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، ما يزيد على 060 .1 شركة عارضة من 52 دولة، وحضره أكثر من 60 ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم . ويكتسب هذا الحدث مكانة عالمية مرموقة بوصفه أكبر معرض متخصص في مجال الدفاع البري والبحري والجوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تتوجه أنظار العالم إليه كل عاميّن لمتابعة أحدث تقنيات الخدمات الدفاعية الخاصة بالأنظمة البرية والبحرية والجوية . وأكدت "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" أن المعرض يسهم في تنشيط حركة السياحة إلى الإمارة، وزيادة مستويات الإشغال الفندقي، إلى جانب ما يقوم به المشاركون في الحدث من إنفاق في المقاصد والمعالم السياحية ومراكز التسوق بالإمارة، وهو ما يدعم أعمال الجهات العاملة كافة في قطاع السياحة . وأوضح مبارك حمد المهيري، مدير عام الهيئة، أن أبوظبي قد حققت نجاحات عديدة في تنظيم واستضافة أكبر المعارض والمؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية التي تسهم في تسليط الضوء على القدرات التنظيمية والكوادر البشرية والبنى التحتية من مرافق ومراكز للفعاليات في الإمارة، مشيراً إلى أن معرض "أيدكس" هو أحد أبرز هذه الفعاليات، لما يشهده من حضور إقليمي وعالمي كبير، وتغطية إعلامية واسعة . وينظم معرض "أيدكس"، الذي عقد للمرة الأولى في العام ،1993 شركة أبوظبي الوطنية للمعارض بالتعاون مع القيادة العامة للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وترعاه شركة توازن القابضة . وتقام دورته المقبلة في الفترة من 17-21 فبراير/شباط 2013 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض . ويتزامن معرض أيدكس مع معرض الدفاع البحري "نافدكس" الذي يشغل منطقة خاصة لقطاع الدفاع البحري، حيث يتضمن عروضاً للمعدات البحرية، وزيارات للسفن الحربية، إضافة إلى الطوافات والقوارب إضافةً إلى مبنى مخصص له . وقال: "تعد المعارض المتخصصة ذات الصدى العالمي مثل "أيدكس" و"نافدكس" منصة مثالية لتأسيس علاقات تعاون مستدامة مع الشركاء الدوليين، التي لا تقف عند مجالات تخصصهم فقط، بل تشمل آفاقاً أخرى منها تقديم وجهتنا السياحية إلى شريحة مهمة من الزوار الذين تكتسب توصيتهم وإشادتهم بها مصداقية كبيرة، كما أنها تسهم في تنشيط حركة سياحة الترفيه، حيث يحرص أغلبية زوار الأعمال على العودة مجدداً برفقة عائلاتهم لتمضية عطلات أطول في أبوظبي . وتوقعت دراسة إحصائية عهدت "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" بإجرائها إلى بيت استشارات متخصص، ارتفاع العائد الاقتصادي المباشر لفعاليات الأعمال في الإمارة خلال السنوات المقبلة ليصل إلى 1 .5 مليار درهم (4 .1 مليار دولار) بحلول العام 2020 . واستقبلت أبوظبي 500 ألف زائر من الأسواق المحلية والعالمية لحضور فعاليات الأعمال خلال العام ،2010 حيث بلغ متوسط إنفاق كل منهم 2،400 درهم (5 .657 دولار)، ما جعل المساهمة الاقتصادية الكلية لفعاليات الأعمال تصل إلى 4 .2 مليار درهم (640 مليون دولار) . ووضعت الهيئة أهدافاً واضحة لقطاع سياحة المؤتمرات والمعارض والحوافز والأعمال خلال السنوات الثماني المقبلة، وتأمل أنه بحلول العام 2015 ستصبح أبوظبي وجهة إقليمية رائدة للمؤتمرات والاجتماعات، وبين أفضل 100 وجهة عالمية في هذا المجال، مع تحقيق زيادة أربعة أضعاف في عدد فعاليات المؤتمرات والمعارض والحوافز والأعمال المقامة في الإمارة، ومضاعفة عدد زوار هذه الفعاليات وعوائدها الاقتصادية . وفي السنوات الخمس التالية، تتوقع ترسيخ مكانة الإمارة بوصفها المقصد المفضل في المنطقة، مع تسجيل زيادة 10 أضعاف في عدد الفعاليات مقارنة بالمستويات الحالية، وأربعة أضعاف في عدد الزوار والعوائد الاقتصادية الكلية . وأضاف المهيري: "نسعى إلى استثمار قدراتنا، اعتماداً على زيادة رصيد وجهتنا السياحية من الغرف الفندقية المتاحة بأسعار تنافسية وقيمة اقتصادية عالية، ومرافق الفعاليات الحديثة، إلى جانب توفر أفضل المهارات والكوادر المتخصصة لدى مزودي الخدمات بقطاع السياحة في الإمارة، وذلك لخدمة احتياجات سياحة الاجتماعات والمؤتمرات" . ويتمتع المنتج السياحي في أبوظبي بميزة تنافسية واضحة، والتي تضع "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" نصب عينيها التركيز عليها لدفع عجلة نمو سياحة الأعمال، حيث تؤكد الدراسات أن الزوار والجهات العارضة يبدون اهتماماً بالسعر عندما يتعلق الأمر باختيار الفندق أو مقر الإقامة، رغم أنهم يكونون أكثر تحرراً من قيود الإنفاق في الجولات والمطاعم وأثناء التسوق . ومع زيادة الغرف الفندقية ومرافق إقامة فعاليات الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض في أبوظبي والنمو المطرد في معالمها الترفيهية، تبدو الآفاق واعدة بالمزيد من النتائج الإيجابية واستقطاب أنظار منظمي الفعاليات إلى الإمارة . وتمضي الهيئة قدماً في التعاون مع شركائها لتعزيز أطر التواصل مع الجمعيات والاتحادات النوعية الإقليمية والعالمية لاستقطاب مؤتمراتها واجتماعاتها إلى الإمارة . وستحتضن أبوظبي في شهر إبريل/نيسان 2013 القمة العالمية الثالثة عشرة لمجلس السفر والسياحة العالمي، بمشاركة نحو ألف من قادة هذا القطاع . ويشهد شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2013 احتضانها "المؤتمر الدولي لطب الأعصاب والأوبئة" بحضور ما بين 600-800 مشارك من أبرز الممارسين والباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم . وتضم قائمة الأحداث العالمية المقرر إقامتها في أبوظبي الدورة السادسة عشرة من "مؤتمر التبغ أو الصحة العالمي" الذي يقام كل ثلاث سنوات بمشاركة أبرز الخبراء والمعنيين بالدعوة لمكافحة انتشار التبغ والهيئات الطبية والصحية المختصة والجمعيات الأهلية وصانعي السياسات والباحثين من مختلف أنحاء العالم، وذلك بهدف تحقيق أهداف أول معاهدة للصحة العامة، وهي الاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التبغ والتابعة لمنظمة الصحة العالمية . وتم اختيار أبوظبي لاستضافة الدورة السادسة عشرة عام 2015 بإجماع مجموعة التنسيق الدولي لمؤتمر "التبغ أو الصحة"، متقدمة على سبعة عروض منافسة . وجاء عرض أبوظبي نتيجة جهد مشترك ل"جمعية الإمارات لأمراض القلب" و"هيئة الصحة - أبوظبي" و"هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة"، وسيُعقد المؤتمر للمرة الأولى بمنطقة الشرق الأوسط في "مركز أبوظبي الوطني للمعارض" خلال مارس 2015 على مدى خمسة أيام بحضور متخصصين من الهيئات الحكومية وغير الحكومية المتعاونة في مجال الصحة والطب العام وواضعي السياسات على صعيد مكافحة التبغ عالمياً . كما حصلت أبوظبي على امتياز استضافة "مؤتمر آسيا والمحيط الهادئ لطب القلب 2015"، الذي يقام كل عاميّن ويمثل أعضاء 18 من الجمعيات الطبية المتخصصة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهي المرة الأولى التي ينعقد فيها بمدينة في منطقة الشرق الأوسط . وفي العام نفسه، يعقد الاتحاد العالمي لحدائق الحيوان والأحواض المائية مؤتمره السنوي في متنزه العين للحياة البرية . وتعمل "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" على دعم واستدامة قطاع سياحة المؤتمرات والمعارض والاجتماعات والحوافز في الإمارة عبر مبادرتها "فرص أبوظبي" الرامية إلى دفع عجلة الأحداث ومفاهيم الفعاليات المبتكرة ذات الجدوى الاقتصادية . ويستطيع منظمو الفعاليات الحالية أو المستقبلية، والتي تنسجم مع الرؤية الاقتصادية للإمارة "أبوظبي 2030"، التقدم للاستفادة من مميزات "فرص أبوظبي" .
